دعت وزارة الخارجية الروسية مجددا للتوصل الى اتفاق بشأن تحديد قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية في سورية خلال اجتماع فيينا المقبل موضحة أن الجانب الروسي يعتبر هذا الأمر “مقدمة للعملية السياسية في سورية وإيجاد حل للأزمة فيها”.
ولفتت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم إلى إن الولايات المتحدة لم تنسق مع روسيا حول تشكيل “مجموعات عمل فرعية بشأن المعارضة ومكافحة الإرهاب والجوانب الإنسانية”.
وحذرت زاخاروفا من محاولات استغلال إطار فيينا بهدف تقسيم المشاركين في الاجتماع المقبل إلى “لاعبين أصليين و ثانويين” في محاولة لتحجيم دور بعض الدول معتبرة أنه كان الأجدى بالولايات المتحدة التباحث مع روسيا في كيفية تشكيل اللجان الثلاث وجدول أعمالها ومهامها وأماكن اجتماعاتها وعدد المشاركين فيها وتحديد شخصياتهم واصفة خطوات واشنطن في هذا الإطار بأنها “تجربة فاشلة”.
وبينت زاخاروفا أن روسيا بذلت جهودا مشتركة مع المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي مستورا على “وضع قاعدة جماعية مشتركة لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة السورية و “المعارضة” مشيرة إلى أن موسكو أجرت عدة لقاءات مع وفود من “المعارضة السورية” في إطار هذه الجهود.
وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن المشاركين في اجتماع فيينا اتفقوا في البيان الصادر في ختام الاجتماع على أن الشعب السوري وحده المسؤول عن تحديد مصير بلده مؤكدة أن هذا البيان لا يسمح على الإطلاق بمحاولات فرض القرارات على الشعب السوري من الخارج.
وبينت زاخاروفا أن “تشكيل وفد المعارضة الذي سيجلس إلى طاولة الحوار مع الحكومة السورية إلى جانب تصنيف التنظيمات الإرهابية في سورية هو الموضوع الأساسي لاجتماع فيينا الذي سيعقد يوم السبت القادم” مشيرة إلى أن موسكو تبذل جهودا حثيثة في هذا الاتجاه وتتواصل مع شركائها “علنا” عبر القنوات الدبلوماسية من أجل التوصل إلى توافق.
وأشارت زاخاروفا إلى أن هناك محاولة من قبل بعض وسائل الإعلام لتشويه الحقائق حيث روجت وكالة رويترز لوثيقة مزعومة “ستقدمها روسيا في اجتماع فيينا المقبل تتعلق بحل الأزمة في سورية” مؤكدة أن هذه الأنباء عارية تماما عن الصحة وهو ما أوضحته روسيا لجميع وسائل الإعلام في موسكو.
وأوضحت زاخاروفا أن كل الخطوات نحو التوصل إلى حل سياسي في سورية تصطدم بجرائم التنظيمات الإرهابية وأن تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين يتم تزويدهما بكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة مبينة أن بلادها لطالما أكدت ضرورة وقف تسليح وتمويل التنظيمات الإرهابية ورغم ذلك لم يتم حل هذه المسألة حتى الآن.
وانتقدت زاخاروفا تزويد السعودية “المجموعات المسلحة المختلفة” في سورية بالأسلحة داعية شركاءها للضغط على السعودية من خلال القنوات الدبلوماسية للامتناع عن تقديم أي نوع من الأسلحة لهذه المجموعات لأن هذا الأمر” ممنوع وغير قانوني” مشيرة إلى أن هذه الأسلحة تقع بالنهاية في أيدي المجرمين.
وفي هذا السياق أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية الاعتداء الإرهابي على مدينة اللاذقية والذي أدى إلى استشهاد 23 شخصا وجرح 50 آخرين جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين على حي الأوقاف وموقف سبيرو القريب من جامعة تشرين في المدينة.
وأكدت زاخاروفا أنه لا يمكن حل مسألة اللاجئين في أوروبا من دون تسوية للأزمة في سورية.
وأشارت زاخاروفا إلى أن روسيا لديها معلومات كثيرة عن قيام التنظيمات الإرهابية كـ “داعش” وغيره بتصنيع أسلحة كيميائية مبينة أن معلومات جديدة تفيد بأن هذه التنظيمات بدأت تستخدم غاز الخردل اضافة الى غاز الكلور في إنتاج هذه الأسلحة .
ولفتت زاخاروفا إلى أن الحديث يدور حول استخدام غاز الخردل في عمليات ارهابية ضد السكان المدنيين في سورية ومحاولة اتهام الحكومة السورية لتشوية صورتها والإساءة إلى سمعتها أمام العالم مشيرة إلى الأدلة والمعلومات وتقرير المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية التي أكدت جميعها بأن تنظيم “داعش” الإرهابي هو من استخدم هذا النوع من الأسلحة في سورية خلال شهر آب الماضي.
كما انتقدت زاخاروفا عدم استجابة الغرب لمبادرة توسيع مهمة آلية التحقيق في استعمال السلاح الكيميائي لتشمل العراق.
من جهة أخرى لفتت زاخاروفا إلى أن بلادها اتخذت إجراءات كافية لحماية مواطنيها بعد كارثة تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء “وأقامت خطا ساخنا في وزارتي الطوارئ والسياحة لمساعدة المواطنين الروس في العودة إلى بلادهم”.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 13/11/2015)