دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأمريكي جون كيري خلال اتصال هاتفي اليوم إلى التخلي عن الشروط المسبقة في توحيد الجهود ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
ونقلت وكالة تاس عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية قوله إنه “تم خلال الاتصال الذي جرى بمبادرة من الجانب الأميركي بحث آفاق التغلب على الأزمة في سورية بما في ذلك في سياق محادثات ممثلي الحكومة السورية والمعارضة التي ينظمها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا التي تهدف للتوصل إلى تسوية سياسية”.
من جهة ثانية أشار بيان الخارجية إلى أن الوزير لافروف “بين لـ كيري خطر فشل اتفاقات مينسك ولفت انتباهه إلى إطلاق النار من مواقع أوكرانية على مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وطاقم تصوير قناة روسيا بالقرب من قرية في دونباس” مضيفا أن ذلك يهدد بإفشال اتفاقات مينسك.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت في وقت سابق اليوم أن إطلاق النار الذى تعرض له عدد من المراقبين الدوليين والصحفيين الروس في منطقة دونباس شرق أوكرانيا أمس يعد عملا استفزازيا.
وتشدد روسيا على ضرورة حل الأزمة في أوكرانيا بالطرق السلمية ووفق اتفاقات مينسك 2 التي تم توقيعها في شباط الماضي في إطار مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بتسوية الأزمة في شرق أوكرانيا.
التسوية في سورية تتوقف إلى حد كبير على نجاح التنسيق بين أعضاء المجتمع الدولي وفعالية الجهود لمكافحة الإرهاب
وكان لافروف أكد في وقت سابق أن التسوية في سورية تتوقف إلى حد كبير على “نجاح التنسيق بين أعضاء المجتمع الدولي وفعالية الجهود الرامية إلى إنشاء التنسيق الدولي في مكافحة الإرهاب” مشيرا إلى أن هناك تشتتا في الجهود الدولية.
ودعا لافروف خلال عرضه لتقييم عمل الخارجية الروسية للعام 2015 إلى مواجهة تحدي الإرهاب وأن “نضع جانبا كل الأمور الثانوية وأن نعمل على رد الخطر الرئيسي كما كان الوضع في سنوات النضال ضد النازية” مشيرا إلى أن المجتمع الدولي ما زال يشهد تشتتا وهذا الأمر لن يسهم في خدمة الهدف الرئيسي.
وأعلن لافروف أن روسيا ستواصل مساهمتها في تشكيل وفد المعارضة السورية فى الوقت المحدد لإجراء محادثات مع الحكومة السورية مؤكدا أن المبدأ الرئيسي هو أن “مستقبل سورية ينبغي أن يحدد من قبل السوريين أنفسهم على أساس الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة أراضي هذا البلد”.
وأضاف لافروف..”لا نريد أن تستمر هذه العملية إلى اللانهاية وسنعمل على تحريكها وفق الأهداف المتفق عليها” مشيرا إلى أن ذلك ليس مهمة سهلة يمكن إقرارها على عجل.
وبين لافروف أن أطياف المعارضة السورية لم تصل بعد إلى توافق في الآراء بشأن تشكيلة الوفد في المحادثات مع الحكومة السورية التي أعلنت عن استعدادها للمحادثات من دون تدخل خارجي.
ولفت لافروف إلى أن الاتفاقات المصاغة من قبل مجموعة العمل الدولية الخاصة بسورية والمثبتة فى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 تؤكد على أن السوريين على أساس اتفاق متبادل بين الحكومة وأطياف المعارضة يجب أن يتفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية لوضع دستور جديد واجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة موضحا أنه لإنجاز هذه العملية برمتها تم الاتفاق على جدول زمني مدته سنة ونصف السنة.
وكان مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع في 18 كانون الأول الجاري على قرار بشأن التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية كانت اتفقت عليه أطراف المجموعة الدولية لدعم سورية.
ويؤكد القرار 2254 أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية كما يقضي بعقد لقاءات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة مطلع كانون الثاني 2016 وتكليف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة من خلال مكتب المبعوث الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا.
واعتبر لافروف أن “الفعاليات الحاسمة للقوات الجوية الروسية التي اتخذت استجابة لطلب من الحكومة السورية ساعدت على احتواء تقدم الإرهابيين في المنطقة” موضحا أن “التركيز الرئيسي لجهود الدبلوماسية الروسية كان منصبا على ضمان الدور القيادي لبلادنا في التعبئة الدولية لمواجهة العدوان الإرهابي ولخلق جبهة واسعة ضد الإرهاب”.
وأضاف لافروف إنه “ونتيجة لهذه الجهود أصبحت صورة ما يحدث أكثر وضوحا حول حقيقة من يناضل فعلا ضد المتطرفين ومن يقوم بدور المتواطئ معهم ومن يحاول استخدامهم لأغراض أنانية خاصة به ويقوم مثل تركيا بتوجيه طعنة غادرة في الظهر لأولئك الذين يحاربون التهديد الإرهابي” لافتا إلى أن “روسيا تصرفت بشكل نشط وحيوي وتطلعت باستمرار كي تكون في ذروة المسؤولية عن مسار الأحداث في العالم باعتبارها واحدة من الدول الكبرى وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي”.
وذكر لافروف الجميع بأن “الإرهابيين من تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة الأخرى استولوا على أراض في سورية والعراق وارتكبوا عددا لا يحصى من الجرائم الوحشية ضد مواطني روسيا ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة وتسببوا في نزوح جماعي للسكان بما في ذلك في اتجاه البلدان الأوروبية” مشددا على أن “أعمالهم خلقت تهديدا حقيقيا ليس فقط للأمن الإقليمي ولكن للدولي أيضا”.
وقال لافروف “إننا نعتقد أن إيجاد حلول للمشاكل المعقدة في عصرنا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتماد على القانون الدولي وعلى أساس
مبادئ المساواة والاحترام المتبادل للمصالح المشتركة مع احترام التنوع الثقافي والحضاري في العالم المعاصر وحق الشعوب في تقرير مصيرها”.
وعلى صعيد السياسة الدولية حذر لافروف من وجود خطط مبرمجة “على أساس الهيمنة الخاصة في الشؤون العالمية وعلى فرض الإرادة والإملاءات على الجميع بهدف الحصول على مزايا لجانب واحد فقط” مشيرا إلى أنه “جرى تكثيف الجهود من قبل بعض القوى لحماية مصالحها الخاصة على حساب الآخرين وتفتيت الفضاء الاقتصادي العالمي وفي مجال الإعلام نواجه حملة إعلامية نادرة في تأجيج المشاعر بما في ذلك ضد بلادنا ما أضفى على التهديدات الإرهابية حدة غير مسبوقة”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 29/12/2015)