برعاية السيد الرئيس بشار الأسد وإحياء للذكرى المئوية للإبادة الأرمنية وضع اليوم محافظ دمشق الدكتور بشر الصبان حجر الأساس للنصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية القديسين في الساحة التي تحمل اسمهم والمجاورة لمطرانية الأرمن الأرثوذكس قرب قوس باب شرقي بدمشق.1
وشارك في وضع حجر الأساس قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم والمطران ارماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها وعدد من رؤساء وممثلي الطوائف المسيحية بدمشق ووزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة نظيرة سركيس وعدد من أعضاء مجلس الشعب وعلماء الدين الإسلامي والسفير الأرميني بدمشق الدكتور ارشاك بولاديان وحشد من المواطنين.
وسبق وضع حجر الأساس قداس إلهي في كنيسة القديس سركيس مطرانية دمشق وتوابعها للأرمن الأرثوذكس إحياء لذكرى شهداء الإبادة الأرمنية القديسين ترأسه المطران نالبنديان.
وطالب المطران نالبنديان في عظته في القداس الإلهي دول العالم بالاعتراف بالإبادة الأرمنية وإدانتها كجريمة بحق الإنسانية جمعاء وليس بحق الشعب الأرمني فقط والمطالبة” لمحاسبة الدولة التركية الحديثة وريثة الجريمة من ال عثمان ومطالبتها بتحمل ما يترتب عليها من المسؤوليات”.
كما طالب نالبنديان “الجمهورية التركية بالاعتراف بالإبادة الأرمنية التي نفذتها الامبراطورية العثمانية وإدانتها ومواجهة تاريخها الخاص وذاكرتها والتخلي عن سياسة التزييف وإنكار الحقيقة التي لا تدحض. على أن يكون الاعتراف خطوة أولى تليها استعادة الأرمن لكل حقوقهم المشروعة بالتعويض عن كل الخسائر البشرية والمادية واستعادة الأراضي الأرمنية المسلوبة والمحتلة من قبل الأتراك”.
ودعا نالبنديان إلى إدراج الإبادة الأرمنية في المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية في سورية لنقلها للأجيال القادمة.
وقال نالبنديان..”سورية الحبيبة أصبحت منذ اليوم أرضا مقدسة ومحجا لكل أرمني أينما وجد في كل أنحاء العالم ليأتي ويتبارك بكل حبة رمل في باديتها لأن رفات أولئك القديسين وذخائرهم موجودة في ترابها الطاهر”.
وأضاف نالبنديان..”إن إحياء ذكرى شهدائنا القديسين من على هذا الهيكل المقدس في دمشق على أرض سورية الحبيبة والمقدسة يحمل في طياته معنى إضافيا لأن هذه الأرض الطيبة كانت الملاذ والملجأ والخلاص لأولئك الذين نجوا من هول الإبادة فسورية بالنسبة للشعب الأرمني مساوية لمعنى القيامة والحياة لأنها كانت جسرا مر منه أجدادنا من براثن الموت إلى أحضان الحياة فأصبحت هي وطن الحياة وشريكة في الحياة والكفاح ضد ذات الجلاد العثماني وشركاء في الشهادة”.
وأشار نالبنديان إلى أن القضية الأرمنية وإن بلغت المئة من العمر فهي تبقى “قضية حية عادلة” في ضمير كل أرمني وفي ضمير كل شريف أينما وجد في هذا العالم لأنها تعج بدم الحياة المتجدد بقوة الحق المستمد من الحقيقة التاريخية المثبتة “مهما حاول مرتكب تلك الجريمة اللاإنسانية نكرانها” لأن الأيام لا تضمد جراح شعب تعرض لإبادة جماعية عنصرية كانت الغاية منها القضاء عليه برمته ومحو تاريخه وإرثه القومي والثقافي ولأنها قضية شعب انتزع من وطنه وأرضه وأرض أجداده لآلاف السنين.
وقال نالبنديان..”من على هذا الهيكل المقدس وباسم أبناء شعبنا الأرمني في كل أرجاء العالم وفي سورية خاصة أتوجه بكل آيات الشكر والامتنان إلى سورية الغالية شعبا وقيادة لاستقبالهم لبقايا شعبنا الذي نجا من هول الإبادة قبل مئة عام وإعطائه فرصة القيامة والحياة من جديد ولأنها وبعد مئة عام أحيت مع أبنائها الأرمن هذه الذكرى وخلقت كل الأسباب لإنجاح مسعاهم في إيصال صوت الحق والصورة الحقيقية إلى أبناء الشعب السوري وإلى الرأي العام العالمي”.
وتوجه المطران نالبنديان بالشكر إلى كل الكنائس في دمشق التي دقت نواقيسها مئة مرة يوم 23 من نيسان تضامنا مع الشعب والحق الأرمني وإعلانا لرفع شهداء الإبادة الارمنية الذين زادوا عن المليون ونصف المليون إلى مرتبة القديسين.
وأكد نالبنديان أن “الشعب السوري هو الشاهد الأول والدائم لتلك الإبادة الرهيبة وهو الشاهد على قيامة الشعب الأرمني من الموت وأن التراب السوري المقدس هو الحارس الأمين لذخائر شهدائنا القديسين”.
وختم نالبنديان عظته بالقول..”على المجرم أن يلقى جزاء ما اقترفت يداه فإن أفلت من العقاب كرر جريمته مرارا وتكرارا والدور التركي في الأحداث الأخيرة في سورية أبلغ دليل على ذلك”.
وأضاف..”لنصلي معا وبشفاعة مليون ونصف المليون من شهدائنا القديسين ونتضرع إلى الله أن ينعم على العالم وعلى سورية الحبيبة خاصة بالسلام والخير والطمأنينة” وبدوره أكد محافظ دمشق في تصريح للصحفيين عقب وضع حجر الأساس للنصب التذكاري أن من يرتكب الإرهاب في سورية مهما ازدادت بشاعته وبغض النظر عن مموليه وداعميه “لابد أن ينكسر أمام إرادة الشعب السوري الملتف حول جيشه البطل وقيادته الحكيمة لتعود سورية كما كانت عبر الحوار والمصالحات الوطنية”.
بدوره أدان أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور وائل الإمام الإبادة الأرمنية مؤكدا أن المؤامرة على سورية ستسقط وسينتصر الشعب السوري ويعود وطنه كما كان وطن المحبة والاستقرار .
وأشار عضو مجلس الشعب عمر أوسي في تصريح مماثل إلى أن “جريمة الإبادة جريمة بحق الإنسانية جمعاء والجلاد التركي يرتكب اليوم أعمالا إرهابية عدوانية ضد أبناء سورية كما ارتكب العثمانيون جريمة الإبادة بحق الشعب الأرمني”.
وأكد أوسي أن “الشعب السوري بجميع مكوناته من عرب وأكراد وأرمن وغيرهم عائلة واحدة تلتف حول جيشها البطل وقيادتها وهي منتصرة على المؤامرة التي تستهدف وطنهم مهما ارتكب المتآمرون من إرهاب”.
بدوره أكد الشيخ عبد اللطيف كرباج أن الجلاد التركي الذي ارتكب جريمة الإبادة الأرمنية يرتكب اليوم جريمة إضافية جديدة بحق الشعب السوري لا تقل بشاعة عما ارتكبه أجداده من ال عثمان معربا عن ثقته بانتصار الشعب السوري بوحدته الوطنية وإرادته القوية.
ويأتي وضع حجر الأساس والقداس الإلهي ضمن فعاليات تقيمها الهيئة المركزية لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية في سورية تضمنت قداديس إلهية في عدة كنائس ووضع إكليل من الزهور على صرح الشهداء الأرمن ضحايا الإبادة في باحة مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها كنيسة القديس سركيس في باب شرقي بدمشق وإشعال الشعلة المقدسة على الصرح وقرع أجراس الكنائس الأرمنية في سورية مئة مرة ومسيرة شموع من حارة الأرمن بدمشق باتجاه ساحة شهداء الإبادة الأرمنية القديسين بدمشق.
يذكر أن الإبادة الأرمنية جرت بين الأعوام 1915و1923 وشملت عمليات قتل وذبح وإبادة بحق الشعب الأرمني وكانت ذروتها في 24 نيسان عام 1915 حيث اتخذ حزب الاتحاد والترقي التركي قرارا يقضى بإبادة الشعب الأرمني وقررت الحكومة الاتحادية وفق مرسوم حكومي ترحيل الأرمن القاطنين في الإمبراطورية العثمانية.
وأعلنت أرمينيا في 23 الجاري شهداء الإبادة الأرمنية المليون ونصف المليون الذين سقطوا من أجل إيمانهم والوطن قديسين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 27/4/2015)