استنكر المشاركون في الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية في وجه الإرهاب والتدخلات الإمبريالية والعقوبات والحصار خلال الجلسة الثانية للملتقى العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على سورية والتي استخدمتها الإمبريالية الدول كأداة إرهابية وغير مشروعة ضد الشعوب لتكريس هيمنتها على المنطقة ونهب خيراتها.
وأكد رئيس اتحاد الطلبة العرب في ليبيا أحمد الشاطر أن الربيع العربي الذي سوقت له بعض القوى لم يكن هدفه حرية الشعوب والديمقراطية بل نهب ثروات ومقدرات المنطقة ونشر الفوضى فيها لتسهيل تفتيتها وتخريبها والسيطرة عليها.
وأكد رئيس العلاقات الدولية بمنظمة بامي واتحاد عمال اليونان نيكولاس ثيودور اكيس دعم المنظمة ومساندتها للشعب والعمال في سورية الذي يتعرض لأبشع وأشرس الهجمات الإرهابية بقيادة الامبريالية العالمية.
وتحدث ثيودور اكيس عن النفاق الأوروبي وادعائهم دعم اللاجئين السوريين بينما هم يدعمون الإرهاب الذي يضرب بلادهم داعيا جميع النقابات العمالية العالمية للوقوف إلى جانب الشعب السوري لتخطي هذه المحنة .
من جانبه قال رئيس اتحاد موظفي البنوك في الهند تشاكينكات جاناكي امانا ندا كومار إن الاتحاد في الهند يشعر بالمرارة لما يتعرض له الشعب السوري معبرا عن مساندة اتحاد البنوك لسورية وشعبها وعمالها لافتا إلى أن النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة هو الأكثر فوضوية بالعصر الحديث وأن القوى الإمبريالية هي من حركت ما يسمى الربيع العربي بهدف السيطرة ونهب ثروات المنطقة.
وفي مداخلة لها أكدت عضو اتحاد الشباب العالمي الديمقراطي في تركيا اليف الهام أوغلو أن مشروع الشرق الأوسط الجديد وجد من أجل تقسيم دول المنطقة إلى دول طائفية ودينية واثنية خدمة للكيان الصهيوني مبينة أن الحكومة التركية شجعت على سرقة نفط سورية والعراق لبيعه لإسرائيل عبر نجل رجب طيب أردوغان.
وأوضحت أوغلو أن امريكا هي من أنشا تنظيم القاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية التكفيرية لضرب شعوب المنطقة واستغلال ثرواتها خدمة لمصالحها مؤكدة أن أردوغان لا يمثل الشعب التركي لأن الشعب التركي عبر مرارا عن دعم سورية في محاربتها للإرهاب والوقوف إلى جانب الشعب السوري في أزمته.
بدوره أكد رئيس النقابة العامة للسياحة والفنادق في مصر ممدوح محمدي تضامن اتحاد عمال مصر مع الشعب السوري في مواجهته لأبشع أنواع الإرهاب مدينا داعمي هذا الإرهاب الذي يهدف لضرب وتفتيت سورية.
وأكد رئيس اتحاد عمال طهران في بيت العامل الإيراني اسماعيل حق بريستي أن إيران تقف قلبا وقالبا مع الشعب السوري الذي يقف كالجبل أمام الإرهاب التكفيري المدعوم من الإمبريالية العالمية وحكومات الدول في المنطقة مشيرا إلى أن الارهاب الذي يضرب سورية حاليا سيرتد على داعميه عاجلا ام آجلا.
ودعا بريستي نقابات عمال العالم إلى النضال والوقوف بوجه المخططات الاستعمارية التي تسعى إلى سرقة ونهب خيرات الشعوب في العالم مستنكرا العقوبات الاقتصادية الظالمة التي تفرضها امريكا والدول الغربية على الشعوب والدول التي تخالف سياستها.
وطالبت عضو المكتب التنفيذي في اتحاد عمال العراق علياء حسين ماهود بوضع ضوابط جديدة للقانون الدولي لحماية الشعوب من العقوبات الاقتصادية الجائرة التي تفرض عليها نتيجة مواقف سياسية مخالفة لها.
وبينت ماهود أن الامبريالية العالمية تدعم الإرهاب الذي يمارس أبشع أنواع القتل والنهب والسلب لشعوب المنطقة وخاصة في سورية والعراق اللذين يعانيان من هذه الآفة المسرطنة منذ سنوات عدة.
وفي جلسة تضامنية في ختام فعاليات اليوم عبر اعضاء الملتقى عن دعمهم ووقوفهم إلى جانب سورية في مواجهة الارهاب التكفيري الذي يستهدفها ارضا وشعبا خدمة للقوى الامبريالية منتقدين بشدة سياسات الرأسمالية العالمية التي تنهب وتسرق الطبقة العاملة في جميع دول العالم .
وأكدوا أن المؤامرات التي تحاك ضد سورية العروبة تكتب بالقلم الأمريكي وبالحبر الاسرائيلي وتقرأ علينا بألسنة عربية وتسقط علينا بأشكال وألوان عمياء للنيل من عزيمة وارادة الشعب السوري البطل .
وفي كلمة لعضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال القطري محمد شعبان عزوز أكد أن قدوم هذه الوفود إلى سورية دليل واضح على الدعم منقطع النظير لعمال وشعب سورية ضد الإرهاب الأسود موضحا أن من يدعم الإرهاب في سورية ولا سيما بعض دول الخليج لا تعرف ولا تتمتع بأدنى مقومات الديمقراطية .
وقال عزوز إن تباشير النصر بدأت تظهر في مختلف دول العالم التي كانت تعاني من الإرهاب مثل كوبا وإيران وفنزويلا وستحلق بهم سورية قريبا.
واختتمت جلسات اليوم الأول بالاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس اتحاد النقابات العالمي .
ويناقش الملتقى غدا سبل تعزيز وحدة العمال والحركة النقابية وطنيا وعربيا وعالميا في مواجهة مختلف التحديات وآليات تطوير التضامن النقابي الدولي والجوانب اللاأخلاقية للإرهاب التكفيري وظواهر تجنيد الأطفال والاتجار بالنساء والأعضاء البشرية.
المشاركون في الجلسة الأولى: ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب والحد من تغلغله
وحذر المشاركون خلال الجلسة الأولى للملتقى من مخاطر الإرهاب على الطبقة العاملة والشعوب وفرض العقوبات وممارسة الضغوط الاقتصادية ضد الشعوب والدول بطريقة غير مشروعة لتكريس الهيمنة الامبريالية مشددين على ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهته والحد من تغلغله.
ودعا رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان غسان غصن إلى إقامة جبهة نقابية عمالية عالمية لمواجهة الارهاب والتصدي له مشددا على ضرورة نشر الوعي القومي وتعزيز ثقافة الحوار بين الأديان والمذاهب وتوعية الشباب حول أهمية بناء الدولة المدنية والفصل بين الدين والدولة.
بدوره أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق أن ما يجري في سورية كان مخططا له مسبقا من قبل أجهزة الاستخبارات العالمية التي استغلت الدين لضرب سورية المقاومة.
ودعا إلى ضرورة توعية الشعوب العربية وتعريفها بسماحة الأديان من خلال الإكثار من البرامج الإعلامية بهذا الخصوص وتمتين الجبهة الداخلية وتعزيز محور المقاومة وتحصينها من خلال اقامة جبهة عربية ودولية داعمة لها وتجفيف منابع الإرهاب العالمية.
وفي مداخلة لعضو المجلس التنفيذي لاتحاد عمال البرتغال اوغستو كويلو براسا أكد دعم الاتحاد للشعب السوري ووقوفه إلى جانبه في هذه المحنة التي يتعرض لها موضحا أن الإرهاب الذي يضرب المنطقة وخاصة سورية مدعوم من بعض الدول الإمبريالية مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا التي تسعى بمجملها إلى إضعاف سورية وتفتيتها.
وتحدث براسا عن عراقة الشعب السوري المتجذر في الحضارة والثقافة التي انطلقت منها الأبجدية في العالم مشيرا إلى أن معاناة الشعب السوري لا يمكن أن تنتهي إلا بعد القضاء على الإرهاب التكفيري الذي يضرب سورية ودول المنطقة .
من جهته أكد أمين عام نقابة السكك الحديدية في فرساي بفرنسا ماثيو بولي رادات أن القوى التي تقمع العمال في فرنسا هي نفسها التي تدعم الإرهاب في سورية معتبرا أن الحكومة الفرنسية سيلحق بها العار كونها دعمت الإرهاب في ليبيا وتدعمه حاليا في سورية.
وقال رادات إن عمال فرنسا يستنكرون مواقف الحكومة الفرنسية لاستمرارها بدعم الإرهاب في سورية معبرا عن دعم الطبقة العاملة الفرنسية للعمال والشعب في سورية الذي يعاني من الإرهاب والقتل والدمار برعاية ودعم من القوى الإمبريالية العالمية بأيدي إرهابيين أغلبيتهم غير سوريين منتقدا القوى العالمية التي تسعى جاهدة لوضع يدها على ثروات الشعوب ومقدراتهم بشتى السبل وبأبشع الطرق من خلال دعم الإرهاب بمختلف أشكاله.
وعبر أمين عام عمال قبرص في منطقة نيقوسيا تشارالامبوس اراكليديس عن وقوف اتحاد عمال بلاده مع الشعب السوري البطل الذي حارب وصمد في وجه الإرهاب التكفيري الذي استهدف الحجر قبل البشر مبينا أن ظاهرة الإرهاب التي تشهدها المنطقة والمدعومة أمريكيا أشاعت الفوضى والدمار في بلدان الشرق الأوسط.
ودعا اراكليديس إلى تعميق العلاقات مع اتحاد العمال في سورية وجميع الاتحادات العمالية العالمية مؤكدا دعم الاتحاد العالمي لاستقلال سورية.
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد بدأت في وقت سابق اليوم أعمال الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب والتدخلات الامبريالية والعقوبات والحصار الذي ينظمه الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بالتعاون مع اتحاد النقابات العالمي والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في فندق صحارى بدمشق.
ويناقش المشاركون في الملتقى محاور تركز على الإرهاب وجذوره وعوامل نشوئه وأخطاره على الطبقة العاملة والشعوب وسبل مواجهته إضافة إلى الحصارات والعقوبات والضغوطات الاقتصادية التي تعد أداة إرهابية غير مشروعة ضد الشعوب لتكريس الهيمنة الامبريالية.
وفي كلمة له خلال افتتاح الملتقى قال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال إن “السيد الرئيس بشار الأسد يؤكد من خلال رعاية الملتقى أهمية أن يجتمع في دمشق قلب العروبة النابض هذا العدد من خيرة المناضلين النقابيين وحرصه على إنجاح هذا الحدث الذي يشير إلى أن شعب سورية الأبي ليس وحده في مواجهة الإرهاب والتكفير والتضليل وبذل التضحيات لتقرير مستقبل المنطقة والعالم كله في العقود القادمة”.
ورأى الهلال أن القوى النقابية من أكثر القوى المجتمعية تأهيلا وجدارة للقيام بهذا الدور بالنظر لما تمثله من شرائح اجتماعية حيوية ورائدة في حمل قيم التقدم الاجتماعي وما تملكه من تاريخ نضالي نقابي وطني عريق راكمت خلاله الكثير من الخبرات وأصبحت بفضله أحد أهم ركائز الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي في المجتمعات.
وأشار الهلال إلى “أن المواطن السوري يشعر اليوم أنه ترك وحيدا في مواجهة خطر لا يهدده وحده فقط إنما يهدد جميع شعوب الأرض بل يهدد أعراف الإنسانية وتقاليدها وقيمها العامة التي بنتها وناضلت من أجلها منذ بداية التاريخ وأن دعم القوى التحررية والمحبة للسلام والملتزمة بمبادئ العدل والمساواة في المنطقة والعالم أضعف كثيرا مما تطلبه المعركة المشتركة وأقل من قدرات الشعوب وطاقتها العظيمة” مبينا أن أهمية الملتقى تنطلق من هذا السياق إذ يراه السوريون فسحة أمل واسعة كي يتصاعد الحضور الشعبي في المعركة المشتركة بشكل أكثر جدوى وأمتن تنظيما بما يتناسب مع ما نواجهه جميعا من مخاطر.
وبين الهلال أن الحرب على سورية تختلف اختلافا نوعيا عن كل الحروب حيث يتلازم فيها إرهاب العصابات المرتزقة بإرهاب الدول الداعمة وهي كذلك حرب اقتصادية في أشد مستوياتها إيلاما وحرب حصار سياسي دبلوماسي واقتصادي وحرب إعلام تضليلي لا يقف تضليله عند أي حد وحرب ضد القيم والأخلاق والثقافة والتقاليد الإنسانية.
الهلال: الحل العادل لمسألة اللاجئين هو إنهاء المسألة الأم أي الحرب الإرهابية على سورية
وحول أزمة اللجوء رأى الهلال أنها جزء من نتائج الحرب على سورية والتي شاركت فيها أغلبية الدول الأوروبية عبر الدعم السياسي واللوجستي للإرهاب مبينا أن لجوء السوريين الكبير والحقيقي هو من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون إلى المناطق الآمنة تحت سيادة الدولة ما يعكس مشاعر السوريين تجاه دولتهم.
ولفت الهلال إلى أن أوروبا في تعاملها مع اللاجئين “تظهر حيرة بين مصالحها الاقتصادية ومشاعرها العنصرية” فمن حيث المصالح يناسبها قدوم الآلاف من قوى العمل الشابة والمدربة والنشطة لكن هذا الأمر يتناقض مع مشاعر العنصرية وما يسمونه بالإسلامو فوبيا مبينا أن التضخم في الحديث حول سورية هدفه ضغوط من نوع جديد على هذا البلد العصي على الانكسار والهزيمة فعلى الرغم من أن الإعلام الأوروبي يركز على السوريين إلا أن الإحصائيات نفسها تشير إلى أن نسبتهم لا تتجاوز 25 بالمئة فقط بين مجموع اللاجئين.
وأكد الهلال أن الحل العادل لهذه المسألة هو إنهاء المسألة الأم أي الحرب الإرهابية على سورية فيبقى السوريون في وطنهم معززين سعداء كما كانوا قبل هذه الحرب الوحشية عليهم وعلى وطنهم.
وقال الهلال “إن من أخطر ما أبرزته الحرب إضافة إلى قدوم قطعان المرتزقة الساديين من جميع مناطق العالم هي ظاهرة الارتزاق السياسي ومعارضة الفنادق وأن حكاما كاردوغان وجدوا في الحرب فرصة للتعبير عن أمراضهم النفسية ووهمهم الكبير بإعادة ظاهرة الهيمنة العثمانية سيئة الصيت والاعتماد في تحقيق هذا الوهم على الإرهابيين من جميع الأصناف بمن فيهم جماعة الإخوان الذين فشلوا فشلا ذريعا أمام رفض الشعب المصري الشقيق لهم ولإرهابهم رفضا قاطعا”.
وعن أسباب استهداف سورية لفت الهلال إلى أنهم أرادوا تدميرها لأنها أثبتت إمكانية تحقيق استقلال القرار لدى البلدان الصغيرة والنامية في منطقة عز فيها الاستقلال الحقيقي وبلد نما دون استدانة من بيوتات المال الدولية فضلا عن دعمها للقضايا العادلة وقضايا التحرر بقوة في هذه المنطقة والعالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومواجهة العنصرية والصهيونية والرجعية والتكفيرية ومطالبتها بعالم يسوده السلام والقانون الدولي والعيش المشترك المتفاعل بين بني البشر.
الهلال: ندعو لتشكيل تحالف عربي وعالمي ضد الإرهاب
وفيما يخص مواجهة الإرهاب استغرب الهلال كيف يواجه بلد عربي آخر الارهاب دون أن يمد يده بقوة ومن فوق الطاولة إلى سورية وقد حارب جيشاهما كل الحروب سوية قائلا “إننا مع العراق ومع مصر صفا واحدا في مواجهة الإرهاب وفي تأكيد الاستقلال الوطني وحماية الأمن القومي العربي” داعيا لتشكيل تحالف عربي وعالمي ضد الإرهاب تدخل فيه القوى والتيارات والدول والأنظمة والأفراد دون أي اعتبار للخلافات والاختلافات الأخرى.
وجدد الهلال ثقته بانتصار سورية المؤزر بفضل إرادة شعبها التي لا تقهر وجيشها العظيم الذي خاض كل حروب العرب العادلة وقائدها الذي لا يستمع إلا إلى صوت شعبه ويؤكد عدم التنازل عن الحقوق أو التفريط بشبر واحد.
وختم الهلال كلمته بالقول “نوجه التحية لأبطال قواتنا المسلحة في كل مكان على أرض سورية الطيبة والإجلال والإكبار للشهداء ولعمال سورية ومنتجيها الأشاوس ولاتحادهم المناضل” معربا عن تمنياته بتحقيق الملتقى لتطلعات العمال والشعوب إلى عالم جديد خال من شرور الإرهاب والهيمنة.
بدوره أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أن أهمية الملتقى تأتى من كونه يتيح الفرصة لجميع المشاركين والممثلين عن عدة دول لمشاهدة حقيقة ما يجرى في سورية على أرض الواقع بعيدا عن التغطية المغرضة لوسائل الإعلام التي لعبت دورا خطيرا في سفك دماء الشعب السوري والتحريض على الدولة السورية بكل مكوناتها والمساهمة بشكل مباشر في تزييف الحقائق ولعب دور المسوق الأساسي للتنظيمات الإرهابية المسلحة وتأمين التغطية الإعلامية لها.
القادري: عمال سورية وشعبها صامدون وستزهر تضحياتهم ودماء شهدائهم نصرا شاملا لشعوب المنطقة والعالم
وبين القادري أن المشاركين في الملتقى سيناقشون ما تتعرض له سورية من إرهاب استهدف البشر والحضارة إضافة إلى فضح الممولين والداعمين مؤكدا أن عمال سورية وشعبها صامدون وستزهر تضحياتهم ودماء شهدائهم نصرا شاملا لشعوب المنطقة والعالم وأن النموذج السوري في الاستقلال والتمسك بالسيادة عرى حقيقة تخلف بعض الحكومات العربية.
ودعا القادري إلى توحيد الجهود والقوى للدفاع عن حق الإنسان في الحياة والأمن والعمل والاستقرار والتقدم ومواجهة قوى التطرف وأعداء الحياة المنخرطين في صناعة الموت والحروب مؤكدا أن “عمال سورية يجددون عهد الوفاء للوطن وسيادته واستقلاله وتمسكهم بجيشهم ومبادئهم” ومواجهة اعداء سورية والإنسانية من أجل هزيمة المتآمرين ودحر الحرب الكونية التي تخوضها ضد الإرهاب نيابة عن العالم.
من جانبه بين الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق أن المجتمع الدولي والدول الغربية النافذة ورغم ما واجهته سورية من أعمال قتل وتدمير على يد التنظيمات الإرهابية “لم تخرج من عقلية الاستعمار والاستكبار وما زالت تمعن في دعمها الإرهاب والإرهابيين بكل الأشكال والأساليب”.
معتوق: المجيء إلى سورية يبعث رسالة للعالم أجمع أن سورية في حربها ضد الإرهاب والحصار الظالم والتدخلات الخارجية ليست وحدها
وذكر معتوق أن “الحرب الشرسة التي تتعرض لها سورية تهدف إلى تدميرها مثلما جرى من قبل تدمير العراق وليبيا واليوم اليمن ومثلما حاولوا من قبل تمرير هذا السيناريو في مصر لتنفيذ مشروع الفوضى المدمرة للمنطقة العربية بكاملها سعيا لتفتيتها وإعادة رسم خريطتها بما ينسجم مع مصالحهم وتوفير الأمن والطمأنينة للكيان الصهيوني بعد تدمير قوى المقاومة في الوطن العربي وتصفية وإنهاء قضية فلسطين إلى الأبد”.
ولفت معتوق إلى أن الشعب السوري بصموده الأسطوري استطاع وقف هذا المشروع التدميري للأمة العربية رغم الضريبة القاسية التي دفعها ولا يزال يدفعها في حياته وأمنه واستقراره ولقمة عيشه قائلا “إن مجيئكم لدمشق في هذه الظروف يؤكد بالدليل القاطع على وقوفكم إلى جانب عمال وشعب سورية ورفضكم للهمجية والإرهاب ويبعث رسالة للعالم أجمع أن سورية في حربها ضد الإرهاب والحصار الظالم والتدخلات الخارجية ليست وحدها بل معها شريحة واسعة من أوسع الطبقات الشعبية في العالم التي هي شريحة العمال الشرفاء في الدول التقدمية والقومية العربية المناهضة للحرب والإرهاب”.
الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي يوروغوس مافريكوس أكد أن مشاركة الاتحاد العالمي في الملتقى تأتي بهدف التعبير عن التضامن مع الشعب السوري وعمال سورية مبينا أن ممثلي النقابات المشاركين يعيشون ويناضلون في 126 بلدا من القارات الخمس ويمثلون ملايين العمال لم يترددوا في الحضور إلى دمشق رغم الظروف الصعبة للوقوف بجانب الشعب السوري الذي يعاني “وضعا مؤلما” لما يقارب الخمس سنوات نتيجة استهدافه من قبل الامبريالية وإرهابها.
مافريكوس : نطالب بإيقاف التدخل الأجنبي في سورية والحصار المفروض عليها
وأكد مافريكوس أن وجودهم في الملتقى للمطالبة بإيقاف التدخل الأجنبي في سورية والحصار المفروض عليها وما يمارس من حصارات اقتصادية وتمييز ضدها مبينا أن الاتحاد الدولي دعم الشعب السوري وعمال سورية منذ اللحظة الأولى لاندلاع الازمة الممنهجة فلم يلحق بتيار الدعاية الواسعة التي تم نصبها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهم وتبنتها المنظمات الدولية واتحاد النقابات الدولي.
وقال “عارضنا ما تواجهه سورية ومنحنا العمال قوة التعبير عن تضامنهم معها وقلنا بوضوح إن هناك في سورية إرهابيين ومرتزقة يسعون لزعزعة استقرار البلاد والشعب في سبيل مصالح احتكارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأيدنا حقوق الشعب السوري وعملنا على إبراز الحقيقة من كل منبر على المستوى الدولي ضد قاذورات دعاية وسائل إعلام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي للنقابات مسهمين في قلب المناخ واستنهاض موجة تضامن مع الشعب السوري”.
وأضاف “إننا نقوم اليوم ومن هذا المنبر بضم صوتنا لصوت شعب سورية وعمالها وعمال جميع البلدان العربية للتنديد بسياسة التدخل المتبناة من قبل الإدارة الأمريكية وحكومات دول الاتحاد الأوروبي والناتو الساعية لتقويض حرية خيار الشعب السوري ضمن سعيها لنهب ثرواته حيث تسعى هذه الحكومات إلى قطع رأس الدول العربية وتقطيع أوصال الشعوب العربية في سبيل زيادة ربحية احتكاراتها من استغلال الثروات الطبيعية وطرق التجارة.. إنهم يسعون لتشتيت العرب وإذلالهم ويريدون العمال العرب مهاجرين اقتصاديين في أوروبا والولايات المتحدة ليعملوا بأجور بخسة في ظروف بائسة”.
ودعا مافريكوس للوحدة والعمل ضد الامبريالية وفي سبيل حقوق اجتماعية وديمقراطية للجميع ومن أجل تطور اجتماعي واقتصادي على أساس معيار الحاجات الشعبية لا معيار الربح لكي تتمكن الشعوب من أن تختار ماهية حاضرها ومستقبلها معربا في ختام كلمته عن تضامنه مع المهاجرين واللاجئين الذين “يسعون نحو مستقبل أفضل” واستغرابه من استغلال الحكومات الأوروبية وأرباب العمل للاجئين ومعاملتهم كعبيد معاصرين مطالبا بإيقاف أشكال التمييز الممارس ضد المهاجرين واللاجئين.
وعرض على هامش الافتتاح فيلم وثائقي حول ما تعرض له عمال سورية في كل القطاعات والمنشآت ومواقع العمل والإنتاج من تحديات واعتداءات إرهابية.
ويشارك في الملتقى الذي يستمر حتى يوم غد أكثر من 250 شخصية نقابية من 29 دولة عربية وأجنبية ممثلين عن مئة منظمة نقابية عربية ودولية تضم أكثر من 300 مليون عامل من مختلف أنحاء العالم.
حضر الافتتاح رئيس مجلس الشعب جهاد اللحام ورئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي وعدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية والأمناء العامين للأحزاب الوطنية وممثلي النقابات المهنية والمنظمات الشعبية.
وفي تصريح للصحفيين عقب الافتتاح أكد الحلقي أن هذه التظاهرة العالمية العمالية في دمشق دليل على تفهم شعوب العالم لطبيعة الحرب الإرهابية التي تواجهها سورية وتعبير عن وقوف هذه الشعوب إلى جانب عمال وشعب سورية مبينا أن الملتقى يوجه رسائل متعددة إلى كل من يقف خلف الحرب التي تتعرض لها سورية والحصار الاقتصادي الجائر المفروض على شعبها مفادها أن سورية وشعبها وقيادتها وطبقتها العاملة تقف كالسنديان في وجه هذه العواصف ومستمرة بالتصدي لكل هذا الإرهاب التكفيري القادم من العالم.
وأشار الدكتور الحلقي إلى أن عمال سورية الذين بنوا معاملهم ومنشآتهم الاقتصادية الإنتاجية سيبقون الرافعة الاقتصادية القوية في وجه هذه الحرب وفي مرحلة البناء والإعمار مبينا أن المطلوب اليوم من المشاركين في الملتقى رصد ما تعيشه سورية من إحداث وإجرام مارسته التنظيمات الإرهابية المسلحة ورصد آثار الحصار الاقتصادي ونقل ما يشاهدونه إلى شعوبهم مؤكدا أن الطبقة العاملة في سورية تزداد إصرارا على التشبث بمعاملها ومصانعها وإعادة دوران عجلة الإنتاج للتخفيف من الحصار الاقتصادي الجائر الذي يعاني منه السوريون وتعزيز صمود الشعب والجيش العربي السوري.
وكانت الوفود المشاركة بالملتقى وصلت إلى دمشق مساء أمس وأكدت في تصريحات لـ سانا وقوفها إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب وسياسات الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 14/9/2015)