تستمد العلاقات بين سورية والجزائر قوتها ومتانتها من الروابط التاريخية بين البلدين، ووقوفهما معا في وجه عدو واحد هو الإرهاب، وتأكيدهما باستمرار على ضرورة وجود تعاون دولي لمكافحته والقضاء عليه مع تعاظم خطره على المنطقة.2
والجزائر التي أحيت الذكرى الـ 61 لاندلاع ثورتها التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي بداية الشهر الجاري أعلنت منذ بداية الأزمة في سورية مواقف ثابتة إلى جانب وحدة السوريين وتضامنها معهم، ورفضت كل القرارات المسيسة التي حاولت النيل من سورية وسيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية.
وحافظ بلد المليون ونصف المليون شهيد على علاقاته الدبلوماسية مع سورية وحرص على استمرار عمل سفارته في دمشق كباقي دول الأصدقاء وفي حديث ل سانا يؤكد سفير جمهورية الجزائر في سورية صالح بوشه “أن موقف الجزائر من الأحداث في سورية منذ بداية الأزمة كان ثابتا وواضحا إذ أعربت عن دعمها الدائم لوحدة سورية وتضامنها مع الشعب السوري في محنته”.
ورأى بوشه أن “هدف ما تتعرض له سورية إضعافها وثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية وإبعادها عن دورها بالمنطقة لأن إضعاف سورية هو إضعاف للمنطقة برمتها”.
وأشار السفير الجزائري في سورية إلى أن بلاده رفضت كل القرارات الصادرة عن الجامعة العربية المتعلقة بتعليق عضوية سورية فيها وكل القرارات الدولية المسيسة التي حاولت النيل من سورية وسيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية.
وأكد بوشه أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية و “أن الجزائر لن تتوقف عن أي جهد دبلوماسي يسهم في هذا الحل” ولا سيما أنها تعرضت في تسعينيات القرن الماضي إلى أزمة حاول من خلالها أعداؤها زعزعة استقرارها عبر أعمال إرهابية دامت لعدة سنوات.
ونبه بوشه من أن الإرهاب خطر على المنطقة كلها الأمر الذي يفترض تجفيف منابعه واستخدام كل الأدوات التي يمكن أن تساعد في القضاء على هذه الآفة التي تجتاح المنطقة كلها “فالجهود الحالية ليست كافية والمطلوب المزيد من التعاون بين كل الدول في جميع المجالات التقنية واللوجستية ومراجعة الكثير من السياسات والإجراءات لمجابهة الإرهاب بشكل عام” مبينا أن بلاده حريصة على التعاون والتنسيق مع سورية في هذا المجال.
وبالنسبة للسوريين الموجودين في الجزائر يوضح بوشه “إن عدد السوريين تضاعف خلال الأزمة الراهنة في الجزائر ليصل إلى نحو 50 ألفا ولهم كامل الحقوق المدنية ويحظون بكل الرعاية والاحترام فهم في بلدهم الثاني” لافتا إلى أن عدد السوريين المسجلين في غرفة التجارة الجزائرية يبلغ نحو 1300 خلال عام 2014 وهذا يضع سورية في المراتب الأولى مثل الدول المجاورة للجزائر إضافة إلى وجود أكثر من 30 شركة مختصة بالبناء يديرها سوريون.
وتحيي الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في الأول من تشرين الثاني من كل عام ذكرى اندلاع الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي التي انطلقت عام 1954 وقادها ثوار جزائريون لمدة 7 أعوام ونصف العام من الكفاح المسلح والعمل السياسي وانتهت بإعلان استقلال الجزائر عام 1962 بعد أن قدمت مليونا ونصف مليون شهيد في سبيل نيل استقلالها.
وأشار بوشه إلى “أهمية الاحتفال بذكرى ثورة تشرين الثاني التي استعادت سيادة وكرامة الجزائر من خلال نقل قيم المقاومة والانتصار والتضحيات للأجيال القادمة” مبينا أن “سورية وقفت إلى جانب الثورة الجزائرية وقدمت مختلف أشكال الدعم السياسي والتقني والفني وإرسال المساعدات وأسهمت في بناء الجزائر في السنوات الأولى من الاستقلال إضافة إلى مساندتها في المحافل الدولية والإقليمية”.
وشهد عام 2015 عدة اجتماعات لبحث تعزيز التعاون بين سورية والجزائر في مجالات الاقتصاد والتجارة الخارجية والنفط والثروة المعدنية والتعليم العالي وبناء القدرات وتبادل الطلاب والخبرات العلمية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ: 10/11/2015)