أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن أولوية مكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار في البلدان وعدم المساعدة بتفكيك الدول في الشرق الأوسط هي المعيار الأساسي لمن يرد حلا للأزمة في سورية مشيرة إلى أن الأسرة الدولية التي أخذت القرار 2253 تحت الفصل السابع لم تمارس الضغوط على تركيا والدول الإقليمية التي تمول وتمرر الإرهاب إلى سورية.
وقالت شعبان في مقابلة مع قناة العالم أمس “إن الأطراف التي تتحدث بلغة وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية لا تريد محاربة الإرهاب والاستقرار في الشرق الأوسط بل تفتيت الدول” لافتة إلى أن المعضلة تكمن في نية الدول التي بدأت في استهداف سورية منذ خمس سنوات ولم تقرر حتى الآن إيقافه رغم صمود الشعب السوري وانتصارات جيشه.
وأضافت شعبان إن “جنيف برهن بأن الدول والأطراف التابعة لها من المعارضات لا يمكن أن يكونوا فريق عمل واحد وأنهم لا يريدون الحل السياسي بل يراهنون على نجاح خططهم لذلك يلهون الأسرة الدولية والإعلام العالمي بمقولات لا تعالج سبب الأزمة الذي هو الإرهاب الممول والمسلح والمسهل له من قبل تركيا كما لم يتطرقوا إلى القرار 2253 الذي يدعو هذه الدول تحت الفصل السابع إلى وقف التمويل والتسليح وتمرير الإرهابيين”.
ولفتت شعبان إلى أن الأصوات التي تعالت اليوم حول وقف إطلاق النار هي التي تضررت من انتصار الجيش العربي السوري لأنهم لا يريدون لحلب أن تتحرر لكن هذا لا يعني وجود تراجعات وتغيير في المواقف مستقبلا.
ورأت شعبان أنه قد يكون هناك مزيد من التقارب الروسي الامريكي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية على ضوء انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان مشيرة إلى أن القرار النهائي يعتمد على قوة سورية وجيشها وقوة روسيا وقراءتهما لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المستقبل.
وبينت شعبان أن الحديث عن إرسال قوات سعودية إلى سورية هو لرفع معنويات الإرهابيين وايهام الناس بأنهم يملكون القوة في حين يتناسون حجم الخراب والدمار الذي ألحقوه باليمن موضحة أن هذا الترويج والتهويل سواء السعودي أو التركي هو للتغطية جزئيا على انتصارات الجيش السوري بعد الفشل الذريع الذي تلقاه الإرهابيون في الميدان والفشل في جنيف.
وأكدت شعبان أن أي كلام عن محاربة الإرهاب خارج إطار المنظومة التي يقودها الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه هو شيء آخر لا يهدف لمكافحته.
ولفتت شعبان إلى وجود تنسيق وتواصل مع بعض الدول التي لديها مواقف قابلة للتعاون مع سورية في موضوع مكافحة الإرهاب مشيرة إلى أن إعادة العلاقات وفتح السفارات لا تعنينا كثيرا الآن وإنما المهم هو الموقف من الحرب الدائرة في سورية والإرهاب.
وأكدت شعبان أن أي تغيير في السياسات الغربية اليوم ناتج عن صمود سورية وجيشها ودعم أصدقائها وحلفائها في محور المقاومة مشيرة إلى أن الكثير من المفكرين والباحثين السياسيين وحتى أعضاء في الكونغرس باتوا يقولون إن الشيء الصحيح هو التعامل مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب بعدما أثبتت مع حلفائها أنهم هم من يحاربون الإرهاب.
ولفتت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية إلى أن المنطقة لها المصير ذاته ومن الحكمة القتال في صف واحد ضد الإرهاب الذي يستهدف الجميع.
وأشارت الى العلاقات المتميزة بين سورية وإيران التي أدركت منذ البداية الأبعاد الحقيقية للمؤامرة على سورية وإلى التعاون والتنسيق القائم بينهما في محاربة الإرهاب لافتة أيضا إلى متانة العلاقات مع روسيا التي تحترم القانون الدولي وخيارات الشعوب على عكس العقلية الغربية الاستعمارية.
وأكدت شعبان أن المستفيد الأكبر مما يجري في المنطقة هو العدو الصهيوني الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإبعاد العرب عنها مبينة أن كل من يقف مع فلسطين يقف مع نفسه ولا يمكن أن يكون للعرب مستقبل ما لم يأخذوا بهذه النظرة الاستراتيجية.
وفي مقابلة أخرى مع وكالة رويترز أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية أن الجهود الدبلوماسية للقضاء على الإرهاب في سورية لن تكلل بالنجاح ما دامت هناك دول تقوم بتوفير اشكال الدعم كافة للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وحول التحرك الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية قالت شعبان “لو كانت هناك إرادة دولية حقيقية لوضع حد للإرهاب في سورية لتحقق ذلك منذ زمن لكن الدول التي تدعم الإرهاب وتموله وتسلحه لم تتخذ قرارا بوقف هذا التمويل والتسليح لذلك لا نرى نجاحا للجهود الدبلوماسية”.
وقالت شعبان “الهدف من تقدم الجيش العربي السوري هو تحرير مدن وقرى استولى عليها الإرهابيون لثلاث سنوات ونصف والسيطرة على حدودنا مع تركيا لأنها المنبع الأساسي للإرهابيين والمعبر الأساسي لهم ولذلك فإن عملية ضبط الحدود مع تركيا والتي دعا إليها قرار مجلس الأمن رقم 2253 عامل مساعد جدا لدحر الإرهاب في سورية”.
وتابعت شعبان “الغريب أن الأسرة الدولية التي أخذت القرار 2253 تحت الفصل السابع لم تمارس الضغوط على تركيا والدول الإقليمية التي تمول وتمرر الإرهاب إلى سورية” موضحة أن الخطوة الأساسية والأولى يجب أن تكون تطبيق قرار مجلس الأمن 2253 لدحر الإرهاب.
وعبرت شعبان عن استغرابها من حوار الدول الأوروبية مع تركيا حول أزمة المهجرين لافتة إلى أنها هي التي اعتدت على سورية وهي السبب الأساسي فيها مذكرة بأن تركيا وضعت الخيام على الحدود مع سورية قبل أن يكون هناك لاجئ سوري واحد.
ولفتت شعبان إلى أن تركيا تستغل المهجرين وتبتز الدول الأوروبية للحصول على الأموال وعضوية الاتحاد الأوروبي بادعائها أنها جزء من الحل مبينة أن حل أزمة اللاجئين يكون بعودة الأمن والأمان إلى سورية.
وأكدت شعبان أن تركيا أساس كل الأزمة التي تعرضت لها سورية نتيجة أطماعها العثمانية في المنطقة وانتماء حكومة رئيس النظام التركي رجب أردوغان إلى الإخوان المسلمين ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل.
(المصدر: صحيفة تشرين، بتاريخ 10/2/2015)