أكد النائب الفرنسي جاك ميار “أن سياسة الحكومة الفرنسية في الشرق الأوسط غير مقروءة والأسوأ أنها دون رؤية بعيدة النظر وتقود فرنسا إلى المأزق على حساب مصالحها الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية”.
وأشار ميار في بيان صادر عنه بعنوان “سورية ما هي السياسة الفرنسية بعد تدمر” إلى أن “دخول متعصبي داعش إلى تدمر أثار انفعالا مشروعا وكبيرا ينسجم مع المجازر التي يفرضونها على البشر والمواقع الأثرية” لافتا إلى أنه “من الضروري تجاوز مرحلة الانفعال والتساؤل حول السياسة الخارجية الفرنسية غير القادرة اليوم على أخذ الوقائع بعين الاعتبار من أجل مواجهة التهديدات الإقليمية الحقيقية التي تزعزع الشرق الأوسط بأكمله أي داعش وجبهة النصرة”.
وتساءل ميار..”لماذا تسكت فرنسا عن الرهان المزدوج لأغلب دول المنطقة التي تسلح الإرهابيين وتمول داعش عبر شراء النفط منه وتدعمه على الصعيد اللوجستي وهل صحيح كما تؤكد بعض المصادر التي يبدو أنها واسعة الاطلاع أن باريس تواصل إرسال الأسلحة إلى الجيش الحر الوهمي والتي أصبحت موجودة بين أيدي جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة”.
واستغرب ميار استمرار فرنسا بموقفها تجاه الرئيس بشار الأسد في الوقت الذي يواجه فيه تنظيم داعش الإرهابي ويحمي مسيحيي الشرق.
كما تساءل النائب الفرنسي..”لماذا التباهي باختيار معسكر السعودية التي تمثل بالتأكيد زبونا لصناعة السلاح الفرنسية لكنها تمارس عودة الأصولية السلفية وترشح نفسها في الوقت نفسه إلى رئاسة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة” وقال ..”إنها معادلة مستحيلة ومضحكة بالنسبة لحكومة اشتراكية”.
وحول الموقف من إيران استهجن ميار الارتياب الدائم تجاه هذا البلد الذي سيكون في جميع الأحوال “قوة وطرفا لا يمكن تجاوزه في الشرق الأوسط” متسائلا.. “هل سيكون الأمريكيون الذين أدركوا ذلك جيدا أغبياء أو ساذجين”. وقال ميار..”لا يكفي اليوم تحديد العدو داعش لكن يجب أيضا معرفة التحرك من أجل مواجهته والقضاء عليه” مؤكدا “وجوب التحرك مع دمشق بشكل منسجم لإعادة الاستقرار إلى المنطقة بدلا من تسليح أعداء سورية وممارسة سياسة النعامة تجاه أنقرة وقطر”.
وختم ميار بيانه بالقول ..”إن السوريين وحدهم يقع على عاتقهم اختيار حكومتهم بعد عودة السلام وعندها من الممكن أن يفاجأ أولئك الذين يعطون الدروس الأخلاقية”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 27/5/2015)