شجب قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد في روسيا المحاولات الأمريكية لتفسير بيان مجلس الأمن الدولي حول سورية وفق المفاهيم السياسية للولايات المتحدة مشيرا إلى “ترحيب روسيا بهذا البيان”.
وقال كوساتشيف في تعليقه على بيان مجلس الأمن الدولي حول سورية على صفحته في فيسبوك “إن هذا البيان ليس أمرا عاديا ويتحدث عن ضرورة توفير الإمكانية للشعب السوري في أن يحدد مستقبله بمفرده وبشكل ديمقراطي”.
وأضاف كوساتشيف “أن البيان فيه الكثير عن الحاجة إلى إجراء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة” مؤكدا أن موقف روسيا لم يتغير وباق على ما كان عليه “أي أن مستقبل البلاد يجب أن يحدده السوريون أنفسهم بما في ذلك مصير قيادتهم” .
وأشار كوساتشيف إلى أنه وبعد انفراج ملموس في الأمم المتحدة مباشرة جاء الإعلان الصادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في “أنه من وجهة نظر واشنطن يجب ألا تكون هناك أي تنازلات وإن موقف الولايات المتحدة لم يتغير” .
وأضاف كوساتشيف أن “هذا يدل على أن واشنطن لا تزال تفسر أي وثائق للتسوية حصرا بما يتماشى مع نواياها ومصالحها الخاصة ضاربة عرض الحائط ليس فقط بالعمل الشاق المبذول في التوافق عليها وإنما أيضا بالمبادىء الأساسية للعلاقات الدولية بما في ذلك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة”.
وأشار كوساتشيف إلى أن الأميركيين يعتبرون أن كل الاعراف بالنسبة لهم هي غير مكتوبة فهم يرتادون المعبد حاملين اعرافهم فقط وإن الولايات المتحدة تدافع في كل الأحوال عن حقها في احتكار الحديث عمن سيحكم في هذا البلد أو ذاك ولكن مع ذلك فإن تجارب منطقة الشرق الأوسط بأكملها والآن تجربة دول ما بعد الاتحاد السوفييتي في السنوات الأخيرة في تغيير قادتها على الطريقة الأمريكية أي بطريقة انتزاع السلطة بالقوة من الحكومة المنتخبة شرعيا تبين أن هذه الممارسة لم تجلب سوى المتاعب والاضطرابات الجديدة مضيفا إن هذه الممارسات تستوجب تقييما واقعيا من قبل منظمة الأمم المتحدة.
وأوضح كوساتشيف إن هذه المنظمة قد أنشئت كي تكون مرجعا للتنسيق بين تصرفات الأمم وتوجيهها نحو الأهداف المشتركة وليس من أجل تصحيح أخطاء بعض أعضائها.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قبل يومين بيانا رئاسيا حول سورية يتضمن تشكيل أربع مجموعات عمل حول “الأمن والحماية ومحاربة الإرهاب والمسائل السياسية والشرعية وإعادة الإعمار” وينص على “إطلاق عملية سياسية تقودها سورية نحو عملية انتقالية سياسية تعبر عن التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، تاريخ 20/8/2015)