أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا مستمرة في دعمها لسورية شعبا وقيادة معربا عن ثقته بقدرة الشعب السوري على تحقيق النصر على الإرهاب.
وقال بوتين خلال لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في موسكو اليوم “إننا على ثقة بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف وأن سياستنا الموجهة لدعم سورية وشعبها وقيادتها لن تتغير وستبقى ثابتة على حالها” مؤكدا ضرورة تضافر جهود جميع دول المنطقة لضمان نجاح محاربة الإرهاب.
وأضاف بوتين “نستخلص من اتصالاتنا مع جميع الدول المجاورة لسورية التى تربط بيننا وبينها علاقات متينة دون أي استثناء أن هذه الاتصالات تدل على أن الجميع مستعدون للمساهمة بقسطهم في محاربة تنظيم “داعش” وأقصد هنا بطبيعة الحال تركيا والأردن والسعودية”.
وتابع بوتين “من هنا ندعو أصدقاءنا في سورية لبذل كل ما في وسعهم لإطلاق الحوار الوثيق مع جميع دول الجوار الراغبة في محاربة الإرهاب” لافتا إلى “أنه من المفهوم أن تكون هناك خلافات وتناقضات بين دول الجوار ولكن لا بد من تضافر الجهود من أجل محاربة هذا الشر المطلق وهو الإرهاب”.
ودعا بوتين إلى التخلي عن هذه الخلافات وقال “إذا رأت القيادة السورية الجدوى والفائدة في مثل هذا التحالف عبر توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب فنحن سنبذل كل ما في وسعنا في هذا المجال لدعمها وسنستغل علاقاتنا المتينة مع جميع دول المنطقة لمحاولة إنشاء مثل هذا التحالف”.
وقال الرئيس بوتين “أرجو ان تنقلوا أطيب تمنياتي للرئيس بشار الأسد”.
بدوره قال المعلم إن “تحالف دول جوار سورية لمكافحة الإرهاب يحتاج إلى معجزات كبيرة” لأن “هذه الدول أساس المشكلة التي تواجهها سورية وهم الذين يدعمون الإرهاب” معربا في الوقت ذاته عن “استعداد سورية للتعاون من أجل مكافحة الإرهاب حتى مع هؤلاء من خلال الجهود الروسية”.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال جلسة مباحثات مع المعلم أن روسيا ستواصل تقديم كل الامكانيات للشعب السورى ليتمكن من وضع حد للإرهاب معربا عن تضامن بلاده مع نضال الشعب السوري ضد التنظيمات الإرهابية.
وبين لافروف خلال اللقاء أن كل الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية متفقة على أن لا حل للأزمة في سورية إلا الحل السياسي وقال “اليوم عندما يهدد الخطر الإرهابى منطقة الشرق الأوسط برمتها لا ينبغى أن تكون هناك ذرائع لاطالة أمد العملية السياسية”.
ودعا لافروف جميع الأطراف السورية إلى تطبيق ما تم التوصل إليه في لقاءات موسكو التشاورية بشأن الحل السياسي في سورية.
بدوره أكد المعلم أن سورية تؤمن بأن علاقات روسيا معها صادقة وتشكرها على مساعدتها وقال “جئنا لننفذ التعليمات التي وضعتها أمامنا القيادتان السورية والروسية من أجل إيجاد الحل السياسي في سورية”.
ولفت إلى أن الوضع الميداني في جنوب سورية ومحافظة الحسكة “مطمئن” بفضل التفاف الشعب السوري حول جيشه.
وشدد المعلم على أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياسة المعايير المزدوجة تجاه سورية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك أكد المعلم أنه خلال لقائه الرئيس بوتين حصل على وعد بدعم سورية سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وقال المعلم “لقد استمعت باهتمام بالغ إلى ما قاله الرئيس بوتين حول الوضع فى سورية وضرورة قيام تحالف إقليمي دولي من أجل مكافحة الإرهاب”.
وأضاف المعلم “أعرف أن الرئيس بوتين رجل يصنع معجزات كما فعل في روسيا الاتحادية لكن التحالف مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج الى معجزة كبيرة جدا” متسائلا “كيف تتحول هذه الدول التي تآمرت على سورية وشجعت الإرهاب ومولته وسلحته وساهمت بنزف دم الشعب السوري إلى حلف لمكافحة الإرهاب.. نأمل ذلك”.
وقال المعلم “أنا سعيد باللقاء مع فخامة الرئيس بوتين لأنني حصلت منه على وعد بدعم سورية سياسيا واقتصاديا وعسكريا” مشيرا إلى التجارب الناجحة التي جاءت بمبادرة من الرئيس بوتين وأبرزها تجربة الأسلحة الكيميائية.
وأشار المعلم إلى أن الوفد السوري أجرى محادثات مفصلة ومثمرة مع الوزير لافروف والجانب الروسي تناولت الوضع في سورية والمنطقة وتمحورت حول سبل إيجاد الحل السياسي للأزمة في سورية وقال “نحن ممتنون لأصدقائنا في الاتحاد الروسي لعقدهم موسكو1 وموسكو2 وعزمهم على عقد موسكو 3 ونعتقد أن هذا هو الطريق الأسلم للتحضير لمؤتمر جنيف ناجح ونيابة عن صديقي الوزير لافروف أدعو دي ميستورا إلى حضور موسكو 3″.
بدوره قال لافروف “جاء في اللقاء مع الرئيس بوتين أنه لا بد من اعتماد التحليل الموضوعي للأوضاع الراهنة وإجراء الاتصالات مع جميع القوى الإقليمية المعنية بما فيها الدول المجاورة كالسعودية وتركيا والأردن واستنتاج أن جميع هذه الدول تدرك خطورة تزايد النشاط الإرهابي المتمثل بما يسمى “الدولة الإسلامية” وغيرها من التنظيمات الإرهابية.. ولا بد لجميع الدول في المنطقة من التخلي عن الخلافات فيما بينها والتركيز على مهمة تضافر الجهود من أجل محاربة التهديد العام وهو الإرهاب”.
وأضاف لافروف “إن نجاحنا في هذا المجال قد يكون الخطوة التالية ضمن إطار العملية السياسية فيما يخص تطبيق إعلان “الدول الثماني” المؤرخ فى تموز من العام 2013 والذي يدعو كلا من حكومة الجمهورية العربية السورية وجميع القوى المعارضة في سورية إلى تضافر الجهود من أجل محاربة الإرهاب”.
وأكد لافروف أن هذه المهمة لا تزال ملحة لكن مع الأخذ في الاعتبار مدى توسع تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية وعدم الاكتفاء بالجهود السورية بل نوجه الدعوة إلى جميع الدول في المنطقة لتنسيق الجهود من أجل محاربة الإرهاب.
وأوضح لافروف أن ذلك لا يعنى إهمال إيجاد حلول وتطبيق البنود الأخرى لإعلان جنيف المؤرخ في 30 حزيران عام 2012 ومن هذه البنود ضرورة إطلاق الحوار السياسي السوري السوري من أجل التوصل إلى الحلول التوافقية التي تعكس التوافق بين جميع القوى السورية.
ولفت لافروف إلى أن روسيا تدعو دائما إلى تطبيق إعلان جنيف والمبادرة الروسية التي تم تبنيها وتصديقها من قبل “مجلس الأمن” على الرغم من الاعتراض الغربي وقال “نحن نسهم بدورنا فيما يخص تهيئة الأرضية المشتركة للعملية السياسية في سورية عبر جولتين من المشاورات في إطار ما يسمى منتدى موسكو بين ممثلي الحكومة السورية والفصائل السورية المعارضة العقلانية التي تسعى إلى إيجاد توافق حول المبادئ العامة لمستقبل سورية وهي وحدة سورية وسيادتها واستقلالها ووحدة ترابها وحماية حقوق جميع الأقليات الدينية والعرقية”.
وأضاف لافروف “إن جهودنا هذه تتماشى مع جهود أصدقائنا المصريين الذين يرغبون أيضا في إيجاد الظروف لاستئناف المفاوضات الرسمية السورية السورية” لافتا إلى أن “اللقاءات في إطار منتدى موسكو تمخضت عما يسمى مبادئ موسكو وبودنا أن نستمر في عملنا على تطوير هذه المبادئ لتمكين السوريين بأنفسهم من تحديد خطواتهم المستقبلية في هذا المجال”.
وأكد لافروف أن بلاده مستعدة لتوفير الدعم وتحضير القاعدة الراسخة لاستئناف المفاوضات السورية السورية ودراسة امكانية عقد لقاء موسكو 3 في إطار منتدى موسكو دعما للجهود المكثفة للمبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي مستورا والذي يسعى إلى إقامة القاعدة الراسخة لاستئناف المفاوضات السورية السورية التي يشارك فيها ممثلو جميع القوى السياسية السورية اعتمادا على إعلان جنيف1 مع الأخذ بعين الاعتبار التنامي غير المسبوق للخطر الإرهابي في المنطقة.
وقال لافروف “أريد التشديد مرة أخرى على أن مهمة المجتمع الدولي والدول المجاورة وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ليست فرض الحلول الجاهزة على سورية بل تهيئة الظروف المواتية لإطلاق الحوار السوري السوري لمساعدة السوريين بأنفسهم على التوصل إلى التوافق”.
وأوضح لافروف أن المناقشات التي سادتها الثقة والصراحة تركزت أيضا حول العلاقات الثنائية بين سورية وروسيا بما فى ذلك سير تطبيق ما تم الاتفاق عليه خلال الجولة الأخيرة للجنة الحكومية المشتركة في تشرين الأول الماضي.
وجدد لافروف التأكيد على دعم بلاده المستمر لسورية وقال “روسيا كما أكد الرئيس بوتين ستواصل دعمها للشعب والحكومة السورية من أجل حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية في ظل الظروف الحالية الصعبة وتعزيز القدرات السورية الدفاعية لمواجهة الخطر الإرهابي”.
وخلال الرد على اسئلة الصحفيين أشار الوزير المعلم إلى أن سورية عانت الكثير منذ أكثر من خمس سنوات جراء تآمر دول الجوار على الشعب السوري الذي قدم الغالي والنفيس من أجل مكافحة الإرهاب وقال “إذا كان هناك صدق في النوايا وتوقف عن دعم الإرهاب وعن هذا التآمر عندها تحدث المعجزة”.
وقال المعلم “هل يجب أن يسقط ضحايا فى السعودية والكويت وتونس وفرنسا حتى يدرك المجتمع الدولي انتشار الإرهاب.. كنا نقول باستمرار وخاصة لمن يدعمون الإرهاب في سورية أن هذا الإرهاب سيرتد عليكم هل الآن تعلموا بعد هذه الضحايا أم يجب أن يسقط المزيد”.
وردا على سؤال لمراسل سانا في موسكو حول الجهود السياسية التي تبذلها روسيا من أجل الحل السياسي في سورية وأنه من دون عقد موسكو 3 سيكون عقد جنيف 3 قليل الفعالية رأى لافروف “أن فعالية جنيف 3 غير مرهونة بفعالية موسكو 3 ومن الضروري استخلاص العبر من فشل جولتين من مفاوضات جنيف” لافتا إلى أن هذا الفشل كان محتوما لأن دول الغرب وبعض دول المنطقة راهنت على قوة واحدة من المعارضة وأهملت القوى السورية المعارضة الأخرى التي كانت تسعى إلى إيجاد حل سياسي.
وبخصوص الاتصالات واللقاءات بين القيادة الروسية وقيادا ت أخرى في إطار مكافحة الإرهاب أكد لافروف أهمية تضافر الجهود من أجل محاربة تنظيمي “داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية معربا عن اعتقاده بأن “الظروف تغدو ملائمة أكثر لفعل ذلك ولا سيما في ظل التهديد الذي تتعرض له دول المنطقة والعالم جراء الخطر المنبثق عن تنظيم “داعش” الإرهابي”.
وقال لافروف إننا “نرى تجليات إرهاب تنظيم “داعش” في أفغانستان وآسيا الوسطى وحتى في أوروبا ولذلك لا بد لنا من الوعي العام لوجود خطر الإرهاب وضرورة محاربته والتمسك بالقواسم والمصالح المشتركة والتغلب على المطامع الآنية والذاتية” معتبرا أن الشيء المهم هو التوصل إلى اتفاق وإدراك بين الجميع لتوحيد الجهود في محاربة الإرهاب.
ودعا لافروف “جميع القوى الخارجية إلى التخلي عن محاولاتها لإسقاط النظام في سورية خلافا لإعلان جنيف” مشيرا إلى أن مواقف بعض الدول بدأت تتغير بشكل تدريجي ما يعطى امكانية التوصل إلى رؤية مشتركة لأن خطر الإرهاب بات يهدد الجميع ولا بد من تضافر الجهود لمحاربته وهو ما أعلنته روسيا منذ البداية.
وحذر لافروف من خطورة التعامل مع القوى المتطرفة المتشددة ودعمها بهدف تحقيق المكاسب الآنية حيث تظهر كثير من الأمثلة كيف تحول دعم الإرهاب إلى نزاع دام واسع النطاق لافتا إلى أن هذا الموضوع تناوله الرئيس بوتين في مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأن المواقف المشتركة لدى روسيا والولايات المتحدة هي عدم السماح بتطبيق تنظيم “داعش” لمشروعه “الخلافة” وتوحيد جهود جميع الدول لمحاربة الإرهاب.
ولفت لافروف إلى أنه سيلتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غدا في فيينا حيث ستتم مناقشة الخطوات العملية من أجل محاربة الإرهاب.
وكان الوزير المعلم بدأ أمس زيارة إلى روسيا تستغرق ثلاثة أيام لبحث الوضع فى سورية واستئناف العملية السياسية لحل الأزمة فيها إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 29/6/2015)