مؤتمر دولي في رومانيا لمناقشة الأشكال الجديدة للعنف والإرهاب
2015-06-02
بوخارست-سانا
ركزت جلسات المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة الرومانية بوخارست نهاية الشهر الماضي تحت عنوان “محاربة الإرهاب والضرورة إلى ثقافة أمنية” على مناقشة الأشكال الجديدة للعنف والارهاب وضرورة حماية حقوق الانسان وتعزيز الثقافة الامنية وذلك بمشاركة باحثين من مالي والهند وماليزيا وايران وايطاليا ورومانيا والسفارة السورية في رومانيا.
وقال السفير الإيراني في بوخارست حميد معير في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.. ان التهديدات قائمة عبر التاريخ ولكن المشكلة تكمن في الوقت الحاضر ان التعصب والإرهاب لايعطي قيمة للحياة وبالتالي لم يعد العالم قادرا على تحمل هذا النوع من الوحشية مع تطور التكنولوجية داعيا الى التفاوض والحوار بين دول المنطقة حول جميع القضايا للوصول الى الفهم المشترك.
وحذر السفير الايراني الغرب من ان دعم الإرهاب سوف يقود الى ارتداد الارهاب عليه وخاصة عند عودتهم الى بلدانهم منتقدا مجلس الأمن الدولي لتقصيره في محاربة الارهاب وفي تعامله مع مثل تلك القضايا بطريقة مزدوجة.
وأكد عدد من الباحثين العاملين في مراكز للدراسات والمعلومات في كل من رومانيا وايران وبلجيكا وروما وماليزيا على ان الثقافة الامنية لاتحتاج الى المحاضرات فقط وانما تتطلب ردودا على التهديدات الامنية والتعاون بين الدول والمجتمعات مشيرين الى ان محاربة الارهاب لم تعد مسؤولية الدول فقط بل باتت من مسؤولية المجتمعات.
وشددوا على ضرورة التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني لمحاربة الارهاب وعلى الحاجة للثقافة الامنية وبناء وعي ثقافي لمسألة القضايا الامنية في المجتمعات لافتين الى ان بعض الدول تتعامل مع الارهاب بطريقة انتقائية.
واوضح الباحثون ان ثقافة وتعاليم تنظيم “داعش” الارهابي مبنية على مبادئ واستراتيجية حركة طالبان وتنظيم القاعدة الارهابيين مشيرين الى جذور الصراع في المنطقة كالحدود السياسية التي صنعتها اتفاقية سايكس بيكو ودور اللاعبين الخارجيين في افغانستان والعراق الذي عقد المشكلة من خلال شن الحروب والحاجة الى التنمية.
ودعا الباحثون الى توسيع فكرة الثقافة الامنية وتعزيز دور المؤسسات الدولية لان التحديات التي تواجه المنطقة ناجمة عن تضارب المصالح الخاصة بين اللاعبين الإقليميين في المنطقة وإلى انعدام الثقة بين الاطراف الدولية مؤكدين ضرورة التقاء الجميع حول المصالح المشتركة والتعاون فيما بينهم لايجاد حلول لكل المشاكل.
كما ركزوا في مداخلاتهم على البواعث والأسباب التي تدفع الناس إلى ممارسة الإرهاب مشيرين إلى أن المشكلة ليست مرتبطة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية فقط بل مرتبطة أيضا بالإيديولوجية.
ودعا الباحثون الاتحاد الاوروبي إلى اتخاذ قرارات صارمة تجاه أوكرانيا وجورجيا حتى لا تصبح مكانا لتصدير الإرهاب وإلى اتخاذ استراتيجية شاملة لمنع التطرف ومعالجة الأسباب المؤدية الى ذلك.
كما أكدوا ان تنظيم “داعش” الإرهابي يخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية في المنطقة كما لا يشكل تهديدا للاستراتيجية الامريكية فيها مشيرين الى ان ايديولوجية هذا التنظيم الإرهابي لم تبنى خلال ليلة واحدة بل مضى عليها جيل كامل مشددين على ان “محاربة هذه الايديولوجية ليست عسكرية وانما هي حرب أفكار”.
هذا وقدم سفير سورية في رومانيا وليد عثمان مداخلة خلال فعاليات المؤتمر قال فيها.. توجد دول في المنطقة مثل تركيا والاردن والسعودية وقطر تمول وتدرب الارهابيين للقتال في سورية وتقوم كل من تركيا والاردن بفتح حدودهما لتسهيل عبورهم ونقل السلاح وايصاله إلى التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم “جبهة النصرة” التي تعتبر ذراع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية والمدرج على قوائم الارهاب في مجلس الامن مشيرا الى ان الشيء المثير للسخرية ان هذه الدول تدعي بانها تحارب الارهاب وان غالبية هؤلاء الذين ياتون للقتال لا ياتون بسبب الفقر أو البطالة وان غالبيتهم من اوروبا ومن دول النفط الغنية.
وأضاف السفير عثمان في مداخلته ان ايديولوجية وثقافة الكراهية هي التي تدفعهم الى القتال في سورية حيث ان لديهم دينا خاصا بهم ومعتقدات خاصة مستمدة من الوهابية التي تعتبر السعودية مهدا لها ومن لا يؤمن بنسخة اسلامهم فهو كافر ويجب قتله.
يشار الى ان هذا المؤتمر عقد برعاية السفارة الإيرانية في بوخارست ومعهد الدراسات الاقتصادية والأمنية في الشرق الاوسط والمعهد الاوروبي للأمن والمخاطر وإدارة الاتصالات.