استقبل السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد عدداً من جرحى الجيش العربي السوري وأمهات مجموعة منهم، وذلك بمناسبة عيد الأم، ومرور عام على إطلاق برنامج “جريح الوطن” الهادف إلى دعم الجرحى للحفاظ على حقوقهم وتأهيلهم لتمكينهم من العودة إلى المجتمع والإندماج فيه.
وقال الرئيس الأسد خلال اللقاء: نحن سعداء جداً بقدومكم وبالسلام عليكم واحداً واحداً سواء كأبطال أو أمهات أو زوجات أو خطيبات أو أخوات.. الجميع أعطانا الكثير من القوة ونحن نأخذها على الدوام من الأبطال ومن معنوياتكم وصمودكم، ونحن سعداء جداً لأنكم استطعتم القدوم إلينا، وبنفس الوقت نقدر ونعلم كم كان قدومكم صعباً من مناطق بعيدة سواء على مستوى المعاناة الشخصية أو على مستوى الوضع الأمني.
وأضاف الرئيس الأسد: عيد الأم هو عيد عائلي تكرم فيه الأم على مستوى عائلاتها الصغيرة، لكن بعد الأحداث التي مرت فيها سورية والحرب الإرهابية
عليها خلال السنوات الخمس الماضية، تغيرت كثير من المفاهيم بالنسبة لنا وأصبحنا اليوم نحتفل بأعيادنا بشكل آخر.. بمعنى أنها أصبحت أعياداً للبطولة والشجاعة والفداء والتضحية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن البطولة ترتبط بشكل أساسي بالبيئة التي يعيش فيها الإنسان وبوطنه ومجتمعه وعائلته، مؤكداً أن الأم السورية التي ربت أولادها على حب الوطن وعلمتهم التضحية هي المصدر الأساسي للبطولة.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن قدر عوائل الشهداء أن تروي البطولات للأجيال القادمة؛ كما هو قدر الجرحى أن يرووا قصص البطولة بأنفسهم لأنهم نماذج حية تتحرك في المجتمع لتكون قدوة للأجيال القادمة.
وأضاف الرئيس الأسد: نقتدي بكم ونتعلم منكم الوطنية والتضحية والفداء والأخلاق الوطنية بكل معانيها، وهذا الاهتمام بكل من ضحى سواء كان مقاتلاً أو من يقف مع هذا المقاتل ليس فقط واجباً وليس حالة إنسانية أبداً؛ وإنما هو اهتمام بالوطن.. إذ ليس معقولاً أن نحب الوطن ولا نحب من يدافع عنه.. أن نكون حريصين على الوطن ولا نكون حريصين على من يقفون معه عندما يحتاجون إلى الاهتمام من جميع الجوانب.
وأوضح الرئيس الأسد.. نعرف ظروف معظمكم.. قبل وبعد الإصابة أو الشهادة.. وكانت ظروف بعض العائلات المادية صعبة ومع ذلك هبوا للدفاع عن الوطن، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من السوريين لم يتمكنوا لسبب أو لآخر من حمل البندقية للدفاع عن وطنهم لكنهم ساهموا مع الدولة عبر التبرعات ومشاريع لذوي الشهداء والجرحى.
وبين الرئيس الأسد أن هذه المشاريع بدأت تنمو عبر جانب له علاقة بالتوظيف المستمرون به ضمن الإمكانيات، ولم يتم الوقوف هنا بل اتجهنا نحو المشاريع والمنح الإنتاجية، وهذه الفكرة تتطور وتتوسع لتحسين وضع عائلات الشهداء والجرحى والحفاظ على كرامتهم كي لا يحتاجوا أحداً.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الجانب الصحي يركز على مرحلة تأهيل الجرحى ليعودوا فاعلين في أسرهم ومجتمعهم والعمل حالياً على تركيب الأطراف والأدوات المساعدة لهم للاستمرار في حياتهم دون أن يكونوا بحاجة إلى مساعدة أحد، موضحاً أن مساعدة الجرحى ليست رداً للجميل، فعندما يخسر الشخص روحه لا يكون رد الجميل لعائلته بشكل مادي وعندما يخسر جزءاً من صحته أو عضواً من جسده، كذلك لا يكون رد الجميل مادياً لأن ما قدموه لا يقارن بثمن ومهما قدم لهم يظل أقل من بسيط بالنسبة لما قدموه.
وقال الرئيس الأسد: إن الشي الوحيد الذي يعادل التضحيات التي تم تقديمها سواء كانت بالروح أو بالصحة أو بالجسد هي فقط سلامة الوطن وعندما يعود سالماً أعتقد أن كل واحد من الجرحى سيقول.. أحس بأن يدي عادت ورجلي عادت وعيني وصحتي، كذلك وهذا الأمر ينطبق على عائلة كل شهيد ستشعر عندما يعود الأمان إلى الوطن أن دماء ابنها هي التي أعادت الأمن إلى الوطن وأن ابنها عاد من جديد.
وختم الرئيس الأسد بالقول: طالما هناك أمهات مثلكم يربون الأبطال فإن سورية ستكون بخير.
وانطلق برنامج “جريح الوطن” قبل عام في خطوات عملية حقيقية عبر تركيب الأطراف، وتأمين مشروع منتج للجرحى، وهو مستمر في التواصل مع جميع الجرحى أصحاب العجز الكلي لتقديم الدعم والمساعدة لهم.
ويهدف المشروع إلى الاستفادة من كل الموارد والطاقات لتخفيف آلام الجرحى وعلاجهم وتأهيلهم لتمكينهم من العودة إلى المجتمع والاندماج فيه.
وتمت خلال عام 2015 زيارة 435 جريحاً ممن لديهم عجز كلي ومساعدتهم كل حسب احتياجاته، إضافة إلى تنفيذ 285 مشروعاً إنتاجياً معهم لتأمين مورد لهم والاعتماد على أنفسهم.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 21/3/2016)