أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الآلة الإعلامية غير المسبوقة تواصل للسنة الخامسة على التوالي عملها الدؤوب للتحريض على الإرهاب والعنف ولنشر الفتنة واختلاق الأكاذيب بشأن ما يجري في سورية في انتهاك سافر لقرار مجلس الأمن 1624 لعام 2005 ولأخلاقيات العمل الإعلامي أو ما تبقى من هذه الأخلاقيات إن وجدت مشيرا إلى حشد العديد من القنوات الإعلامية والمواقع الإلكترونية للترويج للإرهاب وجذب وتجنيد المقاتلين الإرهابيين الأجانب واستقدامهم من شتى أنحاء العالم إلى سورية في انتهاك متعمد لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والصكوك الدولية الأخرى المتعلقة بمكافحة الإرهاب وذلك وسط شلل مثير للشبهات في أوساط مجلس الامن ولجانه الفرعية.
وقال الجعفري في بيان ألقاه أمس خلال جلسة نقاش مفتوح أمام مجلس الامن بعنوان “حماية المدنيين في النزاعات المسلحة.. حماية الصحفيين”: إن ذلك ترافق مع محاولاتٍ لإسكات الإعلام السوري من خلال استهداف مؤسساته بأعمال إرهابية تخريبية والتعرض لكوادره خطفا واغتيالا لافتا الى ان هذه الإعمال الإرهابية أسفرت عن استشهاد 33 صحفيا وعاملا في المؤسسات الإعلامية السورية علاوة عن تعرض العشرات غيرهم لإصابات واعتداءات وعمليات خطف واحتجاز من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تتفاخر دول نافذة في مجلس الأمن علنا بأنها تدربها على الأراضي التركية والأردنية وغيرها.
وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية دأبت على التعامل مع الإعلام بانفتاح وأصدرت منذ الأسابيع الأولى للأزمة قانونا جديدا للإعلام في خطوة إصلاحية تهدف إلى تعزيز العمل الإعلامي وتحقيق المزيد من الحرية والشفافية موضحا أن الحكومة السورية التزمت بالتعاون مع المبعوث الخاص الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان وتنفيذ خطته ذات النقاط الست ومن بينها البند الخامس المتعلق بدخول وعمل الصحفيين.
وبين الجعفري أن الالتزام السوري تجلى في منح تراخيص دخول وعمل لمئات الإعلاميين العرب والأجانب وهو الأمر الذي أكده في حينها عنان الذي أشار إلى أن مكتبه تحقق من دخول الإعلاميين إلى سورية وأن الطلبات التي كانت ترده من الصحفيين آنذاك كانت تقتصر على طلب تمديد مدة الزيارة حصرا.
ولفت مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الى ان الحكومة السورية مازالت ترحب وتستقبل الإعلاميين الراغبين بالدخول إلى سورية ولكن بطرق قانونية وعبر المعابر الحدودية الرسمية لتمكينهم من العمل بحرية.
وقال الجعفري: “لقد أولت الحكومة السورية اهتمامها لسلامة الصحفيين وأمنهم وطالبتهم بعدم الدخول إلى الأراضي السورية بطرق غير شرعية تعرضهم للخطر كما طالبتهم بتجنب أماكن وجود المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها /داعش/ و/جبهة النصرة/ وكان من المؤسف أن طالت يد الإرهاب بعض الإعلاميين الأجانب الذين تعرضوا أسوة في ذلك بنظرائهم السوريين للاعتداءات والخطف والاحتجاز والقتل” موضحا أن الحكومة السورية بذلت جهوداً كبيرة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري لتحرير الإعلاميين المختطفين وإخلاء الجرحى وجثامين القتلى منهم من المناطق التي فيها التنظيمات الإرهابية المسلحة ومن ثم إعادتهم إلى ديارهم.
وتابع الجعفري: “بالرغم من ذلك يواصل بعض الإعلاميين للأسف التسلل إلى الأراضي السورية عبر حدودنا المشتركة مع دول الجوار بطرق غير مشروعة وبمساعدة من مجموعات مسلحة حيناً ومن سلطات دول مجاورة أحياناً أخرى ما يؤدي إلى تعرض بعضهم للخطر الشديد وتوقيف بعضهم الآخر ومن ثم إطلاق سراحهم والسماح لهم بمغادرة الأراضي السورية”.
ولفت الجعفري إلى أنه في اللحظات التي يتحدث فيها امام مجلس الامن كانت قناة الجزيرة القطرية تستضيف الإرهابي المدعو/أبو محمد الجولاني/متزعم التنظيم الإرهابي المسمى/جبهة النصرة/ المدرج على قائمة لجنة مجلس الأمن المعنية بالقاعدة في لقاء إعلامي للترويج للإرهاب ولتوجيه المزيد من التهديدات للحكومة والشعب في سورية.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة أن إجراء مثل هذا اللقاء هو انتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ولاسيما القرار 1624 المتعلق بمنع التحريض على الإرهاب مضيفا.. “من الواضح أن النظام القطري ومشغليه يسعون من خلال إجراء هذه المقابلة مع رئيس كيان إرهابي مدرج على قوائم مجلس الأمن إلى تبييض صفحة /جبهة النصرة/ تماماً كما تبيض المافيا الأموال القذرة وإعادة تقديمها كمعارضة معتدلة علما أن الإرهابي/الجولاني/ وجه خلال اللقاء تهديدات مباشرة إلى العديد من حكومات الدول الأعضاء”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 28/5/2015)