أكد نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف أن كبار المسؤولين الأتراك بمن فيهم رجب أردوغان وأعضاء أسرته متورطون في شراء النفط الذى يسرقه تنظيم “داعش” الإرهابي من سورية والعراق.
وقال نائب الوزير الروسي خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع الروسية اليوم عرضت فيه صورا جوية لنقل تنظيم “داعش” الإرهابي النفط إلى تركيا إن “مبيعات النفط من المصادر الرئيسية لتمويل الإرهابيين في سورية حيث يحصلون على نحو ملياري دولار سنويا ويستخدمونها في تجنيد الارهابيين وتسليحهم”.
وأضاف المسؤول الروسي: ان تنظيم “داعش” يسعى إلى حماية البنية التحتية لنهب وسلب النفط في سورية والعراق وإن المشتري الرئيسي لهذه الواردات النفطية المسروقة هو تركيا.
ولفت أنطونوف إلى أن المعطيات الموجودة لدى بلاده تدل على أن هناك “عصابة موحدة لسرقة ونهب النفط وبأحجام كبيرة من خلال أنابيب حية تتضمن الالاف من الصهاريج وتصل هذه الموارد النفطية الى الاراضي التركية” مستعرضا العديد من الصور الجوية التي تثبت أن تركيا هي المحطة النهائية لوصول الواردات النفطية المسروقة.
وجدد تحذير بلاده من “مغبة محاولات التلاعب مع الارهابيين” مبينا أن ذلك “يعني اللعب مع النار وبالتالي يمكن أن تنتقل الى دول الجوار”.
ولفت أنطونوف الى ان القوات الجوية الروسية تمكنت خلال الشهرين الاخيرين من تحقيق انجازات كبيرة في قطع تمويل تنظيم “داعش” مبينا أن “القضاء على داعش يتطلب تجميد مصادر تمويل الارهاب لان الارهاب من دون أموال هو وحش من دون أسنان”.
بدوره قدم ميخائيل ميزينتسيف رئيس المركز القومي لقيادة الدفاع الروسي أدلة ووقائع تشير إلى أعمال السلب والنهب لموارد الطاقة من سورية والعراق ونقلها الى الجانب التركي.
وأوضح ميزينتسيف أن العائدات المالية لهذه الاعمال تتجه إلى إغناء “الحكومة التركية” وإرسال المرتزقة والأسلحة والعتاد إلى الإرهابيين في سورية مشيرا إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تهريب أكثر من 120 طنا من العتاد وأكثر من 150 مدرعة وسيارات من مختلف الأغراض من تركيا إلى صفوف تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الارهابيين.
وأكد المسوءول العسكري الروسي أن المعلومات الاستطلاعية “تؤكد أن تركيا تقوم بمثل هذه الأعمال منذ وقت طويل وبشكل متراتب ولا تخطط لإيقاف هذا النشاط” مشيراً إلى أن بلاده ستقدم معلومات إضافية خلال الأسبوع
القادم حول حجم ومسار توريد الأسلحة والعتاد والمتفجرات والعبوات الناسفة ومعدات الاتصال والارهابيين وتمركزهم في المعسكرات من قبل تركيا.
إلى ذلك قال الفريق سيرغي رودسسكوي رئيس دائرة العمليات العامة الروسية في هيئة الأركان الروسية إن القوات الجوية الروسية تقوم بضربات جوية على مواقع استخراج وإنتاج ونقل النفط ومشتقاته في الأراضي السورية لأنه لا يمكن القضاء على الارهاب دون تجفيف او ضرب مصادر تمويله.
وكشف المسؤول العسكري الروسي أن “الطائرات الحربية الروسية دمرت خلال الفترة الأخيرة 32 مجمعا نفطيا و11 مصنعا نفطيا و23 مضخة و1080 صهريجا كانت تقوم بنقل النفط ومشتقاته”.
وذكر رودسسكوي أن التقييمات الموجودة تؤكد أن الإرهابيين لديهم أكثر من 8000 صهريج تقوم بنقل نحو 2000 برميل نفط وأن الموارد التي كان يحصل عليها تنظيم “داعش” الإرهابي “تقدر بـ 3 ملايين دولار يوميا” مبينا أنه بعد توجيه الضربات الجوية الروسية انخفضت هذه الموارد إلى “5ر1″ مليون دولار يوميا موضحا في الوقت نفسه أن التنظيمات الإرهابية “لا تزال تحصل على التسليح والتمويل من عدد من دول المنطقة بما فيها تركيا المنخرطة والمتواطئة مع الإرهابيين”.
وأكد رودسسكوي ان هيئة الأركان العامة الروسية تملك “دلائل موضوعية” تكشف انخراط تركيا في هذه الأعمال مستعرضا المعلومات المتوافرة لدى روسيا والتي تؤكد وجود ثلاثة مسارات رئيسية لنقل النفط المسروق من سورية والعراق إلى تركيا وهي المسار الغربي الذي يصل إلى الموانئ التركية في البحر المتوسط والمسار الشمالي الواصل إلى مصفاة النفط في “بات مان” التركية والمسار الشرقي إلى محطة نقل النفط في بلدة جزراء التركية.
ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أنه يتم نقل النفط عبر الأراضي السورية عبر البلدات الحدودية السورية التركية إلى ميناء اسكندرون ودربيول في تركيا مبينا أن التصوير الجوي يظهر وجود مجموعة من الآليات والمركبات في الأراضي التركية وكيف تعبر دون أي عوائق على الحدود التركية عبر أراض ينتشر فيها تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي الذي يسمح للصهاريج بالمرور دون أي عوائق بين الأراضي السورية والتركية.
وقال رودسسكوي إن صورا تم التقاطها في 16 الشهر الماضي تظهر عبور المئات من الصهاريج والشاحنات للحدود مبينا أن وسائل الاستطلاع الفضائي الروسي رصدت هذه الشاحنات وهي متجهة إلى اسكندرون حيث توجد مراس خاصة بناقلات النفط البحرية ليتم بيع جزء من النفط المسروق في السوق الداخلية التركية بينما يتم تحميل الجزء الآخر بواسطة ناقلات النفط البحرية.
وأضاف ان الصور الفضائية الملتقطة في 25 الشهر الماضي تظهر وجود 355 صهريجا محملا بالنفط في ميناء الدرمينو التركي إضافة إلى تسجيل وجود 60 صهريجا آخر في اسكندرون بالتزامن مع وجود خط آخر إلى حقول النفط الموجودة في الضفة الغربية لنهر الفرات.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن منطقة دير الزور هي أحد اكبر المراكز لسرقة النفط حيث توجد فيها مصانع ومصاف كثيرة وتظهر الصور الملتقطة وجود 1722 صهريجا موجودا على جوانب الطرق في المنطقة مشيرا إلى أن وسائل الاستطلاع الروسية التقطت في آب الماضي صورة لأحد الحقول النفطية قرب مدينة الرقة حيث توجهت القوافل بعد تحميلها بالنفط الى بلدة القامشلي تمهيدا لتهريبها إلى داخل تركيا.
ولفت رودسسكوي إلى أن الصور تظهر ايضا نقل كميات كبيرة من النفط من الأجزاء الشرقية في سورية إلى مصفاة “بات مان” الموجودة على بعد 100 كيلومتر من الحدود السورية موضحا أنه يتم نقل النفط من الحقول
الموجودة في شمال شرق سورية والمناطق الغربية العراقية عبر بلدتي “كراتشوخ وشمخنيخ” الحدوديتين و “زاخوف” في الحدود العراقية التركية.
وأشار المسوءول العسكري الروسي إلى أنه في 14 الشهر الماضي تم التقاط صور في ضاحية “توان و زاخو” يظهر فيها أكثر من 1100 صهريج وشاحنة بشكل واضح كاشفا أن طيران “التحالف الدولي لم يدمر هذه الصهاريج رغم تحليق العديد من طائراته المقاتلة والاستطلاعية” مؤكدا أن روسيا تقوم بمراقبة الآليات والشاحنات التي تنقل النفط في الأرضي العراقية وتعطي جميع المعلومات إلى قوات “التحالف الدولي”.
وختم رودسسكوي بالقول إن الطيران الروسي سيستمر في توجيه الضربات الجوية على البنية التحتية التابعة لتنظيم “داعش” داعيا “جميع شركائنا من التحالف الدولي” إلى القيام بذلك.
وفي ختام المؤتمر لفت نائب وزير الدفاع الروسي الى أن وزارة الدفاع الروسية شرحت اليوم كيف تجري تجارة النفط غير المشروعة بالأدلة الملموسة وكيف تستخدم في تمويل الإرهاب مبينا أن هذه الأدلة من الممكن أن تصبح موضعا للتحقيقات الصحفية وتظهر الحقيقة كاملة بمساعدة جميع الصحفيين الذي سيستمعوا لهذا المؤتمر.
ولفت أنطونوف إلى أن الصحفيين قد كشفوا كذب أردوغان وتمويله للإرهابيين تحت غطاء القوافل الإنسانية وفي مقابل ذلك تم سجنهم معربا عن قناعته بأن القيادة التركية رغم ذلك لن تستقيل وأردوغان لن يعترف بشيء حتى لو كان أعضاء الحكومة التركية ملوثين بالنفط المهرب.
وقال: “إن القوات التركية قتلت عددا من رفاقنا في السلاح وان درجة الاستهتار لدى الحكومة التركية لا تعرف الحدود فهم توغلوا في دولة مجاورة والآن يقومون بأعمال سلب ونهب النفط وموارد الطاقة” مضيفا “ان استقالة اردوغان ليس هدفنا فهذا شأن الشعب التركي ولكن هدفنا هو تجفيف مصادر تمويل الإرهاب”.
وأشار أنطونوف إلى أن احد نجلي الرئيس التركي يعمل رئيس شركة الطاقة الكبيرة وأن المشاريع التجارية والعائلية والأسرية على هذا المستوى لا تقدم إلا لأعضاء العائلة لافتا الى ان وسائل الإعلام الغربية لا تتعاطى
مع هذه الوقائع أبدا إلا أنه أعرب عن ثقته بأنه لا يمكن إخفاء الحقيقة وتلك الأموال الطائلة التي تم جنيها عبر سرقة النفط لا بد أن تظهر.
وقال أنطونوف ان “كل ما تقدم اليوم من حقائق سيتعرض لمحاولات تشكيك” مستبقا ذلك بدعوة الحكومة التركية بأن تسمح للصحفيين بالوصول إلى الأماكن التي تمت الإشارة إليها بكل وضوح عبر الصور.
ودعا أنطونوف جميع الصحفيين إلى القيام بتحقيقات للكشف عن توريد النفط من الإرهابيين إلى المستهلكين النهائيين وتورط حكومة تركيا في أعمال تمويل الإرهاب وخاصة أن النفط الذي يتم استخراجه من قبل الإرهابيين يتم توريده إلى المناطق المختلفة في العالم .
وأكد أنطونوف أن وزارة الدفاع الروسية ستواصل تقديم وقائع أعمال النهب من قبل تركيا للدول المجاورة لها وستكشف عن الأدلة الإضافية حول توريد النفط إلى مختلف مناطق العالم وتطلع الجميع على مجرى العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الجوية الفضائية الروسية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 3/12/2015)