أكد جون كيرياكو المحقق الرفيع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي والضابط السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي ايه إن الكونغرس الأميركي يسلح تنظيم “داعش” الإرهابي من خلال تقديم الأسلحة إلى “المعارضة المعتدلة” في سورية.
وأطلقت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما العام الماضي برنامجا ضخما خصصت له دعاية كبيرة وأموالا طائلة تصل إلى500 مليون دولار لتدريب وتسليح حفنة من الارهابيين الذين يحلو لها تسميتهم “المعارضة المعتدلة” في الاردن وتركيا غير أن برنامجها هذا تعرض لانتكاسة كبيرة مع مقتل بعض من ارسلتهم في الدفعة الاولى الى سورية على يد تنظيم “جبهة النصرة “وفضيحة عودة آخرين إلى أحضان هذا التنظيم الارهابي ونقلهم الاسلحة الأميركية التي بحوزتهم إليه.
وقال كيرياكو في مقابلة مع وكالة نوفوستي الروسية في حديثه عمن يطلق عليه مسمى “الجيش الحر” .. ” إن هوءلاء لاينفعون .. وتقديمنا الدعم لهم لم يسهم سوى في زيادة الوضع سوءا .. فأغلب الأسلحة الأميركية التي أرسلت إليهم وجدت طريقها إلى أيدي تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف “الكونغرس يدفع الاموال الطائلة لتسليح تنظيم الدولة الإسلامية” الذي تمكن عناصره من الاستيلاء على المعدات العسكرية الاميركية الحديثة والمتطورة واستخدامها”.
وأكد كيرياكو أن على الولايات المتحدة أن تبقى بعيدة بدلا من تحويل الأمور إلى الأسوأ من خلال تدخلها في شؤون سورية لافتا إلى أن محاولاتها وسعيها لدعم فكرة وجود “معارضة ليبرالية وديمقراطية ومحبة للسلام وتقديمها كبديل للرئيس بشار الأسد هو مجرد هراء”.
ورغم ثبوت فشل برنامج التدريب الاميركي منذ اطلاقه في تحقيق أي من الاهداف التي اعلنتها واشنطن والذي كان من المقرر ان يشمل نحو خمسة الاف عنصر لينحصر العدد بالعشرات لايزال الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصرا على تقديم مزيد من الدعم لهذه التنظيمات الارهابية ورجح مسؤولون اميركيون اتخاذ قرار بهذا الشان في إطار إصلاح شامل لدعم الجيش الأمريكي لـ “المعارضين المسلحين” عقب النكسات التي قضت تقريبا على برنامج التدريب والتجهيز. وكانت الولايات المتحدة أعلنت منذ فترة وقف عمليات تجنيد عناصر جدد لبرنامج تدريب الإرهابيين بعد إصابته بنكسة كبيرة جراء فشل المجموعتين اللتين أرسلتهما إلى سورية وضمت المجموعة الأولى نحو 54 إرهابيا لم يبق منهم سوى 5 فقط بعد أن قام تنظيم جبهة النصرة بقتل واعتقال البقية فيما سلمت المجموعة الثانية بعد دخولها مباشرة أسلحتها إلى “جبهة النصرة” باعتراف المسؤولين الأميركيين حتى لا تلقى مصير المجموعة الأولى.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 8/10/2015)