سلّط موقع «نيو إيسترن آوت لوك» الضوء على صمود سورية الاستثنائي في وجه الحرب الإرهابية المفروضة عليها، إذ قال الكاتب أندريه فالتشيك خلال مقال نشره الموقع: على مدى سنوات عصف الإرهاب بهذه الدولة المستقرة الآمنة مخلفاً دماراً هائلاً طال جميع مناحي الحياة، وعلى الرغم من كل الصعاب لا تزل سورية قلعة صلبة صامدة بإرادة شعبها وتلاحمه مع جيشها وقيادتها.
وأضاف الكاتب: ولد تنظيم «داعش» الإرهابي في رحم المخيمات التي يديرها حلف شمال الأطلسي «ناتو» في تركيا والأردن.
وأكد الكاتب أن الغرب لم يكن بمقدوره تحمل شموخ وصمود الدولة السورية وطبيعتها العلمانية الأمر الذي دفعه لشن حملة زعزعة الاستقرار التي ضربت المنطقة. وباختصار فقد جنّ الغرب من الطريقة التي تتبعها الدولة السورية في جعل رفاهية الشعب فوق كل اعتبار وفوق مصالح الشركات متعددة الجنسيات.
وذكر الكاتب نقلاً عن إدوارد غاليالو وهو من أبرز كتّاب أمريكا اللاتينية قوله: إن الشعب يدرك متى يحين موعد القتال، ولا يحق لأحد التدخل بقراره، ولكن عندما يعتزم فمن واجبنا تقديم الدعم له، والشعب السوري أخذ قراره، ولا يمكن لحكومة أياً كانت أو قوة سياسية أن تحدّ من بطولة هذا الشعب وتضحياته، الروس فعلوها خلال الحرب العالمية الثانية والسوريون يفعلونها الآن.
وأشار فالتشيك إلى أن الدول التي استسلمت لما يمليه الغرب خسرت كيانها وثقافتها وجوهر وجودها فضلاً عن أنها تصدرت قائمة الدول الأكثر بؤساً في العالم، في الوقت الذي كان فيه السوريون أكثر وعياً وإدراكاً فلم يستسلموا للمطامع الغربية وقاوموا بقوة وشرف محاولات تفكيك بلدهم. وقال الكاتب: هكذا صمدت سورية واستنفرت في هذه الأزمة كل خصائصها الجوهرية واختارت الدفاع عن كرامتها وسيادتها وترابها متكئة على بسالة جيشها وبغض النظر عن كل ما روّج ويروج له الإعلام الغربي فإن نظرة واحدة شاملة على تاريخ سورية كفيلة لإثبات صحة ما سبق، موضحاً أن سورية لم تحظ بالتغطية الإعلامية الصادقة الشاملة لتأكيد مدى شجاعتها، فجاءت تعليقات الإعلام الغربي على نضالها في كثير من الأحيان بمنتهى الخبث والتشويه.
وفي مقارنة سريعة أكد فالتشيك أنه مثلما أوقفت القوات السوفييتية زحف النازيين الألمان في ستالينغراد (إحدى أهم المعارك الكبرى والفاصلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية) فقد تمكن السوريون من وقف قوات الحلفاء الغربيين الفاشية في هذا الجزء من العالم.
وأشار الكاتب إلى وقوف روسيا وغيرها من أصدقاء سورية الحقيقيين إلى جانبها في حربها على الإرهاب أو كما وصفها بـ«معركة ملحمية إلى جانب سورية ضد وحوش التطرف الذين أنشأهم وسلّحهم كل من الغرب والسعودية وتركيا». وختم فالتشيك مقاله بالقول: بقيت سورية على الرغم من جراحها صامدة شامخة منيعة في وجه أعدائها وأيضاً في وجه المخططات الغربية ـ القطرية ـ الإسرائيلية ـ التركية لإنهاء الشرق الأوسط، مؤكداً أن الشعب السوري فاز وأثبت أنه دولة عربية لا تزال قادرة على الصمود في وجه أعتى الجحافل الإجرامية.
(المصدر: صحيفة تشرين السورية، بتاريخ 4/1/2016)