أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه “اتفق” مع نظيره الأمريكي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي على البيان المشترك في إطار مجموعة الدعم الخاصة بسورية لوقف العمليات العسكرية فيها على ألا يشمل الاتفاق تنظيمي داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين.
وقال بوتين في بيان أدلى به مساء اليوم عبر التلفزيون الروسي: “إن الاتفاق تم التوصل إليه بعد محادثات مطولة بين الجانبين الروسي والأمريكي ومن خلال المحادثات بين وزيري خارجية الدولتين حيث تم الاتفاق على وقف الأعمال العسكرية بين القوات المسلحة السورية و”التنظيمات المسلحة للمعارضة السورية”.
وأضاف بوتين: إن “الاتفاق لا يشمل إرهابيي تنظيمي جبهة النصرة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تم الاعتراف بها من قبل مجلس الأمن الدولي” مشيرا إلى أن الاتفاق أصبح ممكنا بالاستفادة من الاتفاق السابق حول تفكيك السلاح الكيميائي.
وقال الرئيس الروسي: إن “على جميع الاطراف أن تؤكد لنا أو للأمريكيين حتى ظهر السادس والعشرين من هذا الشهر موافقتها على الاتفاق”.
وأوضح الرئيس بوتين أن العسكريين الروس والأمريكيين سيعملون على الخرائط لتحديد المناطق التي سيشملها اتفاق وقف العمليات العسكرية.
واعتبر بوتين أن “من المهم جدا أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية كطرفين مشرفين على مجموعة دعم سورية الدولية مستعدتان لإطلاق آلية فعالة لمراقبة تطبيق وقف العمليات العسكرية من قبل جميع الأطراف” موضحا أنه “لتنفيذ ذلك سيتم إنشاء الخطوط الساخنة للاتصال ومجموعة العمل لتبادل المعلومات”.
وقال بوتين: إن “روسيا ستقوم بالعمل اللازم مع الحكومة السورية ونأمل أن يقوم الجانب الأمريكي بالمثل مع حلفائه والمجموعات التي يدعمها”.
وأعرب بوتين عن قناعته بأن “العمل المشترك بين روسيا والولايات المتحدة سيؤدي إلى تحسين الأوضاع في سورية” وقال: “باتت لدينا فرصة سانحة لوضع حد لإراقة الدماء والعنف في هذه البلاد ونتيجة لذلك يجب أن يكون هناك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع المواطنين السوريين الذين يحتاجون إليها”.
وأشار الرئيس بوتين إلى أن المهم هو أن هناك “أساسا لإطلاق الحوار السوري السوري في مدينة جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة” منبها من أن “أي نشاط أحادي الجانب دون تفويض أممي لتحقيق المصالح السياسية الضيقة سيؤدي إلى نتائج مأساوية كما حصل في الصومال والعراق وليبيا واليمن والأمثلة كثيرة في التاريخ”.
وأكد الرئيس الروسي أن “الاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف العمليات العسكرية في سورية وتطبيقه بالتعاون مع جميع دول مجموعة الدعم الدولية يمكن أن يصبح مثالا على مبادئ الأمم المتحدة المعتمدة على حقوق الإنسان ضد خطر الإرهاب” معربا عن أمله بأن يلقى هذا الاتفاق دعم الجميع في المنطقة وخارجها.
بدوره أعلن البيت الأبيض ترحيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق الذي تم التوصل اليه مع روسيا حول وقف العمليات العسكرية لافتا إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه أوباما مع نظيره الروسي بهذا الصدد.
ولفت البيت الأبيض في بيان له إلى أن أوباما شدد على ضرورة احترام الجميع للاتفاق والتركيز على محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
بدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإعلان التوصل لاتفاق وقف العمليات العسكرية واعتبره “بارقة أمل للشعب السوري”.
وكانت الخارجية الامريكية أعلنت فى وقت سابق اليوم عن توافق روسي أمريكي حول بيان يتضمن “خططا لوقف العمليات العسكرية في سورية لا تشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين”.
ونقل موقع روسيا اليوم عن البيان تأكيده إن هذه الخطط “قد تصبح نافذة المفعول اعتبارا من السبت القادم”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامريكي جون كيري أتما الاتفاق على معايير “نظام وقف العمليات العسكرية في سورية” وذلك خلال مكالمتين هاتفيتين أجريتا مساء أمس مشيرة إلى أن تقريرا بهذا الخصوص سيقدم للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما.
وبحث لافروف وكيري آلية وشروط وقف العمليات العسكرية في سورية باستثناء التنظيمات الارهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي وذلك تنفيذا للبيان الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سورية خلال اجتماعها في ميونيخ في الحادي عشر من الشهر الجاري.
يذكر أن المجموعة الدولية لدعم سورية اتفقت في ميونيخ على استئناف الحوار السوري السوري دون أي شروط مسبقة فى أقرب وقت وعلى وقف العمليات العسكرية دون أن يشمل تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية وعلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى كل المناطق.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 23/2/2016)