برعاية السيد الرئيس بشار الأسد وبمشاركة وفود من 12 دولة عربية بدأت اليوم أعمال المؤتمر التاسع عشر لاتحاد المعلمين العرب بعنوان /بالعلم والعمل والإيمان نبني مشروعنا القومي ونصنع الانسان/ وذلك في دار الاوبرا بدمشق.
ويتضمن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام مناقشة المشاركين أبرز القضايا والتحديات التي تواجه المعلمين العرب والتقارير التنظيمية والتعليمية والنقابية وافتتاح المعرض الفني الخامس والعشرين تحت عنوان /سورية تنتصر/.
وخلال افتتاح المؤتمر الذي تضمن عرض فيلم عن الرئيس الأسد احتوى مقتطفات من مراسم أداء القسم عام 2014 ولقاءاته مع مختلف شرائح المجتمع وزياراته الميدانية لبعض المواقع العسكرية اشار الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال الى دور المعلم في بناء الوطن والدفاع عن الأمة العربية وحقوقها ومواجهة الهجمة الصهيوأطلسية الرجعية العربية التي تستهدف رسالته الحضارية داعيا إلى “استعادة ثقة الأجيال بعروبتهم وعظمة أمتهم”.
وأكد الهلال أن سورية ستبقى منارة للمشروع العروبي وشعلة للمقاومة والصمود والدفاع عن مصالح الشعب العربي وأن المعركة التي تخوضها “معركة استعادة العروبة وثقافتها وحضارتها المعهودة” وهي ليست عسكرية فحسب بل تربوية ونفسية واجتماعية مبينا أن “سورية تراهن على أصالة الشعور الوطني والقومي لدى المعلمين في هذه المعركة التي تخوضها”.
بدوره لفت وزير التربية الدكتور هزوان الوز الى مهمة المعلم في تثبيت قيم المواطنة والانتماء ورسالته في التعليم ومشاركته في صمود الوطن أمام “الإرادات المجنونة” التي تعمل على تدمير الهوية الحضارية لسورية الوطن والانسان وإبادة تاريخها وتكريس الظلم والجهل كعنوان لها.
وأشار وزير التربية إلى حجم المسؤولية التي تقع على عاتق المعلمين العرب من جهة دورهم في تثبيت قيم المواطنة والانتماء والمدنية والتنوير وترجمة المعرفة إلى سلوك لافتا إلى “أن الدم العربي الذي اريق خلال السنوات الاربع الماضية والدمار الذي لحق بالآثار والاوابد التاريخية يؤكد وجود فراغ كبير في الاداء التعليمي العربي وأن المناهج لم تكن على المستوى المطلوب ما يحتم اعادة النظر بها وبناء المعلم على نحو جديد يتحقق معه ومن خلاله تلازم التربية مع التعليم”.
وتقدم الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب فرج المرتضى باسم المعلمين العرب “بالشكر والعرفان للرئيس الأسد لرعايته المؤتمر” مؤكدا أن ما تتعرض له سورية وبعض الدول العربية من أحداث مؤلمة تستهدف ثقافتها ووجودها بتمويل من قوى إقليمية واستخبارات عالمية إنما هو لخدمة الكيان الصهيوني.
وشدد المرتضى على ضرورة معرفة ما يجري حولنا من متغيرات وإعادة ترتيب الاولويات لتحقيق طموحات شعبنا مبينا التزام الامانة العامة لاتحاد المعلمين العرب بالموقف الثابت من جميع القضايا المصيرية وخاصة تجاه فلسطين و”حل القضايا الداخلية للبلدان العربية حلا داخليا” معتبرا أن “انعقاد المؤتمر في دمشق يعد موقفا عمليا لتضامن المعلمين العرب مع سورية وصمودها”.
من جهته أشار نقيب المعلمين في سورية نايف الحريري الى مكانة المعلم ومهنته المقدسة في معركة بناء الانسان وحمل قضايا الامة ومعاناة الوطن والى مكانة سورية التاريخية كمنطلق للأديان والحضارات مثمنا قدوم وفود المنظمات العربية الى سورية لحضور المؤتمر في الوقت الذي تتشتت فيه بعض الدول العربية عن الفكر العروبي معتبرا “أنه شرف للمعلم أن يقود معركة البناء والتحرير”.
وتخللت المؤتمر فقرات فنية قدمتها هيئة مدارس ابناء وبنات الشهداء وفرقة جلنار السورية.
وفي تصريح للصحفيين عقب افتتاح المؤتمر أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أن “انعقاد المؤتمر بالتزامن مع تصاعد الحرب الكونية الإرهابية ضد سورية رسالة قوية بأن أحرار العرب المخلصين لوطنهم وأمتهم يقفون إلى جانب سورية ويساندونها في تصديها للحرب الإرهابية التي لا تستهدفها فحسب بل الأمة العربية والهوية والقومية العربية”.
وقال الحلقي “إن مشاركة الوفود العربية بالمؤتمر تمثل إرادة المعلمين والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية الممثلة للشريحة الأكبر من المجتمعات العربية وأن قدومهم إلى دمشق قد يتنافى مع إرادة حكوماتهم في كثير من الدول العربية التي تقف للأسف في خندق واحد مع التنظيمات الإرهابية المسلحة العابثة بأمن سورية ومؤسساتها التربوية الوطنية”.
وبين الحلقي “أن رعاية الرئيس الأسد للمؤتمر دليل على أهمية المعلمين ومكانتهم كأصحاب رسالة في بناء الانسان والمعرفة باعتبار العملية التعليمية رافعة أساسية للتنمية الشاملة وبناء الاقتصاد المعرفي” موجها الشكر للمعلمين العرب “الذين أتوا لإغناء المؤتمر وأثبتوا أننا أبناء أمة واحدة يجمعنا التكامل والتضامن العربي”.
حضر المؤتمر رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث ومن أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية وعدد من الوزراء وممثلين عن البعثات الدبلوماسية وعدد من أمناء فروع الحزب والمحافظين وممثلين عن منظمات المعلمين العرب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وحشد كبير من المعلمين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 18/5/2015)