بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري اليوم التحضيرات لاجتماع فيينا بشأن الأزمة في سورية.
ونقلت روسيا اليوم عن الخارجية الروسية قولها في بيان إنه “خلال الاتصال الذي بادر إليه الجانب الأمريكي شدد لافروف على ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه خلال اللقاء الأول في فيينا في الـ 30 من تشرين الأول الماضي وهو أن الهدف الأول من هذه الصيغة يتمثل في المساعدة على بدء الحوار بين السوريين أنفسهم على أساس المساواة مع الاستفادة من إمكانيات جميع الأطراف الخارجية المؤثرة على الوضع في سورية”.
وخلال لقاء عقده اليوم مع البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الذي يزور موسكو حاليا أورده موقع روسيا اليوم أكد لافروف أن زيادة فعالية مكافحة الإرهاب بموازاة مضاعفة الجهود لإطلاق التسوية السياسية في الدول التي تشهد أزمات في منطقة الشرق الأوسط تعد هدفا مشتركا لجميع سكان المنطقة والمجتمع الدولي.
وقال لافروف إن “الأوضاع في المنطقة تثير قلقنا العميق ولا سيما بسبب معاناة سورية العزيزة لنا ولكن قضايا لا تقل تعقيدا تظهر في ليبيا والعراق واليمن وبعض الدول الأخرى حيث يوجد خطر أن يعزز الإرهابيون مواقعهم”.
ودعا لافروف إلى بذل أقصى الجهود لمنع حدوث انقسام طائفي وحضاري في منطقة الشرق الأوسط مضيفا إننا “نولي دائما اهتماما كبيرا لمواصلة الاتصالات الكثيفة بممثلي مختلف الطوائف في الشرق الأوسط نظرا لضرورة بذل كل ما بوسعنا من أجل منع حدوث انقسام طائفي وحضاري في هذه المنطقة ذات الأهمية المحورية في العالم”.
وأوضح لافروف أن روسيا ستواصل دفع مبادرتها الرامية إلى لفت الانتباه لقضايا المسيحيين في الشرق الأوسط إلى الأمام مضيفا أن “الشرق الأوسط هو مهد المسيحية ويعيش المسيحيون في المنطقة منذ ألفي سنة وعلينا أن نحول دون خرق النسيج الحضاري في هذه المنطقة”.
وقال لافروف “يعاني ممثلو جميع الطوائف والمجموعات الاثنية من الوحشية والفظائع التي يرتكبها مسلحو تنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” وجماعات إرهابية أخرى” مشيرا بصورة خاصة إلى اهتمام موسكو بمصير مسيحيي الشرق الأوسط.
بدوره أكد البطريرك أفرام الثاني أن مسيحيي سورية ومسلميها يشعرون بالامتنان للمساعدة التي قدمها الشعب الروسي في مكافحة الإرهاب من أجل إعادة السلام إلى ديار السوريين معربا عن ثقته بقدرة روسيا على المساهمة في عملية التسوية السياسية للأزمة والتي يجب أن يشارك فيها جميع الأطراف المستعدة للتعاون مع الحكومة الشرعية في إعادة بناء سورية.
وأعرب البطريرك أفرام الثاني عن تعازيه للشعب الروسي في ضحايا كارثة الطائرة الروسية في سيناء والتي تحطمت يوم 31 تشرين الأول الماضي.
وقال البطريرك أفرام الثاني في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو “إن زيارتنا إلى موسكو جاءت بناء على دعوة من البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا للكنيسة الأرثوذكسية الروسية وكانت مناسبة لنبحث مع قداسته ومع أركان الكنيسة الوضع المآساوي للشعب السوري ولنشكر الكنيسة الروسية على المساعدات التي ترسلها إلى الشعب السوري كما كانت فرصة لنعبر فيها عن رأينا لما يحدث في سورية”.
وأكد البطريرك أفرام الثاني ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعلى حق السوريين في اختيار حكومتهم والعيش بأمن وسلام موضحا أنه “تحدث مع الوزير لافروف عن المشاريع الدولية التي تعد لإنهاء الأزمة في سورية” وقال إن “الوزير لافروف أعلمنا عن الاجتماع الذي سيعقد نهاية هذا الأسبوع بين الذين اجتمعوا في فيينا لمتابعة الأمر كما علمنا أن هناك جهودا مكثفة تبذل لكي تتبلور الصورة وتتوضح الأطراف التي ستكون جزءا من الحوار السياسي في تحديد مستقبل سورية”. وكان البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا أكد أثناء جلسة مباحثات مع البطريرك أفرام الثاني والوفد المرافق في مقر الكنيسة الارثوذكسية الروسية في موسكو أمس دعم وتضامن الشعب الروسي والكنيسة الأرثوذكسية الروسية مع الشعب السوري بمسيحييه ومسلميه في وجه الإرهاب الدولي.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 12/11/2015)