(العربية) الزعبي: اجتماع فيينا النقطة الأبرز في الجهود السياسية التي يجب أن تفضي إلى وقف الحرب على سورية

أكد وزير الاعلام عمران الزعبي أن اجتماع فيينا هو النقطة الأبرز والمفصلية في الجهود السياسية التي بدأت تأخذ منطقا سياسيا ويجب أن تفضي في المحصلة إلى وقف الحرب على سورية والتدخل الخارجي في شؤونها وتدفق الارهابيين باتجاهها.

ولفت الزعبي في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري الليلة إلى أن البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع فيينا عكس نقاطا مشتركة ونقاط اتفاق بين بعض الدول المشاركة مبينا أنه كان مقبولا من حيث المضمون والنتائج وهذه المقبولية رهن بالمضامين.

وأشار الزعبي إلى أن موقف الحكومة السورية ثابت منذ بداية الأزمة وهو يدعو الى وحدة سورية واستقلالها وسيادتها على كامل أراضيها ووحدة الشعب بكل مكوناته إضافة إلى الحفاظ على هويتها العلمانية وهو ما ورد حرفيا في البند الاول من بيان فيينا.

الجيش والشعب فرضا وحدة سورية وسيادتها

وقال الزعبي إن الجيش والشعب هما اللذان فرضا وحدة سورية وسيادتها واستقلالها مؤكدا أن الجيش يدافع عن السوريين والوطن بكل ما يعنيه.

وأعرب الزعبي عن ثقته بأن الدولة السورية ستفرض وجودها على كامل الجغرافيا السورية وتستعيد دورها على كل المستويات الخدمية والادارية داعيا الجميع إلى الدخول في العملية السياسية والانخراط في محاربة الإرهاب.

التنظيمات الإرهابية مرتبطة ببعضها عضويا وتنظيميا ولوجستيا وفكريا

وأكد الزعبي أن التنظيمات الارهابية مرتبطة ببعضها البعض عضويا وتنظيميا ولوجستيا وفكريا مبينا أن الدولة السورية لديها كل الأدلة التي تثبت ذلك من خلال رصد الاتصالات الهاتفية بين التنظيمات الارهابية واعترافات الإرهابيين الذين تم إلقاء القبض عليهم.

وعن مسؤولية الدول الداعمة للإرهاب قال الزعبي ان بيان فيينا لم يشر إلى ذلك وهذا أحد المآخذ عليه حيث كان يجب أن يدعو دول الجوار والدول الاخرى إلى الكف عن ادخال الارهابيين والسلاح الى سورية ووقف الدعم اللوجستي والاستخباراتي عنهم وهو ما تنص عليه قرارات الامم المتحدة.

وقال الزعبي “إن سورية كانت غائبة حاضرة في اجتماع فيينا بوجود الحلفاء والأشقاء كروسيا وإيران وعمان وبعض الأصدقاء الآخرين على قلة عددهم” مبينا أنهم كانوا جبهة في مواجهة الآخرين من أجل أشقائهم السوريين بكل معنى الكلمة.

ولفت الزعبي إلى أن سورية كان يجب أن تكون حاضرة منذ بداية الأزمة في كل محفل متعلق بها لكنها غيبت بفعل المؤامرة عليها لأنهم أرادوا تغييب الحقيقة موضحا أن صمود سورية وشعبها في وجه الهجمة الارهابية الشرسة وما رافقها من حرب اعلامية وتضليلية هزم المشروع الذي أراد تفكيكها وما تواجهه الآن هو بقايا المشروع.

حزب الله والعراق وإيران وروسيا جبهة حقيقية في مواجهة الإرهاب

وأضاف وزير الاعلام “إن حزب الله والعراق وإيران وروسيا جبهة حقيقية في مواجهة الإرهاب من أجل إعمال القانون الدولي واستقرار المنطقة والحفاظ على السيادات الوطنية” لافتا إلى أن الدولة السورية كانت منفتحة على كل جهد سياسي يفضي إلى حلول سياسية في جميع المراحل قائلا” نحن جاهزون لحوار وطني يضم السوريين على اختلاف آرائهم وتنوعاتهم السياسية باستثناء ما له صلة بالإرهاب.. وجاهزون لأن يناقش على طاولة البحث كل شيء بإدارة سورية وقيادة سورية”.

الحكومة السورية لن تتحاور مع كل من تآمر على الشعب السوري ومارس إرهابا على السوريين

وتابع الزعبي “إن الحكومة السورية لن تتحاور مع كل من تآمر على الشعب السوري ومارس إرهابا على السوريين” مشيرا إلى وجود جهود روسية واضحة وتبادل لوائح مع بعض الدول حول ما يسمى “المجموعات السياسية المعارضة” التي يمكن أن تكون طرفا في لقاء موسكو3 المنتظر الذي من المفترض أن يمهد لأي خطوة لاحقة لجنيف3.

أي عملية سياسية وطنية حقيقية تمس السوريين والبلد لن تبدأ إلا بالحوار الوطني السوري

وأكد الزعبي أن “أي عملية سياسية وطنية حقيقية تمس السوريين والبلد لن تبدأ إلا بالحوار الوطني السوري الذي يمكن أن تنتج عنه حكومة وحدة وطنية موسعة تملك من الصلاحيات ما يمكنها من تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بين (المعارضة)والدولة بقيادة وإدارة سورية وعلى قاعدة وطنية”.

وأوضح وزير الاعلام أن “الحكومة السورية لم تتلق حتى هذه اللحظة لوائح محددة بأسماء تلك المعارضات لكي يصار إلى إصدار بيان حول ذلك سواء بالقبول أو الرفض” مضيفا إنه “كلما تقدم الجيش العربي السوري وحقق انتصارات على الأرض بدعم من حلفائه تم تسريع البدء بالعملية السياسية”.

وبين الزعبي أن نظرية لجان العصف الفكري التي طرحها المبعوث الاممي الى سورية ستافان دي ميستورا قائمة معتبرا أن ما يجري في فيينا هو فرصة لدي ميستورا كمبعوث للأمم المتحدة يستطيع استثمارها بشكل إيجابي وخاصة أنه لمس من الحكومة السورية تعاونا كبيرا ولم يلمس ذلك من دول في المنطقة ولا حتى من المعارضة الخارجية.

التمييز بين الإرهابي وغير الإرهابي مسألة حساسة يجب ألا يحدث فيها خطأ

وأضاف الزعبي “إن التمييز بين الإرهابي وغير الإرهابي مسألة حساسة يجب ألا يحدث فيها خطأ.. وهي مسألة ممارسات على الأرض لذلك يجب العناية والهدوء في مناقشتها لنجني ثمارها الإيجابية وليس عواقبها الوخيمة.

المفترض في موسكو3 أنه استكمال لموسكو2

وحول مؤتمر موسكو3 قال الزعبي “حتى اللحظة لم نزود بقائمة نهائية بمن سيحضر” مشيرا الى أنه تم التوصل في موسكو2 لبعض النتائج ولم يستكمل النقاش لانتهاء المدة المقررة آنذاك و”المفترض في موسكو3 انه استكمال لموسكو2 أي أن يستمر النقاش عند النقطة التي توقف عندها وأن يأخذ المدة الزمنية الكافية حتى نصل إلى مراحل متقدمة.

وأضاف الزعبي” إن وفد الحكومة السورية سيحضر بجدية ومسؤولية عالية ونطلب من الطرف الآخر أن يكون كذلك حيث يجب أن ينتهي البعض من المراهقة السياسية” مؤكدا أن الحديث يجب أن يكون مسؤولا وجديا وهادفا لصالح سورية.

 ليس لدى السعوديين تفكير دبلوماسي أو مدرسة سياسية

وحول تهديدات إيران بالانسحاب من اجتماعات فيينا نظرا لأن السعودية غير جادة وتتحدث بكلام غير منطقي رأى الزعبي أن الجانب الإيراني محق لأنه حضر إلى فيينا بفعل حضوره السياسي في المنطقة ولدى الإيرانيين أسبابهم وطرق تفكيرهم التي نحترمها مبينا أن مشكلة السعوديين أنه ليس لديهم تفكير دبلوماسي أو مدرسة سياسية.

وتعليقا على مدى التزام تركيا وجديتها بما ينتج عن الحراك السياسي وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة فيها اعتبر الزعبي أن معيار الجدية الوحيد الذي تستطيع تركيا التعبير عنه ومدى التزامها بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالإرهاب هو أن تغلق حدودها في وجه الإرهابيين وتتعاون مع الدول التي تواجه الإرهاب في سورية وتقدم ما لديها من معلومات استخباراتية لأنها مسؤولة مباشرة عما حدث ويجب أن تكون هناك فرصة لتغيير الذهنية والعقلية لكن لا نرى ذلك متوفرا.

موقف سلطنة عمان كان على الدوام إلى جانب الشعب والقيادة السورية

وحول الدور العماني قال الزعبي” إن سلطنة عمان تمتلك منطقا سليما ورجاحة في العقل على مستوى القيادة والدبلوماسية وأثبتت خلال سنوات طويلة وفي أزمات كثيرة قدرتها على لعب دور مميز في البحث عن السبل لحل الأزمة في سورية وفي قضايا أخرى بالمنطقة والعالم” مشيرا إلى أن موقفها حقيقي وكان على الدوام إلى جانب الشعب والقيادة السورية ضد التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ومع وحدتها وسيادتها ووقف الحرب عليها وتعلن حرصها في كل محفل وفي اللحظات الصعبة على ما نحن حريصون عليه كسوريين.

وعن إرسال الولايات المتحدة 50 استشاريا الى المنطقة أوضح الزعبي أن البعد السياسي الذي أرادته الولايات المتحدة أكثر من البعد العسكري لتقديم خدمات لجهة في مواجهة”داعش”وأرادت الايحاء بأنها حاضرة رغم الوجود الروسي القوي والفعال مبينا أن هذا لن يغير من الأمر شيئا فيما اتسم به التحالف الغربي من اللافعالية واللاجدية واللامسؤولية في الأداء تجاه مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي.

وقال الزعبي” إنه رغم كل الأخطاء السياسية للأمريكيين إلا أنهم يدركون جيدا أننا لن نقبل إطلاقا بان تكون هناك إمارات أو ولايات أو جمهوريات داخل سورية فهي دولة واحدة وليست اتحاد دول وبيان فيينا أكد على ذلك”.

                             (المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 5/11/2015)