أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحكومة السورية تؤيد أي تنسيق يتم بمشاركة روسيا لثقتها بأنه لن ينتهك السيادة السورية.
وقال لافروف في حديث أدلى به لقناة رين تي في الروسية اليوم “بعد أن رتبنا الاتصالات عبر واشنطن مع دول التحالف الذي تقوده بما يستثنى الحوادث العرضية والمتعمدة في الأجواء السورية وبعد أن اتفقنا مؤخرا على تنسيق المسائل المتعلقة بترسيخ وقف الأعمال القتالية في سورية وإرسال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها أعربت الحكومة السورية عن تبنيها هذه الصيغة من التعاون وأكدت أنه ما دام التنسيق يتم بمشاركة روسيا فإن ذلك لا ينتقص من السيادة السورية”.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أكد أمس الأول أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يعد هدفا أساسيا بالنسبة لروسيا مشددا على أن السوريين وحدهم من يقرر مستقبل بلادهم.
وأوضح لافروف أن روسيا الاتحادية هي البلد الوحيد الذي تعمل قواته الجوية الفضائية في سورية بموجب طلب رسمي من السلطات الشرعية السورية فيما جميع الدول الأخرى بما فيها الأعضاء في تحالف واشنطن تنشط هناك بلا أي أساس شرعي وبمعزل عن أي قرار من مجلس الأمن الدولي أو دعوة مباشرة من الحكومة الشرعية في سورية لافتا في الوقت ذاته إلى أن هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق ستتم قريبا.
من جهة ثانية أشار لافروف إلى رفض موسكو التام لأي خطوات على الأراضي السورية بمعزل عن موافقة الحكومة السورية في إشارة إلى الاجراءات التركية على الحدود مع سورية وقال “إن الخطوات التركية تشبه الهجمة الزاحفة على سورية” مشيرا إلى أن “الأتراك صرحوا علانية بأنهم لن يسمحوا باستقرار الأكراد الذين يقاتلون تنظيم “داعش” شمال سورية حتى ولو كان الثمن النصر على داعش”.
وأضاف لافروف “استنادا إلى ذلك حصرا نرى ضرورة أن تشمل محادثات جنيف الأكراد وذلك إذا ما كنا صادقين في تأكيداتنا على تمسكنا بسيادة سورية ووحدة أراضيها” متسائلا “كيف يمكن التعويل على بقاء الأكراد في قوام الدولة السورية إذا ما تركوا خارج المحادثات” وانطلاقا من تمسكنا بهذا الموقف إلى جانب باقي الدول باستثناء تركيا سوف نطالب بحزم بألا تنحنى الأمم المتحدة أمام التحذيرات وأن تدعو الاكراد منذ البداية الأولى إلى المحادثات.
وأشار لافروف إلى أن الإرهابيين يجنون ثمار العدوان السعودي على اليمن لافتا أيضا إلى أن تنظيم “داعش” يمد جذوره في أفغانستان كذلك ويسعى في شمال هذا البلد إلى الاتفاق مع حركة “طالبان” أو استمالة أطراف من هذا التنظيم على حساب أخرى.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن استعداد بلاده التام للتعاون مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالقضاء على تنظيم “داعش” في الرقة مشيرا إلى أن الأمريكيين اقترحوا على الروس “تقاسم العمل” في سورية في ما يتعلق بمكافحة التنظيم الإرهابي.
واعتبر لافروف أن هذا الاقتراح يشير إلى بلوغ الجانب الأمريكي حدا من إدراك القضية وقال “صارت واشنطن تعي ضرورة تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب وتلمس أهمية ألا يقتصر التعاون على تنسيق تحليق طائراتنا وتفادي الحوادث العرضية في الجو”.
وتعليقا على الموقف الأمريكي عموما حيال التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سورية قال لافروف إن موقف واشنطن “قاصر أي غير بالغ” لافتا إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تعلن استمرار التعاون مع موسكو فيما تصدر تصريحات عن المسؤولين العسكريين الأمريكيين تنفي ذلك لتعود الخارجية الأمريكية وتسوغ الأمر بحساسيته وبضرورة “التوضيح للجميع” كي لا ينزعجوا من التعاون مع روسيا.
وأشار لافروف إلى طبيعة تعامل الولايات المتحدة مع بلدان الشرق الأوسط وكيف تتدخل في شؤونها.
وكان لافروف شدد في مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني أمس الأول على ضرورة تمثيل كل أطياف المعارضة الوطنية في الحوار السوري السوري في جنيف باستثناء الإرهابيين الذين لا يشملهم اتفاق وقف الأعمال القتالية.
(المصدر: وكالة ميديا فاكس للأنباء، بتاريخ 13/3/2016)