أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن أغلب التقارير الدولية حول سورية مسيسة وعديمة المصداقية وهي ممولة من القطريين والسعوديين أو تستند إلى روايات شخصية.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الرسمي الهولندي أن السياسة الغربية تجاه ملف مكافحة الإرهاب غير موضوعية وغير مستقرة ولذلك فهي غير مثمرة وتحدث أثرا عكسيا.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن دافع بعض الدول الأوروبية في محاربة تنظيم “داعش” هو الخوف وليس القيم بينما يجب أن يكون الأمر مسألة مبدأ مستقر ومستدام لافتا إلى أن العديد من المسؤولين الأوروبيين باعوا قيمهم مقابل البترودولار وسمحوا للمؤسسات الوهابية السعودية بجلب الأيديولوجيا المتطرفة إلى أوروبا وهو ما جعلها مصدرا للإرهاب إلى سورية.
وبين الرئيس الأسد أن محاولات تسويق الأزمة على أنها متعلقة بوجود الرئيس هي لتضليل الرأي العام مشددا على أن الشعب السوري وحده فقط يحدد من يبقى أو لا وأي كلام من الخارج حول ذلك لا نكترث له أيا كان الطرف الذي صدر عنه.
وأكد الرئيس الأسد أن انتهاء الأزمة مرتبط باتخاذ التدابير اللازمة لوقف تدفق الإرهابيين ووقف الدعم اللوجيستي لهم لافتا إلى أن سبب الهجرة من سورية هو الإرهاب والحصار الغربي عليها وأن معظم من هاجر يحبون سورية ومستعدون للعودة إليها.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول:
سيادة الرئيس بعد أربع سنوات من الحرب في بلدكم. ما الذي بقي من سورية.
أغلب السوريين باتوا يؤيدون حكومتهم اليوم بصرف النظر عن انتمائهم السياسي وما زالوا يؤيدون وحدة سورية وسلامة مجتمعها
الرئيس الأسد:
ما بقي هو ما يتعلق بالشعب. إذا تحدثت عن البنية التحتية فإن جزءاً منها قد دمر خلال ما يزيد على الأربع سنوات. ما بقي هو السؤال حول كيف تمكن الناس من الصمود أمام هذه الأيديولوجيا الظلامية التي جلبها الإرهابيون معهم من بلدان مختلفة. أعتقد أن أغلب الناس باتوا يؤيدون حكومتهم اليوم بصرف النظر عن انتمائهم السياسي. وما زالوا يؤيدون وحدة سورية وسلامة مجتمعها كمجتمع واحد متعدد الأطياف.
السؤال الثاني:
إننا نسمع القصف كل يوم. حتى هنا في دمشق وفي أماكن قريبة من المكان الذي نحن فيه الآن. قلتم إن هناك وحدة. وإن الناس يدعمون حكومتهم. هل ما زلت واثقاً من ذلك…
الرئيس الأسد:
أنا الآن أكثر ثقة مما كنت من قبل. إذا ذهبت إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة تستطيع رؤية مختلف ألوان المجتمع السوري دون استثناء.
أما إذا ذهبت إلى المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون. فإما أن ترى جزءاً من هذا الطيف السوري. الطيف الاجتماعي. أو إنك لن ترى سكاناً بل مقاتلون فقط. وهكذا فإن التناقض بين الحالتين واضح جداً.
السؤال الثالث:
يغادر البلاد حوالي أربعة آلاف سوري كل يوم. وقد بلغ عددهم حتى الآن 3ر4 ملايين ولا بد أنك تسمع عن الحكايات التي يروونها عن سبب رحيلهم. كيف تشعر عندما تستمع إلى ذلك.
الرئيس الأسد:
إنها حكايات حزينة ولا شك. حيث إنها تتحدث عن الصعوبات التي يواجهها كل شخص وكل أسرة. إننا نعيش مع هذه القصص بشكل يومي كما ذكرت. لكن لا يكفي أن نشعر بذلك. الأكثر أهمية هو ما الذي يمكننا فعله. لقد غادر هؤلاء بسبب الهجمات الإرهابية المباشرة. ولأن الإرهابيين دأبوا على مهاجمة البنية التحتية. وبسبب الحصار الغربي الذي أدى إلى الأثر نفسه الذي أحدثه الإرهابيون بشكل مباشر أو غير مباشر. أعتقد أن معظم هؤلاء مستعدون للعودة إلى بلدهم. وما زالوا يحبون بلدهم. لكن العيش في سورية قد يكون أصبح غير محتمل بالنسبة لهم بسبب الظروف المختلفة.
السؤال الرابع:
تقولون إن معظمهم مستعدون للعودة. لكن كما يتضح من العديد من حكاياتهم. فإنهم يهربون من الإرهاب. بالطبع. لكن العديد منهم يهربون أيضاً من حكومتكم ومن قواتكم المسلحة.
الرئيس الأسد:
أنت في سورية الآن وتستطيع الذهاب إلى المناطق الخاضعة لسيطرتنا. تستطيع أن ترى أن بعض أسر الإرهابيين أو المتطرفين أو المقاتلين. سمهم ما شئت. تعيش تحت إشراف الحكومة وتتلقى الدعم الحكومي. لماذا لم تغادر هذه الأسر سورية.
السؤال الخامس:
نسمع في الغرب من السوريين القادمين إلينا كلاماً عن التعذيب. وعن وجود الناس في السجون. وعن الأشياء التي تفعلها قواتكم المسلحة. وأن هذا هو سبب مغادرتهم. هل هناك صدق في حكاياتهم.
الرئيس الأسد:
دعنا نتحدث عن الوقائع. الوقائع هي التي ستوضح ما إذا كان ذلك صحيحاً أم لا. فإذا كنت تعذب الناس وتهاجمهم وتقتلهم وما إلى ذلك. والحكومات الغربية معادية لك. وأقوى بلدان العالم معادية لك. وأغنى البلدان كدول الخليج. وتركيا. والدول المجاورة لسورية. جميعها ضدي كرئيس أو ضد الحكومة. كيف يمكنك أن تصمد لما يقارب الخمس سنوات في مثل هذه الظروف إذا لم تكن تتمتع بالدعم الشعبي. وكيف تحظى بالدعم الشعبي إذا كنت تعذب شعبك. أما إذا كانت هناك أخطاء في الواقع فإن ذلك يمكن أن يحدث في أي مكان.
السؤال السادس:
إذاً.هناك أخطاء.
الرئيس الأسد:
بالطبع. وخصوصاً عندما تكون هناك حرب. قد يكون هناك خطأ فردي ارتكبه شخص ما. هذا يمكن أن يحدث. هناك فوضى. وهذا يمكن أن يحدث أحياناً. إننا لا نستبعده. لكن هناك فرق بين أن يكون هناك هذا النوع من الأخطاء. وأن تكون هناك سياسة تقضي بتعذيب شعبك وفقدان دعمه.
السؤال السابع:
تقولون إنه ليس هناك مثل هذه السياسة.
الرئيس الأسد:
لا. بالتأكيد.
السؤال الثامن:
اليوم أصدرت هيومن رايتس ووتش وقبلها الأمم المتحدة تقريراً يقول إن هناك حالات موت منتشرة على نطاق واسع في مراكز الاعتقال منذ بداية الأحداث عام 2011. هل هناك أي صحة لهذه التقارير.
الرئيس الأسد:
إذا أردت التحقق من مصداقية تلك التقارير وأن تتأكد من أنها غير مسيسة وأنها لا تتحدث عن جانب واحد من الحكاية. عد إلى ما قلته قبل قليل وما ذكرته من أن دمشق قصفت منذ بضعة أيام. وذلك يحدث كل عدة أيام ويؤدي إلى استشهاد العديد من المدنيين الأبرياء. هل ذكرت هذه التقارير شيئاً عن هذا. هناك العديد من الأدلة التي ينشرها الإرهابيون على الانترنت. صور ومقاطع فيديو حول التعذيب والقتل وقطع الرؤوس. هل ذكرت شيئاً عن هذه الحكايات.
التقارير الدولية حول سورية مسيسة. والأمم المتحدة مؤسسة منحازة لأنها خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وحلفائها
السؤال التاسع:
إذاً. فهذه التقارير أحادية الجانب. حتى تقارير الأمم المتحدة.
الرئيس الأسد:
بالطبع. من المؤكد أنها مسيسة. حتى الأمم المتحدة تخضع لسيطرة الولايات المتحدة. والولايات المتحدة ضد سورية. هذا هو الواقع. والجميع يعرفه.
السؤال العاشر:
لكنكم جزء من الأمم المتحدة. سورية جزء من أسرة الأمم المتحدة.
الرئيس الأسد:
بالطبع. لكن الأمم المتحدة مؤسسة منحازة لأنها خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وحلفائها.
السؤال الحادي عشر:
إذاً. أنتم تقولون إن التقارير التي تتحدث عن وجود تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع بعد عام 2011 منحازة وغير صحيحة.
الرئيس الأسد:
إنها تستند إلى حكايات. ويمكنك أن تدفع المال لأي شخص كي يروي الحكاية التي تريدها. كما يفعل القطريون. ينشر العديد من التقارير الممولة من قبل القطريين والسعوديين. هذا لا يعني شيئاً. إذا أردت أن تجري تحقيقاً فعليك أن تأتي إلى سورية. وهنا ستجد الواقع واضحاً.
السؤال الثاني عشر:
يقولون إن هناك صعوبة في القدوم إلى سورية وإجراء تحقيق مستقل.
الرئيس الأسد:
لا. هذا ليس صعباً. أنت هنا. وبالتالي يمكن لأي شخص آخر أن يفعل الشيء نفسه. من جهة أخرى. إذا كان القدوم إلى سورية صعباً عليهم فسيكون من الصعب عليهم أيضاً الحكم على الوضع وكتابة التقارير.
السؤال الثالث عشر:
كما تعرفون. نحن من هولندا. وبلادي تقصف “داعش” في العراق بجواركم. إنهم يحاربون العدو نفسه الذي تحاربونه. هل تعتبر الهولنديين حلفاء لكم.
الرئيس الأسد:
هذا يعتمد على نيتهم الحقيقية. ماذا تعني بأنهم يحاربون الإرهابيين… هل هذا بسبب ظهور “داعش”. هل هو بسبب خوفكم من نفوذهم أو تأثيرهم في منطقتكم. إذا كان الدافع هو الخوف. فإننا لسنا حلفاء.
السؤال الرابع عشر:
هل تعتقدون أن الدافع هو الخوف.
الرئيس الأسد:
نعم. إنه الخوف وليس القيم. لماذا لم يحاربوا الإرهاب منذ البداية قبل ظهور “داعش” . “جبهة النصرة” كانت موجودة والقاعدة كانت موجودة وكان هناك الكثير من الإرهابيين الذين لم تحاربوهم. هذه الحرب ضد الإرهاب بدأت فقط بعد أحداث الـ 11 من أيلول في الولايات المتحدة. وبعد الهجمات الأخيرة في باريس وفي بلدان أوروبية أخرى. لكن قبل ذلك لم يقولوا إنهم في حالة حرب ضد الإرهاب.
يجب أن تكون مسألة محاربة الإرهاب مبدأ مستقرا ومستداما وليست مجرد رد فعل سببه الخوف
السؤال الخامس عشر:
تقصدون أنهم تأخروا في الانضمام إلى هذه الحرب.
الرئيس الأسد:
ينبغي أن تكون المسألة مسألة مبدأ. وعندما يكون هناك مبدأ ينبغي أن يكون مستداما وليس مجرد رد فعل سببه الخوف. وعندما يكون ما تفعله مجرد رد فعل على حدث ما فإن ما تقوم به لا يستند إلى مبدأ. ينبغي أن تكون مسألة محاربة الإرهاب مبدأ مستقرا ومستداما. في هذه الحالة. يمكن أن نكون حلفاء.
السياسة الأوروبية جزء من السياسة الأمريكية وليست مستقلة
السؤال السادس عشر:
إذا. تقولون إن الأمر في حالتنا. عندما تقوم الطائرات الهولندية بقصف “داعش” في العراق. فإن ذلك رد فعل مصدره الخوف. وإن ذلك غير مستدام.
الرئيس الأسد:
هذا جزء من السياسة الأوروبية. والسياسة الأوروبية جزء من السياسة الأمريكية وليست مستقلة. الجميع يعرف هذا. إذاً. لا أستطيع أن أحكم على السياسة الهولندية كحالة منعزلة. إنها جزء من هذا المشهد كله. لنقل إنها جزء من السياسة الغربية فيما يتعلق بالإرهاب. وهي ليست سياسة موضوعية ولا واقعية. إنها ليست فقط غير مثمرة. بل تحدث أثرا عكسيا.
السؤال السابع عشر:
لكن يمكن القول بأنهم يقصفون أعداءكم. وبالتالي فإنهم يساعدونكم بشكل ما.
الرئيس الأسد:
عندما لا تكون النوايا حقيقية ولا تكون هناك رؤية واقعية. فإن النتيجة ستصب في الاتجاه المعاكس. إنكم تقصفون. وقد يكون لكم قصد من ذلك. أعني إنه قد يكون لدى السياسيين في بلادكم نوايا طيبة. لكن ما هو الواقع… الواقع هو أن “داعش” يتوسع منذ بدأ التحالف عملياته عام 2014.
لا تستطيع محاربة الإرهاب دون وجود قوات على الأرض ودون حاضنة حقيقية
السؤال الثامن عشر:
إذا. فإن القصف لا يحقق النتيجة المرجوة.
الرئيس الأسد:
لا. لا تستطيع محاربة الإرهاب دون وجود قوات على الأرض ودون حاضنة حقيقية. حاضنة اجتماعية تدعمك في حربك ضد أولئك الإرهابيين.
السؤال التاسع عشر:
إذا. تقولون إن عمليات القصف التي تجري كتلك التي تقوم بها هولندا هي استعراضية وحسب.
الرئيس الأسد:
قد تكون استعراضية. ذلك يعتمد على النوايا. لكن الواقع هو أنها لا تحقق شيئاً ولا فائدة منها.
السؤال العشرون:
حكومتنا ستقرر الشهر القادم ما إذا كانت ستبدأ باستخدام مجالكم الجوي لقصف أهداف “داعش” في سورية. بما أنهم يناقشون المسألة الآن. ما الذي تقولونه لهم.
الرئيس الأسد:
سيكون هذا غير قانوني. إنه انتهاك للقانون الدولي. نحن دولة ذات سيادة. إذا كنتم جادين في محاربة الإرهاب. فما الذي يمنع تلك الحكومة من الاتصال بالحكومة السورية للقول. دعونا نتعاون في محاربة الإرهاب… العقبة الوحيدة في سبيل ذلك هي أن السياسة الغربية حيال سورية اليوم هي. “علينا عزل هذه الدولة وهذا الرئيس. وبالتالي لا نستطيع التعامل معه”. في هذه الحالة. لن تتمكنوا من تحقيق شيء.
السؤال الحادي والعشرون:
إذا. أنتم تقولون إن عمليات القصف الهولندية ستكون غير قانونية. وإنه ينبغي أن يطلبوا إذناً منكم لفعل ذلك. أليس كذلك.
الرئيس الأسد:
ينبغي أن يحصلوا على إذن من الحكومة السورية.
السؤال الثاني والعشرون:
ألم يتصلوا بكم حول أي من هذه المسائل.
الرئيس الأسد:
لم يتصل بنا أحد. بعض الدول الأوروبية ترسل أجهزة استخباراتها من أجل التعاون. التعاون الأمني فيما يتعلق بالإرهاب. لأنهم يخافون من الإرهابيين. وبالطبع. رفضنا ذلك.
السؤال الثالث والعشرون:
يقولون إن لديهم التفويض بذلك. لأن العراق طلب المساعدة. وبالتالي نستطيع الآن أن نقصف أهدافا في سورية أيضا.
الرئيس الأسد:
لا. لا يستطيعون ذلك. ليس لديهم الحق في ذلك لأنه غير قانوني بكل ما للكلمة من معنى.
السؤال الرابع والعشرون:
تقول الحكومة الهولندية أيضا. إذا كان ما تقوله مهما. إنه من أجل تحقيق سلام مستدام في سورية. فإن ذلك ينبغي أن يتحقق من دونكم. قد تكون هناك مرحلة انتقالية. لكن في المحصلة. فإنها يمكن أن تتحقق من دونكم فقط. ما ردكم على مثل هذه الأقوال.
الرئيس الأسد:
إذا كنت تقبل كمواطن هولندي. أن يأتي أحد من سورية ويقول لك من ينبغي أو لا ينبغي أن يكون رئيس وزرائكم. فإننا نقبل بذلك. لكنكم لا تقبلون. وبالتالي فنحن لا نقبل. نحن بلد ذو سيادة. وسواء كان هناك رئيس جيد أو رئيس سيئ. فإن هذه مسألة سورية وليست أوروبية. لا شأن للأوروبيين بمثل هذا الأمر. ولهذا فإننا لا نرد. إننا لا نكترث لذلك.
الشعب السوري هو الذي يحدد من يبقى ومن لا يبقى
السؤال الخامس والعشرون:
لا تكترثون في هذه الحالة لما تقوله الحكومة الهولندية.
الرئيس الأسد:
لا. هذه مسالة سورية. والشعب السوري هو الذي يحدد من يبقى ومن لا يبقى. إذا كان الشعب السوري لا يريدني. فسيكون علي الرحيل مباشرة. واليوم.
السؤال السادس والعشرون:
سؤال آخر حول هولندا وبلجيكا المجاورة لنا. مئات من الجهاديين المحتملين يأتون إلى سورية من هاتين الدولتين. لماذا يأتون إلى هنا. ما الذي يبحثون عنه.
الرئيس الأسد:
السؤال الأكثر أهمية هو. لماذا كانوا عندكم في أوروبا… من الطبيعي أن يأتوا عندما تكون هناك فوضى. وعندما تم تحويل سورية إلى مرتع للإرهاب لأن أوروبا وتركيا والسعودية وقطر ودولا أخرى دعمت الإرهابيين بطرق مختلفة. عندها ستكون هناك فوضى بالطبع. وسيصبح البلد بؤرة إرهاب. فمن الطبيعي أن تجتذب هذه التربة الخصبة الإرهابيين من سائر أنحاء العالم. لكن السؤال هو. لماذا كانوا موجودين في أوروبا… أنتم لم تتعاملوا مع الإرهاب بطريقة واقعية.
العديد من المسؤولين الأوروبيين باعوا قيمهم مقابل البترودولار
السؤال السابع والعشرون:
أين أخطأت أوروبا في التعامل معهم.
الرئيس الأسد:
إذا كنت تسألني عن سبب حدوث ذلك فهناك أمران. أولا. لم تقم الحكومات الأوروبية بما ينبغي لإدماج هؤلاء الناس في مجتمعاتها. وبالتالي ظلوا يعيشون في أحياء منعزلة “غيتوهات”. وعندما تعيش في أماكن كهذه فستصبح متطرفا. السبب الثاني. هو أن العديد من المسؤولين الأوروبيين باعوا قيمهم مقابل البترودولار. وسمحوا للمؤسسات الوهابية السعودية بدفع الأموال وجلب هذه الأيديولوجيا المتطرفة إلى أوروبا. لهذا السبب أنتم الآن تصدرون الإرهابيين إلينا. نحن لا نصدر الإرهابيين. في الواقع. إنهم يأتون إلى سورية ومن ثم يعودون إلى أوروبا.
السؤال الثامن والعشرون:
يعودون إلينا.
الرئيس الأسد:
المجرمون الثلاثة الذين ارتكبوا هجمات باريس جميعهم كانوا يعيشون في أوروبا. في بلجيكا وفرنسا وغيرها. لم يكونوا يعيشون في سورية.
السؤال التاسع والعشرون:
دوليا. قالت الولايات المتحدة دائما إنه ينبغي للرئيس الأسد أن يرحل. بالأمس قال وزير الخارجية كيري إنه قد لا يترتب عليه الرحيل فورا. ونحن لا نسعى إلى تغيير النظام. حتى الفرنسيون باتوا يقولون الآن إن الرئيس يمكن أن يكون جزءا من الحل. يبدو أن حظوظكم تتغير.
الرئيس الأسد:
“ساخرا” شكراً لهم لقولهم هذا. لقد كنت أحزم أمتعتي وأحضر نفسي للرحيل. أما الآن فيمكنني أن أبقى. إننا لا نكترث لما يقولونه. إنهم يقولون الشيء نفسه منذ أربع سنوات. هل تغير شيء فيما يتعلق بهذه القضية… لم يتغير شيء. إذا. هذه قضية سورية. وسواء كان المتحدث أوباما أو الولايات المتحدة. أو أوروبا. أو أي بلد آخر. فإننا لا نكترث لذلك. طالما أراد السوريون أن يظل هذا الرئيس أو أي رئيس آخر في سلطة فإنه سيبقى. وبالتالي. فأن يقولوا أن على الرئيس الرحيل الآن أو بعد ستة أشهر أو ست سنوات. فإن هذا ليس من شأنهم. بكل بساطة.
السؤال الثلاثون:
لكن ذلك يمكن أن يساعد في المفاوضات للتوصل إلى السلام. أعني موقفهم منكم.
الرئيس الأسد:
ليست هذه هي القضية. ذلك يعتمد على المشكلة القائمة في سورية. ولها وجوه متعددة. ما العلاقة بين وجود هذا الرئيس أو أي رئيس آخر في السلطة وقدوم “داعش” و”جبهة النصرة” والقاعدة وجميع الإرهابيين إلى سورية للقتل وقطع الرؤوس. ليست هناك أي علاقة. كل هذا يهدف إلى تضليل الرأي العام والقول إن المشكلة في سورية تتمثل في الرئيس. يريدون القول. من الأكثر أهمية الرئيس أم البلد… وبالطبع فإن الجواب هو البلد. وبالتالي. على الرئيس الرحيل. هذا هو السؤال الذي يحاولون ترويجه. المعادلة الوحيدة بالنسبة للرئيس هي الرأي العام في بلده. كما في أي بلد آخر. عدا عن ذلك. إذا كانوا جادين في حل المشكلة في سورية بدلاً من أن يحاول كل مسؤول أوروبي أن يلقي مواعظ قد تكون أكثر ملاءمة للكنائس والجوامع. وليس للسياسيين. فعليهم أن يعملوا على وقف تدفق الإرهابيين والأموال والدعم اللوجستي والأسلحة عبر تركيا. هذا ما ينبغي أن يفعلوه.
السؤال الحادي والثلاثون:
هل تركيا هي المفتاح لكل هذا.
الرئيس الأسد:
بالطبع. فهي المفتاح اللوجستي. كما أن السعودية تشكل مفتاحا آخر بأموالها وأيديولوجيتها.
السؤال الثاني والثلاثون:
سنأتي إلى ذلك. تقولون إن هناك تركيا والسعودية. داخليا. هناك ثلاث مبادرات مختلفة للتوصل إلى عملية سلام. ما هي الأطراف التي ستكونون مستعدين للتفاوض معها.
الرئيس الأسد:
كل شخص يحمل السلاح ويقتل الناس ويدمر الممتلكات العامة والخاصة إرهابي. وبالتالي. فإننا كحكومة لا نتفاوض مع الإرهابيين.
السؤال الثالث والثلاثون:
لكن المشكلة في هذا الصراع هي أن الجميع يفعل ذلك.
1
الرئيس الأسد:
تماما. إذا. كيف نتعامل مع ذلك… كيف نتعامل مع هذا الوضع… لأننا واقعيون وبراغماتيون جدا. فقد تفاوضنا مع مجموعات من المسلحين وليس مع تنظيمات. نحن لا نعترف بشرعيتهم. لتقول إننا نتفاوض معهم حول مستقبل سورية. فجميعهم إرهابيون وليست لديهم أي أجندة سياسية. لقد تفاوضنا مع إحدى هذه المجموعات كي يعود أفرادها إلى حياتهم الطبيعية. ولتسليم أسلحتهم وأن يشملهم العفو وقد نجح ذلك. هذا حل واقعي يتم تطبيقه على الأرض الآن. ويتم الانتقال به من منطقة إلى أخرى.
السؤال الرابع والثلاثون:
بما أن جميع الأطراف تشارك في القصف والقتل. بما في ذلك حكومتكم. ماذا عن الأطراف الدولية لأنها ضالعة في هذا الصراع أيضا… ما هي الأطراف التي ستكونون مستعدين للتحدث إليها… هل هي الولايات المتحدة والسعودية وتركيا أم إنها إيران وروسيا وحسب.
الرئيس الأسد:
إننا نتحدث إلى كل من يريد أن يساعد في حل المشكلة. ليست لدينا مشكلة في الحديث. السؤال هو. من هو مستعد لتقديم الحلول… ذاك هو السؤال.
السؤال الخامس والثلاثون:
ومن هو الطرف المستعد لتقديم الحلول.
الرئيس الأسد:
ولا أي طرف من الأطراف التي ذكرتها. وحدهم روسيا وإيران وحلفاؤهما والبلدان الأخرى التي تقدم الدعم السياسي للحكومة السورية أو الشرعية السورية قادرة على ذلك. أما في الغرب فليس هناك أي طرف مستعد لذلك. هناك بلدان قليلة مستعدة لذلك. لكنها لا تجرؤ على التواصل مع سورية لحل المشكلة ما لم تفرض الولايات المتحدة أجندتها عليهم وعلينا.
السؤال السادس والثلاثون:
لكن في المحصلة. سيترتب عليكم التفاوض مع أكبر عدد ممكن من الأطراف. هل ستكونون مستعدين للتفاوض مع الأطراف التي تهدف إلى إزاحتكم في النهاية.
الرئيس الأسد:
بالطبع. أعني أنهم إذا أرادوا مني أن أرحل فأمامهم صندوق الاقتراع. نحن مستعدون ولا مشكلة لدينا. يمكنهم إقناع الشعب السوري بأن هناك بديلا أفضل. وأن هذا ليس خيارا مناسبا للمستقبل. وأن الرئيس سيرحل. ليست لدينا مشكلة في ذلك.
العملية الديمقراطية عملية اجتماعية وسياسية في الوقت نفسه. ونحن نتقدم إلى الأمام
السؤال السابع والثلاثون:
يبدو هذا جيدا فعلا. لكن من الناحية العملية والواقعية في سورية إذا نظرنا إلى تاريخ سورية. فما مدى الحرية التي تتمتع بها أحزاب المعارضة. ما مدى الحرية المتاحة للسياسيين لانتقادكم أو معارضتكم.
الرئيس الأسد:
لأكون موضوعيا. لم نصبح أوروبا بعد. وهذه قضية ثقافية وليست سياسية وحسب. لكننا على الطريق نحو المزيد من الديمقراطية في سورية. إننا نتحرك ببطء لكن بثبات. الأمر لا يتعلق بالرئيس. لأن سورية ليست شركة أملكها. بل هي بلد وفيها شعب. أعني أن العملية الديمقراطية عملية اجتماعية وسياسية في الوقت نفسه. ونحن نتقدم إلى الأمام.
السؤال الثامن والثلاثون:
لكن بوسع المرء أن يقول إنه قبل أربع سنوات كانت هناك خطوة في هذه العملية. وتظاهر الناس ضدكم فكانت هناك عملية قمع وحشي.
الرئيس الأسد:
ما عدد الناس الذين تظاهروا. هل لديك عددهم. أقصى حد بلغه ذلك العدد في يوم واحد في سورية في بداية الأزمة كان 130 ألف شخص. لنضاعف ذلك العدد ونقول إنه كان 300 ألف. ولنضاعف هذا أيضا ونقول إنه كان 600 ألف. هذا لا يشكل شيئا بالمقارنة مع 24 مليون سوري.
السؤال التاسع والثلاثون:
إذا. أنتم تقولون إنه لم يتظاهر أحد ضدكم فعليا خلال تلك الأيام.
الرئيس الأسد:
لا. كان هناك متظاهرون بالطبع. لكنهم كانوا مزيجا من أشخاص أرادوا فعلا التظاهر ضد نظام سياسي لا يؤمنون به. وأشخاص دفعت لهم قطر كي يتظاهروا في إطار حملة دعائية. وهناك الإرهابيون الذين اخترقوا أولئك المتظاهرين كي يقتلوا رجال الشرطة ويدفعوهم للرد. هذا ما حدث في الأسبوع الأول من الأزمة.
السؤال الأربعون:
هذا فقط ما حدث. رد رجال الشرطة على عمليات القتل التي تمت من داخل مجموعة المتظاهرين.
الرئيس الأسد:
في الأسبوع الأول قتل العديد من رجال الشرطة من قبل المتظاهرين. من هم أولئك المتظاهرون. متظاهرون سلميون.! لقد كانت هناك بنادق رشاشة وأسلحة مختلفة منذ البداية. هذا ما حدث. في كل الأحوال إذا كان للرئيس أن يرحل فإنه يرحل عبر الدستور وصندوق الاقتراع. وإذا كان لرئيس أن يصل إلى السلطة فسيصل عبر الدستور وصندوق الاقتراع. وكلتا الحالتين تعكس الرأي العام.
السؤال الحادي والأربعون:
هل كانت هناك معارضة ذات مصداقية خلال السنوات الماضية. أشخاص ذوو مصداقية يتحدون سلطتكم.
الرئيس الأسد:
نعم. لدينا معارضة. وبوسعك أن تلتقي بهم. فهم هنا في سورية. إنهم يعيشون في سورية ولديهم قواعدهم الشعبية السورية. هناك معارضة كبيرة وصغيرة. حديثة وقديمة. ليست هذه هي القضية. لكنهم موجودون ويسمح لهم بالعمل.
السؤال الثاني والأربعون:
ما رأيناه في مختلف وسائل الإعلام في الغرب هو عمليات قمع وحشية. والآن هناك حرب وحكايات عن البراميل المتفجرة وعمليات اعتقال واسعة واستخدام مفرط للعنف من قبل الحكومة. وبالتالي. فإن أي شخص سيفكر كثيرا قبل أن يعارضكم أو ينتقدكم.
الرئيس الأسد:
المسألة تتعلق بالوسائل التي تلجأ إليها عندما تواجه أشخاصا يقتلون رجال الشرطة ويدمرون ويحرقون منذ الأيام الأولى. لم يحدث ذلك بعد ستة أشهر كما تحاول الحملات الدعائية ترويجه في الغرب. أي إن المظاهرات السلمية تحولت إلى أعمال عنف بسبب القمع. هذا غير صحيح. مرة أخرى. لقد قتلوا رجال شرطة في الأسبوع الأول.
أقمنا سياستنا على دعامتين رئيسيتين. الحوار ومحاربة الإرهاب
السؤال الثالث والأربعون:
بالعودة إلى الماضي. ما الذي كان يمكن أن تفعله بشكل مختلف عام 2011. ما الذي يمكن أن تفعله بشكل مختلف الآن.
الرئيس الأسد:
لقد أقمنا سياستنا على دعامتين رئيسيتين. الحوار ومحاربة الإرهاب. واليوم سنستمر في محاربة الإرهاب وسنستمر في إجراء الحوار مع كل طرف ضالع بما يحدث في سورية.
السؤال الرابع والأربعون:
حتى لو حدثت الأحداث نفسها التي وقعت عام 2011 فهل ستردون بالطريقة نفسها.
الرئيس الأسد:
إذا حدث الشيء نفسه من قيام بعض الناس بقتل رجال الشرطة فسيكون علينا أن نرد. هذه وظيفتنا كحكومة.
السؤال الخامس والأربعون:
في الختام. إذا نظرنا إلى ما حدث خلال السنوات الأربع الماضية نجد أن جزءا كبيرا من البلاد تحت سيطرة مختلف مجموعات المعارضة المسلحة و”داعش”. وهناك أبرياء يموتون على جانبي الجبهة والناس يعانون. وأنت رئيس البلاد ومسؤول عن حماية شعبك. هل تسأل نفسك. هل فعلت ما يكفي لحماية شعبي.
الرئيس الأسد:
لا أستطيع أن أحكم على نفسي لأنني لن أكون موضوعيا في الحديث عن نفسي. السوريون هم من يمكن أن يقولوا ما إذا كان الرئيس قد فعل ما يكفي أو لا. في البداية. ذكرت وجود عمليات قمع. العديد من الناس قالوا إن الرئيس لم يقم بما يكفي لقمع أولئك الإرهابيين. هذا يتناقض مع ما ذكرته عما ينشر في الغرب. وبالتالي. كي يكون المرء موضوعيا. ولكي نحكم جميعا على هذا الوضع كسوريين. ينبغي أن يتم ذلك بعد نهاية الأزمة لأن النتيجة ستنبئك عن البداية. لا نزال الآن في وسط الأحداث. وبالتالي. يصعب الحديث عن ذلك.
السؤال السادس والأربعون:
لكن هل تستطيع أن تنظر إلى نفسك في المرآة وتقول. أنا أفعل ما يكفي.
الرئيس الأسد:
نعم. بالطبع. وهذا يتغير كل يوم. في بعض الأحيان تحكم على الفعل نفسه بطريقتين مختلفتين أو ثلاث أو أربع طرق مختلفة كل يوم. لأننا نعيش في وضع يتغير بسرعة. مزاجك. وتفكيرك. إنك تتأثر بكل هذه الأشياء وبشكل يومي. وبالتالي. يمكن أن تغير حكمك. لكن لن يكون أي من هذه الأحكام ملموسا ومطلقا قبل أن نتجاوز هذه الأزمة. وعندها يمكن التفكير بشكل أكثر موضوعية وواقعية حول أفعالك كرئيس.
السؤال السابع والأربعون:
السؤال الأخير. كم من الوقت سيستغرق التوصل إلى حل لهذه الأزمة.
الرئيس الأسد:
إذا اتخذت البلدان المسؤولة التدابير اللازمة لوقف تدفق الإرهابيين والدعم اللوجستي أستطيع أن أضمن أن الأمر سينتهي خلال أقل من عام.
السؤال الثامن والأربعون:
أقل من عام واحد.
الرئيس الأسد:
نعم أقل من عام. لكن المشكلة هي أنهم ما زالوا يدعمون الإرهابيين وبشكل يومي ومتزايد من أجل إحداث المزيد من الفوضى ووضع العقبات أمام أي حل. لأن الحل الذي يريدونه. ما يسمونه حلا سياسيا. ينبغي أن ينتهي بتغيير هذه الدولة والتخلص من هذا الرئيس أو الإطاحة به. وما إلى ذلك. لهذا السبب فإن الأزمة ستستمر.
لم يستطع الإرهابيون خلق حاضنة اجتماعية لهم
السؤال التاسع والأربعون:
إذا. إذا سارت الأمور دون تدخل خارجي. ستنتهون من ذلك خلال عام واحد.
الرئيس الأسد:
بالتأكيد. ولسبب واحد هو أنه حتى الآن لم يستطع الإرهابيون خلق حاضنة اجتماعية لهم. لهذا السبب نحن لسنا قلقين منهم.
الصحفي:
سيادة الرئيس. شكرا جزيلا لكم.
الرئيس الأسد:
شكرا لقدومكم إلى دمشق.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ: 16/12/2015)