ناقش مجلس الشعب في جلسته التي عقدها أمس برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس المجلس أداء وزارة الصحة في ظل ظروف الأزمة الراهنة والإجراءات المتخذة لاستمرار تأمين الأدوية ومنع تفشي الأوبئة والأمراض وآليات تطوير عمل منظومة القطاع الصحي وتحسين نوعية الخدمات الطبية.
وتركزت مداخلات الأعضاء على ضرورة تأمين الأدوية للأمراض المزمنة وزيادة عدد المراكز والعيادات الصحية في بعض المناطق وتأمين الأجهزة والمستلزمات الطبية الحديثة لبعض المشافي وإعادة تأهيل المرافق الصحية في المناطق التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار.
وطالبت عضو المجلس هناء أبو زيد بتزويد محافظة حمص بسيارات إسعاف جديدة، في حين أشار عضو المجلس عدنان سليمان إلى أهمية بناء مشفى وطني ثان بالحسكة وتشكيل لجنة مركزية لتقييم وضع الأجهزة الطبية في مراكز ومشافي المحافظة وتأمين جهاز مرنان مغناطيسي لمشفى القامشلي الوطني وكراسي سنية ومراقبة الصيدليات وزيادة عدد المقبولين في مدارس التمريض.
ودعا عضو المجلس رفعت حسين إلى إحداث مركز لبنك الدم في مشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب وتوفير لقاحات إنفلونزا «إتش ون إن ون» في المراكز الصحية، في حين طالب عضو المجلس عمر حمدو بتأمين الأدوية النوعية وخاصة الهرمونية منها وعدم الاقتصار على توزيعها من خلال اللجنة المركزية في دمشق.
من جهته تساءل عضو المجلس خليل خالد عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة للحد من انتشار الإنفلونزا، في حين أكد عضو المجلس سعد الله صافيا أهمية إحداث مشفى وطني في اللاذقية وزيادة عدد الأطباء في مديرية صحتها وتأمين جهاز طبقي محوري لمشفى جبلة الوطني واستكمال بناء المراكز الصحية في قرية الشراشير ومركز صحي في بسنادا باللاذقية.
بدوره أكد عضو المجلس محمد عفيش ضرورة تزويد مشفى الشهيد ممدوح أباظة بالكوادر الطبية اللازمة، في حين طالب عضو المجلس بندر الضيف بتزويد مدينة دير الزور بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.
وطالب عضوا المجلس أحمد هلال ومحمد بخيت بضرورة مراقبة أسعار الأدوية في الصيدليات والتأكد من صلاحية بعضها، في حين لفت عضو المجلس محمد علي الخبي إلى ضرورة زيارة المدارس بشكل دوري والاطلاع على الواقع الصحي فيها، في حين دعا عضوا المجلس يوسف محمود أسعد ومحمود بلال إلى توسيع مشفى سبة في محافظة طرطوس وتزويده بالكوادر الطبية والفنية المطلوبة نتيجة تزايد الاحتياجات للخدمات الصحية بالمنطقة.
وطالب عضو المجلس بلال ديب بإحداث مشفى ميداني وبناء مستوصف في قرية جورين بريف حماة، في حين أكد عضو المجلس معن عساف ضرورة توفر الشروط الصحية اللازمة في المركز الصحي بمشروع دمر وزيادة عدد المقبولين لدراسة التمريض.
عضو المجلس جمال حساني أكد أهمية تعديل المرسوم الناظم لعمل وزارة الصحة وتعديل قانون تفرغ الأطباء لتحسين وضعهم المعيشي، في حين أشار عضو المجلس محمد صالح الماشي إلى أهمية تشديد الرقابة على الصيدليات وتأمين الأدوية النوعية، ودعا عضو المجلس عمار الكوش إلى دعم الصناعات الدوائية الخاصة وعدم اللجوء إلى استيراد الأدوية التي يمكن إنتاجها محلياً.
من جهته أشار عضو المجلس وليد الصالح إلى أهمية تحويل مشفى الهلال الأحمر إلى مشفى لمعالجة الأورام والعمل على استجرار الأدوية السرطانية من الدول الصديقة نظراً لرخص ثمنها ونوعيتها الجيدة.
وفي معرض رده على أسئلة واستفسارات أعضاء المجلس أوضح وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أنه تم تخصيص عدد من سيارات الإسعاف لنقل الجرحى في المناطق غير الآمنة وهو ما أدى إلى قلة عددها في مناطق أخرى، إضافة إلى تضرر بعضها بفعل الإرهاب، لافتاً إلى أنه سيتم استجرار سيارات إسعاف عبر خط الائتمان الإيراني لتوزيعها على مديريات الصحة بالمحافظات.
ووصف الوزير الخدمات الصحية في محافظة الحسكة بالجيدة والكاملة من جلسات غسيل الكلية وغيرها، مشيراً إلى وجود صعوبة في إنشاء مشاف جديدة خلال هذه الفترة نظراً لصعوبة التمويل بسبب ظروف الأزمة الراهنة، موضحاً أن الوزارة تجري شهرياً 15 ألفاً و 180 جلسة غسيل يستفيد منها شهرياً 186 مريضاً.
ونقلت «سانا» عن الدكتور يازجي توضيحه أن عدد الإصابات بإنفلونزا «إتش ون إن ون» وصل إلى 180 إصابة وعدد الوفيات 70 حالة تم رصدها من خلال المراكز الصحية الموزعة في جميع المناطق، مبيناً أن المرض مستوطن في المنطقة لكن تفاقم حالة المريض المصاب به ناجم عن إصابته سابقاً بقصور كلوي أو أذية بالرئتين أو أمراض مناعية أخرى وأن الفئات المستهدفة باللقاح هم الأطفال دون الخامسة وكبار السن والمصابون بأمراض مزمنة.
ولفت الوزير يازجي إلى أن الأدوية في مدينة دير الزور متوافرة بشكل كافٍ ولمدة شهرين قادمين والوزارة ترسل احتياجات المحافظة الدوائية الخاصة بالأمراض المزمنة وأدوية السرطان كل ثلاثة أشهر وبشكل دوري.
وبيّن وزير الصحة أن الوزارة تراقب بشكل جيد المستحضرات الدوائية المنتجة محلياً، إضافة إلى مراقبة الأدوية في الصيدليات، حيث تم إغلاق 9 صيدليات في الحسكة و6 في حلب لمخالفات متعددة وذلك بالتعاون مع نقابة الصيادلة.
وذكر الوزير يازجي أنه تمت إعادة دراسة البرتوكولات الخاصة بمعالجة الأمراض السرطانية بالتعاون مع وزارات التعليم العالي والدفاع والداخلية وذلك بهدف تغطية الاحتياجات من هذه الأدوية قدر الإمكان والالتزام بآلية استجرارها عن طريق مؤسسة التجارة الخارجية «فارمكس»، لافتاً إلى أن الوزارة ستعمل على استجرار اللقاحات من روسيا وبعض الأدوية السرطانية والمزمنة من كوبا وذلك بدءاً من الشهر الرابع من العام الجاري.
وأحال المجلس أسئلة الأعضاء الخطية إلى مراجعها المختصة عن طريق رئاسة مجلس الوزراء.
(المصدر: صحيفة تشرين، بتاريخ 9/2/2015)