أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن التاريخ يعيد نفسه اليوم بعناوين جديدة وأسماء مختلفة وأن الخطر الذي يتهدد دول وشعوب ومجتمعات وجيوش المنطقة الآن هو المخطط التكفيري “المتوحش”.
وقال نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير: “اتوجه بالتحية إلى سورية قيادة وشعبا ولكل من ساند ودعم المقاومة في نصرها” لافتا إلى “أننا اليوم أمام خطر لا مثيل له في التاريخ وهو يستهدف الوجودات البشرية” وأكد السيد نصر الله أن معركة القلمون مستمرة ومتواصلة حتى يتمكن الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الشعبية ورجال المقاومة من تأمين كامل الحدود السورية اللبنانية.
وقال نصر الله ان الجيش العربي السوري وقوات المقاومة الشعبية والاحتضان الشعبي جعل سورية تصمد حتى اليوم في مواجهة الحرب الكونية معتبرا أن الخطر الأكبر في مواجهة المخطط التكفيري هو “تجزئة المعركة في العراق وسورية ولبنان ومصر”.
وأوضح نصر الله أن أبرز نموذج للمخطط التكفيري الذي يتحرك على الأرض تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يسفك الدماء ويدمر ويقتل ويغتصب ويسبي ويذبح لافتا الى المجزرة التي ارتكبتها مؤخرا في تدمر وراح ضحيتها المئات أغلبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأشار السيد نصر الله الى ان تنظيم “داعش” الإرهابي يعبر عن وحشية تجاه كل ما هو إنساني وحضاري وهو ليس مجموعة صغيرة موجودة في زاوية من زوايا العالم العربي أو الإسلامي ويمكن أن يعلن عن وجوده في كل مكان من العالم لأن هناك أتباع لفكره ومنهجه التكفيري لافتا إلى أن هذا التنظيم عبر عن وجوده أول أمس في القطيف بالسعودية.
وقال نصر الله “قادرون على ان نسهم مع الجيش والشعب والمقاومة في سورية بصنع الانتصار على المشروع التكفيري ورد عدوانه” مضيفا قتالنا في سورية دفاع عنها وعن لبنان والعراق واليمن وفلسطين وعن الجميع في كل مكان على امتداد منطقتنا.
وأكد السيد نصر الله أن الانتصار الحقيقي في سورية هو أنهم أرادوا أن يسقطوها منذ أكثر من أربع سنوات خلال شهرين أو ثلاثة ولكنها بقيت وصمدت وما زالت تقاتل مشددا على أن المشروع التكفيري سيهزم ويدمر ويسحق ولن يبقى منه أثر.
وقال نصر الله..”إن وجودنا في سورية ينطلق من الرؤية الفكرية والاستراتيجية السياسية والفهم العميق والتشخيص الدقيق والموقف الصحيح .. ونحن موجودون في أماكن كثيرة وسنتواجد في كل مكان تقتضيه المعركة”.
ودعا الأمين العام لحزب الله شعوب المنطقة واللبنانيين إلى إدراك الخطر الذي “لا مثيل له في التاريخ” والذي يستهدف جميع أشكال الوجود البشري على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم مبينا أن الذي يسلم من خطر هذا المشروع التكفيري هو فقط من يقبل أن يعيش نمط حياة تلك التنظيمات الارهابية ويحمل فكرها التكفيري ويبايعها بقوة السلاح.
وتابع نصر الله أنه لا يوجد شيء اسمه “جيش الفتح” إنما هو “جبهة النصرة” فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام ويعمل كثيرا الان على تجميله وإعطائه عنوانا جديدا باسم “جيش الفتح”.
وأشار نصر الله الى أن هناك في لبنان وسورية والعراق وفي المنطقة من “يدس رأسه في التراب” ويقول انه ليس هناك خطر وآخرون يقفون على الحياد في هذه المعركة ويساندون ويراهنون على هذه الجماعات الإرهابية ويقدمون لها الدعم ويرون فيها صديقا وحليفا ومنقذا كأمثالهم ممن وقفوا الى جانب “إسرائيل” وساندوها في عام 1982.
وقال نصر الله.. “واهم من يتصور في لبنان والمنطقة أن بسكوته أو دعمه لـ “داعش” و “النصرة” سيحمي جماعته وأول ضحايا هذين التنظيمين الإرهابيين في لبنان سيكون “تيار المستقبل” وقادته ونوابه.
وأشار السيد نصر الله الى أن هناك حربا نفسية ممولة من السفارة الأمريكية وبعض الدول لتصوير المقاومة مهزومة وقال.. “لم أدع إلى التعبئة العامة والأمور بخير وإذا دعونا فسنجد عشرات آلاف الرجال في كل الميادين”.
وأكد السيد نصر الله أنه من الخطأ تقديم المعركة مع التنظيمات الإرهابية عند الحدود اللبنانية وداخلها كما هو الحال في جرود عرسال بأنها معركة حزب الله ويريد أن يجر إليها الدولة والجيش بل انها معركة لبنان داعيا الدولة اللبنانية الى تحمل كامل المسؤولية والدفاع عن الأرض والسيادة والشعب اللبناني.
وبين نصر الله أن الأغلبية الساحقة في بلدة عرسال أعادت النظر في كل المواقف وباتت تشعر بالعبء الثقيل الذي تمثله الجماعات الإرهابية وهي بحاجة إلى من يمد لها يد المساعدة وقال..” نحن جاهزون أن نمد لهم يد الأخوة والمساعدة والوقوف إلى جانبهم”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة اللبنانية من خلال الوقائع أثبتت قدرتها على الانتصار وتحرير الأرض حيث قدمت تضحيات جسام من شهداء وجرحى وان الانتصار على العدو الإسرائيلي عام 2000 صنعه بعض اللبنانيين الذين امنوا بالمقاومة وخيارها ودعموها وبدعم فقط من سورية وإيران ومن تعاطف معها في كثير من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم لافتا الى أن العدو الإسرائيلي ما زالت أطماعه من خلف الحدود وتهديداته قائمة.
وشدد نصر الله على أن المقاومة دافعت عن كل اللبنانيين وكرامتهم وحريتهم وشرفهم وعن كل العرب ولذلك لم يمنعها كل الطعن بالظهر والعمالة والخيانة من أن تهدي نصرها لكل اللبنانيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم وخاصة إلى الشعب الفلسطيني المجاهد.
وأشار نصر الله الى أن بعض اللبنانيين لم ينتظر الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة وأمريكا والغرب بل اعتمد على قدراته ورجاله وأصدقائه في إيران وسورية وانطلقت المقاومة منذ الأيام الأولى ونفذت عملياتها الاستشهادية والنوعية التي هزت كيان العدو وقلبه وثقته بجيشه وقدراته.
وأكد نصر الله ان المقاومة تتمسك بالمعادلة الذهبية “الجيش والشعب والمقاومة” التي كان أهم نتائجها انتصار أيار عام 2000 وتموز عام 2006 وهي التي تحمي اليوم لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي والفكر التكفيري وأي تهديد آخر.
وحذر نصر الله من أن الولايات المتحدة الامريكية تلعب بكل دول المنطقة ودول الخليج كي تبيع الأسلحة وتنهب النفط والخيرات وتمزق وتدمر المنطقة ولا يمكن الاحتماء بها.
وتساءل نصر الله ما الذي حدث بعد سنة من تشكل “التحالف” بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي حيث أن عدد الغارات خلال سنة هو أقل بكثير من غارات “إسرائيل” على لبنان بحرب تموز أو من غارات “اسرائيل” على غزة بحرب 22 يوما مشيرا إلى أن إرهابيي “داعش” يتنقلون بأسلحتهم بين سورية والعراق تحت أعين الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار نصر الله إلى أن تنظيمي “داعش” و “النصرة” يتلقون الدعم الفكري والإعلامي من فضائيات “عاصفة الحزم” عدا عن شراء النفط منهما ودعمهما الرسمي وغير الرسمي بالمال والسلاح مع فهم خاطئ لدى البعض الذي يقول بأن هناك قوة عربية مشتركة لحماية لبنان ودول المنطقة.
وأكد نصر الله أن الخيار الحقيقي والصحيح هو أن يعتمد العراقيون والسوريون واللبنانيون واليمنيون وكل شعوب المنطقة على أنفسهم ويشحذوا هممهم ويثقوا بقدراتهم ويتعاونوا ويتكاتفوا ويبحثوا عن الأصدقاء الحقيقيين الصادقين ليقدموا لهم الدعم والمساندة مشددا على أن المعركة معركة وجود العراق وسورية ولبنان وشعوبهم.
وحول الأوضاع في اليمن لفت نصر الله الى أن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لم يحقق أيا من أهدافه لأن الذي يقف في وجه هذا العدوان هو الجيش اليمني والمقاومة الشعبية اليمنية والاحتضان الشعبي اليمني.
وفي الشأن البحريني دعا نصر الله حكومة البحرين إلى وقف الرهان على يأس الشعب البحريني وتخليه عن مواصلة مسيرته وإطلاق سراح السجناء وفي مقدمتهم الرموز والعلماء وايقاف المحاكمات الشكلية المشوهة والى التصالح مع الشعب.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 25/5/2015)