أكد فلاديمير يفسييف رئيس قسم منظمة شنغهاي للتعاون في معهد رابطة الدول المستقلة أن انتصارات الجيش العربي السوري على الأرض هي التي ستساعد على تطبيق قرار مجلس الأمن الأخير حول سورية مشككا في الوقت ذاته بنوايا بعض الدول التي تفتح حدودها للإرهابيين.
وقال يفسييف الخبير أيضا في الشؤون العسكرية لمراسل سانا في موسكو إن قرار مجلس الأمن حول إيجاد حل للأزمة في سورية “له أهمية كبيرة ولكنه غير كاف لحل الأزمة لأن تطبيق هذا القرار سيتم في نهاية المطاف وفقا لما ستقرره المواجهات العسكرية على أرض المعركة” مؤكدا أن حل الأزمة في سورية يمكن أن يتخذ شكلا واقعيا ثابتا قابلا للاستمرار وذلك في حال التمكن من التوصل إلى مزيد من المصالحات المحلية ومن إلحاق المزيد من الخسائر بالتنظيمات الإرهابية.
كما شكك يفسييف بنوايا الأنظمة الداعمة للإرهاب ولاسيما نظام آل سعود وأردوغان ومشيخة قطر لجهة مزاعمها محاربة الإرهاب والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص إيجاد حل للأزمة في سورية وقال “إن السعودية وقطر وتركيا سوف تفعل كل ما بوسعها من أجل تعطيل مفعول هذه العملية لأن الحدود مع تركيا مفتوحة وهذا يجعل ضخ المسلحين من الخارج مستمرا. لذا فإن العملية التي بدأت في نيويورك لم تتخذ بعد طابعا ثابتا قابلا للاستمرار”.
وأوضح يفسييف أن تحقيق انعطاف جذري في مواقع القوى على الأرض سيمنع هذه الدول من عرقلة التوصل إلى سلام دائم في سورية موضحا أن العائق الرئيسي في تطبيق هذا القرار هو في الحدود التركية المفتوحة التي يمكن عبرها إرسال كل ما يلزم من مال وسلاح وعتاد ومعدات وإرهابيين لتصعيد الوضع في سورية وطالما يستمر وضع الحدود بهذه الصورة فلا يمكن الحديث عن أي تسوية سياسية.
وأعرب يفسييف عن قناعته بأن الولايات المتحدة لن تبدي أي ضغط على تركيا في هذا الشأن جراء الوعود التي أعطتها واشنطن لأنقرة بأنها ستغض الطرف عن تورطها بالأزمة في سورية موضحا ان واشنطن تغطي كل الخروقات التي ترتكبها تركيا في هذا الموضوع.
ودعا يفسييف إلى عدم الاعتماد على الولايات المتحدة وفرنسا أو ألمانيا لأن هذه الدول لن تضغط على تركيا لتغلق حدودها مؤكدا انه لا يمكن إغلاق الحدود من الجانب السوري إلا من قبل الجيش العربي السوري حين وصوله إليها بالتعاون مع الوحدات الشعبية المسلحة التي تقاتل إلى جانبه.
بدوره اعتبر أوليغ فومين الرئيس المشارك للجنة التضامن مع الشعب السوري في مقابلة مماثلة أن قرار مجلس الأمن بشأن إيجاد حل للأزمة في سورية أتى بعد اقتناع الغرب أنه لا يمكن إركاع سورية ودل في الوقت نفسه على نضج وصحة ودقة السياسة الخارجية الروسية.
وقال فومين “يبدو أن المجتمع الدولي اقتنع أخيرا بصحة الموقف الروسي وصوت مجلس الأمن الدولي عمليا على وقوفه مع السياسة الخارجية التي انتهجتها روسيا منذ بدء الأزمة في سورية” موضحا أن هذه الدول أيقنت أنه لا يمكن تحقيق الانتصار على الجيش العربي السوري مهما فعلت وأن كل أقاويلهم وضجيجهم حول إسقاط الحكومة السورية ذهبت أدراج الرياح وباتوا يلعقون كلماتهم الممجوجة بحق القيادة السورية واقتنعوا أخيرا بصحة السياسة الروسية في دعم سورية وبصمود الشعب السوري وجيشه الباسل الذي أفشل كل مخططاتهم العدوانية.
واعتبر فومين أن العملية الإرهابية التي أدت إلى اغتيال الشهيد سمير القنطار تأتي في سياق إفشال قرار مجلس الأمن قائلا “إن إسرائيل بفعلتها هذه نزعت القناع عن وجهها الحقيقي في دعم إرهاب “داعش وجبهة النصرة” والتنظيمات المتحالفة معها في سورية وعن رغبتها في استمرار سفك الدم السوري لإطالة أمد احتلالها للأراضي السورية وسيطرتها على الأراضي الفلسطينية والقدس وفي توسيع عمليات الاستيطان في المدن والقرى العربية”.
من جهته اعتبر الباحث العلمي الأقدم في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية يوري زينين القرار الأممي بشأن إيجاد حل للأزمة في سورية بأنه “مهم جدا لأنه يعترف بالتغييرات الحقيقية الجارية على أرض القتال في سورية”.
وقال زينين “إن أغلبية الشعب السوري مؤمنة بوطنها وواثقة من صحة سياسة حكومتها في محاربة الإرهاب الذي تسلل إلى سورية من مختلف أنحاء العالم”.
وجدد زينين التأكيد على أن المجتمع الدولي برمته اعترف بعدم القدرة على التغلب على سورية وعلى إسقاط الحكومة الشرعية فيها بالرغم من كل المحاولات العدوانية والأموال الطائلة التي اغدقتها السعودية وقطر لأجل ذلك مشيرا إلى أنه أصبح من المهم جدا سعي سورية والأطراف المتحالفة معها للوصول بهذا القرار إلى النهاية لتتخذ هذه الأطراف وسورية خطوات أخرى متقدمة في اتجاه ايجاد حل للازمة في سورية بناء على هذا القرار الدولي.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 22/12/2015)