أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية العمل بين جميع دول العالم بعيدا عن التكتلات للحفاظ على “الأمن الدولي والتنمية المستدامة” مبينا أنه تم الاتفاق بين روسيا وحكومات منظمة “آسيان” على تشكيل مجموعة عمل لتعزيز آفاق التعاون المشترك في كل المجالات ولا سيما التعاون الاستثماري والتبادل الثقافي.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الماليزية على هامش الدورة الـ 48 لمؤتمر وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا -آسيان- أنه أجرى أكثر من عشرة لقاءات ثنائية مهمة في كوالالمبور أحدها مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وبحث معه “المشاكل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأوضح لافروف أنه “استكمل مع كيري المحادثات التي تم البدء بها في قطر” وتم الاتفاق على أن “تنظيم داعش الإرهابي يمثل تهديدا وشرا أساسيا يجب توحيد الجهود لمحاربته بالسرعة والفعالية القصوى”.
وقال لافروف.. “ليس لدينا نهج محدد حول طريقة فعل ذلك ولا سيما مع وجود خلافات بما في ذلك بين المجموعات المسلحة في سورية” مشيرا إلى أنه “سيتم بحث الأمر في المحادثات القادمة مع كيري” معلنا أن “وزارتي الخارجية في روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على العمل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وفقا لإمكانياتهما ومبادرتهما المشتركة”.
وحول الأزمة الأوكرانية أكد لافروف أنه بحث مع كيري “هذه الأزمة وجهود العمل المشتركة لتسويتها” مبينا أنه تم “تبادل وجهات النظر حول التوجهات والمواقف الروسية في مجال الأمن والعمليات السياسية والشؤون الإنسانية والاقتصادية في أوكرانيا”.
وبالنسبة لحادثة الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا العام الماضي لفت لافروف إلى أنه التقى أعضاء منظمة آسيان ووزير الخارجية الماليزية داتو سري حنيفة امان ولمس لديه تفهما كاملا للمواقف الروسية تجاه ماليزيا والتي تهدف إلى “حل قضية الطائرة الماليزية والكشف عن حقيقة ما حدث” مبينا أن “روسيا قدمت ما لديها من معلومات حول القضية من الرادارات الروسية”.
وأكد لافروف أن حل قضية كارثة الطائرة الماليزية لا يمكن أن يكون عبر إقامة محكمة دولية لأن مثل هذه المحكمة يمكن أن تستخدم “ذريعة لتسييس القضية وتشويه قرار مجلس الأمن المتعلق بها والذي طالب بتحقيق دولي مستقل فيها”.
وجدد لافروف التأكيد على أن بلاده تطالب بـ “تحقيق مستقل حول حادثة الطائرة الماليزية ومحاسبة المسؤولين عنها وفقا للقوانين الدولية” معربا عن ترحيب بلاده بـ “الموقف الماليزي الذي لم يلجأ لتشويه الحقائق بشأن كارثة الطائرة”.
وفي مقابلة مع وسائل اعلام ماليزية على هامش المؤتمر أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لا تريد الانجرار إلى سباق تسلح جديد ولكنها تملك وسائل كافية للرد على التحديات الناجمة عن مشروع الدرع الصاروخية الأمريكية.
وقال لافروف “لدينا وسائل تقنية كافية وغير باهظة الثمن للرد على الجهود الأمريكية لبناء الدرع الصاروخية وخاصة بعد تسوية الملف النووي الإيراني”.
وأضاف لافروف “إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن في عام 2009 أنه في حال تسوية الملف النووي الإيراني فلن تكون هناك حاجة للدرع الصاروخية في أوروبا ويبدو أنه لم يكن صادقا آنذاك”.
وقلل لافروف من الأخطار التي تنطوي عليها الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة بالنسبة لآسيا مؤكدا أنه لا توجد حاليا أي مواجهة على النطاق العالمي.
وقال لافروف “بعد تفكك النظام العالمي المبني على المواجهة بين القطبين اندلع في العالم عدد كبير من النزاعات الإقليمية كما أن سعي بعض شركائنا بمن فيهم الولايات المتحدة لفرض آرائهم على العالم وتقديم رؤيتهم حول الطريقة التي يجب أن تعيش بها الدول جميعا بما في ذلك عن طريق استخدام القوة العسكرية واللجوء إلى تغيير حكومات شرعية أدى إلى ظهور نقاط غامضة كثيرة وساعد في صعود أشخاص راغبين في استخدام الوسائل الإرهابية لتحقيق أهداف خاصة بهم”.
واعتبر لافروف أن هؤلاء حذوا حذو الولايات المتحدة ولجؤوا إلى القوة لتجسيد أفكارهم بمن فيهم تنظيم “داعش” الذي أعلن أن هدفه هو إقامة “دولة خلافة” في أراض شاسعة تمتد من إسبانيا إلى باكستان.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 6/8/2015)