أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الإرهابيين هم الأداة الحقيقية في العدوان الإسرائيلي على سورية وما يقومون به أخطر مما تقوم به “إسرائيل” ولذلك إذا أردنا مواجهتها فعلينا أن نواجه أدواتها أولاً.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة المنار اللبنانية أمس أن جوهر الأزمة في سورية هو التدخل الخارجي وعندما يتوقف هذا التدخل بأشكاله كافة نستطيع القول إن الأزمة في مراحلها الأخيرة لأن مواجهة الإرهاب ستصبح أسهل.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه لا توجد حتى الآن البيئة المناسبة أو العوامل الضرورية لنجاح المسار السياسي في الوصول إلى حل للأزمة وخاصة وجود قوى سياسية سورية مستقلة تنتمي إلى الشعب السوري لافتا إلى أن الدول التي تدعم الإرهاب تفرض شخصيات تمثلها في أي حوار ولا تمثل الشعب السوري.
وأكد الرئيس الأسد أن الولايات المتحدة لا تريد للإرهاب أن ينتصر كما لا تريد له أن يضعف إلى درجة تسمح بتحقيق الاستقرار في المنطقة بل تريد أن تبقى الأمور تسير باتجاه الفوضى وإضعاف كل الدول لافتاً إلى أن الأزمة أثبتت أن رجب أردوغان مجرد دمية لديها أحلام كثيرة وآخرها حلم المنطقة العازلة ولكنه لا يستطيع التحرك باتجاهه إلا بموافقة سيده الأمريكي.
وبين الرئيس الأسد أن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية بل بكل الطرق التي تزيد من مناعة هذا الوطن وتقويه وتبقيه صامدا في وجه الهجمات موضحاً أن أمل الشعب السوري بالنصر هو الحافز لمواجهة الإرهابيين والمخطط الذي رسم لسورية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن أي مبعوث دولي لو كان حياديا تماما لما وافقت عليه الدول الغربية ولذلك فإن تصريحات المبعوثين المنحازة تأتي في سياق الدور المطلوب منهم وهذا أمر اعتدنا عليه مجددا التأكيد على أن أي مبادرة يجب أن تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها وأن يكون القرار فيها للشعب السوري وأن يكون بند مكافحة الإرهاب أولوية.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة…
الرئيس الأسد: أمل الشعب السوري بالنصر هو الحافز لمواجهة الإرهابيين والمخطط الذي رسم لسورية
قال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول ثقة سورية بالنصر في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها وعلى ماذا تعتمد في هذه الثقة.. لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى المواطنين لما صمدت سورية أربع سنوات ونصف.. هذا الأمل هو الذي يشكل الحافز لمواجهة الإرهابيين ومواجهة المخطط الذي رسم لسورية وطبق عليها كما طبق على عدد من الدول العربية الأخرى.
وأضاف الرئيس الأسد: نعتمد أولاً على الشعب.. طبعاً بعد الله.. ولكن لو لم يكن لديك دعم شعبي فلا يمكن لك أن تصمد.. إن لم يكن لديك دعم شعبي فلا قيمة لأي توجه سياسي أو وطني تتبناه كرئيس أو مسؤول أو كدولة.. الاعتماد الأول على الشعب.. ثانياً على الأصدقاء الذين يقفون مع سورية بصلابة ويدعمونها في المنطقة.. منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.
وبشأن وجود اجتهادات توحي بأننا أصبحنا في ربع الساعة الأخير من عمر الأزمة في سورية قال الرئيس الأسد: لا أستطيع أن أقول بأننا وصلنا إلى ربع الساعة الأخير حتى يتوقف أساس المشكلة في سورية التي تبدو معقدة.. فيها تفاصيل كثيرة وفيها عوامل متداخلة ولكن جوهر هذه المشكلة هو التدخل الخارجي.. دفع الأموال.. إرسال السلاح والإرهابيين إلى سورية.
وأضاف الرئيس الأسد: عندما نصل إلى المرحلة التي تتوقف فيها الدول المنغمسة بالتآمر على سورية والمنغمسة بسفك الدماء السورية.. عندما تتوقف هذه الدول عن دعم الإرهاب عندها نستطيع أن نقول بأننا وصلنا إلى ربع الساعة الأخير لأن التفاصيل الأخرى مما يسمى حلاً سياسياً أو مساراً سياسياً أو أي شيء مشابه أو أي إجراءات أخرى تصبح تفاصيل سهلة ليست ذات قيمة.. عندما نقول بأنها ليست ذات قيمة بمعنى ليست جوهرية في حل المشكلة.. تصبح تفاصيل يمكن الاتفاق عليها أيضاً.. حتى مكافحة الإرهابيين الموجودين الآن داخل سورية.
وتابع الرئيس الأسد: عندما يتوقف الدعم الخارجي تصبح مكافحة أولئك الإرهابيين أسهل بكثير.. حتى الآن لم نصل إلى هذه اللحظة.. قد يظهر الجو العام تحولاً.. صحيح.. هذا التحول موجود لكن التحول شيء والوصول إلى نهاية الأزمة شيء مختلف.. قد تكون قريبة.. أنا لا أجعل الأمور سوداوية أو أظهر نوعاً من اللاتفاؤل.. ولكن أحياناً قبل الوصول لربع الساعة الأخير ترى تصعيداً كبيراً.. فقد يكون التصعيد هو مؤشر للوصول إليه لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة.
وردا على سؤال حول ما يجب أن يفهمه الجميع عندما يتحدث الرئيس الأسد عن الحل السياسي قال الرئيس الأسد: أنا لا أستخدم كلمة “حل سياسي”.. أستخدم كلمة “مسار سياسي”.. الحل هو حل المشكلة.. هناك مشكلة.. هناك حل يتكون من محاور فيها محور مكافحة الإرهاب.. فيها محور سياسي بناء على ما طرح في بدايتها.. طرح أن الأزمة أسبابها سياسية.. هذا كلام غير صحيح.. كما قلت قبل قليل الأسباب هي التدخل الخارجي ولكننا سرنا مع كل ما طرح.. قالوا بأن المشكلة متعلقة بالدستور.. عدلنا الدستور.. قالوا المشكلة متعلقة بالقوانين.. غيرنا القوانين.. قالوا المشكلة متعلقة بالمسار الاقتصادي أو السياسة الاقتصادية للدولة.. غيرنا الكثير من هذه السياسات الاقتصادية في ذلك الوقت.. ربما نكون نحن على خطأ وأولئك على حق ولكن بنفس الوقت كنا نريد أن نثبت للآخرين أن هذا الكلام غير صحيح.
الرئيس الأسد: لكي يكون للمسار السياسي تأثير لابد أن يكون بين قوى سياسية سورية مستقلة تنتمي للشعب السوري وجذورها سورية
وأضاف الرئيس الأسد: الآن يطرح أنه لا بد من حوار مع القوى السياسية من أجل الوصول إلى حل للأزمة.. نقول.. لا مانع فلتتفضل تلك القوى التي تطرح نفسها بأنها ممثلة للشعب السوري وتثبت بأنها ممثلة للشعب السوري أو بأن لها تأثيراً.. نحن مستعدون للحوار معها من دون أي تردد.. فهذا ما يسمى المسار السياسي.. لكن في الواقع هذا المسار السياسي لكي يكون له تأثير لا بد أن يكون بين قوى سياسية سورية.. قوى سياسية سورية مستقلة تنتمي للشعب السوري.. جذورها سورية.. فقط داخل سورية وليس كما نراه الآن في كثير من القوى التي نحاورها.. مرتبطة بالخارج مالياً وسياسياً.
وأوضح الرئيس الأسد أنه إذا أردنا أن نتحدث عن الحوار السياسي والمسار السياسي فهو ضروري ليس فقط لحل الأزمة وإنما لتطوير سورية.. ولكن حتى الآن لم تتكون العوامل الضرورية أو البيئة المناسبة لكي نصل بهذا الحوار إلى نتائج نهائية خاصة مع استمرار دعم الإرهاب الذي يشكل عائقاً كبيراً في وجه أي عمل سياسي حقيقي ومنتج على الأرض.
الرئيس الأسد: سلطنة عمان لها دور مهم في التعامل مع نقاط التوتر في المنطقة لدفعها من أجل البرود ولاحقا الحل
وردا على سؤال حول دخول سلطنة عمان على خط الأزمة وزيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إليها و إلى أي حد يمكن أن يكون ذلك أحد مفاتيح الحل قال الرئيس الأسد: لعمان دور مهم في التعامل مع نقاط التوتر المختلفة في منطقتنا لدفعها باتجاه البرود ولاحقاً الحل ومن البديهي أن تكون زيارة وزير الخارجية في هذا الإطار.. في إطار بحث الأزمة السورية.. ومن البديهي أيضاً أن يكون الدور العماني هو المساعدة في حلها.
وأضاف الرئيس الأسد: إن هذه اللقاءات كانت تهدف لاستطلاع التصور السوري لكيفية الحل وبنفس الوقت هم يستطلعون الأجواء الإقليمية والدولية من خلال علاقاتهم للوصول لشيء محدد.. فإذن هذه هي الزيارة الأولى واللقاء الأول منذ سنوات.. من المبكر الحديث عن ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه عمان.. علينا أن ننتظر استمرار هذا الحوار ومتابعته لكي نحدد لاحقاً كيف تذهب الأمور.
وحول تكرر غارات العدو الصهيوني على الأراضي السورية مؤخراً وطريقة التعامل معها وهل بإمكان العدو خلق مناخ وأمر واقع مختلف في سورية أو بالجولان المحتل بشكل خاص قال الرئيس الأسد: لو عدنا لتجربة لبنان خلال العقود الماضية ما الذي جرأ “إسرائيل” على اللبنانيين… هو أن جزءاً من اللبنانيين كان يرتبط بالخارج.. يرتبط البعض منهم بإسرائيل.. البعض يستدعي ويستجلب التدخل الخارجي بأشكاله المختلفة.. هذا أعطى صورة الضعف وبالتالي التجرؤ عليه.. الشيء نفسه بالنسبة لسورية عندما تكون هناك مجموعات سورية تقبل بالتعامل مع الأعداء من “إسرائيل” إلى الأعداء والخصوم الآخرين وتستدعيهم للتدخل في سورية فهذا يجرئ الآخرين على الوطن.
الرئيس الأسد: الإرهابيون هم الأداة الحقيقية في العدوان الإسرائيلي على سورية وإذا أردنا أن نواجه “إسرائيل” فعلينا أن نواجه أدواتها أولا
وأضاف الرئيس الأسد: اليوم الأداة الإسرائيلية الحقيقية الأهم من هذا العدوان هي الإرهابيون في سورية.. أي ان ما يقومون به هو أخطر بكثير مما تقوم به “إسرائيل” من وقت لآخر من أجل دعمهم.. هم أساس المشكلة.. إذا أردنا أن نواجه “إسرائيل” علينا أولاً أن نواجه أدواتها داخل سورية.. لا يمكن أن تواجه العدو الخارجي ولديك عدو داخلي.. لا بد من حسم هذا الموضوع داخل سورية عندها ستعود الأمور كما كانت ولن يتجرأ أحد على سورية لا “إسرائيل” ولا غيرها.
وردا على سؤال حول ما إذا كان إدراك العدو الصهيوني أن أولوية سورية هي محاربة التكفيريين على أرضها يجعله يندفع في هذه الاعتداءات قال الرئيس الأسد: قد يكون هذا عاملاً ولكن العامل الأهم هو وجود من هو مستعد للتعاون معه.. ومن هو قابل أن يتعالج بمشافيه.. من هو جريء لدرجة الوقاحة أن يكتب علناً على مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها المديح لإسرائيل التي تقوم بقصف بلده. قوة البلد بالدرجة الأولى قبل أن تعتمد على الجيش أو على النظام السياسي أو على أي شيء آخر تعتمد على وحدة الشعب.. الشعب طبعاً بمعظمه موحد ولكن عندما تكون هناك بؤر من العمالة والخيانة وبؤر من التطرف والإرهاب فهذه نقاط ضعف لا يجوز أن ننكرها.. هذه العوامل لا بد من التعامل معها عندها تصبح العوامل الأخرى التي ذكرتها هي عوامل ثانوية من وجهة نظري.
الرئيس الأسد: الحدود الآن بيننا وبين “إسرائيل” هي عملاء “إسرائيل” ولابد أن نتعامل مع هذه المشكلة قبل أن نتعامل مع ما يليها
وقال الرئيس الأسد بشأن تغير قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.. طبعاً مع الأخذ بالاعتبار الفارق بين الساحة السورية والساحة اللبنانية.. الفارق الجغرافي.. الفارق الديمغرافي بالنسبة للحدود.. الحدود بين المقاومة و”إسرائيل” هي المقاومة من الجانب اللبناني.. أما الحدود الآن بيننا وبين “إسرائيل” هي عملاء “إسرائيل”.. يشبه جيش لحد وجيش سعد حداد من قبل، فلا بد أن تتعامل مع هذه المشكلة قبل أن تتعامل مع ما يليها من الناحية الجغرافية أو من الناحية السياسية.. عندما تكون المشكلة التي ذكرتها هي مشكلة بالأساس وطنية لا بد من معالجتها أولاً عندها تمكن معالجة باقي المشاكل.
ورداً على سؤال حول ما اعتبره البعض التباسا في بعض الجمل ضمن الخطاب الأخير للرئيس الأسد ومنها ما يتعلق بالجيش وقوة تأثيره إضافة إلى أن سورية منحت إيران وحزب الله الوطن عندما ورد في الخطاب أن الوطن ليس لمن يسكن فيه ويحمل جواز سفره إنما لمن يدافع عنه ويحميه قال الرئيس الأسد: بالنسبة للنقطة الأولى أنا كنت واضحاً وصريحاً.. لا شك بأن حالات الحروب أي حالة حرب تؤدي للمزيد من الفرار من الجيش.. أنا قلت هذا الكلام بشكل واضح في الخطاب.. لم أُنكره وأنا أتحدث بشكل شفاف مع المواطن السوري.. لا يهمنا ما يتداوله الإعلام المعادي.. هذا الشيء يكون له تأثير سلبي في أي معركة وفي أي جيش وهذا حصل حتى في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام وفي كل الجيوش.. ولكن عندما تكون هذه الحرب من نوع خاص وانت تواجه عدواً إمداده لا يتوقف وخاصة من الناحية البشرية يصبح تأثيرها أكثر.
وأضاف الرئيس الأسد: لذلك عندما كنت أشرح موضوع التراجعات في بعض المناطق نرى أن هذا التراجع حصل ولكن بعدها أيضاً كان هناك تقدم للقوات.. حصل تراجع وحصل تقدم في نفس الأماكن في هذه المرحلة التي لا تتجاوز الشهر من الزمن.. فهذا الشيء طبيعي وبديهي في كل المجتمعات وفي كل الحروب ولكن أنا أردت أن أضيء على هذه النقطة لأن لها تأثيراً من أجل تحفيز الشباب لزيادة وتيرة الانضمام والالتحاق بالقوات المسلحة.. لا توجد أي غضاضة في التعبير عن هذا الشيء بهذا الوضوح.
الرئيس الأسد: الدفاع عن الوطن لايكون فقط بحمل البندقية بل بكل الطرق التي تزيد مناعته وتقويه وتبقيه صامدا بوجه الهجمات
وتابع الرئيس الأسد أما بالنسبة للنقطة الثانية حول أن الوطن لمن يدافع عنه.. هذا صحيح.. ولكن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية والدفاع عنه.. الدفاع عن الوطن هو بحسب الهدف المطلوب.. على سبيل المثال الخصوم والأعداء أرادوا لسورية السقوط أو في مرحلة من المراحل إن لم يكن السقوط ممكناً فليكن الشلل الآن بكل مناحي الحياة تمهيداً للسقوط.. فكل من يواجه هذا الشلل يدافع عن وطنه.. كل من يقوم بعمله اليومي.. الموظف.. التاجر.. الطبيب الذي يعالج مريضاً.. الشخص الذي يساعد فقيراً.. الإنسان الذي يحاول نشر القيم الوطنية والأخلاق العالية.. كل هؤلاء يدافعون عن الوطن.
وقال الرئيس الأسد: هناك أشخاص لا يقيمون في الوطن.. يقيمون في الخارج ولكن يدافعون عن سورية كل بحسب موقعه وبحسب إمكانياته.. كل هؤلاء هم وطنيون.. وهناك أشخاص يقيمون في الوطن ولكنهم يتمنون كل يوم لو تكون هناك غارات للناتو على سبيل المثال وربما دخول بري لقوات أجنبية.. فأنا لا أقصد الوجود بالمعنى الحرفي.. ولا أقصد الدفاع بالمعنى الحرفي لحمل بندقية.. وإنما أقصد كل من يدافع عن الوطن بأن يزيد مناعة الوطن ويقوي كل العوامل التي تبقيه واقفاً في وجه هذه الهجمات.. وأنا أتحدث هنا عن السوري فقط.
الرئيس الأسد: لو كان دي ميستورا حياديا لما أتت به الولايات المتحدة والغرب ولن ندعم أي طرح للوسطاء الأمميين لا يتناسب مع مصالحنا الوطنية
وحول تقييم عمل مبعوث الامم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا ولا سيما أنه يكيل في كل تصريح الاتهامات للدولة السورية قال الرئيس الأسد: نحن اعتدنا على هذا الموضوع.. فمن الصعب أن يأتي شخص بموافقة الولايات المتحدة والغرب لأنه حيادي.. لو كان حيادياً لما أتوا به.. الآن نرى تلك التصريحات غير الحيادية.. يتحدث عن سقوط قتلى عند الإرهابيين.. طبعاً بالنسبة لهم كل قتيل هو مدني وبريء وكأنه لا يوجد إرهابيون ولا يحملون سلاحاً.. وفي نفس الوقت عندما يسقط شهداء من المدنيين بسبب قصف الإرهابيين بالصواريخ مدينة دمشق أو حلب أو أي منطقة أخرى في سورية لا نسمع أي تصريح.. فهذا هو الدور المطلوب منهم.. إن لم يقوموا بهذا الدور فلن يكون لهم مكان وسيأتي شخص آخر.. هذه حقيقة.
وبشأن وجود فرصة لدى دي ميستورا لوضع الأزمة في سورية على سكة الحل أم أنه دور يؤديه قال الرئيس الأسد: عندما طرح موضوع المصالحة في حلب دعمناه بشكل مباشر، لم نتردد بغض النظر عن الشخص.. عملياً بالعلاقات الدولية القضية لا تبنى على الثقة.. ما يكون اليوم صحيحاً يصبح غداً غير صحيح وتنقلب الأمور باتجاه آخر.. وإنما هذه العلاقات تبنى على الآليات.. القضية ليست علاقة شخصية.. عندما تكون علاقة دولة مع دولة.. دولة مع منظمة دولية.. دولة مع شخص يمثل الأمم المتحدة أو منظمة دولية أو دولاً.. تصبح العلاقة هي علاقة آليات.. لكي نقول إننا نستطيع أن نسير مع دي ميستورا في مبادرته يجب علينا أن ننتظر ما هي المبادرة المنطقية وما هي الآليات المناسبة لتطبيق هذه المبادرة.. مبادرة حلب كانت مبادرة جيدة ولكن لم توضع الآليات ولم يسمح له بوضع آليات أو بطرح آليات.. لذلك لم نتمكن من دعمه لأن المبادرة انتهت ووئدت في مهدها.. فهذه الصورة متكررة مع كل هؤلاء الوسطاء لذلك إن لم يطرحوا طرحاً يناسبنا ويناسب مصالحنا الوطنية لن ندعمهم ولن نسير معهم.
وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول التلاعب بالتصريحات الإعلامية ولا سيما ما يتعلق منها بالموقف الروسي من سورية ففي حين تؤكد موسكو عمق العلاقات مع سورية وأنها لم تتخل عنها يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يرى بارقة أمل للحل السياسي في سورية لأن روسيا وإيران تعتقدان أن الرياح لا تميل لصالح الرئيس الأسد .. لكي تحدد أيهما الأصح لا بد أن تعود لسياق المسار السياسي أو الأداء السياسي لدولة من الدول.. لا نستطيع أن نقيم روسيا اليوم فقط.. لا بد أن نقيم روسيا لعقود مضت.. كيف تعاملت مع الشعوب.. مع الدول.. مع الأصدقاء.. مع الخصوم.. ونقارن بينها وبين الولايات المتحدة لكي نعرف أين هي الحقيقة.
الرئيس الأسد: السياسة الروسية مبدئية وثابتة وتدعم سيادة سورية وقرار شعبها والولايات المتحدة تتسم سياستها بالغدر
وأضاف الرئيس الأسد : الولايات المتحدة عبر تاريخها تراوغ بتصريحاتها وطبعاً مع تقدم الوقت تصبح هذه السمة بالنسبة للولايات المتحدة هي أساس السياسة.. يعني ما يقوله مسؤول يقول عكسه مسؤول آخر خلال أيام.. وما يقوله مسؤول صباحاً ربما في خطاب أو في تصريح في اليوم التالي يقول عكسه تماماً.. هذه من سمات السياسة الأمريكية.. التخلي عن الحلفاء.. التخلي عن الأصدقاء.. الغدر.
وتابع الرئيس الأسد.. أما السياسة الروسية فلم تكن في يوم من الأيام بهذا الشكل لا أيام الاتحاد السوفييتي ولا أيام روسيا.. هي سياسة مبدئية وهي تزداد مبدئية وبالتالي عندما يخرج وزير الخارجية الروسي في أكثر من تصريح ويخرج مسؤولون آخرون روس يصرحون بنفس اللغة وبنفس السياق باتجاه معين فعلينا أن نعرف أن السياسة الروسية هي سياسة ثابتة مع التأكيد على أن روسيا لا تدعم شخصاً أو تدعم رئيسا.. أساساً غير مقبول من دولة أن تدعم رئيساً.. هذا يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية.. روسيا تدعم مبادئ محددة.. سيادة الدولة.. سيادة الشعب.. قرار الشعب.. وهذا الشعب يضع النظام السياسي المناسب ويختار وينتخب الرئيس الذي يناسبه.. هذا هو مبدأ السياسة الروسية وهذا لم يتغير ولكن روسيا لم تقل أساساً في يوم من الأيام بأنها تدعم الرئيس فلان والآن تخلت عنه.
الرئيس الأسد: نثق بالروس ثقة كبيرة وهدفهم جلب القوى السياسية إلى الحوار لقطع الطريق على دعوات الحرب
وردا على سؤال حول الجهود الروسية وهل نحن على أعتاب جنيف 3 قال الرئيس الأسد: نحن نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا خلال هذه الأزمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفافون معنا بالعلاقة ومبدئيون.. هذه نقاط مهمة.. لذلك عندما يلتقون بأطراف مختلفة لا يوجد لدينا قلق بأن هذه الأطراف ستشوش الصورة الحقيقية بالنسبة للروس.. الروس لديهم علاقات وثيقة مع سورية وقادرون على معرفة كل ما يحصل بدقة.. ونعتقد بأن هدف الروس هو جلب القوى السياسية باتجاه الحوار من أجل قطع الطريق على دعوات الحرب.. هذا هو الهدف ولكن بالمحصلة لن يكون هناك اتفاق على شيء إلا إذا جلسنا كسوريين مع بعضنا البعض وتحاورنا مع بعضنا.. ولن يكون الروسي هو من يفرض أي حل فلذلك بالعكس نحن نشجع على اللقاء بكل القوى ونرتاح عندما يلتقي مسؤول روسي بأي شخص بدون استثناء.
وأضاف الرئيس الأسد: بالنسبة لجنيف 3 هذه اللقاءات هي بهدف الوصول إما لجنيف 3 أو موسكو 3 .. طبعاً هذا يعتمد على الأجواء الدولية وليس فقط ما تفكر به روسيا أو ما تفكر به روسيا مع سورية.. هناك قوى مختلفة في مقدمتها الولايات المتحدة.. هل يذهبون باتجاه جنيف أم موسكو.. الفارق بينهما هو أن موسكو ستكون بهدف الوصول إلى قاسم مشترك عندما نصل إلى جنيف 3 يكون جنيف 3 أسهل وتكون احتمالات فشل جنيف أقل بكثير لكي لا نكرر جنيف1 وجنيف2 الذي لم يحقق شيئا وكانت نتيجته صفراً بشكل مطلق.
الرئيس الأسد: سيادة سورية ووحدة أراضيها وقرار شعبها ومكافحة الإرهاب محددات الموقف السوري من أي مبادرة
وحول ضوابط ومحددات الموقف السوري من أي مبادرة يمكن أن تطرح بصرف النظر عن الجهات التي تطرحها قال الرئيس الأسد: أولاً.. سيادة سورية ووحدة الأراضي السورية.. قرار الشعب السوري بمعنى أنه لن يكون هناك إملاء من أي جهة ويجب أن يكون القرار بالنهاية قراراً وطنياً صافياً.. عملياً، يجب أن تكون هناك قاعدة لأي مبادرة.. تبدأ وتستند وترتكز إلى مكافحة الإرهاب.. أي مبادرة ليس فيها بند مكافحة الإرهاب كأولوية ليست لها قيمة.. كيف نضعها في جدول زمني… هذا موضوع آخر. هذه تفاصيل.. ولكن هذه هي الأسس والضوابط والمحددات في أي مبادرة.
وبشأن وجود مبادرات تطرح أمورا على شاكلة إعادة كتابة الدستور أو إجراء انتخابات تحت إشراف دولي.. هل تعتبر تدخلا في الشؤون السورية قال الرئيس الأسد: طالما أنها قرار سوري ونتيجة حوار واتفاق وطني لا توجد فيها مشكلة.. أما انتخابات بإشراف دولي فلا.. هذا تدخل بالسيادة السورية.. من هي الجهة الدولية المخولة أن تعطينا شهادة حسن سلوك “بهذا المعنى” لا نقبل بهذا الشيء.. في الانتخابات الرئاسية السابقة اتفقنا مع عدد من الدول على إرسال مراقبين بصفة تعاون في مجال الانتخابات وليس بصفة الرقابة وبالمحصلة تحديد إن كنا نجري انتخابات شفافة أم ديمقراطية أم غير ذلك فنحن سنتعاون مع الأصدقاء من أجل تأكيد وتقوية موقفهم بأن ما يحصل في سورية هو عملية سياسية صحيحة بامتياز وديمقراطية وهي تعبر عن الشعب السوري لا أكثر ولا أقل.. أما أن نأتي بمنظمات دولية .. المنظمات الدولية بحاجة إلى شهادات حسن سلوك بأنها حيادية أولاً.. وهي ليست بموقع أن تعطينا شهادات.
وردا على سؤال حول العلاقة بين الأزمة في سورية وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني وفيما إذا كانت سورية ضحية أو مانحة مكسبا قال الرئيس الأسد: أن تكون سورية ضحية بكل تأكيد لا.. لسبب بسيط وهو أنها لم تكن جزءاً من المفاوضات النووية.. القوى الغربية حاولت بشكل أو بكل الأشكال وبكل السبل والوسائل أن تقنع إيران أن يكون الملف السوري جزءاً من الملف النووي وبالتالي الهدف طبعاً هو أن تتنازل إيران عن أشياء لها علاقة بدعم سورية مقابل أن تحصل على أشياء تريدها في الملف النووي.. الموقف الإيراني كان حاسماً حول هذه النقطة ورفض بالمطلق أن يكون هناك أي ملف يدمج أو يكون جزءاً من ملف المفاوضات النووية وطبعاً هذا القرار قرار صحيح وموضوعي وذكي.
وأضاف الرئيس الأسد: لذلك إذا أردنا أن نأتي للنقطة الثانية، هل كانت سورية قربانا.. بكل تأكيد لا ولكن أن نقول بأن سورية هي التي منحت.. بكل تأكيد عندما يكون حلفاؤك أقوياء فهذا يزيد من قوتك وعندما يضعفون فأنت تضعف، هذه معادلة بديهية.. ولكن أيضاً هذا العامل لوحده أن يطرح بأن صمود سورية هو الذي أدى إلى الاتفاق النووي فيه نوع من التبسيط فهذا جزء من سياق طويل ومسار طويل للشعب الإيراني بدأه من قبل الثورة عندما بدأ يفكر في الموضوع النووي ويعمل من أجله.. ولكن بالمرحلة الأهم طبعاً بعد الثورة عندما انطلقت إيران علمياً في هذا المجال والمرحلة الأهم أيضاً كانت عندما صمدت إيران في وجه الضغوط منذ حوالي اثني عشر عاماً عندما بدأ تداول هذا الملف على الساحة الدولية وصولاً إلى تمسكها بثوابتها خلال المفاوضات على مدى العامين الماضيين.
وتابع الرئيس الأسد: وفي هذا السياق صمود الشعب الإيراني ووحدته حول هذا الموضوع النووي هما العامل الأهم الذي أدى لتحقيق هذا الإنجاز.. يبقى العامل السوري.. ربما لا أستطيع أن أجزم.. فالإيراني هو الأقدر على تحديد هذه النقطة ولكن قد يكون عاملاً من العوامل المساعدة.
وردا على سؤال حول أن العالم مقبل على شكل جديد من التكتلات وسورية ربما تكون أقرب إلى تكتل مع إيران منها إلى أي تكتل يمكن أن يحدث قال الرئيس الأسد: تحالفنا مع إيران عمره الآن ثلاثة عقود ونصف.. فما هو الجديد عندما نكون مع إيران.. نحن في الأساس علاقتنا قوية ونحن حلفاء.. نحن مع إيران وإيران مع سورية.. في مفاصل مختلفة.. عندما كانت الحرب الظالمة على إيران كنا معها واليوم في الحرب الظالمة على سورية إيران معنا، فما الذي يختلف في أي تحالف جديد. بالنسبة لهذه النقطة لا يوجد أي شيء جديد أما عن التحالفات الإقليمية والدولية فهذا موضوع آخر.
الرئيس الأسد: قوة إيران ستنعكس قوة لسورية وانتصار سورية سينعكس انتصارا لإيران
وحول الاختلاف بين صاحب الانتصار وبين من يدير المشكلات السياسية العادية عند خروج سورية منتصرة بدعم يوجد لإيران دور مميز فيه قال الرئيس الأسد: ربما الذي يختلف هو تأثير هذا التحالف على الساحة الدولية.. بمعنى أن اليوم إيران في ساحة دولية جديدة.. الأفق أوسع بالنسبة لإيران لكي تمارس دوراً على الساحة الدولية.. لم يكن هذا الأفق موجوداً منذ بضع سنوات.. قوة إيران ستنعكس قوة لسورية وانتصار سورية سينعكس انتصاراً لإيران.. ولكن مبادئ التحالف هي نفسها لذلك أقول.. المسألة ليست أن نقترب أكثر فنحن أساساً مقتربون ولدينا وجهات نظر متشابهة ولدينا مبادئ واحدة.. ندعم نفس القوى.. نحن محور واحد هو محور المقاومة.. فهذه المبادئ الأساسية لا تتغير.. ربما تتغير بعض التكتيكات.. ربما تتغير بعض النتائج على الأرض.. هذا ما أقصده.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال بشأن شعور المواطن السوري بقدر من الخذلان وعدم ارتياحه للحالة العروبية والقومية وعن عذره له.. أن أعذره لا يعني أن نسير كلنا بهذا الاتجاه.. نعذره لأن الظروف دفعت بالمواطن للكفر بالعروبة وهذه حقيقة.. معظم المواطنين.. ودفعتهم لعدم التفريق بين العروبة الحقيقية الأصيلة وبين بعض العربان الذين يتلطون خلف العروبة ولكنهم في الحقيقة بقلبهم وعقلهم وبكل مشاعرهم ومصالحهم في مكان آخر خارج هذه المنطقة كلياً.. كما حصل في الماضي وربما في كثير من المناطق ولكن أقل من قبل.. الخلط بين مستخدمي الإسلام كالإخوان المسلمين وغيرهم من التنظيمات المتطرفة والإرهابية والإسلام الحقيقي.. كان هناك خلط.. كانوا يعتقدون أن كل من يستخدم كلمة إسلام أو مسلم هو مسلم حقيقي.. هذا الخلط يحصل بشكل مستمر.
وأضاف الرئيس الأسد: أنا أريد أن أقول لكل واحد يشك أو يخلط بين الموضوعين أن العروبة هي هوية لا نستطيع أن نستغني عنها.. أنت تنتمي لعائلة ربما يخطئ معك شخص أو أكثر من هذه العائلة لكن لو غيرت كنيتك فأنت ستبقى تنتمي إلى هذه العائلة بتربيتك وهويتك.. بطباعك.. بكل شيء فيك فأنت لا تستطيع أن تخرج من الهوية.. الهوية العربية ليست خياراً.. أن تنتمي لدين معين ولقومية معينة هو هويتك.. فعندما نصل لهذه المرحلة فهذا ما يريده الأعداء.. نتنكر للهوية.. جوهر القضية الآن والحروب التي تحصل ليست إسقاط أنظمة.. هي مرحلة.. هي أداة.. وليس ضرب الدول وتخريب الاقتصاد.. كل هذه وسائل. الهدف النهائي هو ضرب الهوية. فعندما نصل إلى هذه المرحلة من الكفر بشكل مسبق فنحن نعطي الأعداء هدية مجانية من دون الحاجة لاحقاً لأي تدخل عسكري أو عبر الإرهابيين هذه هي الرسالة.
الرئيس الأسد: هناك وعي كبير في العراق لوحدة المعركة فالعدو واحد والنتائج واحدة وبتوحيد البندقية نصل لأفضل النتائج
وقال الرئيس الأسد في رده على سؤال عن تأثير الحراك السياسي في العراق على حجم التنسيق بين سورية والعراق اللذين يواجهان نفس الخطر: إن التنسيق مع العراق لم يتأثر سلباً.. هناك وعي كبير في العراق لوحدة المعركة لأن العدو واحد والنتائج واحدة، أي بمعنى ما سيحصل في العراق سينعكس على سورية والوضع في سورية سينعكس على العراق.. فعندما نوحد المعركة كما يحصل الآن بيننا وبين حزب الله في لبنان.. الساحة واحدة.. وعندما نوحد البندقية سوف نصل إلى النتائج الأفضل بزمن أقصر وبثمن أقل.
وبشأن الفارق بين وجود مقاتلين لحزب الله على الأرض السورية وبين أن يكون لدى الطرف الآخر مقاتلون من جنسيات غير سورية قال الرئيس الأسد: الفارق هو الشرعية.. من دعا حزب الله إلى سورية… أتى بالاتفاق مع الدولة السورية.. والدولة السورية هي دولة شرعية وبالتالي هي تمثل الشعب السوري.. هي دولة منتخبة ولديها دعم غالبية الشعب السوري.. فمن حقها أن تدعو قوى للدفاع عن الشعب السوري.. بينما القوى الأخرى إرهابية أتت من أجل قتل الشعب السوري وأتت من دون إرادة الشعب ومن دون إرادة الدولة التي تمثل هذا الشعب.
الرئيس الأسد: العلاقة مع السيد نصر الله علاقة دولة مقاومة مع شخص مقاوم حقيقي قدم ابنه شهيدا دفاعا عن الوطن
وردا على سؤال حول العلاقة الشخصية بين الرئيس الأسد وسماحة السيد حسن نصر الله قال الرئيس الأسد: بالنسبة للعلاقة لا أستطيع أن أتحدث عن جانبي.. أستطيع أن أتحدث عن الجانب الآخر.. عن سماحة السيد.. لأنها علاقة وثيقة عمرها الآن أكثر من عشرين عاماً ولكن أعتقد بأن أي شخص تابع هذه العلاقة وتحديدا سماحة السيد لاحظ أن العلاقة تتسم بالصدق.. بالشفافية.. لأنه هو شخص صادق بشكل مطلق.. شفاف بشكل كامل.. مبدئي إلى أقصى حدود المبدئية.. وفي لأقصى حدود الوفاء.. لمبادئه وللأشخاص الذين يعمل معهم.. لأصدقائه.. لكل من يلتزم معه بغض النظر عن موقع هذا الشخص أو تلك الجهة.. العلاقة علاقة دولة مقاومة مع شخص مقاوم حقيقي قدم ابنه شهيداً دفاعاً عن لبنان.. عن الوطن.. هذا هو الجانب الآخر من العلاقة.. كيف ينظر للعلاقة يعني أنه لا بد من شخص ثالث ينظر إلى هذه العلاقة ويتحدث عنها.
وردا على سؤال.. حينما تعطون أمراً للقوات المسلحة بوقف إطلاق النار فالجنود السوريون يلتزمون بذلك فمن يملك قرار وقف إطلاق النار من الطرف الآخر قال الرئيس الأسد: هذا ما كنا نناقشه مع المبعوثين الذين يتحدثون بموضوع وقف إطلاق النار.. أولاً كمصطلح نحن نرفضه لأن وقف إطلاق النار يحصل بين دول وجيوش ولا يحصل بين دولة ومجموعات إرهابية.. نحن نتحدث أحيانا عن وقف عمليات أو تهدئة نعطيها هذه التسميات ولكن عندما كنا نسأل المبعوثين نقول لهم نفس الكلام.. إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار فمن هي المجموعة.. من هو قائدها.. من هو الذي سيلتزم أمامكم.. ما هو عددهم.. كانوا يقولون.. نحن نقيم وجود ليس المئات بل أكثر من ألف.. البعض قال ألفاً ومئتي مجموعة.. ربما مع الدمج أصبحوا الآن مئات.. ولكن كلامك صحيح لا يوجد شخص يضمن كل هذه المجموعات بالرغم من معرفتنا بأنها تابعة لقوى أخرى.. فلا نستطيع أن نقول بأن تلك القوى قادرة على أن تلزم تلك المجموعات بقرار معين لأن هذه المجموعات أيضا جزء من عمليات سطو ونهب وأموال وفساد وفسوق.. فهو يلتزم بالقرار إذا كان يناسب مصالحه.. لذلك لن تتمكن أي مجموعة وأي دولة وأي جهة أن تلزم هذه الأطراف بأي تهدئة أو بأي وقف للأعمال القتالية ولو لفترة وجيزة.
الرئيس الأسد: أي تحالف أو عمل أو حوار يؤدي لوقف نزيف الدم السوري أولوية لنا وسنذهب باتجاهه دون تردد
وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول كيف يمكن أن تكون سورية جزءاً من تكتل لمحاربة الإرهاب إلى جانب من تتهمهم بأنهم يدعمونه: في العمل السياسي أنت تريد أن تحقق هدفاً ولا بد أن يكون هذا الهدف يحقق مصلحة الشعب في سورية.. أي تحالف أو عمل أو إجراء أو حوار يؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري يجب أن يكون بالنسبة لنا أولوية وأن نذهب باتجاهه من دون تردد.. ما يعنينا في هذا الموضوع هو النتيجة على الأرض.. منطقياً كما تقول لا يمكن لدول وقفت مع الإرهاب أن تكون هي الدول التي ستحارب الإرهاب.. ولكن يبقى احتمال بسيط أن هذه الدول قررت التوبة أو عرفت بأنها كانت تسير بالاتجاه الخاطئ .. أو ربما لأسباب مصلحية بحتة قلقت من أن ينتشر هذا الإرهاب باتجاه بلدانها فقررت أن تكافح الإرهاب.. لا يوجد أي مانع.. المهم أن نتمكن من تشكيل تحالف يكافح الإرهاب.. لذلك في سورية أطلق عليه وزير الخارجية السوري تسمية “المعجزة” لأنه يظهر كالمعجزة.. ولكن ماذا لو حصلت.. هل نرفضها… بكل تأكيد لا نرفضها.. سنسير معها.
الرئيس الأسد: السعودية ما زالت تدعم الإرهابيين في سورية وهذه الحقيقة الكل يعرفها ولا يمكن لدول وقفت مع الإرهاب أن تحاربه
ورداً على سؤال حول تصعيد السعودية ضد سورية وخصوصا تصريحات وزير خارجيتها بعد تردد أنباء عن لقاءات سورية سعودية قال الرئيس الأسد: التصعيد الإعلامي ليس له وزن.. ما يهمك في الواقع هو الممارسات الفعلية لتلك الدولة.. وإذا كانت هذه الدولة بالأساس تدعم الإرهاب فما قيمة التصعيد أو غياب التصعيد أو التهدئة إذا هدأ بالكلام وهو يدعم الإرهابيين.. هذا ما يعنينا النتيجة واحدة.. أي أنه بتصعيد ومن دون تصعيد ما زالت الدولة السعودية تقوم بدعم الإرهابيين في سورية هذه حقيقة الكل يعرفها.. فالتصعيد هنا ليس له معنى.
وأضاف الرئيس الأسد: إذا أردنا أن نتحدث عن التصعيد اللغوي الذي ذكره وزير الخارجية.. نستطيع أن نرد بكلام مشابه.. أن نتساءل ماذا نتوقع من مجموعة.. من فئة لم تدخل عصر الحضارة الإنسانية… هل نتوقع منها كلاماً أخلاقياً أم موضوعياً أم ذا بعد سياسي أم حصيفاً.. ولا واحدة.. إذا كنا نتوقع هذا الشيء فالمشكلة فينا وليست فيهم.
وحول ما ورد في خطاب الرئيس الأسد الأخير بشأن المعارضة وكيف أن بعض المراقبين رأوا فيه أن التعامل مع المعارضة يتم وكأنها حالة طارئة وليست جذرية غير قادرة على التأثير في الرأي العام قال الرئيس الأسد: كما قلت قبل قليل إذا كان الحوار سيعطي نتائج فلا بد أن يكون حواراً بين سوريين وطنيين جذورهم في سورية.. فهذا منطقياً صحيح ولكن بالنسبة للتعامل مع الواقع السؤال الأهم هو.. من هو صاحب التأثير يعني إذا خضنا حواراً معمقاً مع شخصيات وطنية ولكن ليس لها تأثير.. وتوصلنا إلى نتائج وقلنا لهم تعالوا نطبق هذه النتائج وقالوا لنا ليس لدينا تأثير على الأرض فماذا نستفيد من هذا الحوار.. نضيع الوقت.
وأضاف الرئيس الأسد: لذلك الحوار يجب أن يستند إلى شخصيات وطنية ولكن يجب أن تكون شخصيات وطنية مؤثرة.. المشكلة الآن أننا.. لا أريد أن أقول بأنها ليست مؤثرة لا هذا كلام غير دقيق هناك تأثير بنسب مختلفة.. ولكن المشكلة الأكبر أن الجزء الأكبر من الذين نحاورهم ليسوا من الشخصيات الوطنية.. هذا ما تفرضه الدول التي تدعم الإرهاب في سورية وتتدخل في موضوع الحوار.. هي تفرض وجود شخصيات تمثل تلك الدول ولا تمثل الشعب السوري.. فلذلك نحن بحاجة إلى معيار.. الوطنية هي معيار ولكن أيضا التأثير على الأرض هو معيار آخر وخاصة بعد أن رفض الإرهابيون التعامل مع ما تسمى المعارضة الخارجية بشكل واضح ومعلن.
وردا على سؤال عما إذا كان تدريب واشنطن لمعارضين سوريين مزعجاً أو مربكاً للحسابات السورية رغم أن واشنطن قالت إن التجربة ليست ناجحة قال الرئيس الأسد: هذه حلقة في سلسلة طويلة فإذا كنا نريد أن نقلق فيجب أن نقلق من السلسلة.. السلسلة من بدايتها إلى نهايتها.. وهذه السلسلة هي سلسلة تآمر مستمر على سورية في مراحل مختلفة.. لن تتوقف عند هذه الأزمة.. فهذه الحلقة بحد ذاتها لن تغير شيئاً من سياق الإرهاب في سورية لأنها لو لم تقم بتدريب هؤلاء فهناك دول أخرى تدرب غيرهم وهناك دول أخرى تقوم بدعم الإرهاب وترسل السلاح والمال.. فلن يتوقف مسار الأحداث في سورية على هذه المجموعة.. هناك شيء أكبر وأخطر نقلق منه وهو عدم رؤية الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة لخطر الإرهاب.. وماذا يعني أن ينتصر الإرهاب في منطقة مثل منطقتنا.. لا يتوقف الأمر اليوم على سورية.. ليبيا.. سورية.. مصر.. اليمن حتى في لبنان والعراق وغيرها من الدول عندما لا يفهمون هذه الأخطار والمخاطر علينا أن نقلق أكثر من هذا الحدث الصغير بحد ذاته.
وبشأن الموقف الأمريكي وما إذا كان أميل الآن إلى مزيد من التشدد أو إلى فرض الاعتراف بأمر واقع ليس في صالح الإدارة الأمريكية قال الرئيس الأسد: التشدد والتساهل هو مظهر من مظاهر الموقف الأمريكي لا يجسد حقيقة السياسة الأمريكية والتشدد والتساهل الهدف منه أحيانا حرب نفسية.. أحياناً إرسال رسائل للوبيات الموجودة داخل الولايات المتحدة.. أحياناً رسائل لحلفاء أمريكا ولعملائها في المنطقة.. لذلك قراءة هذه المواقف لا تعطيك الصورة الحقيقية للموقف الأمريكي.
وأضاف الرئيس الأسد: الأمريكي مر ربما بمراحل “ولكن نرى منها مرحلتين أساسيتين” الأولى هي .. عندما خدع بالمواقف العربية التي صورت له أو ربما من داخل أمريكا هو من صور للمؤسسات الأمريكية أن إسقاط الدول ممكن واستبدالها سهل والنتائج ستكون مضمونة.. أتت النتائج في دول مختلفة بعكس ما يتوقعونه.. انتقلوا الآن إلى مرحلة هي مرحلة الضياع لا يعرفون كيف يوجهون الأمور.. طبعاً هذه الحالة “حالة الضياع” ومعرفة بأنهم كانوا على خطأ لا يعني أنهم سيتحولون بالاتجاه الإيجابي وسيصبحون مع الدول التي فعلاً تكافح الإرهاب.. ما يقوم به اليوم بالمختصر لا يسمح للإرهاب ربما بالانتصار ولكن لا يسمح له بالضعف بدرجة أن يكون هناك استقرار.. فهو يترك الأمور تسير باتجاه الفوضى وإضعاف الدول “كل الدول” وليس فقط سورية.. حتى حلفائه ومنها تركيا يريد أن يضعف هذه الدول ريثما يكون هناك واقع جديد يفرض على الأمريكي أو ربما يسهل على الأمريكي اتخاذ قرار باتجاه معين يخدم مصالحه.. لذلك التشدد والتساهل ليس شيئاً يبنى عليه بالنسبة لنا.
وحول صحة المعادلة المتداولة بأن سورية مقابل اليمن قال الرئيس الأسد : هذه مطروحة في الإعلام لكن في الحقيقة لم نسمعها من أية دولة صديقة كروسيا وإيران.. وربما إيران تكون معنية بهذا الموضوع أكثر كونها تقع على الخليج لكن لم يطرح معنا هذا الموضوع.. وأشك بأن أحداً ما طرح هذا الموضوع بشكل مباشر مع إيران.
الرئيس الأسد: الأزمة أثبتت أن أردوغان دمية لديها أحلام كثيرة آخرها حلم المنطقة العازلة لكنه لايستطيع التحرك باتجاهه إلابموافقة سيده الأمريكي
وردا على سؤال إلى أي حد يتم الآخذ بجدية الكلام التركي عن المنطقة العازلة و إمكانية تنفيذ ذلك قال الرئيس الأسد: أردوغان لديه أحلام.. أحلام كبيرة أن يكون زعيماً.. أن يكون سلطاناً إخوانياً.. هو يريد أن يدمج ما بين تجربة السلطنة وتجربة الإخوان المسلمين الجديدة التي بنى آماله الكبيرة عليها في البدايات في مصر وتونس بالدرجة الأولى.. الآن انهارت هذه الأحلام بحكم الواقع.. بقي لديه آمال بأن يستجيب أسياده له لأن أردوغان وربيبه أوغلو أثبتا في هذه الأزمة أنهما مجرد دمى لديهما حلم كبير الآن في سورية هو حلم المنطقة العازلة وهو الحلم الأخير بعد فشل كل أحلامهم السابقة في سورية ولكن هم بانتظار إشارة من الناتو أو من الأمريكي لكي يقول له نعم سنقيم المنطقة العازلة وأنت ستكون أساسياً فيها.. فهم لديهم أحلام ولكن لا يستطيعون أن يتحركوا باتجاه هذه الأحلام إلا إذا أشار إليهم أسيادهم بهذا الاتجاه.
وحول ما إذا كان الأمريكي صادقا عندما يقول إنه لا تتم مشاورته من قبل تركيا في أمر المنطقة العازلة قال الرئيس الأسد: إذا كان أقرب حلفاء الأمريكي لا يصدقونه فهل تريد من سورية أن تصدقه في شيء.. هذا مستحيل.. لم نصدقه في يوم من الأيام لأنه لم يلتزم بأقواله وبوعوده في يومٍ من الأيام.
وبشأن حديث الأردن عن منطقة عازلة أيضا ووجود غرفة عمليات أمنية عسكرية مشتركة.. قال الرئيس الأسد: يعني الأردن تتحدث عن قرار أردني أم عن قرار أمريكي.. هذا هو السؤال.. لذلك عندما تتحدث دولة ما أو مسؤول ما.. علينا أن نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول وتلك الدولة لكي يعبر عن رأيه، عدا عن ذلك فهو يعبر عما طلب منه أن يعبر عنه.
وردا على سؤال عما يريده الملك الأردني عبد الله الثاني من وراء ضلوعه بالأزمة في سورية قال الرئيس الأسد: يعني نعود لنفس السؤال.. هل الأردن مستقل بسياساته لكي نسأله عن تصوره أو عن تصور مسؤوليه… عندما يثبت بأنه مستقل نستطيع عندها أن نناقش.. حتى الآن معظم الدول العربية تسير بحسب المقود الأمريكي.. وليس لديها أي دور ولو عبرت عن رأيها بشكل ربما مخالف في بعض الأحيان فهي كالطفل الذي يتدلل على أمه ليست أكثر من ذلك.
الرئيس الأسد: نحرص على العلاقة مع مصر ولا نريدها أن تكون منصة انطلاق ضد سورية وأن تلعب دور الدولة المهمة الشقيقة
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول العلاقات السورية المصرية ومسؤولية مصر عن تأخر عودتها.. طبعا لا شك بأن العلاقة بين سورية ومصر والعراق لها خصوصية لأن هذه الدول هي أساس الحضارات العربية عبر التاريخ وهي كانت دينامو السياسة عبر التاريخ العربي فنحن نحرص على العلاقة مع مصر بكل تأكيد.. حتى خلال وجود الإخونجي مرسي كرئيس لمصر وكل إساءاته لسورية لم نحاول أن نسيء لمصر أولاً لأهمية هذه العلاقة وثانياً.. لأن التواصل بين سورية ومصر لم ينقطع حتى في ظل مرسي.
وأضاف الرئيس الأسد: هناك عدد من المؤسسات في مصر رفضت قطع العلاقة واستمرت بالتواصل مع سورية وكنا نسمع منها خطاباً وطنياً.. خطاباً قومياً.. أخوياً يعبر عن ما كنا نراه من الشارع المصري.. مع الوقت.. مع مرور الوقت.. مع اتضاح الصورة لما يحصل في المنطقة وفي سورية كنا نرى أن هذه اللغة تتصاعد لأن هذه العلاقة موجودة ليست مقطوعة.. ولكن لا توجد بشكل ظاهري كما نريد.. السبب هو أن مصر دولة مهمة وبكل تأكيد من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق إلى الخصوم في المنطقة يركزون الضغوط على مصر لكي لا يسمحوا لها أن تلعب دورها المأمول ..المأمول من قبلنا طبعا.. الذي نريدها أن تلعبه.
وتابع الرئيس الأسد: لا أريد أن أحمل الأخوة في مصر المسؤولية.. قد تكون الظروف ضاغطة جداً.. ما نريده نحن في المرحلة الأولى أن لا تكون مصر منصة انطلاق ضد سورية أو ضد غيرها من الدول العربية لكن في المرحلة الثانية نريد من مصر أن تلعب دور الدولة المهمة.. لا أقول الدولة الكبيرة.. فالكبر ليس مقياسا للفاعلية ولكن الدولة المهمة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقاً من تاريخها العريق وليس انطلاقاً من قليل من البترودولار وحضارة عمرها.. لا أريد أن أقول حضارة.. تاريخ عمره بضع سنوات.
وردا على سؤال حول إمكانية استفادة مصر من الخبرة السورية في مكافحة الإرهاب الذي يحاول أن يوجد نفسه على أرضها قال الرئيس الأسد: ما قلته حول التواصل قلناه بتواصل مباشر بيننا وبينهم على مستوى مسؤولين مهمين.. تحديداً أمنيين من سورية ومصر في الأسابيع القليلة الماضية من دون تحديد الموعد بدقة.. لديهم تصور بالنسبة لكيفية الاستفادة من سورية.. لدينا تصور الآن كيف يمكن أن نستفيد من مصر.. ولا بد من خلال هذا التواصل أن نصل إلى هذه النقطة.. المهم بالموضوع أن خبرتنا الآن عميقة في هذا الموضوع من خلال الأربع سنوات وبضعة الأشهر الماضية وقبلها من خلال صراعنا مع الإخوان المسلمين الإرهابيين في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات.
وأضاف الرئيس الأسد: لكن أيضاً مصر هي من انطلق فيها هذا الإرهاب منذ الخمسينيات عندما اصطدم مع عبد الناصر لأسباب معروفة بالنسبة لكل مصري.. ما أريد أن أقوله لأي مسؤول مصري بكل المستويات ولأي مواطن مصري.. أولاً أن العلاقات بين سورية ومصر هي التي تحقق توازناً على الساحة العربية.. هذا موضوع معروف عبر العصر الحديث ولكن كان معروفاً أيضاً بالنسبة للفراعنة الذين كانوا يعتقدون أن أمنهم القومي في ذلك الوقت موجود في سورية وكانت أول معاهدة نتيجة الصراع بين الفراعنة والحثيين في عام 1200 قبل الميلاد.. لا يمكن أن يكون الفراعنة واعين لهذا البعد القومي أو عمق الأمن القومي المصري ولا يكون اليوم المسؤول المصري واعياً له.. أعتقد بأن هذا الوعي نما اليوم.. وسورية تعتقد بأنها في نفس الخندق مع الجيش المصري ومع الشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون مسمياتهم كما تبدل مسميات أي منتج فاسد مرة يأخذ اسم الإخوان ومرة يأخذ اسم “داعش” وربما نسمع بتسميات جديدة بالمستقبل.
وردا على سؤال حول وجود إجراءات إضافية تساهم في تخفيف بعض الأزمات الحياتية المعيشية بالنسبة للمواطن السوري قال الرئيس الأسد: نحن الآن بدأنا بمشاريع لإعادة الإعمار وهي من أهم المشاريع على الإطلاق بالنسبة لأي دولة دمرتها الحرب أو دمرت بنيتها التحتية أو أجزاء منها.. فهذا المشروع يسير بخطى وثيقة إلى الأمام وطبعاً هناك مشاريع إنتاجية أو لأقل قطاعات إنتاجية تضررت بالحرب ولكنها عادت وأقلعت أولا بإرادة القيمين عليها من المستثمرين السوريين الذين ما زالوا يعيشون في سورية بالإضافة إلى بعض الإجراءات والتسهيلات التي قدمتها الدولة.
وأضاف الرئيس الأسد: نحن بالرغم من كل الظروف ما زالت لدينا القدرة على أن نقلع اقتصاديا ولو مجرد إقلاع لنقل بأن له سقفا قد لا يكون بالضرورة الآن عاليا وقد لا يكون سريعاً ولكن لدينا القدرة.. أعتقد بأن أهم شيء يمكن أن نقوم به بالإضافة للإجراءات التي تقوم بها عادة أي دولة تسهيلات مالية وضرائبية وغيرها ونحن نقوم بها بشكل مستمر هو الاستفادة من هذه الظروف للقيام بإجراءات جذرية إصلاحية على مستوى الإدارة في الدولة ولذلك الدولة قامت بتأسيس أو بإضافة وزارة للإصلاح الإداري لأن مشكلتنا بالنسبة للفساد وهدر الأموال وعدم وجود تكافؤ فرص هي الفساد الإداري الموجود في الدولة.. إذا تمكنا من إضافة هذه الخطوة إلى التسهيلات الأخرى أعتقد بأننا نستطيع أن نقلع بشكل مقبول في هذه الظروف.
وختم الرئيس الأسد المقابلة قائلا: شكراً لكم مرة أخرى وأرحب بكم في دمشق.. أوجه التحية لكل العاملين في قناة المنار المقاومة.. أوجه التحية عبركم لكل مقاوم في لبنان.. في البداية للبيئة المقاومة الموجودة على الساحة اللبنانية.. لكل عائلة.. لكل أبوين.. لكل زوجة.. لكل أبناء كانوا هم الحاضنة والأساس لإنتاج ولإنشاء أولئك المقاومين الأبطال.. أوجه التحية لكل مقاوم في لبنان ولكل مقاوم في سورية.. لكل عائلة شهيد من شهداء لبنان الذين استشهدوا في سورية.. وعبروا بشكل صاف وحقيقي عن ماذا تعني كلمة وحدة الدم بين أشقاء في شعبين يعيشون في بلدين متجاورين.. وطبعاً أختم التحية بتحية السيد حسن نصر الله الذي كان الابن النجيب لهذه البيئة المقاومة وكان بنفس الوقت القائد الصلب والحقيقي لها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 26/8/2015)