أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قدمت وستواصل تقديم المساعدة العسكرية والتقنية إلى سورية من أجل مكافحة الإرهاب التي باتت أولوية مطلقة داعيا البلدان الأخرى للانضمام إلى تقديم هذه المساعدة.
وقال بوتين في كلمته أمام الاجتماع الموسع لمجلس رؤساء دول منظمة الأمن الجماعي المنعقد في العاصمة الطاجيكية دوشانبه اليوم “إننا ندعم الحكومة السورية في التصدي لخطر الإرهاب وقد قدمنا وسنقدم لها في المستقبل جميع المساعدات الضرورية في المجال العسكري والتقني وندعو البلدان الأخرى للانضمام إلينا في هذا الأمر ودعم جهودنا”.
وأضاف بوتين “إن الوضع في سورية ومحيطها جدي جدا وأن تنظيم داعش يسيطر على أراض واسعة في سورية والعراق كما أن الإرهابيين يتكلمون عن نيتهم الاستيلاء على مكة والمدينة والقدس ونشر أفكارهم في أوروبا وروسيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا”.
وأشار بوتين إلى أن إرهابيين من بلدان كثيرة في العالم بما فيها روسيا وبلدان أوروبية والكثير من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق يخضعون لتأثير أيديولوجي وتدريب قتالي في صفوف تنظيم “داعش” معربا على القلق من احتمال عودة هؤلاء إلى أراضي روسيا.
وشدد الرئيس الروسي على أن العقل السليم والمسؤولية عن الأمن الدولي والإقليمي تتطلب توحيد جهود الأسرة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب داعيا كلا من الحكومة السورية والمعارضة ودول المنطقة إلى توحيد الجهود في المعركة ضد الإرهاب.
وقال بوتين “من الواضح وكما يقول العسكريون إنه من دون المشاركة النشطة من جانب السلطات السورية والجيش السوري فإن النضال ضد تنظيم داعش لن يؤدي إلى طرد الإرهابيين من البلاد ومن المنطقة بشكل عام كما لا يمكن حماية الشعب السوري متعدد الأعراق والمكونات من الدمار والاستعباد والهمجية”.
ودعا الرئيس الروسي الدول الغربية إلى الكف عن سياسة المعايير المزدوجة والتوقف عن الاستخدام المباشر أو غير المباشر لبعض التنظيمات الإرهابية من أجل تحقيق أهداف متغطرسة بما في ذلك تغيير الحكومات التي لا تروق للغرب.
وذكر بوتين بأن روسيا اقترحت الشروع فورا بإقامة تحالف واسع للتصدي للمتطرفين بحيث يشترك فيه جميع المستعدين للإسهام فعلا بقسط واقعي في مكافحة الإرهاب كما تفعل ذلك اليوم القوات المسلحة في العراق وسورية.
وقال بوتين “إنه من الضروري التفكير بالإصلاحات السياسية في سورية ونحن نعرف أن الرئيس بشار الأسد مستعد لإشراك القوى السلمية والبناءة من المعارضة في إدارة الدولة” مشيرا إلى أنه من الضروري وقبل كل شيء توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب لأنه من دون ذلك يستحيل حل المشاكل الملحة والمتنامية بما فيها مشكلة اللاجئين الآن.
وأوضح بوتين أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا بأن دعمها للسلطات الشرعية في سورية هو سبب ازدياد تدفق المهجرين لا أساس لها مشيرا إلى أن الناس يخرجون من سورية بالدرجة الأولى بسبب الأعمال القتالية المفروضة إلى حد كبير من الخارج عن طريق إرسال الأسلحة والمعدات الخاصة وبسبب وحشية الإرهابيين وما يرتكبونه من أعمال إجرامية وتدمير للأوابد الثقافية.
وشدد بوتين على أنه لولا دعم روسيا لسورية لكان الوضع هناك أكثر سوءا من ليبيا ولكان تدفق المهجرين أكبر مما هو عليه الان لافتا إلى أن روسيا لم تكن هي من قوض الوضع في ليبيا والعراق واليمن وافغانستان وغيرها من بلدان العالم ولم تكن من دمر مؤسسات الدولة في هذه البلدان وخلقت الفراغ في السلطة الذي ملأه الإرهابيون فورا وليس بمقدور أحد أن يقلب الأمور رأسا على عقب.
بيسكوف: من السخافة اعتبار جهود روسيا لمحاربة داعش مناقضة للجهود التي تقوم بها الدول الغربية
في السياق أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا والدول الغربية تهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة من بينها “تسوية الوضع المأساوي في سورية والتصدي للتوسع الكارثي لرقعة نفوذ تنظيم داعش الإرهابي”.
وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين “لا يوجد بيننا أي خلافات في هذا المجال فالجميع يسعون إلى تحقيق هدف واحد ومن السخافة بالمطلق اعتبار الجهود التي تبذلها روسيا في هذا الإطار مناقضة للجهود التي تقوم بها البلدان الأخرى”.
وأضاف بيسكوف “إذا كانت روسيا تدعم الرئيس بشار الأسد وتدعم الجيش السوري باعتباره القوة الفعالة الوحيدة في البلاد القادرة على مواجهة انتشار داعش فإننا لا نسمع من شركائنا للأسف أي إيضاحات مفهومة حول ما يجب اتخاذه ليس في المستقبل البعيد بل اليوم من أجل وقف انتشار داعش في سورية”.
وتعليقا على تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض بصدد احتمال إجراء حوار بين الرئيسين الروسي والأمريكي حول سورية أعلن بيسكوف أن روسيا لم تستلم بعد إشارة من واشنطن حول الاستعداد لمثل هذا الحوار وقال “يستحيل التكلم عن شكل اللقاء دون امتلاك اتفاقات أو إشارات ما ونحن كنا نكرر على الدوام أننا لا نستبعد أي حوار ونعتبر أنه أداة ضرورية بشكل عام من أجل استيضاح مواقف الطرفين ومحاولة التوصل إلى اتفاق وتفاهم”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 15/9/2015)