(العربية) لافروف: موسكو وواشنطن أكدتا إصرارهما على القضاء على الإرهاب وعقد اجتماع دولي حول سورية في نيويورك الجمعة القادم

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتفاق على مواصلة العمل مع واشنطن لتحديد قائمتي “المعارضة المعتدلة” والإرهابيين في سورية.

وقال لافروف عقب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات في الكرملين مساء اليوم كما نقل موقع روسيا اليوم “إنه تم الاتفاق على عقد لقاء جديد لمجموعة العمل حول سورية على مستوى وزراء الخارجية في نيويورك 18 الشهر الجاري” مضيفا “ندعم عقد مؤتمر حول سورية في نيويورك ونأمل أن ينتج عنه التوصل لمشروع قرار يقدم لاحقا إلى مجلس الأمن الدولي”.

وتابع لافروف “اتفقنا مع واشنطن على تقديم مشروع قرار بشأن سورية إلى مجلس الأمن بناء على بنود اتفاق فيينا”.

ووصف لافروف المحادثات مع كيري بأنها كانت “ملموسة وموضوعية” مضيفا إن موسكو وواشنطن أكدتا إصرارهما على القضاء على الإرهاب”.

واعتبر لافروف أن لقاء معارضين سوريين في الرياض “خطوة في عملية تشكيل قائمة موحدة للمعارضة من أجل المشاركة في الحوار مع الحكومة السورية”.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعربت عن رفضها محاولة فريق “المعارضة السورية” الذي اجتمع في الرياض مؤخرا منح نفسه حق التحدث باسم جميع فصائل المعارضة مشيرة إلى أن تمثيل “المعارضة “في هذا الاجتماع لم يكن كاملا ما انعكس على محتوى البيان الختامي.

وأكد وزير الخارجية الروسي إن كل الأطراف تعتبر تنظيمي “داعش وجبهة النصرة” إرهابيين ولا يمكنهما المشاركة في المباحثات حول سورية.

وحول إعلان النظام السعودي تشكيل “تحالف “ضد ما يصفه بالإرهاب أوضح وزير الخارجية الروسي أن موسكو تنتظر معلومات “أكثر دقة حول هذه المبادرة وحول اجتماع باريس”.

من جهته أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن وموسكو “قربا “مواقفهما إزاء ما وصفها بـ “المسائل الصعبة حول سورية وركزا على طرق التقدم بالتسوية السياسية إلا أنهما لم يركزا على الخلافات بين الجانبين” مضيفا إن “الطرفين تبادلا المعلومات حول مواقع إجراء العمليات ضد الإرهابيين في سورية”.

وتحدث كيري عن عدم سعي الولايات المتحدة وشركائها في الوقت الحالي إلى ما وصفه تغيير النظام في سورية مضيفا “تركز اهتمامنا اليوم ليس على الاختلافات في وجهات نظرنا مع موسكو بل على العملية السياسية التي سيقوم السوريون بأنفسهم في إطارها باتخاذ قرار حول مصير بلادهم”.

كما لفت كيري إلى أن بلاده لا تنتهج سياسة عزل روسيا مشيرا إلى أن واشنطن وموسكو “تعملان بفعالية معا” و”ستستمران بالعمل المشترك حول سورية يوم الجمعة القادم”.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الجانبين أكدا أهمية “اتفاقيات جنيف” موضحا أن روسيا والولايات المتحدة لا تفعلان شيئا في الخفاء عن المشاركين الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سورية.

كما تطرق كيري إلى الأزمة الأوكرانية معتبرا أن تنفيذ اتفاقيات مينسك بشأنها يسهم بالإسراع في رفع العقوبات عن روسيا.

من جانب آخر رحب كيري في بيان له في موسكو بقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر بالاجماع والمتعلق بإغلاق التحقيق بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة حول برنامج إيران النووي مؤكدا أن القرار يسمح للوكالة بالتركيز على تنفيذ اتفاق الرابع عشر من تموز الماضي والذي أقر رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت رسميا في وقت سابق اليوم إغلاق الملف المتعلق بـ “البعد العسكري السابق للبرنامج النووي الإيراني” في خطوة حاسمة تزيل عقبة رئيسية للبدء بتنفيذ الاتفاق النووي المبرم بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد في تموز الماضي.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن المقترحات الأمريكية لتسوية الأزمة في سورية ستكون موضع بحث مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله في مستهل لقائه مع كيري اليوم إن “الوزير سيرغي لافروف أطلعني الآن بالتفصيل عن مقترحاتكم وبعض المسائل التي تتطلب بحثا إضافيا” معربا عن ارتياحه لإمكانية التحدث حول كل هذه المسائل.3

وأضاف “أنتم تعلمون أننا نبحث معكم حلولا لأكثر الأزمات حدة وأعلم أنه بعد لقائنا في باريس أعد الجانب الأمريكي رؤءيته لحل عدة مشاكل بما فيها الأزمة في سورية”.

من جهته قال كيري إن “روسيا والولايات المتحدة تستطيعان معا فعل الكثير للتقدم في حل المشكلة في سورية” مشيرا إلى أن “فيينا 1 و فيينا 2 بداية جيدة وتفتح إمكانيات كثيرة”.

ولفت كيري إلى أنه ولافروف “متفقان على أن روسيا والولايات المتحدة من الممكن أن تعملا الكثير معا للتقدم” في مسألة حل الأزمة في سورية منوها بالجهود التي يبذلها نظيره الروسي وفريقه للتعاون مع الولايات المتحدة ومذكرا بالإمكانية التي توافرت منذ فترة للحديث بين الرئيسين بوتين وباراك أوباما في نيويورك وباريس.

وأعرب كيري عن أمله في أن يشارك لافروف في الاجتماع المقرر عقده حول سورية نهاية هذا الاسبوع في نيويورك.

لافروف: التسوية السياسية في سورية تتطلب اهتمامنا الدائم.. كيري: الإرهاب خطر على الجميع ولا خيار إلا بالتعاون الدولي ضده

وكان وزير الخارجية الروسي أكد أن التسوية السياسية في سورية تتطلب الاهتمام الدائم في إطار الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في فيينا في جلستي مجموعة دعم سورية لافتا إلى أن “قضية الإرهاب ليست مقتصرة على سورية فحسب”.

وقال لافروف في مستهل لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في موسكو اsana1ليوم إن “مسألة الإرهاب أوسع من القضية السورية حيث يتوسع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا وينشط في العراق وهناك ظواهر للنشاط الإرهابي في كل من اليمن وأفغانستان” موضحا أنه ستتم مناقشة كل هذه المسائل مع كيري.

وأشار لافروف إلى أن بلاده تقيم هذه الفرصة لمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في عدد من المواضيع الدولية مبينا أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما ناقشا خلال الأشهر الماضية المسائل المتعلقة بضرورة مكافحة الإرهاب بشكل فعلي وأنه في هذا السبيل يتم الحفاظ على المواضيع التي يجب نقاشها اليوم في سياق عمل “مجموعة الدعم لسورية”.

وأوضح لافروف أنه سيتم بحث مساهمة الولايات المتحدة في تسوية الأزمة الأوكرانية حيث يمكن لتأثير واشنطن على السلطات الأوكرانية إحداث أثر إيجابي في إطار نشاط رباعية النورماندي وأنه سيناقش مع كيري أي مسألة في العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن.

بدوره أكد كيري “أن روسيا والولايات المتحدة متفقتان على أن تنظيم “داعش” الإرهابي خطر مشترك فلا يمكن التفاوض معه لأن عناصره إرهابيون يهاجمون الثقافات والتاريخ ولا يتركون أي خيار سوى القضاء عليهم ومكافحتهم”.

ورأى كيري أن زيارته إلى موسكو “ستعطي الفرصة الجيدة لبلوغ تقدم بشأن الموضوعات الموجودة على أجندة الأعمال” مشيرا إلى أن “الرئيسين الأمريكي والروسي خلال اجتماعهما في الولايات المتحدة تفاهما على أنهما يريدان إيجاد حل للأزمتين في سورية وأوكرانيا وقالا إنه يجب أن نلتقي لإيجاد نقاط مشتركة وتحديد كيفية احراز التقدم”.

ولفت كيري إلى وجود خلافات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وقال “لكن أظهرنا أنه يمكن العمل معا بشكل فاعل حيث ساهمت روسيا بشكل كبير في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي وأظهرت أنها شريك ذو أهمية كبيرة خلال مفاوضات فيينا وكانت تشرف على تلك الاجتماعات وسنواصل هذه الجهود في نيويورك”.

لافروف: لا دلائل على الادعاءات حول زيادة معاناة المدنيين جراء عمليات روسيا ضد الإرهاب في سورية

من جهة أخرى أكد لافروف عدم وجود دلائل على ادعاءات تقرير أممي حول زيادة معاناة السوريين جراء العمليات العسكرية الروسية الجارية لمحاربة الإرهاب في سورية.

وقال لافروف ردا على التقرير كما نقل موقع روسيا اليوم “إنه كانت هناك ادعاءات في أحد التقارير التي نشرت منذ فترة غير بعيدة تفيد بأن الغارات الروسية على الأراضي السورية تزيد في معاناة المدنيين السوريين.. هذه الادعاءات تخلو من أي تأكيدات وحقائق” مشيرا إلى أن روسيا “طالبت أمانة الأمم المتحدة بتقديم هذه الحقائق، لكنها لم تقدم لنا أي شيء”.

وتابع وزير الخارجية الروسي قائلا “لقد دعونا الأمانة العامة لأن تكون أكثر دقة في التصريحات وأن تستند إلى تقييمات تحتوي على معلومات دقيقة وأن تشير إلى مصدرها.. لذلك نحن لم نسمع أي اتهامات ضدنا”.

الخارجية الروسية: مسألة عقد لقاء نيويورك حول الازمة في سورية قد تقرر بعد اجتماع بوتين مع كيري ولافروف

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن مسألة عقد لقاء في نيويورك حول الأزمة في سورية قد تقرر بعد استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

ونقل موقع روسيا اليوم عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إنه “يمكن طرح سوءال حول نيويورك بعد استقبال الرئيس بوتين لوزيري الخارجية الروسي والأمريكي وهذه المسألة قد تحسم أو لا تحسم” موضحا “أن وضع قائمة متفق عليها للتنظيمات الإرهابية سيتصدر مباحثات الوزيرين لافروف وكيري في موسكو اليوم”.

وأشار ريابكوف إلى أنه من الصعب التنبوء بنتائج مباحثات كيري ولافروف لأن الوضع يتطور بسرعة مضيفا إن “الوزيرين سيبحثان أيضا إمكانية الانتقال إلى تنفيذ ما توصلت إليه مفاوضات فيينا لمجموعة دعم سورية التي ضمت بإصرار من موسكو عددا من الدول المهمة في المنطقة”.

من جهة ثانية قال ريابكوف إن وزيري الخارجية الروسي والأمريكي سيناقشان خلال المباحثات مسائل الاستقرار الاستراتيجي بما في ذلك القضايا المتعلقة بالنهج الأمريكي الرامي إلى تعزيز وجود حلف الناتو قرب الحدود الروسية.

وأكد الدبلوماسي الروسي أن وزارة الخارجية الروسية ترفض محاولات تصوير الاتصالات بين لافروف وكيري على أنها تندرج في سياق “جهود ردع وعزل روسيا” مشددا على أن ذلك يمثل “تشويها متعمدا للوضع الحقيقي حيث تأتي مثل هذه التصريحات لإرضاء جزء معين من المجتمع الدولي يتميز بمعاداة روسيا”.

                                                                                                    (المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 15/12/2015)