أكدت سورية أن قصف طائرات ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة للبنى التحتية في مناطق مختلفة من سورية يمثل “عدوانا آثما” مجددة موقفها المعلن إزاء “عدم شرعية” قيام واشنطن وتحالفها بشن هجمات جوية داخل أراضي الجمهورية العربية السورية دون أذن مسبق وتنسيق مع الحكومة السورية.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين موجهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن تلقت سانا نسخة منهما في استمرار لانتهاكات طيران ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية للسيادة السورية بحجة ملاحقة تنظيم داعش الإرهابي قامت طائرات التحالف المذكور يوم السبت الموافق لـ 10تشرين الأول 2015 بقصف منطقة الرضوانية الكائنة شرق مدينة حلب مستهدفة محطتين حراريتين لتوليد الطاقة الكهربائية وقد تسبب قصف طائرات التحالف بالحاق دمار كبير في المحطتين الحراريتين وبخسائر بلغت مليارا ومئتي مليون يورو كما تسبب القصف بإخراج المحطتين من الخدمة والى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وأوضحت الوزارة إن قصف طائرات التحالف الدولي للمحطتين الحراريتين شرقي مدينة حلب وبنى تحتية أخرى في مناطق مختلفة من سورية يمثل عدوانا آثما يندرج ضمن سلسلة الهجمات الجوية التي درجت على استهداف البنى التحتية الاقتصادية والصناعية والخدمية بقصد التدمير المتعمد لمقدرات الشعب السوري والحيلولة دونه ودون التنمية وإعادة البناء ويمثل استمرارا لسلسلة الاعتداءات التي طالت العديد من المنشآت الاقتصادية الحيوية السورية متسببة بخسائر اقتصادية ومادية كبيرة.
وأشارت الوزارة إلى قيام طيران التحالف باستهداف مركز مديرية حقول الجبسة النفطية في محافظة الحسكة بتاريخ 12 أيلول 2015 وبئر الطابية النفطي رقم 202 في محافظة دير الزور بتاريخ 25 أيلول 2015 ما تسبب باشتعال النيران والاضرار بالتوصيلات السطحية بشكل كبير وبقصف بئر الطابية رقم 301 في محافظة دير الزور بتاريخ 25 أيلول 2015 ما أدى إلى تلف البئر وبالاعتداء مجددا على البئرين المذكورتين 202 و 301 في محافظة دير الزور بتاريخ 5 تشرين الاول 2015 ما أدى إلى انفصال شجرة البئر عن موقعها من الأعلى وإلى تهشم صمامات الفراغ الحلقي وتحطم كل الأنابيب والصمامات على رأسي البئرين وبقصف بئر سيجان رقم 146 التابع لشركة الفرات وذلك مساء يوم الجمعة 13 تشرين الاول 2015 ما أدى إلى اندلاع حريق في البئر وبقصف مواقع شركة الفرات في حقل العمر فجر يوم السبت 31 تشرين الأول 2015 مستهدفا محطة تجميع النفط والخزان رقم 319 الذي يتسع لـ 75 ألف برميل نفط ما أدى إلى احتراقه بالكامل كما أصاب القصف ضواغط الهواء ومضخات الترحيل ما أسفر عن تدميرها بشكل كامل كذلك فقط أصابت شظايا القصف معمل توليد الطاقة الكهربائية ما تسبب بتوقفه عن العمل وبالتالي توقفه عن تزويد معمل غاز دير الزور بالطاقة الكهربائية وبقصف معمل القرميد في محافظة الرقة ما أدى إلى تدمير المعمل بكامل مبانيه وآلياته .
ولفتت الوزارة إلى أن تكرار قصف طيران ما يسمى “التحالف الدولي” في الآونة الأخيرة على رؤوس آبار النفظ والغاز في الجمهورية العربية السورية والمنشآت النفطية والغاز ولا سيما في محافظة دير الزور لا يهدف بأي شكل كان إلى مكافحة سرقة النفط والغاز من قبل العصابات والجماعات الإرهابية المسلحة والا لكان الاجدى قيام هذا الطيران باستهداف قوافل عصابات النهب والسلب الإرهابية المحملة بالغاز والنفط السوريين المنهوبين قبل وصولها إلى الحدود السورية التركية وعبورها إلى داخل الأراضي التركية حيث تباع بأبخس الأسعار ويمكن هنا منطقيا استنتاج أن الهدف الأساس من عمليات القصف المتكررة هذه إلا وهو تعمد أحداث أضرار كبيرة ومباشرة في البنى التحتية للقطاعات الاقتصادية السورية ولا سيما قطاع النفط والغاز بل وتدمير هذه البنى بما يعوق عمليتي التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية.
وبينت الوزارة ان قصف ما يسمى “طيران التحالف” للمنشآت النفطية والغازية يتسبب ايضا بتلوث بيئي وقد يتهدد مستقبلا بكوارث بيئية أكبر وأعظم بسبب الحرائق المندلعة في آبار النفط والغاز والتي قد يصعب السيطرة عليها في ضوء الإمكانيات المتاحة حاليا ونقص المعدات والوسائط والمواد الخاصة بإطفاء الحرائق بسبب التدابير القسرية أحادية الجانب المفروضة على الجمهورية العربية السورية من بعض الدول التي تمنع تصدير هذه المعدات والوسائط والمواد إلى سورية وتمنع فتح الاعتمادات المالية.
واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول إن “الجمهورية العربية السورية أذ تعيد تأكيد موقفها المعلن إزاء عدم شرعية قيام الولايات المتحدة وتحالفها بشن هجمات جوية داخل أراضي الجمهورية العربية السورية دون أذن مسبق وتنسيق مع الحكومة السورية وبعيدا عن احترام الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة فإنها تطالب بوقف هذه الأعمال الأمريكية الغربية الموجهة ضد البنى التحتية لسورية وتؤكد سورية أن هذه الأعمال لم تحقق شيئا يذكر في الحرب على تنظيم داعش”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ: 10/11/2015)