أكد رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين تصميم روسيا الحازم على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول سورية وخاصة المقترحات الواردة في البيان الروسي الأمريكي حول وقف الأعمال القتالية فيها.
وقال ناريشكين في مؤتمر صحفي في فيينا اليوم إن “لدى روسيا كما لدى الولايات المتحدة وشركائها في التحالف كل الفرص لتحقيق الأهداف المطروحة في البيان المشترك المتضمن وقف الأعمال القتالية ويجب علينا فعل كل ما يلزم لتنفيذ هذا البيان” مذكرا بأن الاقتراح الروسي الأمريكي حول وقف الأعمال القتالية لا يشمل الإرهابيين.
وأشار ناريشكين إلى أن هناك نوعين من الاتجاهات الرئيسية لحل الأزمة في سورية أولها “شن حرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب والإرهابيين الذين يعتبرون همج القرن الواحد والعشرين ولا يحكمهم قانون وضعي أو أخلاقي” مضيفا أن “الاتجاه الثاني والرئيسي هو السياسي ويتمثل بمواصلة الحوار البناء مع كل القوى السياسية لجميع المناطق السورية للتوصل إلى اتفاق وأيضا لضمان إجراء انتخابات”.
وشدد ناريشكين على أن تقرير مستقبل سورية هو بيد السوريين وحدهم و”لا يحق لأي بلد مهما كانت قوته ومكانته الدولية اتخاذ القرار حول ذلك عوضا عن السوريين”.
وحول ما سمي بالخطة باء حول سورية التي تحدث عنها ممثلو الإدارة الأمريكية أوضح رئيس مجلس الدوما الروسي أنه لا يعلم شيئا عن هذه الخطة مقترحا أن يتم طرح السؤال حولها على ممثلي الإدارة الأمريكية بما في ذلك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن.
من جهة ثانية اعتبر ناريشكين أنه ينبغي على البرلمانيين الأوروبيين أنفسهم الإجابة على السؤال المتمثل بأسباب قيام أوروبا المعاصرة بتقويض أمنها وثقافتها بما في ذلك ثقافة العلاقات الدولية وثقافة الحوار.
وأكد ناريشكين في كلمته أمام المشاركين في دورة الجمعية العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا أن القضية الرئيسية التي يواجهها العالم اليوم لا تكمن في التحديات الراهنة بل في عدم الرغبة في الرد بفاعلية على هذه التحديات معربا عن امله في ألا يتم تبديد الفرص التي تمتلكها الدورة الحالية للمنظمة والتي تعتبر مهمة.
ولفت رئيس مجلس الدوما الروسي أنظار زملائه الأوروبيين إلى أن فرص وضع حلول متفق عليها أصبحت قليلة في السنوات الأخيرة بالمقابل نسمع تصريحات عن “حرب باردة” داعيا كل سياسي مسؤول إلى الاعتبار من دروس “الحرب الباردة” التي سادت النصف الثاني من القرن العشرين.
واعتبر ناريشكين أن الدرس الرئيسي الذي تلخصه “الحرب الباردة” هو أنه تم الانتهاء منها عبر توفر الثقة المتراكمة بشق الأنفس في إطار مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا مؤكدا أنه لو لم تتوفر تلك الثقة لما تمكنا من تأسيس مثل هذه المنظمة للأمن والتعاون في أوروبا.
ولفت ناريشكين إلى أن الثقة واللقاء تعتبر الحل الممكن لجميع القضايا مشيرا في هذا السياق إلى اللقاء الذي جمع بطريرك موسكو وسائر روسيا للكنيسة الارثوذكسية كيريل مع بابا الفاتيكان فرانسيس في كوبا ودعا إلى جعل هذا اللقاء مثالا يقتدى به عند الرغبة في التواصل برغم قرون من الخلافات الكبيرة واضعا البيان الروسي الأمريكي حول وقف العمليات القتالية في سورية كنموذج آخر لما يحققه التواصل.
وبين رئيس مجلس الدوما الروسي أنه يتحدث عن حوار حول القضايا ذات الأهمية القصوى بالنسبة للحضارة البشرية كلها وتتحمل أوروبا في هذا الموضوع مسؤولية خاصة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الاثنين الماضي اتفاقه مع نظيره الأمريكي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي على البيان المشترك في إطار مجموعة الدعم الخاصة بسورية لوقف العمليات القتالية فيها على ألا يشمل الاتفاق تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين.
وكان البطريرك كيريل والبابا فرنسيس التقيا في العاصمة الكوبية هافانا في 12 الشهر الجاري ودعيا المجتمع الدولي إلى توحيد الكلمة في مواجهة الإرهاب والعنف وذلك في بيان مشترك وقعاه في أعقاب اللقاء التاريخي النادر الذي جمعهما في مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 26/2/2016)