انتقد عدد من مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسياساتها المسؤولة عن نشوء ظاهرة الإرهاب وتمدد تنظيم “داعش” الإرهابي من خلال محاولاتها إسقاط الأنظمة في الشرق الاوسط.
وخلال مناظرة لمرشحي الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري رأى المرشح راند بول أن الولايات المتحدة “خلقت مجالا أوسع وأكثر أمانا لتنظيم داعش الإرهابي لكي ينمو من خلال دعمها للمتطرفين الذي يحملون أيديولوجيا هذا التنظيم”.
واعتبر بول “أن أولئك الذين أرادوا تغيير النظام في سورية أخطؤوا فعندما أسقطنا القذافي في ليبيا كان ذلك خطأ وتنظيم داعش نما بشكل متزايد وعندما تكون لدينا دولة فاشلة يكون هناك خطر أكبر” مشيرا إلى الدعم الكبير بالسلاح الذي قدمته بلاده بمشاركة السعودية وقطر للتنظيمات الارهابية لتغيير النظام في سورية عام 2013.
وأكد بول فشل محاولة الولايات المتحدة لتغيير الأنظمة لأن النتيجة كانت الفوضى التي نتج عنها صعود التطرف وقال.. “ينبغي أن تكون لدينا سياسة خارجية واقعية لا مثالية فهذا لن يجعل الناس في الشرق الأوسط يحبوننا”.
وشدد بول على عدم صوابية أي من المواقف التي يطلقها زملاؤءه من المرشحين للرئاسة الامريكية من خلال تمسكهم بخيار “إسقاط الانظمة” على أنه خيار جيد مبينا” أنه في حال تمت إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية فإن ذلك قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة”.
وفي المناظرة ذاتها أوضح المرشح دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أنفقت 4 تريليونات دولار في محاولة إسقاط العديد من الأنظمة معتبرا أنها لو استثمرت تلك الأموال داخل الولايات المتحدة وتركت الشرق الاوسط بحاله لكان الوضع أفضل بكثير بدل الفوضى التي يعيشها الآن.
وانتقد ترامب سياسة بلاده حيال سورية ولا سيما دعم من تسميهم بـ “المعارضة المعتدلة” وقال.. “ندعم من نسميهم المتمردين الوطنيين لكن ليست هناك فكرة حول من هم هؤلاء” داعيا الى خرق الانترنت التابع لـ داعش بحيث يتم الحصول على معلومات عنهم.
والمرشح ترامب كان قال قبل أيام.. إنه يريد إغلاق الحدود الأمريكية أمام المسلمين في اقتراح لاقى استهجانا واسعا داخل الولايات المتحدة وخارجها في حين أظهر استطلاع للرأي أن أغلب الامريكيين يعارضون اقتراح ترامب الذي يعد المرشح الأوفر حظا لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية إلى الانتخابات الرئاسية.
أما المرشح السيناتور ليندسي غراهام الذي أظهر نفسه امتدادا للسياسة الغربية الحالية القائمة على التدخل في شؤون الدول وقراراتها باستعمال القوة مستذكرا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الذي كان سيتجنب الفوضى الحالية بحد زعمه فحمل أوباما مسؤولية ظهور “داعش”.
واعتبر غراهام أنه كان للرئيس الأمريكي الصوت الأقوى في العالم إلى أن تسلم أوباما هذا المنصب ولم يستبعد أن تتكرر أحداث الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان غراهام أكد قبل أشهر أن الولايات المتحدة لم تعد بمنأى عن خطر تنظيم “داعش” الإرهابي قبل أن يتبنى هذا التنظيم الإرهابي هجوما إرهابيا في مدينة سان باناردينو فى ولاية كاليفورنيا الامريكية فى الثاني من الشهر الجاري أدت الى مقتل 14 شخصاً.
من جانبه المرشح تيد كروز اعتبر أن اسقاط الدولة السورية سيوءدي الى سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي وبالتالي سيزيد من الخطر على مصالح الأمن القومي الأمريكي.
وتشير تقارير استخبارية متطابقة وتصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والموظف السابق للأمن القومي الامريكي ادوارد سنودن إلى أن الولايات المتحدة أوجدت تنظيمات إرهابية كـ “داعش” في محاولة لاستخدامها بتحقيق أجنداتها ومصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ: 16/12/2015)