وقع اللواء محمد الشعار وزير الداخلية مع نظيره الروسي فلاديمير كولوكولتسيف اليوم في موسكو اتفاقية تعاون بين وزارتي الداخلية في سورية وروسيا تهدف إلى تركيز الجهود والقدرات على مكافحة الجرائم الخطرة بما فيها الإرهاب وإزالة أسبابه ومنابعه.
وقال الجنرال كولوكولتسيف لـ سانا في موسكو إن “الاتفاقية تنطوي على اهمية كبيرة جداً لتطوير تعاوننا الخلاق لسنوات كثيرة إلى الأمام” موضحا أن أهم ما تتضمنه هذه الاتفاقية هو “تركيز الجهود والقدرات على مكافحة الجرائم الخطرة بما فيها الإرهاب لأنه شر يصيب الجميع”.
وأضاف وزير الداخلية الروسي أن “العلاقات الروسية السورية تتطور بصورة ديناميكية وأن توقيع هذه الاتفاقية يقدم للجانبين قاعدة قانونية جيدة للمضي قدما في تطوير العلاقات المتبادلة”.
بدوره قال الشعار إن “علاقات التعاون مع الأصدقاء الروس متطورة في جميع مجالاتها إلى أبعد الحدود ولكن هذه الاتفاقية تعزز الاليات العملية لمزيد من التعاون الفعال بين وزارتي الداخلية في البلدين للقضاء على الإرهاب وإزالة أسبابه ومنابعه وعلى صعيد الجرائم الأخرى أيضا التي تمارس في البلدين”.
وأشار الشعار إلى أن الاتفاقية تعزز علاقات التعاون التي هي قائمة بالأساس وتضع اليات جديدة لتنفيذها بشكل فعال وبشكل قانوني أكثر على جميع الصعد والمستويات سواء الجرائم أو تسهيل عبور الأشخاص والهجرة غير الشرعية والى ما هنالك من مكونات هذه الاتفاقية.
حضر توقيع الاتفاقية الوفدان السوري والروسي وسفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد.
وكان اللواء الشعار بحث مع نظيره الروسي اليوم في مقر وزارة الداخلية الروسية في موسكو مسائل التعاون الثنائي في مجال الأمن.
وأعلن الجنرال كولوكولتسوف خلال جلسة المباحثات أن اللقاء مع الوفد السوري برئاسة نظيره الشعار يسهم في تطوير العلاقات بين وزارتي الداخلية في روسيا الاتحادية وسورية قائلا إن “المهام الأساسية لوزارة الداخلية الروسية تكمن في حماية حياة وسلامة وأمن المواطنين الروس”.
وأشار كولوكولتسوف إلى أن الوفد السوري سوف يتعرف على هيكلية وزارة الداخلية الروسية وسيطلع أيضا على مختلف فروعها ودوائرها البنيوية. وأكد أن وزارة الداخلية في روسيا هي مؤسسة منفتحة وشفافة وليس لديها أي أسرار خاصة تخفيها عن المجتمع الروسي وعن الزملاء في الدول الصديقة الأخرى مقترحا توقيع اتفاقية ثنائية نوعية من أجل تطوير التعاون في هذا المجال لتكون قاعدة قانونية تدفع عجلة العمل نحو الأمام.
وقال “هناك مهمات وأهداف مشتركة تجمع بين كل وزارات العالم وهي مكافحة الجريمة والتعاون المتبادل في مجال المعلومات التي ستكون حاضرة ومسجلة في نص الاتفاقية بين سورية وروسيا وسيجري التعاون في مجالات تطبيقها بالإضافة إلى التعاون في مجال تدريب الكوادر” مؤكدا أن التعاون في مسألة محاربة التطرف ومكافحة الإرهاب هو من أولويات المسائل المهمة الماثلة أمام الوزارتين ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن اللجنة الحكومية الروسية لمكافحة الإرهاب والتطرف تلعب الدور الأساسي في هذا المجال في روسيا الاتحادية.
بدوره نقل الشعار في مستهل حديثه تحيات وتقدير السيد الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس فلاديمير بوتين وتقدير ومحبة الشعب السوري للقيادة الروسية وللشعب الروسي الصديق وشكرهم للموقف الروسي النبيل من الأزمة في سورية وللدعم الذي تقدمه الصديقة روسيا الاتحادية خلال الأزمة.
وقال الشعار إن “الأزمة في سورية عنوانها الإرهاب الذي بدأ بعناوين مطلبية وبراقة ثم كشف عن وجهه الحقيقي ليأخذ شكلا إرهابيا بحتا” مشيرا إلى أن التنظيمات الإرهابية تتنوع تسمياتها ولكنها كلها تصب في خانة واحدة وان تغيرت تسمياتها من وقت إلى آخر خلال الأربع سنوات حتى استقرت على تسمياتها المعروفة حاليا مثل تنظيمات /جبهة النصرة/ و/داعش/ و/الجيش الحر/ و/أحرار الشام/ و/الجبهة الإسلامية/ الارهابية وغيرها.
وأوضح الشعار أن تسميات التنظيمات الإرهابية تختلف باختلاف الدول الأجنبية التي تدعمها ولكنها تهدف كلها إلى تحقيق هدف واحد هو إسقاط سورية والعيش المشترك فيها إضافة إلى إسقاط الدولة السورية والشعب السوري بلحمته ومكوناته لتمتد إلى خارج سورية وبقية المنطقة لتصل إلى مختلف دول العالم جميعا مشددا على ضرورة التعاون لإجهاض مشروع الإرهاب.
بدوره لفت السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد إلى أن ما يميز الموقف الروسي الداعم لسورية هو استناده إلى القانون الدولي واعتماده على ميثاق الأمم المتحدة موضحا ان ذلك يعتبر بوصلة للعمل الروسي ضد الإرهاب الذي تواجهه سورية والذي يهدد الجميع دون استثناء كما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 28/4/2015)