أكد الكسندر برود عضو المجلس الرئاسي الروسي لتطوير المجتمع المدني أن قوى اقليمية ودولية معروفة تعمل على عرقلة حل الأزمة في سورية واصطناع حجج مفتعلة لتأخير عقد المحادثات السورية السورية المزمع في الخامس والعشرين من الشهر الجاري مشددا على أن روسيا الاتحادية تمد يد المساعدة إلى سورية لاستعادة الحياة الطبيعية فيها والتي تحاول التنظيمات الإرهابية وقفها بتشجيع وتأييد من تلك القوى.
وقال برود وهو مدير مكتب حقوق الانسان في موسكو في مقابلة مع مراسل سانا إن “التنظيمات الإرهابية اوجدتها أجهزة المخابرات الامريكية والدول السائرة في ركابها ومن الطبيعي ان السياسة الروسية تجاه سورية لا تلقى الاستحسان لدى الأوساط السياسية الامريكية والأوروبية وصنائعهم في المنطقة كالسعودية وتركيا التي تعمل مجتمعة على تفريغ لقاء جنيف من محتواه حتى قبل انعقاده”.
من جهته قال الشيخ البير كرغانوف مفتي موسكو وعضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية “هناك قوى اقليمية ودولية تستمر بزعزعة الوضع في الشرق الاوسط وهي المسؤولة عن محاولة عرقلة عقد مؤتمر جنيف حول سورية وان كل من يملك بصرا وبصيرة يرى ويدرك ما يجري من جرائم وأعمال إرهابية في الارض السورية ومن يقف وراءها”.
وفي رد على سؤال حول القوى التي ترعى الإرهاب في سورية أوضح كرغانوف أن “هناك دولا ومنها الولايات المتحدة والممالك والمشيخات في الخليج اضافة الى تركيا تؤيد التطرف والارهاب المستشري في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا في سورية ولكن شرائح شعبية واسعة في هذه البلدان ترفض سياسة حكوماتها وتقف ضد التطرف والارهاب”.
وأشار كرغانوف إلى ضرورة التفريق بين التعاليم الدينية السمحاء وبين تلك الشعارات التي يختبئ وراءها الارهابيون ورعاتهم إضافة إلى التمييز بين السياسة والدين معربا عن ادانته محاولات استغلال الدين والتلاعب بمشاعر المؤمنين من قبل الساسة.4
بدوره أكد عضو المجلس الرئاسي الروسي لتطوير المجتمع المدني وحقوق الإنسان إيغور بوريسوف أن أسباب عرقلة حل الازمة في سورية تكمن في مواقف بعض القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي من مصلحتها تصعيد التوتر والتطرف في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر بوريسوف أن تلك المواقف محكومة بالأوضاع السياسية الداخلية في الولايات المتحدة المقبلة على الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام لذلك هم يلعبون ورقة الشرق الأوسط وورقة سورية بصورة خاصة لتحقيق مصالحهم المغرضة قائلا “لا نرى أن هناك بين المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة من يدعو إلى حل الأزمة في سورية والانتقال إلى السلام كما تدعو إليه روسيا”.
وفيما يتعلق بمواقف السعودية وتركيا من الأزمة في سورية أوضح بوريسوف “أن السعودية وتركيا لا تسعيان إلى تهدئة الأوضاع ووقف إراقة الدماء في سورية بل على العكس تشجعان وترعيان التنظيمات الإرهابية”.
من جانبه أكد المحلل السياسي ألكسندر كوبرينسكي أن روسيا مهتمة جدا بتطور الأوضاع في سورية خاصة انها تذود اليوم عن استقلالها ووحدة أراضيها أمام جرائم الإرهاب الدولي مبينا أن هناك قوى ترغب في تقرير مصير الشعب السوري نيابة عنه وضد مصالحه الحقيقية ولا يروق لها النهج السياسي المستقل للقيادة السورية.
وأوضح كوبرينسكي أن تلك الدول تمارس سياسة التدخل الخارجي الفظ في شؤون سورية مشيرا إلى أن الموقف في تركيا نفسها معقد ولديها ما يكفيها من المشاكل الداخلية حيث يلاحظ المراقب ظهور بوادر الفاشية السافرة لدى القيادة التركية الحالية التي ترتكب الجرائم ضد شعبها وشعوب المنطقة.
وأشار كوبرينسكي إلى أن سياسة النظام السعودي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سورية مضيفا إنه “كان من الأجدى بالسعودية أن تفكر بالنتائج المستقبلية لنهجها بدلا من التدخل والعدوان على الدول الأخرى”.
من جهته قال بوغدان بيسبالكو عضو المجلس الرئاسي الروسي للعلاقات الدولية إن “الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكذلك اللاعبون الإقليميون مثل السعودية وتركيا يتولون رعاية وتمويل ودعم النشاط الإرهابي على الأراضي السورية لذلك لا يهتمون بإيجاد حل فعلي للأزمة في سورية لأنه لا يمكن انتظار مكافحة الارهاب من الذين وقفوا وراء نشوء تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية في سورية”.
واضاف بيسبالكو.. أن تركيا تطمح لتكون دولة إقليمية كبرى تدعي العلمانية ولكنها في الواقع تعمل لتنفيذ برنامج الاخوان المسلمين وتأييد المتطرفين والإرهابيين فيما يعاني النظام السعودي من العديد من المشاكل ويعمد إلى تصعيد التوترات في المنطقة خاصة مع إيران كما يعتدي على اليمن ويتآمر ضد سورية الدولة العلمانية التي ترفض الخضوع للإملاءات السعودية والأمريكية والتخلي عن سيادتها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 19/1/2016)