أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن قصف التحالف الذي تقوده واشنطن لمواقع تابعة للجيش السوري في دير الزور تدل على تفاقم الوضع في الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأعربت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم عن “قلقها الشديد بشأن توجيه التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربة جوية في 6 كانون الاول الجاري لمواقع للقوات السورية في دير الزور وكذلك عواقب الغارة على أهداف خاطئة قرب بلدة الخان في محافظة الحسكة”.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين اكدت في رسالتين للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن الدولي أمس أن عدوان طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على أحد معسكرات الجيش العربي السوري في دير الزور ما أدى الى استشهاد ثلاثة عسكريين وإصابة 13 آخرين يشكل إعاقة للجهود الرامية لمكافحة الارهاب ويثبت مجددا أن هذا التحالف يفتقد الجدية والمصداقية في محاربة الارهاب بشكل فعال.
ونقلت روسيا اليوم عن الخارجية الروسية قولها إن “هذه الحوادث تدل عموما على تفاقم الوضع في جبهة الصراع ضد داعش في سورية والعراق”.
من جهة أخرى أشار البيان إلى أن وجود عسكريين أتراك بشكل غير شرعي قرب مدينة الموصل العراقية دون توجيه طلب بهذا الشأن أو موافقة الحكومة العراقية الشرعية يعتبر “أمرا غير مقبول”.
وأضافت الخارجية الروسية “إن موسكو ترى أن أصل المشاكل الناشئة تكمن في انتهاك أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي وهو احترام سيادة الدول” مجددة التأكيد على “أن مكافحة الإرهاب بشكل فعال تكون ممكنة فقط بالتنسيق مع حكومات دول المنطقة التي يتواجد فيها الإرهابيون والتي تتحمل أكبر الأعباء في مكافحتهم”.
وكانت قوات تابعة لنظام أردوغان تضم دبابات ومدفعية وكاسحات الغام انتهكت الاراضي العراقية في الرابع من الشهر الجاري ودخلت إلى معسكر زليكان في أطراف الموصل شمال العراق من دون طلب رسمي من العراق.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن كل الخيارات متاحة بما فيها اللجوء الى مجلس الأمن الدولي ما لم تنسحب القوات التركية التي دخلت إلى العراق خلال 48 ساعة وأصدر التعليمات الى القوة الجوية العراقية بأن تكون على اهبة الاستعداد للدفاع عن العراق وسيادته.
بوغدانوف وعبد اللهيان يبحثان القضايا المتعلقة بأنشطة المجموعة الدولية لدعم سورية المنبثقة عن اجتماع فيينا
إلى ذلك بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان القضايا المتعلقة بأنشطة المجموعة الدولية لدعم سورية المنبثقة عن اجتماع فيينا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن الجانبين ناقشا بالتفصيل خلال اتصال هاتفي اليوم أنشطة المجموعة الدولية لدعم سورية مع التركيز على ضرورة تنفيذ المقررات المنبثقة عن الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية في فيينا في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي.
وأضافت الخارجية الروسية أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول آفاق حل الأزمة في اليمن بما في ذلك مسألة تنظيم حوار يمني يمني في جنيف تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه بالإضافة إلى ذلك تم التطرق إلى الوضع في لبنان في سياق الاتصالات بين اللبنانيين حول مسألة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أمس أن روسيا مستعدة للمشاركة في اجتماع جديد حول سورية ب “صيغة فيينا” في نيويورك ولكن ذلك يتطلب القيام بتنفيذ عدة شروط وهي تحديد قائمة بأسماء المنظمات الارهابية وتسهيل مهمة المبعوث الدولي الى سورية ستافان دي ميستورا بتشكيل وفد موسع للمعارضة اضافة الى حضور جميع الاطراف التي شاركت في اللقاءين الاول والثاني.
الخارجية الروسية: فلسفة السياسة الخارجية لروسيا ثابتة ولا تتطلب إعادة نظر
في سياق آخر أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المبادئ الأساسية لنهج سياسة موسكو الخارجية ثابتة ولا تتطلب إعادة النظر فيها.
وتعليقا على جلسة المجلس العلمي العامل تحت إشراف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي عقدت اليوم قالت الخارجية في بيان لها إن المشاركين في الجلسة أعربوا عن رأيهم بأن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها فلسفة السياسية الخارجية الروسية ذات طابع استراتيجي وثابت ولا تحتاج إلى إعادة مراجعتها بشكل راديكالي لافتة الى انه يجب الأخذ بعين الاعتبار وبشكل مناسب التغيرات العميقة التي يشهدها العالم في سياق تزايد التنافس في المسائل المتعلقة بتحديد معايير المنظومة الدولية الجديدة.
وأشار البيان الى ان الجلسة تركزت بشكل خاص على تحقيق المهام المرتبطة بتوحيد الجهود الدولية من أجل إقامة جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب وهي المهام التي كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد بلورها مبينا ان المشاركين تبادلوا الآراء حول الطرق المناسبة لتنفيذ منهج السياسة الخارجية الروسية بشكل فعال.
ولفت البيان الى ان الممثلين عن الدوائر الأكاديمية اتفقوا على أن سياسة البلاد الخارجية المستقلة المعتمدة على القانون الدولي والرامية إلى البحث عن رد بشكل متضامن على التحديات الحديثة تعتبر عاملا مهما لتقوية الاستقرار والأمن العالميين وتصب في ضمان طابع أكثر عدالة وديمقراطية للعلاقات الدولية.
كما أكد المشاركون أهمية استمرار العمل المشترك للدبلوماسيين والعلماء بخصوص المقترحات الرامية إلى تنمية خلاقة لمفاهيم أسس السياسية الخارجية الروسية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 9/12/2015)