جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوته إلى وقف الحرب الإرهابية التي تشن على سورية.
وقال الراعي خلال قداس في دير سمعان في أيطو بزغرتا شمال لبنان.. ما أحوج حكام الدول العربية والدولية لسماع كلام الله لكي يوقفوا الحرب على سورية والعراق واليمن واللجوء الى الحلول السلمية والعمل الجدي على عودة النازحين إلى بيوتهم وأراضيهم ومكافحة التنظيمات الإرهابية وتحرير الاراضي التي يسيطرون عليها عنوة.
من جهة ثانية أدان الراعي قمع الشباب المتظاهرين سلميا على استمرار ازمة النفايات في بيروت معتبرا أن هذه الفوضى العارمة هي نتيجة الامتناع عن انتخاب رئيس للبنان.
ووجه الراعي التحية إلى المتظاهرين في بيروت وفي كل أنحاء لبنان قائلا.. نحيي المواطنين المتظاهرين ونهنئهم على روح المسؤولية الجارية في عروقهم ونقدر تضحياتهم متحملين الجوع والعطش والتعب والسهر وعدم الراحة والنوم ونبارك مطالبتهم ببلد نظيف من كل تلوث مادي وأخلاقي وسياسي داعيا اياهم للمطالبة بشكل خاص بانتخاب فوري لرئيس للبنان باعتبار ان هذا الامر أساسي.
وأضاف الراعي.. ما آلمنا بالاكثر هو ان التظاهرة السلمية لمطالبة المسؤولين السياسيين بواجباتهم تحولت الى صراع دام مع القوى الامنية وانحرفت عن هدفها الأساسي الرفيع الذي يبتغيه جميع المواطنين اللبنانيين مطالبا بـ “إيقاف الاستهتار بالشعب اللبناني وبكرامته وحقوقه ومستقبله” ومؤكدا ان الشعب هو مصدر السلطات ولا مبرر لأي سلطة لاحتقار الشعب واستغلال طيبته.
وكان عدد من المتظاهرين اللبنانيين أصيبوا بحالات اغماء واختناق مساء اليوم جراء استخدام القوى الأمنية اللبنانية القنابل الدخانية والغازات المسيلة للدموع لتفريق جموع غفيرة من الشبان والمواطنين اللبنانيين الذين احتشدوا مجددا في وسط بيروت مطالبين باستقالة الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام بعد فشلها بالتوصل الى صيغة لحل مشكلة النفايات المتكدسة بشوارع العاصمة اللبنانية في حين أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن وقوع 30 إصابة بين المتظاهرين.
من جهة أخرى قال المدير العام الأسبق للأمن العام اللبناني جميل السيد.. ان الاحتجاجات الشعبية العفوية التي تستهدف اليوم زعماء الطبقة السياسية الفاسدة هي نتيجة حتمية لممارسات تلك الطبقة وعجزها عن معالجة أبسط الأمور وصراعاتها على النفوذ واستهتارها بمصالح الناس وصولا الى تدمير قوانين الدولة ودستورها.
وفي تصريح مماثل دعا الأمين العام لرابطة الشغيلة في لبنان زاهر الخطيب إلى وضع ميثاق تأسيسي للانطلاق بعقد اجتماعي جديد ياخذ بالاعتبار ان لبنان لا يمكن ان ينهض إلا من خلال الشعب وباجراء انتخابات نيابية مبينا انه في حال لم يوضع حل جذري للمشكلة فإن أي حلول أخرى ستكون عبارة عن محاولة تخدير.
من جهته أكد رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين ضرورة تقديم الحكومة اللبنانية استقالتها لعجزها عن ايجاد الحلول لافتا الى ان المحاسبة تنتج من القضاء اللبناني متسائلا في هذا الاطار عن كيفية محاسبة القاضي للمرجعية التي قامت بتعيينه.
وقال تقي الدين في حديث لقناة المنار ان الحل للازمة القائمة اليوم هو صناديق الاقتراع وعلى المواطنين الانتخاب بصوت حقيقي داعيا المرجعيات السياسية إلى رفع الغطاء عن المفسدين التابعين لها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 24/8/2015)