أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن تخفيض عديد القوات الروسية في سورية خطوة طبيعية وإيجابية تمت بالتشاور مع الحكومة السورية وبدراسة دقيقة لحاجات الميدان في محاربة الإرهاب موضحة أن الضجيج الذي عبر عنه الكثيرون يهدف إلى حرف الانظار عن الإنجاز الروسي في محاربة الإرهاب في سورية بالمقارنة مع ما قام به التحالف الغربي.
وقالت شعبان في لقاء مع قناة الميادين الليلة: “إن الخطوة الروسية لم تكن مفاجئة أو مقلقة بالنسبة للحكومة السورية حيث تم التشاور مع الحكومة السورية ومع المعنيين في الميدان وجرت دراسة هذا الأمر بدراية”.
وأوضحت شعبان أن هذه “الخطوة طبيعية وإيجابية وخاصة بعد أن أصبح وقف الاعمال القتالية ساريا بشكل معقول بالنسبة لكل الاطراف وأن الجانب الروسي أعلن منذ البداية أن وجوده في سورية لن يكون دائما وطويلا وأيضا بالنسبة للإنجازات التي حققها الوجود الروسي بتعاونه مع الجيش العربي السوري ومع الحلفاء من حزب الله وايران في تحرير عدد كبير من القرى والمدن والاراضي”. وأضافت شعبان “إن الخطوة الروسية تأتي لتبرهن بأن قدوم الجانب الروسي إلى سورية كان ايجابيا وفعالا واننا ندخل مرحلة جديدة من التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا “مؤكدة أن الربط بين هذه الخطوة والضغوط على سورية كلام لا مصداقية له ولا اساس له من الصحة .
وقالت شعبان “إن سورية صاحبة قرار مستقل ولم يتمكن أحد أبدا من الضغط عليها أو ارغامها على فعل ما لا تريده” مشيرة إلى أن روسيا بلد حليف وصديق يتحدث معنا باحترام وتشاور والعلاقة السورية الروسية الإيرانية حزب الله تقوم بشكل دائم على التشاور والتنسيق ومن ثم يتم اتخاذ القرار.
وأضافت شعبان: “نحن لم نحارب كل هذه المدة ولم نضح بالشهداء والجرحى لكي نقبل حتى بمصادرة جزء من قرارنا وارضنا وشعبنا ومن يتحدث عن (الفدرلة) و(التقسيم) أو عن أي شيء من هذا القبيل لا يعرف ماذا فعلت سورية في هذه السنوات الخمس ولا يعرف تاريخ سورية ولا أبناءها”.
وأكدت شعبان أن الأهداف والمصلحة والمبادئ واحدة بين الحكومتين السورية والروسية كما أن رؤيتهما للإقليم والعالم واحدة لافتة إلى أن الإعلام المضلل ذهب للتحدث عن خلافات بدلا من التركيز على الإنجاز الذي تحقق بمحاربة الارهاب واتفاق وقف الاعمال القتالية والتحرك باتجاه الحل السياسي.
وأكدت شعبان أن الجيش العربي السوري المؤمن بوطنه لن يثنيه شيء عن القيام بواجباته “وهو الذي كان يحارب الإرهاب لسنوات حتى قبل قدوم القوات الروسية إلى سورية قادر بلا شك ليس فقط على الحفاظ على الانجازات التي حققها بل تحرير مناطق جديدة”.
وقالت شعبان: “القاعدتان الرئيسيتان في حميميم وطرطوس موجودتان والاصدقاء الروس عبروا عن دعمهم لسورية.. وإذا سحب الاتحاد الروسي بعض قواته لا يعني انه لا يمكن ان تعود في أي لحظة ولا يعني أنه غاب عنا فعلاقتنا مع روسيا استراتيجية وليست عابرة ولن تتغير” مؤكدة أن الشعب السوري لن يقبل بغير اجتثاث الارهاب من كامل الأرض السورية الذي هو خطر على المنطقة والعالم.
وبينت شعبان: “أن الخطوط التي نتبعها من أجل مصلحة بلدنا ومستقبله واضحة وكل ما ينسجم معها نحن مستعدون للقيام به والمشكلة التي عانينا منها خلال الخمس سنوات الماضية هو صمت الولايات المتحدة والعالم والدعم الخفي الذي قدمته الدول الاقليمية للإرهاب”.
واعتبرت شعبان” أن التنسيق الاميركي الروسي لمحاربة الارهاب في سورية أمر إيجابي وستكون له انعكاسات ايجابية على المنطقة والعالم وأن عناوين هذه المرحلة هي الدور الذي ستلعبه سورية بعد نهاية هذه الحرب وشكل الاقليم والعالم سيكون ربما مختلفا إذا ما استمر هذا التوافق الروسي الأمريكي بمحاربة الارهاب”.
ورأت شعبان أن الخطوة القادمة ستكون بالضغط على تركيا والسعودية وقطر لتطبيق قرار مجلس الأمن 2253 بوقف التمويل ووقف التسليح وتمرير الإرهابيين موضحة أنه من الممكن إقفال الحدود من قبل الاتراك ووقف تدفق المرتزقة إلى سورية لأن جميع الإرهابيين أتوا عن طريق الحدود التركية والأردنية.
وأعربت شعبان عن أملها بأن تخلق تصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما عن حلفائه في المنطقة جدية في البحث عن تسوية سياسية للأزمة في سورية تحافظ على الدولة ومؤسساتها وتترك القرار للشعب السوري ليقرر مستقبله بنفسه.
وأكدت شعبان أن الحلف المقاوم المتمثل بسورية وروسيا وإيران وحزب الله هو الذي يرسم مستقبل المنطقة معتبرة أن تصريحات وتكهنات كيان الاحتلال الإسرائيلي عن الخطوة الروسية دليل عجز وضعف هذا الكيان الذي وجد نفسه خارج لعبة تعمل على رسم مستقبل المنطقة.
واستبعدت شعبان أن يكون لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي أي قدرة لاستهداف المقاومة وهو يدرك أن التاريخ يسير في مسار غير الذي يرغبه في المنطقة والعالم . ولفتت شعبان إلى “أن الحكومة السورية لم تأل جهدا في استكشاف أي إمكانية لمحاولة التوصل إلى حل سياسي وتخليص الشعب السوري من سفك الدماء الذي عانى منه طيلة هذه السنوات حيث بات من الواضح خلال السنوات الخمس الماضية أن من يسمون أنفسهم معارضة وديمقراطيين يحددون ما يريدون وما لا يريدون حسب ما يريد أسيادهم”. وأوضحت شعبان أن الحوار اليوم في جنيف له مرجعية وفيها نقاط واضحة وهي أن يتفق السوريون على جدول أعمال ومن يضع جدول أعمال بما يناسبه لا يعنينا في شيء مضيفة “إن الحكومة السورية لن تقصر في الالتزام بأي تفاهمات يتم التوصل إليها”.
وقالت شعبان “لن نكون أقل صلابة في ميدان السياسة من جيشنا الباسل ونحن بناؤون ونقدم الأفكار والعناصر الإيجابية التي تسهم في التوصل إلى رؤية سياسية تكون القاعدة الأساسية فيها أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله وشكل حكمه ومستقبل أبنائه مع وحدة سورية أرضا وشعبا” مضيفة إن هذه هي المبادئ التي نحرص عليها ونتصرف ضمن الشرعية الدولية بهدف وقف الحرب وعودة الأمن والأمان وأن تكون سورية حرة ومزدهرة. وأشارت شعبان الى أن الانتخابات التشريعية استحقاق دستوري وواجب على الحكومة إجراؤها في موعدها المحدد كما هي حق للشعب السوري أن ينتخب ممثليه.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 16/3/2016)