حاول الرئيس الامريكي باراك اوباما ترويج ادعاءات بشأن ضربات وصفها بالقوية تقودها بلاده لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي دون تقديم أي إيضاحات عنها.
وقال أوباما خلال كلمة ألقاها في البنتاغون اليوم بعد اجتماع مع قادة عسكريين أمريكيين ومستشاريه للأمن القومي والتي تعد ثاني كلمة له في أعقاب ارتداد العمليات الارهابية الى داخل بلاده وفرنسا: “إننا مصممون على قطع خطوط إمداد التنظيم الارهابي الذي يراه كثيرون بأنه تنظيم للأوغاد يستخدمون الوحشية والابتزاز ويشعلون أزمة المهاجرين” متعهدا بـ “مواصلة العمل الدبلوماسي لحل الأزمة في سورية” بعد قيام إدارته بتأجيجها وعسكرتها بدعم التنظيمات الارهابية في سورية والإصرار على وضع تصنيفات لها بين معتدلة ومتطرفة وشريرة.
وكان 14 شخصا قضوا في هجوم ارهابي تبناه تنظيم “داعش” الارهابي في مدينة سان باناردينو في ولاية كاليفورنيا الامريكية في الثاني من الشهر الجاري بينما قتل 130 شخصا على الاقل جراء سلسلة اعتداءات ارهابية شهدتها العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني الماضي كشفت أن عددا من مرتكبيها التحقوا بالتنظيم الإرهابي في سورية.
وأقر أوباما بأن تنظيم “داعش” الإرهابي أوجد أزمة المهجرين بعد تمدده في سورية والعراق وليبيا ودول أخرى لافتا إلى انه طلب تكثيف الجهود لمكافحة “داعش” بعد هجمات باريس.
وتشير تقارير استخبارية متطابقة وتصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون والموظف السابق للامن القومي الامريكي ادوارد سنودين إلى أن الولايات المتحدة أوجدت تنظيمات إرهابية كـ “داعش” فى محاولة لاستخدامها بتحقيق أجنداتها ومصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
وتجاهل الرئيس الأمريكي الذي قدم تعهدا اليوم بقطع خطوط إمداد تنظيم “داعش” الإرهابي صمت وتعامي إدارته عن دعم النظام التركي وآل سعود ومشيخة قطر للتنظيمات الإرهابية في سورية بالأموال والسلاح ومدها بالارهابيين وتسهيل نظام اردوغان الحاكم في تركيا بيع النفط المسروق من سورية والعراق إلى تركيا.
وزعم أوباما كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية بأن بلاده تمكنت منذ الربيع الماضي من “القضاء على عدد من متزعمي تنظيم داعش في غارات على مدينة الرقة في سورية وأخرى في ليبيا” مكتفيا بتقديم أسماء ثمانية من هؤلاء المتزعمين.
ورأى أوباما أن بلاده تضرب “داعش” بقوة أشد من أي وقت مضى في اعتراف ضمني بأن ضربات تحالفه لم تكن جدية أو فعالية.
وأشار أوباما إلى أن سلاح الجو الأمريكي نفذ أكثر من 9 آلاف ضربة على مواقع التنظيم منذ شهر آب الماضي الا انه لم يشر الى نتائج هذه الضربات
على الارض وماهيتها.
واستبعد اوباما نشر اعداد كبيرة من القوات البرية في سورية او العراق في وقت تحدث فيه عما وصفه دعم “جماعات محلية في سورية” للضغط على مدينة الرقة التي يتواجد فيها ارهابيو التنظيم.
وبحسب استطلاع أجرته مؤخرا شبكة “سي ان ان” الأمريكية بالاشتراك مع مركز “او ار سي” للأبحاث فإن 68 بالمئة من الاميركيين يعتبرون أن الرد العسكري على تنظيم “داعش” الإرهابي “ليس قويا بما يكفي” في حين أن 60 بالمئة منهم يعارضون طريقة مواجهة الرئيس اوباما للتهديد الإرهابي لبلادهم.
ولم يقدم أوباما أي تغيير في الاستراتيجية العسكرية لإدارته ضد “داعش” في العراق وسورية متحدثا بلغة الشاكي.. في محاولة لتبرير تلكؤ وعدم فعالية قواته وتحالفه.. عن استخدام تنظيم “داعش” الإرهابي للأطفال والنساء كدروع بشرية وسيطرته على مناطق واسعة متوعدا في الوقت نفسه متزعمي التنظيم بالقتل أينما اختبؤوا.
ولم يشر اوباما إلى قيام تنظيم “داعش” الإرهابي بسرقة النفط السوري والعراقي والحصول على اموال طائلة عبر بيعه بالسوق التركية بدعم من نظام أردوغان وخاصة نجله بلال.
وكان الفريق سيرغي رودسسكوي رئيس دائرة العمليات العامة الروسية في هيئة الأركان أكد في سياق موءتمر عقد في وزارة الدفاع الروسية الاسبوع الماضي أن الطائرات الحربية الروسية دمرت خلال الفترة الأخيرة 32 مجمعا نفطيا و11 مصنعا نفطيا و23 مضخة و1080 صهريجا كان إرهابيو “داعش” يستخدمونها في نقل النفط ومشتقاته للبيع في السوق التركية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 14/12/2015)