جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد أن روسيا تكافح الإرهاب في سورية مشددا على أن العمليات العسكرية التي تقوم بها في سورية تتطابق مع ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي خلافا للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال بوتين في كلمة له اليوم خلال منتدى اقتصادي في موسكو “نحن لا نسعى إلى أي زعامة في سورية التي لا يمكن أن يكون فيها سوى زعيم واحد هو الشعب السوري بل نعمل هناك للإسهام بقسطنا في مكافحة الارهاب الذي يمثل خطرا على الولايات المتحدة وعلى روسيا وعلى البلدان الأوروبية والعالم باسره دون أدنى مبالغة”.
وأوضح بوتين أن أعمال موسكو تتطابق بالمطلق مع ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي “خلافا لما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذين يعملون دون تفويض من مجلس الامن الدولي ودون دعوة من قبل السلطات السورية” مبينا أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا أكثر من 500 ضربة في الأراضي السورية وأنفقوا 500 مليون دولار على تدريب ما يسمى “المعارضة المعتدلة” من أجل مكافحة تنظيم داعش الارهابي دون أن تسفر عملياتهم عن أي نتائج.
وأعرب بوتين عن قلق موسكو من وقوع الاسلحة والمعدات التي ترسلها الولايات المتحدة إلى “الجيش الحر” في أيدي الارهابيين متسائلا ” أين هو هذا الجيش .. الم يقع كل ذلك من جديد في أيدي تنظيم داعش كما حصل في سير تدريب المقاتلين وأين هي الضمانات كي لا يحدث ذلك”.
وتابع بوتين “حدث ذلك للتو واعترفوا في الولايات المتحدة نفسها ان أعمالهم أخفقت وهم يعمدون الان الى إلقاء الاسلحة والمعدات بكل بساطة دون معرفة الجهة التي ستتسلمها.. هذا ليس مجرد سؤال عبثي”.
من جهة ثانية كشف بوتين أن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة إجراء لقاء على مستوى سياسي عسكري رفيع في موسكو كما أكد استعداد موسكو لتوجيه وفد إلى واشنطن لمناقشة مسائل التسوية السورية بالدرجة الاولى “لكن ليست هناك أجوبة بعد”.
وقال بوتين “من الممكن تشكيل وفد غني التمثيل برئاسة رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف ويدخل في قوامه عسكريون على مستوى نواب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة وممثلي الأجهزة الأمنية ” مؤكدا وجوب نقل هذا العمل الى مستوى جدي.
وأضاف بوتين “توجهنا الى الولايات المتحدة برجاء إعطائنا معلومات عن تلك الاهداف التي تعتبرها ارهابية مئة بالمئة ولكنها لم تبد استعدادا لذلك وعندما فكرنا وطرحنا عليهم سؤالا آخر حول الاهداف التي لا ينبغي ضربها لم نحصل على أي جواب أيضا” متسائلا “كيف يمكن العمل معا إذن وما الذي ينبغي عمله” وقال إن الأمور “اختلطت ببساطة في رؤوس شركائنا”.
وشدد بوتين على ضرورة أن تعمل روسيا والولايات المتحدة واوروبا من اجل اجلاس من يملكون عليهم تأثيرا على طاولة المفاوضات والوصول في نهاية المطاف الى عملية التسوية السياسية في سورية مضيفا “لم نصل الى ذلك بعد في عملنا مع الولايات المتحدة والاوروبيين”.
وفي الشان الاقتصادي أعلن الرئيس الروسي أن الاقتصاد الروسي تجاوز ذروة الأزمة الاقتصادية وتكيف مع الظروف الجديدة مؤكدا أن الحكومة الروسية ستفعل كل ما بوسعها لضمان استقرار الاقتصاد الكلي في البلاد.
لافروف خلال لقائه دي ميستورا: العمليات العسكرية الروسية في سورية لا تعني أبدا نسيان العملية السياسية
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا أن العمليات العسكرية الروسية في سورية التي جاءت تلبية لطلب القيادة السورية لرفع فعالية مكافحة الارهاب لا تعني أبدا نسيان العملية السياسية بل على العكس فنحن نسجل زيادة إلحاح دعم مبادراتنا.
وقال لافروف في مستهل مباحثاته في موسكو مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا اليوم “نأمل في أن نسمع الى أين وصلت جهود دي ميستورا فيما يتعلق بالتسوية السياسية للازمة في سورية وماذا بإمكان روسيا ان تقدمه من مساعدة”.88
وأضاف لافروف “إننا نشعر بقلق كبير من محاولات بعض الاطراف المماطلة في تشكيل جبهة واسعة مناهضة للإرهاب والمضاربة بمهمة دي ميستورا السياسية” موضحا أن “إطلاق العملية السياسية بسرعة طبقا للاتجاه العام الذي وضعه المبعوث الدولي يتجاوب مع مهام توحيد جميع القوى السلمية بما يخدم مصالح إنقاذ سورية”.
ولفت لافروف إلى أنه تطرح على الدوام مطالب مسبقة وجديدة على طريق التسوية السياسية في سورية وقال إن “بعض الأطراف قالوا في البداية إن الممثل الوحيد يجب أن يكون ما يسمى “الائتلاف الوطني” ووافقوا على ذلك ثم أكدوا على وجوب الطابع الواسع لتمثيل القوى المعارضة في المباحثات مع الحكومة السورية”.
وكان دي ميستورا أعلن أمس من جنيف عزمه التوجه إلى موسكو للتباحث في مستجدات الساحة السورية بعد بدء العمليات الجوية الروسية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي والتنظيمات المتطرفة الاخرى في سورية.
لافروف: استهداف السفارة الروسية عمل إرهابي سافر.. الأسلحة التي ترسلها واشنطن لـ”المعارضة” تنتهي بأيدي الإرهابيين
من جهة أخرى أكد لافروف ان استهداف السفارة الروسية في دمشق بقذيفتي هاون من قبل ارهابيين يعد عملا إرهابيا سافرا يهدف إلى ترويع أنصار مكافحة الإرهاب وعدم السماح لهم بإحراز النصر في محاربة المتطرفين.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الرواندية لويز موشيكيوابو في موسكو اليوم “نحن نعكف حاليا بالتعاون مع السلطات السورية على العمل لتحديد المسؤولين عن هذا القصف”
مشيرا إلى أنه من المعروف حتى الآن أن تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين ينتشران في ضواحي دمشق كما يعمل هناك ما يسمى “جيش الإسلام” الذي تسعى بعض وسائل الإعلام لإطلاق صفة “المعارضة المعتدلة” عليه.
وأضاف لافروف “أن هؤلاء المعارضين المعتدلين كما تشير معطياتنا وكما يؤكد المراقبون الدوليون يتورطون أكثر من غيرهم في قصف احياء دمشق السكنية بصورة عشوائية ما يؤدي إلى موت الناس” مشيرا إلى أن ما يسمى “جيش الإسلام” هذا يقوم على الدوام بممارسة اعمال التنكيل والمذابح على خلفية دينية.
وأشار لافروف إلى أن الجانب الروسي لا يملك بعد معلومات إضافية أكثر تفصيلا عن هذا الحادث ولكننا نأمل في تحديد المسؤولين عنه واتخاذ التدابير الكفيلة بقطع دابر مثل هذه الأعمال الإجرامية.
وكان آلاف السوريين تجمعوا اليوم في وقفة جماهيرية أمام مبنى السفارة الروسية في دمشق تعبيرا عن تأييدهم وتقديرهم لمواقف روسيا الداعمة لسورية في حربها ضد الإرهاب.
من جهة ثانية اشار لافروف الى انفتاح موسكو على التنسيق مع الجهات الدولية حول الوضع الإنساني ومكافحة الإرهاب في سورية.
وقال “إن روسيا ومنذ بداية نشاط الأمم المتحدة في هذا الاتجاه شجعت أطراف الأزمة في سورية على الاتفاق حول فترات توقف انسانية ومصالحات محلية من أجل إيصال المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين لها ولا تزال متمسكة بهذا الموقف”.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن بلاده اقترحت في وقت واحد مع تنفيذ العملية العسكرية في سورية تنسيق الأعمال مع الشركاء والقيام بأعمال منسقة والاتفاق على الأهداف أو المناطق التي يجب ألا تمسها العملية العسكرية إلا أنها لم تستلم بعد أجوبة ملموسة على الاقتراحات الموجهة بالأساس إلى الولايات المتحدة التي تتولى قيادة “التحالف الدولي” لمكافحة الإرهاب.
كما أعرب لافروف عن قلق بلاده من تغيير واشنطن لموقفها فيما يتعلق بتأييد ما يسمى “المعارضة في سورية” وقال “إن موسكو متأكدة من أن كمية كبيرة من الاسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى “المعارضة السورية” تنتهي بأيدي الإرهابيين”.
وتساءل لافروف “ألا تسير هذه الذخائر على نفس الطريق الذي سلكته سيارات تويوتا ذات الدفع الرباعي التي أرسلوها إلى المعارضة ويتنقل عليها مقاتلو داعش حاليا؟”.
وأضاف لافروف “طلبنا من شركائنا منذ الأيام الأولى أن يدلونا مع من يمكن إقامة اتصالات مع المعارضة السورية التي ترفض الأساليب الإرهابية وهم يعطونا وعودا بتقديم مثل هذه المعلومات ونأمل أن يتم ذلك” مضيفا انهم كانوا يقولون حتى وقت قريب أن المقصود بذلك هو “الجيش الحر ولكننا لا نعلم حتى الآن من الذي يمثل هذا الجيش وما هي القناة للتخاطب معه”.
وتابع لافروف.. لقد أعلنوا قبل أيام قليلة عن تشكيل ائتلاف جديد هو “القوى الديمقراطية السورية ولكن ليس معروفا هل هذا الائتلاف الجديد هو بديل للجيش الحر” أو بالمشاركة معه مؤكدا أن هذه أشياء جدية جداً وأن “أطرافا كانت تتعاون مع تنظيم داعش في وقت سابق قد دخلت في قوام ما يسمى القوى الديمقراطية السورية”.
من جهة أخرى دعا لافروف الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في المنطقة الى تحديد مواقفهم بشأن قوام وفد “المعارضة” للمشاركة في المباحثات مع الحكومة السورية من أجل التسوية السياسية للأزمة والتي اقترحها ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية.
وقال لافروف “نحن ندعم دي ميستورا وسنواصل العمل مع زملائنا الأمريكيين والشركاء في المنطقة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول أن يضع اللاعبون الخارجيون الأساسيون رؤية مشتركة لما يجب ان يكون عليه قوام المشاركين في المباحثات السورية السورية التي ستجري في جنيف وفقا لمبادرة دي ميستورا”.
وأضاف لافروف أن هذا الأمر واضح من جانب الحكومة السورية ولكن من هي القوى السياسية التي تمثل المعارضة والمهتمة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة حول ضرورة الحفاظ على سورية دولة موحدة ديمقراطية وعلمانية ذات سيادة يتمتع فيها الجميع بالأمن قائلا “نحن لا نستطيع التحرك بعد في هذه المسالة التي يبدو لي أنها ليست بالمعقدة جداً”.
وكان وزير الخارجية الروسي شدد أمس على ضرورة إطلاق العملية السياسية في سورية بأقرب وقت مبينا أن موسكو ستجرى قريبا مزيدا من الاتصالات مع الجهات الإقليمية والدولية حول الأزمة في سورية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ: 14/10/2015)