دعا عدد من النواب والسياسيين الفرنسيين الحكومة الفرنسية إلى تغيير سياساتها الخارجية فورا وتصحيح مسارها وإعادة النظر في علاقتها مع سورية وذلك بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة باريس وأسفرت عن مقتل نحو 130 شخصاً.
وقال النائب جاك ميارد “نحن بحاجة إلى مراجعة سياسة فرنسا الخارجية ولا سيما في سورية واعتقد اننا انتهجنا سياسة خاطئة ضد دمشق” منتقدا قواعد التنقل داخل منطقة شنغن لأنها “تسهل حركة المتطرفين بين سورية وفرنسا”.
وأضاف ميارد “إن عدو فرنسا اليوم هو تنظيم داعش والقاعدة وليس الرئيس بشار الأسد ونحن لا يمكن أن نستمر في السياسة الحالية الخارجية مع وهم السيطرة على الحدود والتي أثبتت الوقائع أن من السهل اختراقها”.
من جهته رأى النائب جان فريدريك بواسون أن نتائج الدبلوماسية الخارجية الحالية لفرنسا لم تكن في صالحها مشيرا إلى أن انتقادات البعض الجديدة لسياسة وزارة الخارجية الفرنسية جاءت متأخرة.
وقال بواسون “إننا في حالة حرب كما تحدث الرئيس فرانسوا هولاند ومراجعة سياستنا الخارجية هو أمر مطلوب ويجب أن تكون فرنسا أقرب إلى الذين يقاتلون كل يوم تنظيم داعش”.
ودعا بواسون الحكومة الفرنسية إلى إعادة النظر بعلاقاتها مع السعودية وتركيا وقطر وقال “من الواضح الآن أن هذه البلدان بما في ذلك السعودية تمول الوهابيين والعديد من الخلايا الإرهابية وهذه الدول يجب أن تكسر الغموض وتحدد مواقفها بوضوح”.
وأضاف بواسون “أنا لا أدعو إلى قطع العلاقات معها أو تطبيق عقوبات فورية ضدها ولكن على الأقل نحن نحتاج إلى توضيح”.
بدوره أعرب النائب جيرار بابت عن أسفه لعدم سماع وزارة الداخلية الفرنسية لنصائحه تجاه ضرورة التعاون مع سورية وقال “بعد عودتي من زيارة سورية قلت لوزارة الداخلية إن سورية مستعدة للتعاون في مجال المعلومات إذا وافقنا على إعادة فتح سفارتها في باريس واليوم نرى أن هذا التعاون يمكن أن يحقق لنا مصلحة كبرى”.
وأضاف بابت “يجب أن نتوقف عن سياسة النبذ تجاه سورية ولقد حان الوقت لرفع الحصار الدبلوماسي من طرف وزارة الخارجية الفرنسية”.
في حين دعا النائب أور برونو لو مير إلى مراجعة العلاقات الخارجية لفرنسا مع حكومات منطقة الخليج وترميم العلاقات مع دمشق وموسكو.
بينما طالبت رئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان بإعادة توجيه السياسة الخارجية لفرنسا وتحديد من هم حلفاؤها وأعداؤها.
وقالت لوبان في خطاب لها “إن من المفروض اعتبار الدول الراعية للتطرف أعداء لفرنسا وأيضا تلك البلدان التي لديها موقف غامض من التنظيمات الإرهابية اما كل من يخوض المعارك ضد التنظيمات الإرهابية فهم حلفاء فرنسا ويجب أن يعاملوا على هذا النحو”.
بدوره رأى نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية أوديل سوغوس أن فرنسا بحاجة إلى “حل سياسي في سورية بدلاً من الحل العسكري” وقال “علينا أن نتحدث مع إيران وروسيا لتحقيق ذلك ونحن بحاجة إلى توافق لتعبئة كل القوى في عملية عسكرية منسقة ويؤسفني أننا لم نأخذ بعين الاعتبار منذ البداية أهمية الشركاء الإيراني والروسي في هذا القطاع”.
من جهته أعلن النائب ورئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون عن رغبته في حشد أوسع تحالف عالمي ممكن وإطلاق عملية عسكرية كبيرة للقضاء على تنظيم “داعش”.
وقال فيون “نحن لسنا في حالة حرب منذ يوم أمس بل منذ أطلقنا عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش وأود أن ألفت الانتباه إلى هذا الاستنتاج فنحن نشارك في الحرب للفوز بها”.
وأضاف فيون “كان على السلطة التنفيذية بدلا من وقف التعاون مع روسيا أن تعمل معها وأن تقبل العمل مع إيران أيضا وأن تقبل ولو لفترة بعض التعاون مع دمشق”.
وقال فيون “إن القصف الذي نريد أن نقوم به في سورية هو فعل حرب وبالطبع هو ضد الإرهابيين ولكن لا يمكننا كسب هذه الحرب دون التعاون مع دمشق فعندما نكون في حالة حرب يجب علينا أن نقبل الشروط”.
في حين دعا النائب ورئيس الوزراء الفرنسي الأسبق آلان جوبيه إلى ضرورة توضيح أهداف التحالف الدولي الذي يقاتل “داعش” في سورية والعراق لأن عمله حتى الآن “غير فعال”.
وقال جوبيه في مقابلة مع تلفزيون فرانس 2 “إنني كنت على خط الحكومة ولكن موقفي تغير اليوم فهناك أولويات ويجب علينا سحق “داعش” أولا ثم سنرى كيفية تنظيم المصالحة بين السوريين”.
ونشرت صحيفة لو فيغارو مقالاً للصحفيين مارك دي بوني وجان آرثر باتسيت وبيرديه غارات بعنوان “ضرورة عودة السياسات الخارجية الفرنسية إلى المسار الصحيح”.
وقال الصحفيون في مقالهم “إن معظم السياسيين لا يزال مصابا بالذهول من الهجمات القاتلة في باريس ليلة الجمعة بينما البعض لا يتردد في متابعة الأخبار المنشورة على المواقع والتي كانت تدعو لأشهر عدة إلى التقارب مع روسيا ومع دمشق وتحذر الحكومة من عواقب سياساتها الخارجية تجاه سورية”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 16/11/2015)