أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن مشروع النظام السعودي في المنطقة هو الفتنة وكذلك المشروع الإسرائيلي مبينا أنه بعد كل الذي فعله في سورية واليمن من الطبيعي أن يكرر الأمر في لبنان.
وأشار السيد نصر الله في كلمة له حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة بثتها قناة المنار الليلة إلى أن النظام السعودي فتح حربا في سورية منذ خمس سنوات بأوامر أمريكية وهذه الحرب كانت تستهدفنا جميعا وليس الدولة السورية وحدها وأنفق مليارات الدولارات وضخ آلاف أطنان السلاح والذخيرة وكان يدير هذه المعركة التي تقتل وتذبح وتدمر في سورية.
وأوضح السيد نصر الله أننا معنيون بأن نقول حقائق وننتقد أفعالهم وأعمالهم ونكشف مؤامراتهم وجرائمهم سواء في سورية أو البحرين أو العراق وحتى السيارات المفخخة التي كانت ترسل إلى بعض المناطق اللبنانية كانت تدار من النظام السعودي مضيفا.. لكننا لا نذهب إلى التشنيع الشخصي ولغة الشتم والسب التي لا تخدم هدفا ولا تؤدي إلى نتيجة.
وأعرب السيد نصر الله عن ترحيبه بوقف الأعمال القتالية في سورية واستمراره وأن تذهب الأمور إلى الحل السياسي وقال “هذا ما لا تريده تركيا والسعودية وبعض الدول وإسرائيل وفي مكان ما أيضا أمريكا”.
وقال السيد نصر الله “منذ إعلان السعودية إيقاف الهبات المعلن عنها سابقا والمفترضة للجيش اللبناني بدأت في لبنان والمنطقة مرحلة جديدة من الصراع السياسي والإعلامي من جهة السعودية ومعها دول الخليج إضافة إلى بعض القوى السياسية في لبنان ما أدخل البلد في مناخ من التوتر الشديد على المستوى السياسي والإعلامي والشعبي وأدى إلى بروز مخاوف كبيرة لدى اللبنانيين”.
وأوضح السيد نصر الله أن أمورا عدة حصلت في هذا المناخ المستجد منها توزيع بيانات مجهولة المصدر لإيقاع الفتنة بين المكونات الطائفية والمذهبية في لبنان وسحب دول الخليج رعاياها من لبنان لاعتبارات أمنية إضافة إلى اشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي وحملات إعلامية عن اشتباكات وخطط عسكرية لا أساس لها من الصحة لكن ساعدت على البلبلة في لبنان.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن كل المعطيات تشير إلى أن الهبات التي أعلن عنها النظام السعودي للجيش اللبناني توقفت منذ وفاة الملك عبدالله وليس بسبب موقف حزب الله لافتا إلى أن هناك قوى لبنانية تأمل حصول “عاصفة حزم” في لبنان مماثلة لعاصفة اليمن.
وبين السيد نصر الله أن هذه المعركة السعودية على حزب الله ليست جديدة وهي بدأت منذ العام 2005 موضحا أن المطلوب سعوديا من الحكومة والقوى السياسية الضغط على حزب الله حتى يتراجع عن موقفه من المملكة التي لا يهمها شيء سوى مصلحتها.
وأكد السيد نصر الله أن حزب الله قادر وجدير ويملك كفاءة للمواجهة وهو في أفضل وضع منذ 5 سنوات إلى الآن وحريص على الاستقرار والأمن والسلم الأهلي في لبنان لافتا إلى أن الحزب لا يطلب من حلفائه أن يحرجوا أنفسهم ولو بكلمة واحدة وأن موقفه كان واضحا من التدخل السعودي وجرائمه بحق الشعب البحريني واليمني.
وأشار السيد نصر الله إلى أن بعض المحطات السعودية قام بتقديم برامج مهينة فحصلت تطورات في الشارع اللبناني مؤكدا أن لجوء بعض وسائل الإعلام إلى هذا المستوى المتدني الهزيل هو دليل ضعف لدى الطرف الآخر وعجز وفشل ولا يستحق الرد والتعليق.
ولفت السيد نصر الله إلى أن ما حصل في الشارع هو رد فعل عفوي لكنه رد غير مناسب ويجب التفتيش عن ردود فعل مجدية ومدروسة وحضارية تخدم أهدافنا وليس أهداف العدو داعيا إلى التنبه لما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي والتعامل بمسؤولية مع الفضاء المجازي.
وأكد السيد نصر الله أنه رغم كل ما يقوم به النظام السعودي يجب أن يبقى لبنان محيدا عن كل توتر وتجنب النزول إلى الشارع مشددا على أنه لا مشكلة أمنية في لبنان ولسنا على حافة حرب أهلية وما يتردد عن ذلك هو مجرد تهويل.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنه لا يمكن السكوت على جرائم النظام السعودي في اليمن وأن الشعب اليمني تجاوز في مظلوميته الشعب الفلسطيني والشعب العراقي والسوري فكل يوم هناك مجازر وحرب وعدوان دائم عليه مبينا أن أمراء النظام السعودي وملوكها يرتكبون أفظع الجرائم ويمنعون أي أحد من التكلم بها لأنه سيواجه الغضب السعودي.
وقال السيد نصرالله “إن وقوفنا ضد العدوان على اليمن هو جريمتنا التي نفتخر بها” متسائلا “هل يحق للسعودية أن تعاقب لبنان والدولة والشعب والمقيمين بسبب حزب لبناني معين أخذ موقفا بميزان شرعي وأخلاقي”.
وفي شأن آخر قال السيد نصر الله إن بقاء الحكومة اللبنانية مصلحة وطنية ولا ننوي الاستقالة منها وهناك مصلحة وطنية في استمرار الحوار الثنائي مع تيار المستقبل والحوار الوطني الجامع في مجلس النواب ومن غير المقبول أن يمن أحد علينا بالحوار لافتا إلى أن هناك قوى سياسية في لبنان لا تريد إجراء انتخابات بلدية في موعدها المحدد وتريد توتير الوضع الأمني.
وأضاف “من يستطع أن يقلب الطاولة على حزب الله فليفعل أما نحن فنريد أن نبقى حول الطاولة للحوار”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 2/3/2016)