في إطار المصالحات الوطنية عادت اليوم نحو 500 عائلة إلى منازلها في منطقة القدم في الجهة الجنوبية من مدينة دمشق.
وذكر موفد سانا إلى المنطقة أن 25 حافلة كبيرة تقل مئات الأشخاص دخلت إلى الحيين الغربي والشرقي من منطقة القدم بعد إنجاز جميع الإجراءات اللازمة لعودتهم إلى منازلهم التي فروا منها بسبب إرهاب المجموعات المسلحة.
وتمت على هامش عودة العائلات تسوية أوضاع 170 شخصا من أهالي المنطقة بعد أن تعهدوا بحمل السلاح إلى جانب الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب التكفيري.
ولفت محافظ دمشق الدكتور بشر الصبان في تصريح للصحفيين إلى أن المصالحة في منطقة القدم بدأت مطلع العام الماضي ومرت بعدة مراحل واليوم هي في الأحياء الأخيرة من المنطقة حيث عادت أكثر من ألفي عائلة إلى حي القدم الغربي بداية العام الماضي واليوم أحياء عسالي والجورة إضافة إلى حيي بور سعيد والمادنية المتاخمين في ريف دمشق.
وتحدث الصبان أن عودة الأهالي هي تتمة لما تم البدء به العام الماضي ومستمرة خلال الأيام القادمة حيث عاد اليوم ما يقارب 500 عائلة وتمت تسوية أوضاع أبنائهم المسلحين مبينا أن مع هذه المصالحة التي تمت بالتنسيق بين الجهات المختصة والاهالي تكون منطقة القدم بكل أحيائها والأحياء المجاورة لها التابعة لريف دمشق خضعت لهذه المصالحة.
ولفت المحافظ إلى “تسوية أوضاع 170 مسلحا اليوم” موضحا أن الذين تمت تسوية أوضاعهم سيحملون السلاح بالشكل الصحيح كتفا إلى كتف مع الجيش العربي السوري ليدافعوا عن منطقتهم بوجه المجموعات التكفيرية الوهابية الموجودة في أحياء متاخمة لمنطقة القدم.990
وأشار الصبان إلى أن ورشات البنى التحتية من كهرباء وهاتف وصرف صحي ومياه بدأت بالعمل العام الماضي في منطقة القدم و”سيتم إنشاء نقطة إغاثة ثابتة خلال الأيام العشرة القادمة لتوزيع السلل الغذائية من قبل الحكومة السورية على العائلات العائدة إلى القدم وستعود كل مؤسسات الدولة إليها”.
وبين أن في منطقة القدم مجمعا صناعيا ضخما كان خارج الخدمة لسنوات وبالتعاون مع أهالي المنطقة سيتم تأهيله وإعادة التجار وأصحاب المعامل إليه.
وأوضح محافظ دمشق أن المصالحات الوطنية نتيجة لعمل تقوم به الحكومة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام ولم تكن لتتم لولا تضحيات الجيش والقوى الأمنية وقوى الأمن الداخلي ومجموعات الدفاع الشعبية مؤكدا أن المحافظة ستقدم كل التسهيلات وحرية التنقل للأهل العائدين بين أحياء القدم والأحياء المجاورة.
وقال المحافظ “ما شاهدناه اليوم من تسوية أوضاع أبناء منطقة القدم سيكون له أثر في حمل السلاح إلى جانب قوات الجيش العربي السوري في وجه ارهابيي تنظيمي داعش وجبهة النصرة”.
من جانبه أشار محافظ ريف دمشق إلى أن إنجازات الجيش العربي السوري تكاملت مع جهود المصالحة في المناطق المتاخمة لبعضها في محافظتي دمشق وريف دمشق و”أثمرت عن عودة الأهالي بالآلاف وتسوية أوضاع شباب الوطن وأصبحوا جميعا في خندق الدفاع عن الوطن ضد التنظيمات الإرهابية”.
وبين محافظ ريف دمشق أنه “سيتم العمل على تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار والحياة إلى هذه المنطقة” مشيرا إلى أن “تجمع السوريين للدفاع عن الوطن من جهة وإنجاز المصالحات الوطنية من جهة أخرى كلها مظاهر تدل على أن الوطن يسير باتجاه النصر والبناء والإعمار والخير والإنتاج”.
ولفت مخلوف إلى تكامل الجهود بين محافظتي دمشق وريفها حيث ستقوم المؤسسات الحكومية بإعادة البنى التحتية وتقدم الخدمات لجميع العائدين ويبقى الجهد الأهم لبواسل الجيش والجهات المعنية التي ساهمت بإنجاز هذه المصالحة.
وفي تصريحات لمراسل سانا نوه محمد ماهر زكريا أحد مدرسي منطقة القدم بجهود الجهات المختصة ولجنة المصالحة الوطنية بالقدم وإعادة المهجرين إلى ديارهم داعيا أبناء المنطقة إلى فتح صفحة جديدة مبدؤها الصفح والمسامحة والعمل الدؤوب لصالح وطنهم وإعادة إعمار ما تم تخريبه.
ولفت الشيخ محمد عز الدين القادري خطيب جامع أبي موسى الاشعري الى أن نجاح المصالحة الوطنية في حي القدم سيعود على سورية بالخير مهنئا الاهالي بعودتهم إلى منازلهم بعد تسوية اوضاع العديد من أبنائهم وإعادتهم الى حياتهم الطبيعية.
وأشار خالد محمود البحري من حي الجورة وعمر خضير من منطقة نهر بلاط بحي القدم الى “جرائم المجموعات الارهابية التي اخرجتهما من منزلهما منذ أكثر من 3 أعوام بعد أن كان العالم كله يحسد السوريين على الامن والامان والعيش المشترك التي تمتعوا بها لسنوات طويلة وخربها المرتزقة القادمون من الخارج وبعض المفسدين من ابناء الداخل”.
وعبرت كل من أم تنسيم وأم غازي عن فرحتهما بالعودة الى منزلهما بفضل الجيش العربي السوري الذي يعمل على تخليص الأهالي من التنظيمات الإرهابية المسؤولة عن تهجير السوريين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 21/12/2015)