دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني كل الدول إلى التوحد من أجل القضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره في المنطقة والعالم مؤكدا أن “مكافحة الإرهاب رهن باقتناع جميع الدول بأنه لا يصب في مصلحة أحد”.
وقال روحاني خلال لقائه اليوم وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سييارتو “إن الذين يستغلون التنظيمات الإرهابية كوسيلة لتحقيق مآربهم عليهم أن يعلموا أن هذا النهج نهج خاطئ لأن كل بلد أنشأ الجماعات الإرهابية ودعمها خلال الأعوام الـ 15 الماضية تحمل وبالها فيما بعد”.
وأكد الرئيس الإيراني أنه لا حل سوى التنسيق المشترك بين الدول لمكافحة الإرهاب مرحبا بنشاطات الدول الأوروبية وخاصة هنغاريا في هذا المجال.
وفيما يخص الشأن اليمني قال “إن الشعب اليمني اليوم يعاني من القتل والدمار ويتحمل المآسي بسبب عمليات القصف التي يقوم بها التحالف السعودي وهم اليوم أحوج ما يكونون إلى مساعدة المجتمع الدولي”.
وبالنسبة للمحادثات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد أشار الرئيس روحاني إلى أن الضغوط والعقوبات “لا طائل منها” وغير مقبولة مؤكدا أن المباحثات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حققت “تقدما ملحوظا”.
وقال روحاني “لو توفرت الإرادة الجادة لدى الطرف الآخر سنتمكن من التوصل إلى الاتفاق النهائي في المهلة المحددة” مؤكدا أن إيران وكما أثبتت حتى الآن اعتمدت “نهجا شفافا” ودخلت المفاوضات “بعزم وإرادة” راسخين كما أن نشاطات إيران النووية تتم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذه النشاطات ستبقى مستمرة في مسارها السلمي.
وأشار روحاني إلى العلاقات الودية بين إيران وهنغاريا والأرضيات والإمكانيات المتوافرة لتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين وقال “إن البلدين بإمكانهما أن يشكلا جسرا يربط الشرق الأوسط بأوروبا الوسط”.
من جانبه أشار وزير الخارجية والتجارة الهنغاري خلال اللقاء إلى أهم تطورات منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على أوروبا وقال “إن لإيران وجميع دول الاتحاد الأوروبي مصالح مشتركة ونعتقد بأنه لا يمكن التوصل إلى حل مستديم لمشاكل المنطقة بمعزل عن إيران”.
وأعرب سييارتو عن قلقه حيال نشاطات الجماعات الإرهابية ومنها تنظيم داعش الإرهابي مشيرا إلى أن بودابست “ترحب بالحوار بين مختلف الطوائف والمذاهب” وتشيد بالجهود التي تبذلها إيران على صعيد تسهيل عملية الحوار بين الأديان.
وحول الشأن اليمني قال وزير الخارجية والتجارة المجري “لم نوافق ابدا على استخدام القوة وندعو إلى حل سلمي لمشاكل المنطقة”.
وأشار سييارتو إلى أن مشاركة إيران في المفاوضات مع الدول الست مؤشر على أنها من أنصار الحوار والتفاوض معربا عن أمله بأن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الموعد المحدد.
ظريف: تنظيم داعش الإرهابي يشكل خطرا وتهديدا لأمن منطقة الشرق الأوسط
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والتجارة الهنغاري أن تنظيم داعش الإرهابي وما يقوم به من اعتداءات إرهابية يشكل خطرا وتهديدا لأمن منطقة الشرق الأوسط مشددا على ضرورة تحقيق تعاون مشترك للتصدي للإرهاب.
ودعا ظريف إلى وقف العدوان السعودي على الشعب اليمني ووقف القصف الجوي على المطارات والبنى التحتية الذي أدى إلى مقتل وجرح الآلاف من اليمنيين الأبرياء موضحا أن السعودية خرقت الهدنة الإنسانية في اليمن وهناك مؤشرات على عدم استمرارها في التزام الهدنة.
وأشار ظريف إلى معاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعودي وحاجته الماسة إلى المساعدات الإنسانية والطبية مشددا على ضرورة إرسال المساعدات الإنسانية من قبل منظمة الأمم المتحدة وجميع الدول واستخدام كافة السبل لإيصالها للشعب اليمني منتقدا في هذا الإطار عجز الأمم المتحدة عن وقف العدوان وحتى إدانة قتل الأبرياء من الشعب اليمني.
وقال ظريف “إن جميع المساعي التي قام بها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة باءت بالفشل ولم يتم تنفيذ مقترحاته ودعواته في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من العدوان السعودي” مطالبا الأمم المتحدة بالمبادرة والقيام بإيصال المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى أكد ظريف أن تعاون إيران مع المجتمع الدولي سيتم في إطار المصالح والأمن القومي الإيراني وأنها لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها موضحا أن البروتوكول الملحق بالاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يجيز التفتيش العشوائي للمنشآت السيادية للدول والقوانين الموجودة تمنع سوء استغلال جولات التفتيش.
وأشار ظريف إلى أنه بحث مع سيارتو القضايا الاقليمية وخاصة تطورات الأوضاع في سورية والعراق واليمن وافغانستان داعيا إلى تعميق العلاقات بين البلدين في جميع المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي والتجاري.
بدوره قال سيارتو إن “نتائج المباحثات النووية بين إيران والغرب ستنعكس بشكل إيجابي على أمن واستقرار المنطقة” مضيفا أننا سعداء بالحوار الجاري بين الغرب وإيران مشيرا إلى أن هناك مجالات متعددة للتعاون بين الجانبين.
ولفت سيارتو إلى عمق العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيزها في جميع المجالات داعيا إلى ضرورة التعرف على إمكانيات والطاقات المشتركة بهدف تطويرها.
ولايتي: الأزمات في البلدان العربية والإسلامية سببها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم
من جهة أخرى أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن الصعوبات والأزمات والظروف الصعبة التي تعاني منها البلدان العربية والإسلامية سببها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
ولفت ولايتي في كلمة له خلال الملتقى العلماني العالمي من أجل فلسطين إلى أن التجربة التاريخية على مدى العقود أثبتت أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة والصمود مؤكدا أن عودة اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في الشتات إلى وطنهم الأم حق قانوني بالكامل لا يمكن أن يبصر النور إلا من خلال المقاومة.
وأضاف ولايتي أنه يجب على جميع المسلمين أن ينهضوا بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في مجال التصدي للأطماع الصهيونية وألا يعتبروا هذه القضية المحقة والعادلة تنحصر فقط في مسؤولية الشعب الفلسطيني.
وشدد ولايتي على ضرورة أن يكون شعار رفع الحصار عن غزة والدفاع عن المقاومة أولى الأولويات للشعوب العربية والإسلامية داعيا إلى ضرورة التمسك بالوحدة ونبذ الخلافات وقال “إن القضية الفلسطينية هي التي توحد الجميع بعيدا عن أي انتماء قومي أو ديني فالقدس هي محور التلاقي”.
ولفت إلى أن الدور الذي يلعبه العلماء في العالم الإسلامي في هذا المؤتمر هو تعزيز الرسالة الإسلامية الأساسية في الدفاع عن الحق والمظلوم في وقت يحاول فيه أعداء الأمة أن يبثوا الفتن من أجل اخراج القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم ومقدساتهم وايجاد الفتنة الكبرى والنزاعات القومية والمذهبية.
بدوره أكد رئيس الهيئة الاستشارية في مجلس علماء فلسطين في لبنان الشيخ محمد الموعد وجوب عدم التفريط بشبر واحد من أرض فلسطين وتوحيد الصفوف والعمل على وأد الفتنة ومنع التقسيم وجعل فلسطين أولوية الأمة.
وشدد الموعد على أن قضية فلسطين ليست قضية أهل فلسطين أو العرب وحدهم وإنما هي قضية أرض ومقدسات إسلامية اغتصبها الصهاينة وواجب على المسلمين العمل الجاد لإنقاذها مبينا أن كل القرارات الدولية الصادرة بشأن فلسطين والتي تعطي حقا وسلطة لـ /الكيان الإسرائيلي/ الغاصب هي قرارات باطلة شرعا.
وكان ولايتي أكد اليوم عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى في بيروت أن الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في القلمون يشكل مصدر تعزيز لجبهة المقاومة والممانعة في المنطقة برمتها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 19/5/2015)