شارك السيد الرئيس بشار الأسد هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء في التكريم الذي أقامته اليوم لأبناء شهداء الحرب على سورية الذين أكملوا مسيرة ابائهم وانتسبوا إلى الكليات العسكرية بمختلف صنوفها.
وقال الرئيس الأسد: أيها الأحبة الغالون أبناء وبنات شهدائنا الأبرار والأبطال.. كل عام وأنتم بخير.. المشرفون والمشرفات المدرسون والمدرسات العاملون والعاملات في هيئة مدارس أبناء الشهداء كل عام وأنتم بخير.. أردت أن أكون معكم اليوم لأنني أشعر بسعادة غامرة كلما التقيت بأبناء وبنات الشهداء.. أردت أن أشارككم ولو جزءا من هذا الاحتفال وهذه المناسبة الغالية جميعا مناسبة السادس من أيار ومناسبة تكريم مجموعة من أبناء وبنات الشهداء الذين قرروا أن يسيروا على درب آبائهم والتحقوا بالقوات المسلحة ويحملوا بندقية ويسيروا على نفس النهج.
وأضاف الرئيس الأسد: هذه المناسبة مناسبة غالية جدا لأنها تحمل معاني كثيرة البعض من هذه المعاني هو معان رمزية والبعض منها معان حقيقية ترتبط بذكريات معينة مر بها الوطن ومرت بها سورية فمنذ نحو مئة عام أو منذ نحو قرن من اليوم كانت هناك حملة اعتقالات وإعدامات لمجموعة من الوطنيين السوريين من قبل العثمانيين وامتدت هذه الاعتقالات على مدى سنوات كانت ذروتها في العام 1916 عندما قاموا بإعدام أكبر مجموعة من الوطنيين الذين كانوا يدافعون عن الشعب السوري ضد الظلم في ذلك الوقت.
وتابع الرئيس الأسد: لم تقتصر الجرائم في ذلك الوقت على تلك المجموعة من الوطنيين بل امتدت لتشمل الملايين من الأرمن والسريان وشرائح مختلفة كانت تعيش في كنف السلطنة العثمانية في ذلك الوقت واليوم تتكرر هذه المجازر بنفس الشكل مع اختلاف بعض الأدوات والأسماء ففي ذلك الوقت من قام بعمليات الإعدام هو كما قرأنا جميعا في كتب المدارس جمال باشا السفاح أما اليوم فمن يقوم بها أردوغان السفاح لذلك التاريخ يتكرر كما نرى لكن الجانب الرمزي لهذه المناسبة هو رسالة الشهادة.
وأكد الرئيس الأسد أن الشهادة هي أنبل رسالة يحملها الإنسان في أي مكان من العالم عندما يدافع عن الوطن.. والقضية والمبادئ هي رسالة غالية جدا يحملها الإنسان ونبل هذه الرسالة لا يشمل فقط الشهيد الذي حملها وإنما يمتد ليشمل كل من حمل نفس هذه الرسالة بعد استشهاد الشهيد وبكل تأكيد أكثر إنسان قادر على حمل هذه الرسالة هو أي فرد من أفراد عائلة هذا الشهيد.
وقال الرئيس الأسد: إذا كان التواصل واللقاء مع أي عائلة من عائلات الشهداء في سورية هو شرف لنا وشرف لكل إنسان وطني في سورية فكيف يكون عندما نلتقي بشخص هو ابن شهيد وهو شخص انتسب إلى القوات المسلحة ليسير على نفس النهج.. بكل تأكيد سيكون الشرف في تلك الحالة مضاعفا فإذا لا بد لنا لكي ننتصر في المعركة من أن يكون لدينا إيمان بهذه الرسالة وأول هذا الإيمان هو الإيمان بالله الذي يجمعنا جميعا لأنه سيقف مع الحق في النهاية لكن هناك إيمانا يتفرع عنه.
وأضاف الرئيس الأسد: هناك الإيمان أولا من قبل المقاتل بضرورة الانتصار وهناك إيمان من قبل المجتمع وثقته بهذا المقاتل.. عندما يثق المقاتل بقضيته وبانتصاره سوف يعطينا المعنويات.. عندما يحقق النصر في أي معركة من المعارك ولو كانت معركة صغيرة.. وعندما نؤمن نحن بهذا المقاتل سنعطيه المعنويات كمجتمع وكشعب وكحاضنة عندما يخسر معركة من المعارك.
وأشار الرئيس الأسد إلى أننا اليوم نخوض حربا وليس معركة.. والحرب غير المعركة.. الحرب هي مجموعة من المعارك الكثيرة وعندما نتحدث عن حرب شرسة كالتي تحصل في سورية على امتداد آلاف الكيلومترات من الحدود وآلاف الكيلومترات المربعة داخل سورية فنحن نتحدث ليس عن عشرات ولا مئات بل نتحدث عن آلاف المعارك ومن الطبيعي في مثل هذا النوع من المعارك والعدد والظروف وهي طبيعة كل المعارك أن تكون عملية كر وفر.. ربح وخسارة.. صعود وهبوط.. كل شيء فيها يتبدل ما عدا شيئا وحيدا هو الإيمان بالمقاتل وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار لذلك عندما يحصل نكسات يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع وأن نعطي الجيش المعنويات ولا ننتظر منه دائما أن يعطينا فالعملية هي عملية تبادل بشكل مستمر وليس كما يفعل البعض اليوم عندما يحاول تعميم روح الإحباط واليأس بخسارة هنا أو خسارة هناك أو لأنه يخضع للدعاية الخارجية.
وقال الرئيس الأسد: إن هذه الدعاية التي انطلقت مؤخرا بعد أن فشلت قبل عامين.. تذكرون في بداية الأزمة كانت هناك حملة استمرت عاما أو عامين أو أقل بقليل لكنها فشلت بالمحصلة بالرغم من أن الظرف كان أصعب في ذلك الوقت وكان الكثير من السوريين لا يرى حقيقة ما يحصل على الواقع ولكن الممولين والمروجين والسياسيين والإعلاميين المنغمسين في تلك الحملة انكفؤوا إلى جحورهم.. ظهروا الآن مجددا لأنهم رأوا أن هناك تربة خصبة موجودة لدى البعض في هذا الوطن.
وأكد الرئيس الأسد أن الوطنية ليست مجرد كلام.. الوطنية يجب أن تقترن بالشجاعة ولا يمكن ان أكون وطنيا فقط ولا أكملها بباقي المواصفات ويجب أن نفرق بين القلق والخوف فكلنا قلقون على الوطن ليس فقط الآن وليس فقط في الأزمات.. دائما طالما أن هذا الوطن هو محل أطماع من قبل دول مختلفة عبر تاريخه وعلينا أن نفرق بين الحكمة والجبن فكثير من الناس يسوقون الحكمة أو الجبن على أنه حكمة مطلوبة من قبل البعض هذا الكلام غير مقبول.
وقال الرئيس الأسد: لا يجوز أن نعيش حالة تناقض فالحرب فيها ربح وخسارة وهناك أشخاص يقومون الآن بقتل أو بسحق العديد من الإرهابيين على خطوط النار مع الإرهابيين.. وهؤلاء الأشخاص لو كانوا يخافون لما قاموا بهذا العمل هم يقاتلون ويتقدمون والبعض منهم يقاتل وينتصر وهو من الثبات والبعض منهم يقاتل وهو يتراجع للخلف عندما تفرض الأمور هذا الشيء.
وأضاف الرئيس الأسد: علينا أن نكون حذرين من هؤلاء المحبطين والمحبطين في المعركة فالهزيمة النفسية هي الهزيمة النهائية ولكن انا لست قلقا منها فكما فشلت الحملة الأولى في بداية الأزمة ستفشل هذه الحملة ولا يوجد أي قلق ولكن هذا لا يمنعنا من التحذير من أن بداية الإحباط هو الوصول إلى الهزيمة ولا نراه طالما أن هناك جوابا.. أنا أقول إن هذا الجواب موجود بكن وبكم أنتم أيها الأبطال الشجعان الذين قررتم أن تسيروا على هذا الخط.
وقال الرئيس الأسد: أنتم الجواب أولا على هذه الحملة وأنتم الدواء لأولئك الخائفين وعندما تقوم مؤسسة بالدولة أو غير حكومية أو مؤسسة خاصة بتكريمكم وبتكريم من هم يسيرون على نفس النهج فهذا لأنهم يريدون أن ينقلوا عبركم التحية ويشدوا على أيادي كل من هم من أمثالكم من أبناء الشهداء وهم بالمئات.. الآن الذين يسيرون على نفس خطى أبنائهم في المدارس العسكرية أو على خطوط النار هم يريدون عبركم أن يحيوا كل عائلة شهيد وكل جريح شهيد حي وكل عائلة جريح وكل مقاتل على خط وقف اطلاق النار هم يريدون أن يحيوا كل شجاع صمد في معارك صعبة قاتل بالحصار.
وتابع الرئيس الأسد: لم تبدأ هذه المعارك البطولية في معارك سجن حلب ولن تنتهي في حصار مشفى جسر الشغور فالأوائل انتظروا حتى وصل الجيش وصمدوا وانتصروا وتابعوا المعركة معهم والآن ان شاء الله سوف يصل الجيش قريبا إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة من أجل دحر الإرهاب.. فاذا عبركم نحن ننقل التحية ونبث لكل من هو مثلكم المحبة والاحترام والتقدير ونقول.. إن ثقتنا بكم كبيرة جدا.. ونقول لكل المقاتلين والأبطال محبتنا لكم ليس لها حدود.. مرة أخرى كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم.
وكرمت هيئة مدارس أبناء الشهداء الطلاب الضباط الذين أكملوا مسيرة آبائهم الشهداء وانتسبوا إلى الكليات العسكرية بكل الاختصاصات خلال احتفال أقامته في مقرها بدمشق بمناسبة ذكرى عيد الشهداء.
وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية الأبرار وبالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية.. تلا ذلك تقديم مجموعة من أبناء وبنات الشهداء عدداً من الأغاني الوطنية وبعدها توزيع الأوسمة والدروع على الطلاب الضباط المكرمين.
وأكد الطالب لؤي الكنج في كلمة باسم أبناء وبنات الشهداء أن الشهداء سيبقون مشاعل نور وأبطالا كتبوا مجد الوطن بدم زكي طاهر وقال “إن الوجه الآخر للشهادة هو العلم والتفوق وعهدا من أبناء وبنات الشهداء أن تظل قلوبنا أناشيد محبة على الدوام تتغنى بالوفاء لوطننا سورية ولسيد الوطن الرئيس بشار الأسد”.
وأضاف الطالب الكنج “إن السادس من أيار عيد الشهادة والشهداء هو عيد الخالدين الأبطال الذين جسدوا قيم الحياة الفاضلة وكانوا فرسانا دفعوا مهر السيادة والكرامة دما زكيا وكانوا كرماء قدموا أرواحهم فداء للوطن”.
وأشار الطالب الكنج إلى أن هؤلاء الشهداء هم أوسمة شرف على صدورنا وأكاليل غار على هاماتنا نتشرف بتضحياتهم ونعتز بشهادتهم التي رسخ قيمها وعمق مفاهيمها القائد المؤسس حافظ الأسد.
بدورها قالت المدير العام للهيئة العامة لمدارس أبناء الشهداء شهيرة فلوح “إن عيد الشهداء يكتسب هذا العام طابعا مميزا حيث ارتأت الهيئة تكريم أبناء الشهداء الذين تخرجوا من مدارس الهيئة وآثروا أن يلتحقوا بالكليات العسكرية في مختلف الاختصاصات رغبة منهم في رفد قواتنا المسلحة الباسلة بضباط لامعين”.
وأضافت فلوح “إن هؤلاء الطلاب الضباط تخرجوا من مدارس الهيئة وقد تمثلوا قيم آبائهم الشهداء وعاهدوا الله والوطن أن يسيروا على نهج آبائهم فداء لوطن أحبوه وأرض عشقوا ترابها الطاهر”.
وعبرت فلوح عن الإيمان بانتصار سورية على الحرب الإرهابية بوعي شعبها وبسالة جيشها وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 7/5/2015)