أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن نتائج العمليات العسكرية الروسية ضد الارهابيين في سورية إيجابية حتى الآن مشددا على أنها تتم بالتنسيق مع الجيش العربي السوري على الأرض.
وقال بوتين خلال لقائه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم “إننا نعلم مدى صعوبة هذا النوع من العمليات الخاص بمكافحة الإرهاب وبطبيعة الحال فإن تقييمها اليوم سابق لأوانه ولكن ما تم إنجازه حتى الآن يستحق بالتأكيد تقييما إيجابيا عاليا وبطبيعة الحال يستحق الشكر الخاص لطيارينا الذين يعملون في سورية”.
وشدد الرئيس بوتين على أن عمليات سلاح الجو الروسي تتم بالتنسيق مع عمليات الجيش السوري وقال “فيما يخص مهمتنا المستقبلية فإنني أعول على تنسيق هذا العمل مع أنشطة الجيش السوري على الأرض لكي تسهم خطوات قواتنا الجوية في دعم العملية الهجومية للجيش السوري بصورة فعالة”.
ودعا الرئيس بوتين الولايات المتحدة التي تزعم بأنها “تعرف الوضع الميداني في سورية أفضل من أي جهة أخرى” إلى تسليم وزارة الدفاع الروسية معطيات عن مواقع تمركز إرهابيي “داعش” في الأراضي السورية.
وقال الرئيس بوتين “إنهم يزعمون بأنهم يعرفون الوضع بصورة أفضل وذلك لأنهم يعملون في الاراضي السورية منذ ما يربو عن عام وهم يعملون هناك بصورة غير شرعية كما قلت لهم ولكن إذا كانوا يعرفون الوضع أفضل منا فعلا فعليهم أن يسلمونا إحداثيات الأهداف التي رصدوها حتى الان ونحن سنضربها”.
وأضاف الرئيس بوتين “إننا بحاجة لمواصلة العمل مع شركائنا لأنه من دونهم ودون مشاركة كل من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإيران والعراق ودول الجوار سيكون من الصعب بطبيعة الحال إنجاز هذه المهمة بالشكل الذي يجب أن تنتهي عليه”.
وكشف بوتين عن أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اقترح خلال مجموعة النورماندي مؤخرا في باريس “فكرة مثيرة للاهتمام حول توحيد جهود الجيش السوري مع ما يسمى الجيش الحر التابع للمعارضة بهدف مكافحة إرهابيي تنظيم داعش”.
وقال بوتين “إن روسيا لا تعلم أين يوجد هذا الجيش الحر ومن هم قادته ولكن إذا انطلقنا من افتراض أن هذا الجناح العسكري لما يسمى بالجزء السليم من المعارضة موجود فإن خطوة توحيد جهوده بهدف مكافحة العدو المشترك المتمثل بالمنظمات الإرهابية مثل داعش والنصرة ستشكل مقدمات جيدة للتسوية السياسية اللاحقة في سورية”.
وأشار الرئيس بوتين الى أن “الخارجية الروسية ستواصل هذه الجهود آخذة بعين الاعتبار أن روسيا تسعى عمليا لاقامة الاتصالات مع جميع قوى المعارضة السورية” مشيرا إلى أن الأزمات المشابهة للازمة في سورية يجب أن تنتهي بتسوية سياسية.
شويغو: الضربات الجوية الروسية دمرت للإرهابيين في سورية 19 نقطة قيادة و12 مستودعا للذخيرة و71 آلية مدرعة و6 معامل للمتفجرات
من جانبه أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن 23 طائرة روسية تستمر منذ صباح اليوم في توجيه ضرباتها ضد مواقع للإرهابيين في الأراضي السورية.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية للأنباء عن شويغو قوله إن “الضربات الجوية التي بدأت الطائرات الروسية في توجيهها في 30 أيلول الماضي أدت إلى تدمير 19 نقطة قيادة و12 مستودعا للذخيرة و71 آلية مدرعة و6 معامل للمتفجرات “تابعة للإرهابيين في سورية.
وأعلن شويغو في وقت سابق اليوم قيام 4 سفن حربية روسية عاملة في بحر قزوين بقصف 11 موقعا وهدفا لتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية باستخدام 26 صاروخا مجنحا عالي الدقة من طراز كاليبر قطعت مسافة 1500 كيلومتر.
وأكد شويغو أن وسائل المراقبة الروسية سجلت تدمير جميع الأهداف دون أن تؤدي الغارات إلى سقوط أي ضحايا في صفوف المدنيين.
بدوره قال بوتين “إن تنفيذ عمليات الرماية هذه عبر مسافة نحو 1500 كيلومتر باستخدام أسلحة عالية الدقة ونجاح جميع الغارات يدل على مستوى التأهيل الرفيع للعسكريين والاستعداد العالي لمؤسسات التصنيع العسكري”.
بيسكوف: عملية سلاح الجو الروسي لدعم الجيش السوري ضد تنظيم “داعش “الإرهابي انتقلت إلى مستوى أعلى من الناحية التقنية
من جانبه أعلن المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الروسية ديميترى بيسكوف اليوم أن عملية سلاح الجو الروسي في سورية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي انتقلت إلى مستوى أعلى نوعية.
وقال بيسكوف في تصريح نقلته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية للأنباء إن “عملية القوات المسلحة الروسية لدعم الجيش السوري تواصلت عمليا اليوم إلى مستوى أعلى من وجهة النظر التقنية وكما تعلمون فان صواريخنا المجنحة أطلقت من أسطول بحر قزوين ووردت أنباء حول تقدم القوات السورية المدعومة من قبلنا”.
ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيم عاليا عمل العسكريين الروس وخبراتهم العسكرية.
وأوضح بيسكوف أنه تم الاتفاق مع العراق وإيران حول مسار الصواريخ الروسية التي تم إطلاقها من بحر قزوين على أهداف ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية.
وبينت وزارة الدفاع الروسية أن “الضربات استهدفت منشآت من البنية التحتية التابعة لتنظيم/داعش/في الأراضي السورية بما في ذلك ورش لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة ومراكز قيادة ومخازن للذخيرة ومخازن أسلحة ووقود وقواعد تدريب”.
بدورها ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن “المواقع التي أصابتها الصواريخ الروسية تقع في ريف الرقة وإدلب وحلب” مشيرة إلى أن “الغارات الروسية تسهم في تقييد قدرات الإرهابيين على التحرك ومنعهم من تدبير هجمات إرهابية دموية”.
من جانبه كشف أندريه كارتابولوف رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي عن أن مسار الصواريخ التي أطلقتها سفن أسطول بحر قزوين الروسي نحو أهداف في سورية “مرت فوق مناطق غير مأهولة بغية ضمان أمن السكان المدنيين” لافتا إلى أنه تم مسبقا تنسيق توقيت مرور الصواريخ ومساراتها مع شركاء روسيا.
وأوضح أن البحارة الروس اعتمدوا لدى توجيه الضربات على معلومات استطلاعية جمعتها الاستخبارات الروسية في أراضي سورية إذ كشفت عن مواقع مهمة يستخدمها إرهابيون واعتبرت تدميرها مهمة عاجلة ولذلك قررت القيادة العسكرية استخدام صواريخ مجنحة بعيدة المدى لإصابة تلك الأهداف.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 7/10/2015)