بالتزامن مع عيد الشهداء في سورية وعيد النصر في روسيا أقيم أمس الخميس بمدينة تدمر حفل أوركسترا مسرح مارينسكي الروسي السيمفونية على مسرح تدمر الأثري بينما ستقام احتفالية ثقافية ثانية اليوم الجمعة برعاية السيد الرئيس بشار الأسد تخليدا للشهداء بعنوان “بوابة الشمس” على المسرح الروماني بتدمر بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والفرقة الوطنية للموسيقا العربية وأوركسترا ماري وجوقة الفرح.
وأقيم مساء أمس حفل أوركسترا مسرح مارينسكي الروسي بقيادة المايسترو فاليري غيرغيف على مسرح تدمر الأثري وسط حضور رسمي وشعبي حيث تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المشاركين في الحفل عبر جسر تلفزيوني وشكر القائمين على هذه المبادرة الثقافية الإنسانية الرائعة.
وقال بوتين في كلمته “إن هذه المبادرة رمز للشكر والذكرى والرجاء وهي تعبر عن الشكر لجميع أولئك الذين يحاربون الإرهاب ويضحون بحياتهم كما أنها تأتي تخليدا لذكرى جميع ضحايا الإرهاب بغض النظر عن الأماكن والتواقيت التي وقعت فيها هذه الجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف بوتين “إن هذه المبادرة أيضا رمز لأمل بعث ليس في تدمر فحسب وإنما في خلاص الحضارة الحديثة من هذه العدوى المروعة التي هي الإرهاب الدولي”.
وأكد بوتين أن أي نجاح في محاربة الإرهاب يجب أن يقيم كانتصار مشترك من قبل الجميع دون استثناء وعندها سيصبح الانتصار على الإرهاب ممكنا وأن أي ضحية للإرهاب يجب أن تقيم كخسارة شخصية وعندما نتعامل مع هذا الشر المطلق بهذا المنطق يمكننا الانتصار عليه.
وفي تصريح للصحفيين قال وزير الثقافة الروسي فلاديمير مادينسكي “نحن ضد كل الجرائم الإرهابية التي قام بها الإرهابيون في سورية” معتبرا هذا الحفل وعودة الثقافة والفن إلى مسرح تدمر التاريخي رسالة للعالم كله مفادها بأن الإرهاب لا دين ولا عرق له.
وأضاف مادينسكي “نحن نعرف كيف كانت الحياة في سورية منذ عشرات السنين وكذلك الحياة في تدمر” مؤكدا أن كل الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الإرهابيون اليوم في سورية هي أعمال بربرية تشبه ما فعلته النازية والفاشية.
من جهته قال المخرج العالمي نجدت أنزور في تصريح لمراسل سانا إن “السوريين الشرفاء بالتعاون مع الأصدقاء ولاسيما روسيا الاتحادية استطاعوا تحرير مدينة تدمر وإعادة الألق إلى مسرحها العريق من خلال هذا الاحتفال الذي يؤكد الحضارة السورية وذلك بعد ان تحول يوما ما إلى مسرح للجريمة على يد تنظيم داعش الإرهابي” متمنيا أن يتكرر هذا الحدث العظيم في كل المناطق السورية بعد أن يتم تطهير سورية بالكامل من دنس الإرهاب.
وقالت الفنانة ديما قندلفت في تصريح لـ سانا إن “هذا المسرح شهد جرائم ضد الإنسانية على يد تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يعرف سوى ثقافة الموت والقتل بينما السوريون لا يعرفون سوى ثقافة الحياة التي تشبههم والمحبة والفرح والسلام والفن والموسيقا” مؤكدة أن هذه السيمفونية التي استمع الجميع إليها اليوم ما هي إلا رسالة محبة وسلام للعالم أجمع.
حضر الحفل ممثلو 14 دولة عضوا في منظمة اليونيسكو وما يزيد على 150 إعلاميا يمثلون وسائل إعلام عالمية من روسيا والصين وأمريكا وبريطانيا وألمانيا والدانمارك وسويسرا.
كما حضر الحفل وزير الثقافة عصام خليل ومحافظ حمص طلال البرازي وعدد من علماء الآثار ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وحشد من أهالي مدينة تدمر.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 6/5/2015)