أكد ألكسندر زوتوف السفير الروسي الأسبق في دمشق أن سورية أصبحت رمزا للصمود في النضال دفاعا عن سيادتها الوطنية ومستقبل شعبها في مواجهة حرب شرسة فرضت عليها لافتا إلى أن “مستقبل المنطقة برمتها يتعلق بصمود الشعب السوري ونضاله في الدفاع عن وطنه وسيادته على أرضه”.
وقال زوتوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إن “روسيا كانت وستبقى الصديق الصادق للشعب السوري كما أن إدراك المجتمع الدولي أهمية وضرورة دعم سورية في حربها ضد الإرهاب ولحقيقة أن سورية تمثل اليوم القلب النابض للعرب أجمع يجعل مستقبل العالم العربي مرتبطا بالمنحى الذي ستنتهي إليه الأحداث في سورية” لافتا إلى أن آمالا كبيرة في هذا الاتجاه تعقد على تغيير المواقف في الغرب وعلى الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني “الذي يمكن أن يوفر الفرصة لوضع نهاية للعنف في سورية والعراق واليمن وليبيا”.
كما أكد زوتوف أن مجمل الحروب الدائرة في البلدان العربية اليوم “تمنح الكيان الصهيوني الطمأنينة والارتياح” مشددا على خطأ كل من يراهن على أن الشعوب العربية ستبقى دائما “ضعيفة مقسمة ومجزأة وخاضعة لإرادات أجنبية”.
وأعرب زوتوف عن قلقه من النهج المزدوج الذي يمارسه نظام رجب أردوغان في تركيا مشيرا إلى أن المسؤولين الأتراك يعلنون بعد تركهم الحدود مفتوحة أمام الإرهابيين للتسلل إلى سورية عن نهجهم الجديد في محاربة الإرهاب والذي يعتبر في الحقيقة غطاء لرغبتهم في “حل قضايا تكتيكية داخلية متأزمة وفي تهدئة الوضع الداخلي واستعادة ما فقدوه من تأييد لدى الشعب التركي نتيجة سياستهم المغامرة تجاه سورية”.
وقال زوتوف إن “أرودوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو يعتمدان اليوم سياسة جديدة مزدوجة الأهداف فمن جهة يقومان بقمع المعارضة الداخلية بعنف وبقوة السلاح ومن جهة أخرى يعلنون عن مشاركتهم في التحالف الدولي في محاربة الإرهاب بالرغم من أن أحدا لم يطلب منهم ذلك”.
واعتبر زوتوف أن فكرة إقامة ما يسمى “منطقة آمنة” في بلد مجاور لتركيا تحت ذريعة حماية أمنها القومي من وجود المهجرين ومن تسرب الإرهابيين إلى أراضيها لا يمكن أخذها على محمل من الجد لأن النظام التركي لا يمكن له أن يتصرف في المنطقة دون التنسيق مع حلفائه الأطلسيين وخاصة الأمريكيين وأن “أحدا لم يمنع هذا النظام من حماية أمنه وسلامة شعبه عبر إغلاق حدوده مع سورية وإنهاء دوره كممر ومقر للإرهابيين العابرين من خلالها إلى الأراضي المجاورة” مشددا على أن لدى تركيا “القدرة الكافية” على تحقيق هذه الأغراض ما ينفي ضرورة “إقامة أي مناطق آمنة” حولها.
(المصدر: وكالة ميديا فاكس للانباء، بتاريخ 31/7/2015)