بحث وزير الإعلام عمران الزعبي مساء اليوم مع أعضاء أمانة شبكة دمشق الدولية “إعلاميون ضد الإرهاب” ورقة عمل منبثقة عن الاجتماع التأسيسي للأمانة وذلك في فندق شيراتون بدمشق.
وأكد الوزير الزعبي أهمية توضيح التوجه والإطار العام والأهداف العامة والأدوات والوسائل للشبكة داعيا إلى تحديد وتوصيف كل فقرة من الأهداف بطريقة مكتوبة وبنص دقيق وواضح.
وتم خلال اللقاء تبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة حول أهداف الشبكة والأدوات والوسائل التي تستند إليها والهيكل التنظيمي وآلية بدء عملها وتقديم التعديلات اللازمة من أجل إقرارها في الاجتماع الصباحي غدا.
وبدأت في وقت سابق اليوم أعمال الاجتماع التأسيسي الأول لأمانة شبكة دمشق الدولية “إعلاميون ضد الإرهاب” وذلك في فندق الشيراتون بدمشق بمشاركة دول عربية وإقليمية ودولية استكمالا لأعمال المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي عقد بدمشق في تموز الماضي.
وفي كلمه له خلال الاجتماع أكد الزعبي أن “الشعب السوري بروحه الوطنية استطاع أن يواجه الحرب الإرهابية الظالمة عليه والتي استهدفت كيان الدولة ببعدها المادي والوطني كجزء من مشروع غربي يهدف إلى إعادة رسم الجغرافيا في المنطقة”.
وأضاف وزير الإعلام “إن سورية آمنت دوما ولا سيما خلال الحرب الراهنة بأن المسارات السياسية ضرورة للدفع نحو الحلول وأن هذا المنطق منطق سيد وليس تابعا” مع التأكيد على أن هذه المسارات وما ينتج عنها يجب أن “تحترم السيادة الوطنية بكل رموزها ولا سيما الأرض والخيار السيادي الشعبي في تحديد طبيعة المنظومة السياسية وإرادته الحرة المتمثلة في تسمية قيادته ورئيسه”.
وأشار الزعبي إلى أن “الخيار السيادي للشعب السوري ليس محلا للتفاوض والنقاش مع الأصدقاء أو الأشقاء أو الخصوم أو الأعداء وما يقرره السوريون هو ما سيحصل وسورية تحترم التزاماتها وتلتزم بما يلبي خياراتها ومصالح أبنائها” معتبرا أن الأمم الحية هي القادرة على حماية خياراتها وتكريس معاملاتها الفكرية” وأن كل حجارة الدنيا لا معنى لها إذا انتهكت كرامة الشعب والوطن” وأن “دماء الشهداء أغلى مما يظن البعض”.
ولفت الوزير الزعبي إلى الجهود التي يبذلها الأصدقاء وفي مقدمتهم جمهورية روسيا الاتحادية وإيران الشقيقة والمقاومة اللبنانية والفلسطينية إضافة إلى الجهد السياسي والدبلوماسي الذي جرى في فيينا والتصريحات التي أطلقت فيها للتأكيد على “الخيار السيادي للشعب السوري وأنه خارج التداول السياسي وأن ما يقرره السوريون هو ما سيحصل ولا علاقة لأحد في العالم بخياراتهم”.
وأكد وزير الإعلام أن ما حدث في فرنسا “مدان” وحذرت منه سورية منذ البداية فالإرهاب بالنهاية سيرتد على داعميه قائلا “نحن في سورية والعراق نقاتل الإرهاب منذ سنوات وخبرنا طرق مواجهته وخاطئ من يظن انه يستطيع دعم الإرهاب ويبقى بمنأى عنه فالمشهد اصبح واضحا والغرب يعاني من هذه الارتدادات كون المنظمات الإرهابية فاشية ويصعب ضبطها ولا سيما ذات البعد الديني”.
وأوضح الوزير الزعبي أنه بعد مؤتمر الإعلام الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي عقد في تموز الماضي أصبح للشبكة أمانة مؤقتة وتعقد اجتماعها الآن لوضع نظام داخلي لافتا إلى إنجاز موقع الكتروني وقاعدة بيانات لصحفيين من جميع دول العالم وستتم دعوة جميع الصحفيين إلى الانضمام تحت شرط الاتفاق على مسألة محاربة الإرهاب وسيتم التعاون معهم والشبكة مخصصة لمحاربة الإرهاب إعلاميا وتوسيع التغطية الإعلامية والعمل لبناء شبكات أخرى قانونية وثقافية.
من جانبه تحدث الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي عن تاريخ التنظيمات الإرهابية وارتباطها بالإرهاب الصهيوني في المنطقة ودورها في تشويه صورة الإسلام والمسلمين لافتا إلى أن الإعلام سلاح خطير يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تحقيق الانتصار وصناعة الرأي العام وفي المقابل قد يكون سببا للهزائم وتشويه الحقيقة معتبرا “أنه لا وجود لإعلام حر بالعالم”.
وقال ناجي “إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يصف الانتفاضة الفلسطينية بالأعمال الإرهابية متناسيا أن أكبر قوة إرهابية في العالم هي بلاده التي لم تترك شعبا من شعوب الأرض إلا وغزته وقتلت خلال ذلك مئات الملايين دون أن تخضع هذه الأعمال الهمجية البربرية الإجرامية لأي مساءلة قانونية أو حتى مجرد تقديم اعتذار رسمي من بلاده للبلدان التي غزتها”.
بدوره أكد رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية عبد الله القصير في كلمة أمين عام الاتحاد أن الإرهاب التكفيري هو الوجه الآخر للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة والذي يرعى ويدعم ويستثمر هذا الإرهاب لتحقيق أهدافه في الانتقام لهزائمه المتكررة التي الحقها به محور المقاومة والممانعة في المنطقة.
ودعا القصير الإعلاميين للالتزام بثقافة المقاومة بمواجهة الإرهاب التكفيري ليكونوا شركاء فعليين واوفياء للمقاتلين الذين يقدمون التضحيات ويكتبون كل يوم نصرا جديدا وللمساهمة في إفشال المخطط الإرهابي “الجهنمي” مؤكدا أهمية الاجتماع لوضع برامج عمل وتنسيق جهود العمل الإعلامي وتوحيده في مواجهة الإرهاب التكفيري ومشروعه الهدام الذي يريد للمنطقة أن تبقى تحت رحمة الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية ومطامعهما.
حضر الاجتماع التأسيسي المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان وأمين عام حركة الاشتراكيين العرب أحمد الأحمد ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر وعدد من أمناء الأحزاب الوطنية وأعضاء مجلس الشعب ومديرو المؤسسات الإعلامية وحشد من السياسيين والإعلاميين.
ويناقش المشاركون على مدى يومين إقرار النظام الأساسي للشبكة ومراجعة توصيات المؤتمر الإعلامي الدولي ووضع خطة لتنفيذها في عام 2016 ومناقشة أسماء الشخصيات التي سيقوم أعضاء الأمانة بترشيحهم لأعضاء الشبكة على المستويين الإقليمي والدولي وتحديد برنامج عمل الأمانة للفترة القادمة أثناء الاجتماع وما يستجد من أمور بالإضافة إلى عقد اللقاءات السياسية ومؤتمر صحفي.
وشبكة دمشق الدولية هي شبكة إعلامية متخصصة لفضح الإرهاب في المنطقة والعالم وتعمل على إنشاء مرصد إعلامي عالمي يضم مجموعة من الإعلاميين والمثقفين والكتاب المؤمنين بالسلام للعمل على صياغة الأساليب اللازمة لمواجهة الإرهاب التكفيري وبناء سياسات لإعلامية تفضحه وتوثيق الممارسات الإعلامية التي تساند وتسوق جرائم التنظيمات الإرهابية والتكفيرية.
وكان المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري عقد في دمشق يومي الـ 24 والـ 25 من تموز الماضي بمشاركة نحو 130 شخصية إعلامية محلية وعربية ودولية.
شعبان: حملات التضليل الإعلامية أسقطت مقولة الإعلام الحر في الغرب والإرهاب يمثل خطرا على العالم برمته
من جانبها أكدت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن “حملات التضليل الإعلامي لعبت دورا خطيرا في الحرب على سورية وأسقطت مقولة “الإعلام الحر” في الغرب وأثبتت أنه إعلام تابع”.
وخلال لقائها اليوم أعضاء أمانة شبكة دمشق الدولية “إعلاميون ضد الإرهاب” في دورة اجتماعها التأسيسي الأول المنعقد بدمشق قالت شعبان إن الإرهاب يمثل خطرا على العالم برمته وان سورية حاولت مرارا خلال السنوات الخمس الماضية التأكيد أن ما تواجهه هو إرهاب يفتك بالمنطقة وقد يفتك بالعالم إذ لم يتم الوقوف الى جانب الجيش العربي السوري والدولة السورية في مكافحة الإرهاب.
وأشارت شعبان إلى وجود فرصة في العالم لاتخاذ موقف جدي ضد الإرهاب مؤكدة “أن سيادة سورية وإرادتها فوق كل شيء وأن تضحيات أبنائها لن تذهب سدى ونحن مع أي جهد سياسي يحاول أن يتلمس حلولا حقيقية للأزمة في سورية”.
ووصفت شعبان انطلاق عمل الشبكة بـ”المهم وفي التوقيت المناسب” داعية إلى أن تكون الشبكة نواة لتظاهرة دولية إعلامية ضد الإرهاب لكون الغرب بدأ يستشعر ويسأل عن المبادرات السورية وضرورة أن يتم تأسيس منظمات أخرى ضد الإرهاب تضم تجارا وصناعيين وطلابا وغيرهم.
وأشارت شعبان إلى ضرورة وضع خطة استراتيجية بعيدة ومتوسطة وقريبة الأمد للشبكة والتركيز على النفاذ إلى الانترنت بعدة لغات للتواصل مع شعوب العالم المختلفة والعمل من أجل بث الوعي في العالم العربي حول اهمية دور الإعلام بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء والدول التي لديها نفس التوجهات بالتفكير والعمل.
وتركزت مداخلات أعضاء الأمانة حول أهمية تقديم تعريف للإرهاب وتحليل المفاهيم المرتبطة به وتفكيكها وإدارة أزمة المصطلحات وضرورة العمل على توسيع نواة الأمانة وتعزيز العلاقات مع الإعلام الصديق والذهاب إلى شراكة حقيقية معه وضرورة العمل على مأسسة عمل اللجنة ومتابعة توصياتها وأن تضم الآلاف من الإعلاميين حول العالم المؤمنين بأهمية مكافحة الإرهاب ويملكون أصواتا حرة وشريفة.
ودعا الأعضاء إلى الوصول إلى قادة الرأي والمؤثرين إعلاميا حول العالم وتزويدهم بالأرقام والمعلومات الصحيحة والعمل على إحداث قمر صناعي بالتعاون مع الأصدقاء لكسر احتكار المشاهد العربي عبر قمر موجه وتشجيع الانتقال من قمر عرب سات إلى القمر الروسي وتقديم الدعم المالي اللازم وضرورة الإسراع في تبني الأفكار لكون الوقت ليس في صالحنا مؤكدين على أهمية التركيز على الكوادر البشرية والخبرات.
إعلاميون ومحللون: الإعلام السوري ينتقل لصناعة رأي عام رافض للإرهاب
ويرى إعلاميون ومحللون سياسيون مشاركون في الاجتماع التأسيسي الأول لأمانة شبكة دمشق الدولية إعلاميون ضد الارهاب أن الإعلام السوري استطاع الوقوف بوجه حملات التضليل التي شنتها ماكينات إعلامية غربية وعربية ضد سورية وان تأسيس الشبكة يسعى إلى صناعة رأي عام عالمي رافض للإرهاب وداعم لجهود مكافحته.
ويؤكد المشاركون ضرورة أن تتولى شبكة دمشق الدولية مهمة توسيع التغطية الإعلامية والتواصل مع الإعلاميين في العالم لتشكيل استراتيجية إعلامية متكاملة في مواجهة الإرهاب التكفيري وإحداث الاختراق في الإعلام والرأي العام الغربيين.
المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر يرى أن وظيفة الشبكة تكمن في فضح زيف الإعلام المغرض ومحاولاته لتغيير الوقائع والأحداث مؤكدا أهمية العمل بسرعة وبتنسيق أكبر مع الوسائل الإعلامية المقاومة كون الإعلام من أهم الاسلحة المستخدمة في المعركة الحاصلة في المنطقة.
بدوره يشير الإعلامي اللبناني سالم زهران إلى أهمية العمل على مواجهة الافكار الهدامة والتكفيرية بمشروع مضاد له أدواته ووسائله لتعزيز الانتماء الوطني وزرع قيم ِالخير والسلام لدى المتلقي.
من جانبه يؤكد رئيس جمعية مناهضة الصهيونية في الأردن الدكتور إبراهيم علوش أن المعركة العسكرية التي يحقق الجيش العربي السوري انتصارات باهرة فيها بفضل تضحيات ابطاله وشهدائه لا يمكن فصلها عن المعركة الإعلامية والثقافية وذلك لأن الإرهابيين التكفيريين القادمين لتدمير سورية وكل المنطقة محقونون بعقيدة تستبيح كل شيء مبينا أن هذه الاستراتيجيات يجب أن تقوم بتحليل بارز لما نواجهه من مخاطر وتحديات مشيرا إلى أهمية الأدراك الكامل بأن هناك جهات دولية تروج للفكر الإرهابي منذ فترة طويلة وبالتالي نتعامل مع تراكمات.
من جهته يؤكد الإعلامي اللبناني ناصر قنديل أن العالم بدأ يدرك خطورة الإرهاب الذي يمكن ان يمتد إلى دول كثيرة ويعمل على تفتيت دول المنطقة وتفتيت المجتمع الواحد إلى كيانات متقاتلة ومتحاربة وبالتالي ألغاء الهوية الوطنية الجامعة.
بدوره الصحفي المصري اسامة الدليل رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي يرى أن الإعلام السوري يتطور منذ بدء الحرب على بلاده حيث بدأ بالدفاع واليوم هو في مرحلة الهجوم ويحشد القوى والقدرات الإعلامية لمكافحة الإرهاب مؤكدا ضرورة توظيف كل ما نملكه من خبرة وعلم وثقافة في هذا الاطار.
ومن المغرب العربي يعتبر الكاتب والمحلل السياسي ادريس هاني ان الإرهاب تحول إلى ورقة في لعبة الأمم وبالتالي كان لا بد أن يصل إلى النقطة الحاسمة وهي الحرب معتبرا ان سورية صمدت بخلاف دول أخرى اطاح بها الإرهاب بل هي انتصرت على الإرهاب الذي يضرب اليوم عمق أوروبا.
ويبقى تطوير الأداء الإعلامي بما يتناسب مع حجم التهديدات الإرهابية وإمكانية الحصول على المعلومات ووجود تعريف واضح وصريح لماهية الإرهاب أهم التحديات أمام وسائل الإعلام في المرحلة القادمة .
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ: 16/11/2015)