(العربية) سورية تدعو الأمم المتحدة للالتزام الجاد بمحاربة الإرهاب ومساءلة الدول الداعمة له وإلزامها بالكف عن انتهاكاتها للقانون الدولي

دعت سورية الأمم المتحدة ودولها الأعضاء للالتزام الجاد والصادق بمكافحة الإرهاب ووضع النصوص التي تم اعتمادها على مر السنين موضع التطبيق الكامل والصارم ومساءلة الدول الداعمة للإرهاب وإلزامها بالكف عن انتهاكاتها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في رسالتين بعثهما بناء على تعليمات من الحكومة السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن اليوم إنه “في الوقت الذي تحيي فيه الأمم المتحدة الذكرى السنوية العاشرة لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1624 لعام 2005 القاضي بمنع التحريض على العنف والإرهاب ومع اقتراب الذكرى السنوية الرابعة عشرة لاعتماد القرار 1373 عام 2001 الخاص بمكافحة الإرهاب والذي جاء في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شهدتها مدينة نيويورك في الحادي عشر من أيلول لعام 2001 تجدد حكومة الجمهورية العربية السورية دعوتها للأمم المتحدة بأجهزتها المعنية ودولها الأعضاء للالتزام الجاد والصادق بمكافحة الإرهاب ووضع النصوص التي اعتمدناها على مر السنين موضع التطبيق الكامل والصارم ومساءلة الدول الداعمة للإرهاب وإلزامها بالكف عن انتهاكاتها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وأضاف الجعفري إن “الإرهاب الذي يستهدف سورية دولة وشعباً منذ أكثر من أربع سنوات بلغ حدوداً غير مسبوقة في إجرامه ووحشيته وقد وضعنا مجلس الأمن بصورة الأعمال الإرهابية التي تشهدها سورية وآخرها القذائف الصاروخية التي تطلقها التنظيمات الإرهابية على دمشق وحلب وسائر مدن وقرى سورية ومنشآتها وبناها التحتية والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها مدينة الحسكة بتاريخ 14-9-2015 مشددا على أن هذه الأعمال الإرهابية وغيرها تستدعي التزاماً دولياً قوياً بتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله.

وأعرب الجعفري عن أسفه لعدم الالتزام في كثير من الأحيان بالقرارات 1267 و1373 و1624 و2170 و2178 و2199 بالرغم من أهميتها وذلك إما “لاعتقاد بعض الدول الأعضاء بأنها في مأمن من الإرهاب والتطرف العنيف أو لثغرات في القدرات والإمكانات لدى دول أخرى أو لغياب الإرادة السياسية والانخراط المباشر أو غير المباشر لحكومات دول أعضاء بدعم الإرهاب وتمجيده والتحريض على العنف والأعمال الإرهابية الإجرامية الهمجية”.

وقال الجعفري إنه “في حين تطالب قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب الدول الأعضاء كافة باتخاذ جملة من الإجراءات التشريعية والعملية اللازمة لمكافحة آفة الإرهاب التي تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين فان حكومات دول أعضاء في هذه المنظمة وفي مقدمتها السعودية وتركيا وقطر تواصل تقديم جميع أشكال الدعم للإرهاب والإرهابيين من مال وسلاح وفكر تكفيري متطرف ومجندين ومرتزقة أجانب كما تواصل حكومات دول أخرى بعضها أعضاء في مجلس الأمن تسييس قضايا مكافحة الإرهاب وتتعامل معها بازدواجية فاضحة وتغض الطرف عما تقوم به حكومات الدول الداعمة للإرهاب من انتهاكات صارخة تستوجب المساءلة الصارمة” مشيرا إلى أن هناك دولا أعضاء في مجلس الأمن جعلت من أراضيها ملاذا للتنظيمات المتطرفة وأتاحت لها التحريض على العنف والإرهاب ونشر خطاب الكراهية وبث الفتن بين الأديان بذرائع أصبحت معروفة للجميع متسائلا عن موقف مجلس الأمن والأمم المتحدة من كل ذلك.

وأضاف الجعفري إن “الأمم المتحدة مدعوة أيضاً لوضع حد لاستغلال نظام رجب أردوغان القائم في تركيا لمعاناة المواطنين السوريين الذين هجرهم الإرهاب المدعوم تركياً والتدابير القسرية الانفرادية التي تفرضها بعض الدول الأعضاء على سورية من ديارهم” مبينا أن النظام التركي يدفع بهؤلاء للهجرة إلى أوروبا لخلق أزمة إنسانية واسعة النطاق تعتقد تركيا أنها ستدفع أوروبا والولايات المتحدة لدعم مقترحها الهادف لإنشاء “منطقة حاضنة للإرهاب” في شمال سورية.

وبين الجعفري أن المطالبة التركية بإدراج بند على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن المهجرين السوريين تأتي استكمالاً لهذا المسعى وللتمهيد لاستغلال “القمة الإنسانية الدولية” التي ستعقد في اسطنبول العام القادم لخدمة الأغراض التركية الدنيئة والاتجار بمعاناة السوريين.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن “حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد مجدداً أنه من غير الممكن القضاء على الإرهاب الذي يمثله تنظيما داعش وجبهة النصرة الإرهابيان وغيرهما من التنظيمات والكيانات والجماعات والأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي والذين ينشطون على الأراضي السورية والعراقية ويهددون السلم والأمن الإقليميين والدوليين من دون التنسيق المسبق والتعاون الكامل مع الحكومة السورية” لافتا إلى أن محاولة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا تبرير تدخلهم في سورية لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي استناداً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ودون التنسيق مع الحكومة السورية يمثل تشويهاً لأحكام الميثاق وتلاعباً بالقانون الدولي سعياً لاستهداف السيادة السورية بما يؤدي إلى إطالة أمد الإرهاب.

وشدد الجعفري على أن “السبيل الوحيد المجدي والكفيل بمكافحة الإرهاب هو إقامة تحالف دولي فاعل ضمن إطار الشرعية الدولية وبمشاركة الدول المعنية وفي مقدمتها الدولة السورية التي تمثل الطرف الأساسي الذي يتصدى للإرهاب في المنطقة” معربا عن أمله بإصدار هذه الرسالة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن ومن وثائق الدورة 70 للجمعية العامة في إطار البند 109 المعنون “التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي”.

                                                                                                       (المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 22/9/2015)