أكد رئيس قسم معاهدة شنغهاي للتعاون في معهد رابطة البلدان المستقلة فلاديمير يفسييف أن المسؤول الرئيسي عن عرقلة الحوار السوري السوري في جنيف هو بالدرجة الأولى تركيا التي اعترضت على حضور جزء من ممثلي المعارضة للمشاركة في الحوار مشيراً إلى أن وفد معارضة الرياض جاء إلى جنيف ليعرقل بدء الحوار ويفشله.
وقال يفسييف في مقابلة مع مراسل سانا اليوم “إن وفد المعارضة الممثل بالإئتلاف والذي تم تشكيله في الرياض لم يكن منذ البداية مهيئا لإجراء حوار وحسب معرفتنا لم يستعدوا للمشاركة وجاؤوا ليفشلوه فقط”.
ورأى يفسييف أن “الحوار المقبل لن يكون بحاجة لمشاركة وفد الرياض” مضيفاً إن “مشاركة وفود المعارضة الوطنية قد تكون كافية لإجراء الحوار ولتحديد مستقبل سورية”.
وأكد يفسييف أنه لا توجد مشكلة في تسمية وفد جديد بقوام جديد للمعارضة مشكل بصورة رئيسية من المعارضة الوطنية مشيرا إلى أن “تنظيمات مثل أحرار الشام وجيش الإسلام لن يكون لها وجود عمليا في المستقبل” وحينها لا أحد من هذا القبيل سيشارك في الحوار المقبل.
واعتبر يفسييف أن القضاء على التنظيمات الإرهابية مسألة وقت لا أكثر حيث سيتم القضاء عليها خلال أشهر وسيكون حل الأزمة في سورية من شأن السوريين “المقيمين في سورية أما أولئك القابعون في باريس واسطنبول فليبقوا هناك لأن الشعب السوري هو فقط من سيقرر مستقبل بلاده”.
وفي مقابلة مماثلة أكد كبير الباحثين في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية يوري سينين أن “المعارضين الذين وقفوا ضد سورية وبيدهم السلاح انتابهم الذعر من الحوار لأنهم على ثقة تامة بأن الشعب السوري لن يؤيدهم في المستقبل” مشيراً إلى أن القوى التي سعت لتدمير سورية لم تتمكن من تحقيق أهدافها وفشلت في تنفيذ مهامها.
ورأى سينين أن “المعارضين من وفد الرياض كانوا مجبرين على الذهاب إلى الحوار لأنهم أدركوا أن لا مخرج آخر أمامهم فإن لم يوافقوا على المشاركة يعني سيتحملون أمام العالم مسؤولية فشل الحوار” مشيرا إلى أن الوضع بدأ يتغيير نحو الأفضل بجهود الجيش العربي السوري وشعرت “القوى المعارضة” بضعفها لذلك ذهبت إلى جنيف من أجل عرقلة الحوار وطرح الشروط المسبقة غير القابلة للتحقيق.
وأوضح سينين أن “التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من وفد الرياض ورعاته تحاول التقليل من أهمية الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وتعمل على حشد كل القوى الممكنة لتعوض ما خسرته من مساحات وقوى بشرية علاوة على فقدانها التأثير على المجتمع السوري خاصة والرأي العام العالمي”.
بدوره أكد الخبير بالشؤون التركية في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية عمور غجييف أن تركيا دخلت في مأزق سياسي وعملي تجاه سورية فهي ترى من جهة أنها تفقد مواقعها وترى أن طرق الإمداد التي كانت تستخدمها لمد التنظيمات الإرهابية بالعتاد والسلاح والمسلحين قد قطعت عمليا وهذا يعني أن تركيا فقدت قدرات الضغط على سورية “وهو ما يدفعها لتقديم بعض التنازلات بشأن الأزمة في سورية”.
ولفت غجييف إلى أن ما تشهده تركيا داخليا من مشاكل جدية بات يصطدم بها رجب أردوغان وحاشيته حيث الداخل التركي أصبح متأججاً لافتا إلى أن الغرب ايضا لم يعد يؤيد تركيا كالسابق.
من جانب آخر أكد الرئيس المشارك للجنة الروسية لدعم نضال الشعب السوري أوليغ فومين أن “وفد معارضة الرياض الذي يحاول البعض أن يسميهم بـ “المعارضة المعتدلة” عطل الحوار السوري السوري في جنيف” متسائلا “كيف يمكن أن يكون هذا الوفد معارضة معتدلة وهو يضم بين أعضائه العديد من قادة المجموعات الإرهابية الذين تلطخت أيديهم بالدم السوري”.
وأشار فومين إلى أن الشروط المسبقة التي طرحها وفد الرياض قبل بدء الحوار كان الهدف منها إفشال هذا الحوار بالرغم من خارطة الطريق التي تجسدت في قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستور أعلن تعليق محادثات الحوار السوري السوري في جنيف إلى الخامس والعشرين من الشهر الجاري بسبب محاولات وفد الرياض إفشالها وتعطيلها عبر طرح شروط مسبقة وعرقلة تشكيل وفد ذي تمثيل واسع للمعارضة وفق احكام القرار الدولي 2254.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 9/2/2016)