مجزرة جديدة وسطور من الإجرام رسمها المرتزقة الإرهابيون بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في قرية الزارة التي تقع في أقصى الجنوب من مدينة حماة بحدود 30 كيلومترا.
عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين هي حصيلة هذا الإرهاب الدامي وأعمال تنكيل ونهب وسلب وهدم للمنازل أشبه ما يكون بالإبادة الممنهجة التي ارتكبت بحق هؤلاء من قبل تنظيم “جبهة النصرة” وما يسمى “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق حمص” و”كتائب أهل السنة” و”أجناد حمص”.
سانا التقت عددا من الناجين من المجزرة الذين أكدوا فداحة وهول ما حصل في اللحظات الأولى للهجوم الغادر حيث قال أحمد القاسم مختار قرية الزارة أن كلماتي تعجز عن وصف دموية ومأساة ما رأيته من إرهابيين تكفيريين هاجموا المدنيين العزل بأعداد كبيرة كأنهم كلاب مسعورة بعد أن تسللوا تحت جنح الظلام حيث كان الأهالي نياما في منازلهم ومنذ اللحظات الأولى بدؤوا باستهداف المنازل بقذائف الأر بي جي ليفتحوا ثغرات فيها ومن ثم اقتحام المنازل من هذه الثغرات كي لا يتيحوا للمدنيين الدفاع عن أنفسهم.
ولفت القاسم إلى أن الكثير من العائلات تم قتلها بالكامل أثناء نومها والتي هي في غالبها من الأطفال والنساء والشيوخ إضافة إلى ذبح الكثير منهم بالسكاكين التي يحملها الإرهابيون لهذا الغرض معبرا عن هول ما شاهده قبل فراره مع المئات من أبناء القرية.
وأوضح محمد الأسعد أحد الناجين من المجزرة أن الإرهابيين هاجموا القرية من جهة حربنفسه ودخلوا منازل الحي الغربي أولا وكانت غالبية المفقودين والشهداء من هذا الحي ومع سماع صوت الرصاص والقذائف هب بقية أفراد القرية للدفاع عن أنفسهم مع محاولة الإرهابيين قطع الطريق الرئيسي للقرية واندفع الكثير من الشباب لفتح الطريق للأسر الباقية للمرور والهروب نحو الأراضي الزراعية بين الصخور التي أمنت تغطية لهم ولولا تلك التلال وتضحيات أبناء القرية الشهداء لتمت ملاحقتنا من الإرهابيين وتمت إبادة جميع أهالي القرية.
وتساءل الأسعد لماذا هذا الصمت الدولي ألم يشاهدوا ما حصل بأطفال تم التنكيل بجثثهم بأفظع الأساليب التي لم تعرفها البشرية من قبل… ألم يشاهدوا كيف تم التنكيل بجثث النساء التي ذبحت من قبل مرتزقة أتوا إلينا من كل أصقاع الأرض.
وأكد محسن الأسعد أحد الناجين أننا بعد أن شردنا في الحقول التجأنا إلى القرى المجاورة ومنها إلى مساكن المحطة الكهربائية حيث تمت استضافتنا في منازل العمال.. ونحن على ثقة بأبطال الجيش العربي السوري لنعود إلى قريتنا بعد تطهيرها لنعيد بناء ما خربه ودمره الإرهاب القذر.
وأكد منذر القاسم من أهالي القرية أن المسلحين لم يكتفوا بقتل أبناء القرية والتنكيل بهم بل عمدوا إلى نهب جميع الموجودات من آليات ومن مواسم وأرزاق الأهالي حيث تم نقلها إلى الرستن والحولة عبر نهر العاصي إضافة إلى هدم المنازل وحرق للحقول والبساتين والأراضي الزراعية في عملية تدمير وإبادة ممنهجة لم يسبق لها مثيل إلا عند العثمانيين والأتراك موضحاً أن ثمن هذه الجريمة النكراء يجب أن يكون بالقضاء على كل أشكال الإرهاب.
وتمنى يوسف الرعي مواطن من القرية الرد السريع من قبل عناصر وأفراد قوات الجيش العربي السوري على هؤلاء المرتزقة ذوي القلوب السوداء والمتحجرة وعدم الرحمة معهم لأنهم شياطين الأرض.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 16/5/2015)